ثروت كتبي
02-01-2011, 06:58 PM
رباط داود باشا .. رباط الداودية
الأربطة المكية في العهد العثماني
اسم هذا الرباط على اسم صاحبه ، وهو داود باشا الخادم والي مصر ، "كانت ولايته على مصر (7/1/945-13/3/956هـ / 1538-1549م) ، وكان رجلاً حليماً باذلاً كريماً محباً للعلماء" .
وكان هذا الرباط يقع عند باب العمرة ، في حين ذكرت إحدى الوثائق أن الرباط كان يقع عند باب إبراهيم ، بينما ذكر الطبري أن الرباط كان يقع بين باب العمرة وباب إبراهيم ، من أبواب المسجد الحرام في الجهة الغربية منه ، كما ذكر المغربي أن الرباط كان يقع بين باب السدة وباب الباسطية ، من أبواب المسجد الحرام في الجهة الشمالية منه . وقد سمي أحد أبواب المسجد الحرام من تلك الجهة الغربية بباب الداودية . فيظهر مما تقدم أن الروايات اختلف في تحديد موقعه ، ولكن بعد الرجعوع إلى كبار السن وسؤالهم عن موقعه ، ذكروا أنه كان يقع عند باب الداودية فيما بين باب إبراهيم وباب العمرة في الجهة الغربية من المسجد الحرام .
أما عن تاريخ وقف الرباط ، فقد ذكرت الوثيقة أنه وقف في (8/3/956هـ / 1549م) . وكان لهذا الرباط أوقاف موقوفة عليه ، ولكن استولت أيدي المتولين على إيراداته ، وغيره من الأوقاف الأخرى للواقف .
وقد ذكر الطبري في كتابه "إنباء البرية" مثالاً لحلقة علم كانت تقام بالرباط لتدريس صحيح الإمام البخاري سنة (999هـ / 1590م) .
وقد حفظت لنا النصوص التاريخية أسماء بعض من نزلوا الرباط وسكنوا فيه ، وهك :
1. المحدث عبد القادر بن محمد إمام المسجد الحرام : كانت له حلقة علمية يدرس فيها صحيح البخاري ، وكان قد أجاز بعض طلبته ، منهم الشيخ أحمد الشربيني في ختام سنة (999هـ / 1591م) .
2. السيد محمود الهندي الغوثي : كان أحد الفضلاء المشهورين بالمواظبة على أداء الصلوات في أوقاتها بالمسجد الحرام ، بالإضافة على كثرة الطواف والعبادة .
3. السيد محمد بن أ؛مد المشيشي : حفظ القرآن ، وجاور بمكة المكرمة والمدينة المنورة مدة زمنية عرف فيها بالصلاح والخير .
4. سعيد بن عبد الرحمن بابقي الشيباني الشافعي (936-1017هـ / 1529-1608م) : حفظ القرآن ، وطلب العلم ، وارتحل من أجله إلى أن ذاع صيته ، واستقر بمكة المشرفة ، وتوفي بها .
5. الشيخ جمال الهندي (1000-1073هـ / 1591-1662م) : حفظ القرآن الكريم ، وتعلم القراءات بالمدينة المنورة ، وأخذ عنه جملة منالناس في مكة المكرمة والمدينة المنورة والأحساء ونجد ، اشتهر بالأخلاق الفاضلة والشيم الحميدة .
6. عيسى بن محمد بن محمد بن أحمد بن عامر الثعالبي الهاشمي المغربي (1020-1080هـ / 1611-1669م) : نشأ وتعلم على أيدي العلماء ، وارتحل في طلب العلم إلى أن جاء مكة المشرفة ، وحج سنة (1062هـ / 1652م) ، وجاور بها ثلاث سنين ، ثم رحل عنها ، ثم عاد إليها فدرس بالمسجد الحرام ، وله عدة مؤلفات ، منها "مقاليد الأسانيد" ، و "فهرسة البابلي" .
7. الشيخ عبد الخالف بن عبد الكريم الحسني الهندي (قبل 1000 – بعد 1090هـ / 1591-1679م) : حفظ القرآن في بلده ، ثم رحل إلى مكة المكرمة ، وحج وتوطن بها إلى أن مات .
8. الشيخ عبد الله سراج الرومي الحنفي (توفي 1250هـ ونيف / 1824م ونيف) : أخذ العلم على يد علماء بلده ، ثم رحل إلى مكة المكرمة فجاور بها ، وعرف بالخير والصلاح .
9. عبد الكريم بن حمزة الداغستاني الشافعي (1267-1338هـ / 1850-1919م) : كان حفاظاً للقرآن الكريم ، وتعلم شتى العلوم ، وارتحل في طلبها ، ثم جاء إلى مكة المشرفة وجاور بها ، ودرس بالمسجد الحرام وبخلوته في جميع العلوم ، عرف بالعلم والفضل والإخلاص والتواضع وكثرة العبادة .
10. محمد بن علي الرهبيني الشافعي المكي (1286-1351هـ / 1869-1932م) : ولد بمكة المشرفة ونشأ بها ، وحفظ القرآن وكثيراً من المتون ، ودرس بالمسجد الحرام ، وأيضاً في خلوته للطلاب الأندونيسيين ، عرف بالعلم والفضل .
وكان هذا الرباط منذ نشأته مقصد كبار الشخصيات ورجال الحكومة . وقد ذكرت بعض المصادر أن رباط الداودية كان أحد الأربطة الكبيرة والمشهورة في مكة المشرفة ، لاسيما إذا علمنا أن معظم بيوت مكة المشرفة تتكون من طابقين إلى خمسة طوابق ، وقد كان يدخل منه إلى المسجد الحرام ، وتطل بعض الشرفات على الحرم الشريف والكعبة المشرفة .
المرجع
الأربطة بمكة المكرمة في العهد العثماني ، حسين عبد العزيز شافعي ، بتصرف .
الأربطة المكية في العهد العثماني
اسم هذا الرباط على اسم صاحبه ، وهو داود باشا الخادم والي مصر ، "كانت ولايته على مصر (7/1/945-13/3/956هـ / 1538-1549م) ، وكان رجلاً حليماً باذلاً كريماً محباً للعلماء" .
وكان هذا الرباط يقع عند باب العمرة ، في حين ذكرت إحدى الوثائق أن الرباط كان يقع عند باب إبراهيم ، بينما ذكر الطبري أن الرباط كان يقع بين باب العمرة وباب إبراهيم ، من أبواب المسجد الحرام في الجهة الغربية منه ، كما ذكر المغربي أن الرباط كان يقع بين باب السدة وباب الباسطية ، من أبواب المسجد الحرام في الجهة الشمالية منه . وقد سمي أحد أبواب المسجد الحرام من تلك الجهة الغربية بباب الداودية . فيظهر مما تقدم أن الروايات اختلف في تحديد موقعه ، ولكن بعد الرجعوع إلى كبار السن وسؤالهم عن موقعه ، ذكروا أنه كان يقع عند باب الداودية فيما بين باب إبراهيم وباب العمرة في الجهة الغربية من المسجد الحرام .
أما عن تاريخ وقف الرباط ، فقد ذكرت الوثيقة أنه وقف في (8/3/956هـ / 1549م) . وكان لهذا الرباط أوقاف موقوفة عليه ، ولكن استولت أيدي المتولين على إيراداته ، وغيره من الأوقاف الأخرى للواقف .
وقد ذكر الطبري في كتابه "إنباء البرية" مثالاً لحلقة علم كانت تقام بالرباط لتدريس صحيح الإمام البخاري سنة (999هـ / 1590م) .
وقد حفظت لنا النصوص التاريخية أسماء بعض من نزلوا الرباط وسكنوا فيه ، وهك :
1. المحدث عبد القادر بن محمد إمام المسجد الحرام : كانت له حلقة علمية يدرس فيها صحيح البخاري ، وكان قد أجاز بعض طلبته ، منهم الشيخ أحمد الشربيني في ختام سنة (999هـ / 1591م) .
2. السيد محمود الهندي الغوثي : كان أحد الفضلاء المشهورين بالمواظبة على أداء الصلوات في أوقاتها بالمسجد الحرام ، بالإضافة على كثرة الطواف والعبادة .
3. السيد محمد بن أ؛مد المشيشي : حفظ القرآن ، وجاور بمكة المكرمة والمدينة المنورة مدة زمنية عرف فيها بالصلاح والخير .
4. سعيد بن عبد الرحمن بابقي الشيباني الشافعي (936-1017هـ / 1529-1608م) : حفظ القرآن ، وطلب العلم ، وارتحل من أجله إلى أن ذاع صيته ، واستقر بمكة المشرفة ، وتوفي بها .
5. الشيخ جمال الهندي (1000-1073هـ / 1591-1662م) : حفظ القرآن الكريم ، وتعلم القراءات بالمدينة المنورة ، وأخذ عنه جملة منالناس في مكة المكرمة والمدينة المنورة والأحساء ونجد ، اشتهر بالأخلاق الفاضلة والشيم الحميدة .
6. عيسى بن محمد بن محمد بن أحمد بن عامر الثعالبي الهاشمي المغربي (1020-1080هـ / 1611-1669م) : نشأ وتعلم على أيدي العلماء ، وارتحل في طلب العلم إلى أن جاء مكة المشرفة ، وحج سنة (1062هـ / 1652م) ، وجاور بها ثلاث سنين ، ثم رحل عنها ، ثم عاد إليها فدرس بالمسجد الحرام ، وله عدة مؤلفات ، منها "مقاليد الأسانيد" ، و "فهرسة البابلي" .
7. الشيخ عبد الخالف بن عبد الكريم الحسني الهندي (قبل 1000 – بعد 1090هـ / 1591-1679م) : حفظ القرآن في بلده ، ثم رحل إلى مكة المكرمة ، وحج وتوطن بها إلى أن مات .
8. الشيخ عبد الله سراج الرومي الحنفي (توفي 1250هـ ونيف / 1824م ونيف) : أخذ العلم على يد علماء بلده ، ثم رحل إلى مكة المكرمة فجاور بها ، وعرف بالخير والصلاح .
9. عبد الكريم بن حمزة الداغستاني الشافعي (1267-1338هـ / 1850-1919م) : كان حفاظاً للقرآن الكريم ، وتعلم شتى العلوم ، وارتحل في طلبها ، ثم جاء إلى مكة المشرفة وجاور بها ، ودرس بالمسجد الحرام وبخلوته في جميع العلوم ، عرف بالعلم والفضل والإخلاص والتواضع وكثرة العبادة .
10. محمد بن علي الرهبيني الشافعي المكي (1286-1351هـ / 1869-1932م) : ولد بمكة المشرفة ونشأ بها ، وحفظ القرآن وكثيراً من المتون ، ودرس بالمسجد الحرام ، وأيضاً في خلوته للطلاب الأندونيسيين ، عرف بالعلم والفضل .
وكان هذا الرباط منذ نشأته مقصد كبار الشخصيات ورجال الحكومة . وقد ذكرت بعض المصادر أن رباط الداودية كان أحد الأربطة الكبيرة والمشهورة في مكة المشرفة ، لاسيما إذا علمنا أن معظم بيوت مكة المشرفة تتكون من طابقين إلى خمسة طوابق ، وقد كان يدخل منه إلى المسجد الحرام ، وتطل بعض الشرفات على الحرم الشريف والكعبة المشرفة .
المرجع
الأربطة بمكة المكرمة في العهد العثماني ، حسين عبد العزيز شافعي ، بتصرف .