جمانة كتبي
06-17-2011, 10:28 PM
الفرق بين المنافسة والحسد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد أيها الإخوة والأخوات .. فهذا حديث ذو شأن ~
كثـُر في زماننا هذا ،، وعظُم المصاب ! فأحببت نشر الوعي والحث على الطيب وترك الخبيث المُمرض .
فلنبحر معاً في ورقة من أوراق أئمة العلم ، سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين ..
فلنكن لهم خير خلف بتعلم العلم ممَا تركوه لنا من كتب ..
فلنتوكل على الله ولنبدأ ~
* معنى المنافسة :~
الفرق بين المنافسة والحسد ، أن المنافسة : المبادرة إلى الكمال الذي تشاهد من غيرك ، فتنافسه فيه حتى تلحقه أو تجاوزه ، فهي من شرف النفس وعلو الهمة ، وكبر القدر ...
قال تعالى : {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} المطففين : 26.
وأصلها من الشيء النفيس الذي تتعلق به النفوس طلبا ورغبة ، فلتنافس فيه كل من النفسين الأخرى ، وربما فرحت إذا شاركتها فيه . كما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتنافسون في الخير ، ويفرح بعضهم ببعض باشتراكهم فيه ، بل يحض بعضهم بعضاً عليه مع تنافسهم فيه ، وهي نوع من المسابقة وقد قال تعالى : {فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ} البقرة : 148.
وقال تعالى : { سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ } الحديد : 21.
وكان عمر بن الخطاب يسابق أبا بكر رضي الله عنهما فلم يظفر بسبقه أبداً ، فلمّا علم أنه قد استحق الإمامة . قال : والله لا أسابقك إلى شيء أبداً ، وقال : والله ما سابقته إلى خير إلا وجدته قد سبقني إليه .
والمتنافسان كعبدين بين يدي سيدهما يتباريان ويتنافسان في مرضاته ويتسابقان إلى محابِّه ، فسيدهما يعجبه ذلك منهما ، ويحثهما عليه ، وكل منهما يحب الآخر ويحرضه على مرضاة سيده .
* معنى الحسد :~
والحسد : خلق نفس ذميمة وضيعة ساقطة ، ليس فيها حرص على الخير ، فلعجزها ومهانتها تحسد مَن يكسب الخير والمحامد ويفوز بها دونها ، ويتمنى أن لو فاته كسبها حتى يساويها في العدم ، كما قال تعالى : {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء} النساء : 89. وقال تعالى : {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} البقرة : 109..
* المنافس والحاسد :~
الحسود عدو النعمة متمنٍ زوالها عن المحسود كما زالت عنه هو ، والمنافس مسابق النعمة متمنٍ تمامها عليه وعلى من ينافسه فهو ينافس غيره ، أن يعلو عليه ويحب لحاقه به ، أو مجاوزته له في الفضل . والحسود يحب انحطاط غيره حتى يساويه في النقصان !
وأكثر النفوس الفاضلة الخيـِّرة تنتفع بالمنافسة ، فمَن جعل نصب عينيه شخصاً من أهل الفضل والسبق فنافسه انتفع به كثيراً ، فإنه يتشبه به ويطلب اللحاق به والتقدم عليه ، وهذا لا نذمه وقط يطلق اسم ( الحسد على المنافسة المحمودة ! ) كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم :
" لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن ، فهو يقوم به أناء الليل وآناء النهار . ورجل آتاه الله مالاً ، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار " صحيح مسلم.
http://www.muslmh.com/upload/Ecards/1028.jpg" alt=""/>
فهذا حسد منافسة وغبطة يدل على علو همة صاحبه وكبر نفسه وطلبها للتشبه بأهل الفضل .
* من درر الأقوال :~
· عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ، أو قال العشب " رواه أبو داود .
· قال بعض السلف : الحسدُ أول ذنبيٍ عُصي الله به في السماء – يعني حسد إبليس لآدم عليه السلام – وأول ذنبٍ عُصي الله به في الأرض – يعي حسد ابن آدم لأخيه حتى قتله - .
· قال بعض الحكماء : للهِ درُّ الحسد ما أعدله ! بدأ بصاحبهِ فقتله ..
مَن نافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة ~
المصادر :~
كتاب [ الروح – للإمام ابن القيم الجوزية – تحقيق عصام الدين الصبابطي ]
كتاب [ دليل السائلين – جمع أنس إسماعيل أبو داوُد ]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد أيها الإخوة والأخوات .. فهذا حديث ذو شأن ~
كثـُر في زماننا هذا ،، وعظُم المصاب ! فأحببت نشر الوعي والحث على الطيب وترك الخبيث المُمرض .
فلنبحر معاً في ورقة من أوراق أئمة العلم ، سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين ..
فلنكن لهم خير خلف بتعلم العلم ممَا تركوه لنا من كتب ..
فلنتوكل على الله ولنبدأ ~
* معنى المنافسة :~
الفرق بين المنافسة والحسد ، أن المنافسة : المبادرة إلى الكمال الذي تشاهد من غيرك ، فتنافسه فيه حتى تلحقه أو تجاوزه ، فهي من شرف النفس وعلو الهمة ، وكبر القدر ...
قال تعالى : {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} المطففين : 26.
وأصلها من الشيء النفيس الذي تتعلق به النفوس طلبا ورغبة ، فلتنافس فيه كل من النفسين الأخرى ، وربما فرحت إذا شاركتها فيه . كما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتنافسون في الخير ، ويفرح بعضهم ببعض باشتراكهم فيه ، بل يحض بعضهم بعضاً عليه مع تنافسهم فيه ، وهي نوع من المسابقة وقد قال تعالى : {فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ} البقرة : 148.
وقال تعالى : { سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ } الحديد : 21.
وكان عمر بن الخطاب يسابق أبا بكر رضي الله عنهما فلم يظفر بسبقه أبداً ، فلمّا علم أنه قد استحق الإمامة . قال : والله لا أسابقك إلى شيء أبداً ، وقال : والله ما سابقته إلى خير إلا وجدته قد سبقني إليه .
والمتنافسان كعبدين بين يدي سيدهما يتباريان ويتنافسان في مرضاته ويتسابقان إلى محابِّه ، فسيدهما يعجبه ذلك منهما ، ويحثهما عليه ، وكل منهما يحب الآخر ويحرضه على مرضاة سيده .
* معنى الحسد :~
والحسد : خلق نفس ذميمة وضيعة ساقطة ، ليس فيها حرص على الخير ، فلعجزها ومهانتها تحسد مَن يكسب الخير والمحامد ويفوز بها دونها ، ويتمنى أن لو فاته كسبها حتى يساويها في العدم ، كما قال تعالى : {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء} النساء : 89. وقال تعالى : {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} البقرة : 109..
* المنافس والحاسد :~
الحسود عدو النعمة متمنٍ زوالها عن المحسود كما زالت عنه هو ، والمنافس مسابق النعمة متمنٍ تمامها عليه وعلى من ينافسه فهو ينافس غيره ، أن يعلو عليه ويحب لحاقه به ، أو مجاوزته له في الفضل . والحسود يحب انحطاط غيره حتى يساويه في النقصان !
وأكثر النفوس الفاضلة الخيـِّرة تنتفع بالمنافسة ، فمَن جعل نصب عينيه شخصاً من أهل الفضل والسبق فنافسه انتفع به كثيراً ، فإنه يتشبه به ويطلب اللحاق به والتقدم عليه ، وهذا لا نذمه وقط يطلق اسم ( الحسد على المنافسة المحمودة ! ) كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم :
" لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن ، فهو يقوم به أناء الليل وآناء النهار . ورجل آتاه الله مالاً ، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار " صحيح مسلم.
http://www.muslmh.com/upload/Ecards/1028.jpg" alt=""/>
فهذا حسد منافسة وغبطة يدل على علو همة صاحبه وكبر نفسه وطلبها للتشبه بأهل الفضل .
* من درر الأقوال :~
· عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ، أو قال العشب " رواه أبو داود .
· قال بعض السلف : الحسدُ أول ذنبيٍ عُصي الله به في السماء – يعني حسد إبليس لآدم عليه السلام – وأول ذنبٍ عُصي الله به في الأرض – يعي حسد ابن آدم لأخيه حتى قتله - .
· قال بعض الحكماء : للهِ درُّ الحسد ما أعدله ! بدأ بصاحبهِ فقتله ..
مَن نافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة ~
المصادر :~
كتاب [ الروح – للإمام ابن القيم الجوزية – تحقيق عصام الدين الصبابطي ]
كتاب [ دليل السائلين – جمع أنس إسماعيل أبو داوُد ]