شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : أجناس الأطعمة .. مكة المكرمة


ريمة مطهر
02-01-2011, 02:47 PM
أجناس الأطعمة .. مكة المكرمة

تنوعت الأطعمة والموائد المختلفة في مكة والمدينة وجدة بين الحلو والمالح والحامض ، وعلى وجه الخصوص المائدة المكية التي اكتسبت من ثقافتها المتنوعة والمتعددة ، فتجد فيها جميع الأنواع من الأطعمة منها العربي ، كالشامي ومنها الكبة ، والمصري ومنها الكشري ، والمحضرمي ومنها اللخم والنيذ ، والمغربي ومنها الكسكسو ، ومنها الآسيوي كالجاوي والإندونيسي ومنها الساتي ، والأفغاني ومنها التميز ، والأفريقي ، كالسوداني ومنها الكسري والكنونية ، والنيجيري ومنها عصيدة الدخن . وفي هذا توفير لأكثر أنواع الأطعمة للحجاج القادمين لأداء فريضة الحج ، يجدونها هنا كما هي في بلادهم .

وفي مكة أيضاً تجد جميع أنواع الفاكهة الموجودة في العالم تجدها حتى في غير موسمها ، سواء كانت طازجة طرية أو يابسة مجففة ، وكل هذا أتى بدعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام في قول الله تعالى : ( وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) . [ إبراهيم : 37 ] ( يجبى إليه ثمرات كل شئ رزقاً من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون ) [ القصص : 57 ] .

بالإضافة إلى وجود المأكولات السريعة الحديثة التي غزت العالم بأسره . وكان أهل مكة في هذه المناسبات يقدمون الحجاج الوافدين الأطعمة خاصة ، يروون مع الحجاج الوافدين القصص والحكايات الفكاهية ويبثون روح التنوع دون تفرقة أو منابزة بالألقاب ، بل يقدمون لهم أصنافاً من الأطعمة والشراب ، خصوصاً أيام الطوافة في الحج ، وفي شهر رمضان الكريم في موائد الإفطار ، والجلوس معهم بعد صلاة التراويح حيث كانوا يجلسون للسمر في المراكيز والمقاعد الاجتماعية ، داخل الحارات وفي واجهة دكاكينهم ومحلاتهم التجارية .

وكانت أحاديثهم تدور في المائدة أثناء تناول الطعام ولا ينبذون أو يعيبون لهم طعاماً ، وهذا النهج من سنن سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم حينما أكل الضب على مائدته ولم يأكله أو يعبه واكتفى حينما سُئل عن عدم أكله منه بقوله : " لم يكن بأرض قومي " .

وهذا أيضاً من الآداب المحمودة ؛ أي : التحدث على مائدة الطعام ، خاصة التحدث إلى الضيف وملاطفته بألوان من أحاديث الفرح والسرور ذات العلاقة ، هكذا كانوا ، أما اليوم فلا نكاد نسمع يمثل هذه الفكاهات والحكايات العذبة اللطيفة .

المرجع
صور من تراث مكة المكرمة في القرن الرابع عشر الهجري ، الجزء الأول ، عبد الله محمد أبكر . بتصرف .