شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : غار حراء .. مكة المكرمة


ثروت كتبي
01-21-2011, 05:37 PM
غار حراء .. المعالم التاريخية .. مكة المكرمة


يقع هذا الغار بأعلى قمة جبل حراء من الناحية الجنوبية الغربية ، كان هذا الجبل على بعد عدة كيلو مترات من مكة المكرمة شمالاً شرقياً ، ثم امتد إليه العمران حتى وصل إلى سفوحه الجنوبية والشمالية والغربية . فأصبح الجبل على الحافة الشمالية والشرقية لحي حيدث يعرف باسم حي جبل النور ، يقابله من الناحية الجنوبية جبل ثبير ، ويصعد إلى الغار من طريق متعرجة وعرة من أسفل مقدمة الجبل من الناحية الجنوبية ، وهو طريق اعتاد الحجاج والزوار الصعود منه إلى قمة الجبل ، إذ لا يوجد طريق غيره .
كان اسم هذا الجبل ثبير الأعرج ، ثم عرف باسم : جبل حراء ، ولكن المكيون يفضلون تسميته باسم : جبل النور ، لاشعاع نور الإسلام منه ، وهو الجبل الذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعبد في غاره قبل البعثة ، ثم تشرف بنزول أول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، في قوله تعالى : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ 1 خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ 2 اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ 3 الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ 4 عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } ، [العلق : 1-5] .
كما زاره البتنوني ووصفه بقوله : "ومن الأماكن المقدسة غار حراء : وهو الغار الذي كان يتعبد فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، ومساحته تقرب من ثلاثة أمتار في مترين" .
ووصفه إبراهيم رفعت باشا بقوله : "وقد صعدنا هذا الجبل في 35 ق مع أن ارتفاعه حوالي 200 متر ، ولكنه يكاد يكون عمودياً ، فلذا كان صعب المرتقى ، واضطررنا إلى الاستراحة مرتين أثناء الصعود وأغمى على بعض الضباط ، ولولا ما معنا من الماء الذي رششنا به وجهه لحصل مالا تحمد عقباه ، ولذا يجمل بمن رام صعوده أن يستصحب بعض المياه خصوصاً في آونة الحر ، وقبل أن نصل إلى قنة الجبل بثلاث دقائق وجدنا خزاناً تحت الجبل لحفظ مياه المطر يبلغ طوله 8 أمتار في عرض 6 وعمق 4 وله درح للوصول إلى قاعه وكان خاوياً من الماء ، ووجدنا بجانبه إمرأة عربية تصنع القهوة والشاي للزائرين في موسم الحج وتبيعهما بالثمن ، وقد تناولنا من شايها وقهوتها وفرشت لنا بساطاً من الصوف ، ومكثنا في حضرتها نصف ساعة ، ونقدناها الثمن مضاعفاً مكافأة على ما قدمت ، ثم نسنمنا ذروة الجبل .. والإنسان ينحدر إليه من قنة الجبل على درج حجري غير منتظم أشبه بالسلم ، والبعد بينه وبين القبة نحو 50 متراً ، وهذا الغار عبارة عن فجوة بابها نحو الشمال تسع نحو خمسة أشخاص جلوساً وارتفاعه قامة متوسطة ، وقد صلينا فيه ودعونا ووجدنا هنالك بعض الحجاج من الأتراك يزورون هذه الآثار" .


المراجع
أ.د ناصر بن علي الحارثي ، الآثار الإسلامية في مكة المكرمة ، ص79-80 .