د.نجاة مكي
05-13-2011, 01:55 PM
وظيفة الفن
بين التاريخ والفن يأخذ الفن التشكيلي مكانه كحقيقة منبثقة من دوافع القيم الروحية والموضوعية التي تؤكد وجود الإنسان في الزمان والمكان ، كما أنه مادة للتداول البصري علي مر العصور والحضارات،فالحضارة هي كل مظاهر النشاط الإنساني من علم وأدب وفن ، وهناك من يميز بين جانبين من مكونات الحضارة ، الجانب المادي الذي يتمثل في تلك الإنجازات العلمية والتقنية ، والجانب الروحي وهذا يمثله الأدب والفن ، والحضارة لا يمكن الفصل بين مكوناتها ، فهي فاعلية إنسانية تمتلك رؤية إبداعية لكل جوانب الكون والطبيعة والإنسان ، وآداة هذه الرؤية المظاهر المختلفة للنشاطات البشرية ، لذا فإن وظيفة الفن المهمة أن يكشف عما في الطبيعة والإنسان من جمال ، فهو نشاط إنساني يتضمن جميع الفنون البصرية والموسيقية والأدبية والمسرحية ،أي كل أنواع المهارة والإنتاج التي تنتج نوعا من الخبرة الجمالية من وجهة نظر الفنان ، وتتضمن تلك الخبرة التعبير والتوصيل للخبرات الوجدانية الخاصة بالفنان .
والتعبير الفني من الحاجات الضرورية في تاريخ البشرية، لقد بدأ هذا الاهتمام في رسوم جدران الكهوف والوشم ،والأزياء والملبس ومكملات الزينه، والمسكن وغيرها ، والمتتبع لتطور الحياة البشرية يجد أن هذا الدافع ظل ملازما للإنسان ، فالجمال غريزة في نفسه ، والفنون بكل أنواعها برزت إلي عالم الوجود بوحي من النفس البشرية ،وإلهام من الطبيعة ، ولقد بينت كثير من دراسات علم النفس الحديث أن الحاجات النفسية للفرد تنقسم إلي : حاجات معرفية، وحاجات جمالية وفنية ،وحاجات عاطفية انفعالية، وحاجات إجتماعية ، وأخيرا حاجات قيمية ، فالحاجات المعرفية تتصل بالكشوفات والمغامرات والفهم والتوجيه ، بينما تشتمل الحاجات الفنية الجمالية علي الإبداع والابتكاروالتذوق والاتصال الشعوري بالحياة ، كما أن الحاجات العاطفية الانفعالية تختص بالإنجاز والكفاءة والقدرة والمسئولية والشخصية، والحاجات الاجتماعية ترتبط بالانتماء وتقدير الآخرين والتقدم في المجال المهني ن وأخيرا فإن الحاجات القيمية تتضمن النظام والمثل العليا والخلق .
أن الفن مهما اختلف مظهره مرتبط بالحياة إرتباطا وثيقا ، فهو ُينقّي الحياة ويهذب أخلاقياتها ،وينقد الجوانب السلبية منها، ويصورها بحلوها ومرها ،لكنه يعيد تشكيلها لتظهر أكثر نظاما وأفضل خلقا وأعمق مغزي ،كما أن الفن التشكيلي من الوجهة التربوية له أبعاد أخري وهي مساهمته بالتأثير الجمالي الحضاري في سلوك الناس ،فتذوق العمل الفني يساهم في الاستخدام غير المحدود لجميع الحواس ، كتدريب العين علي الرؤية المتأملة الفاحصة ، مما يساعد علي اكتساب اتجاهات جمالية تنعكس في تحقيق مستوي من النمو في مجال التربية الجمالية،وهذا من شأنه الارتقاء بسلوكيات الفرد وتنمية قدراته الإبداعية ،وتعميق الشعور الروحي نحو الايمان بقدرة الخالق وعظمته وبديع صنعه .
لقد كانت الفنون ـ وما تزال ـ تعبر عن طموحات الإنسان ومشاعره،عن آماله ومخاوفه وصراعاته، وتتأثربالمقاييس والمعايير الجمالية والثقافية للحقبة التي أُنتجت فيها ،أن قيمة العمل الفني الجمالية تتجلي عندما يكون الشكل فيه معبرا عن المضمون ، وعندما يكون هذان العاملان قد امتزجا بأحاسيس الفنان من خلال فكر إبداعي متجدد نابع من بيئة المجتمع .
د / نجاة حسن مكي
بين التاريخ والفن يأخذ الفن التشكيلي مكانه كحقيقة منبثقة من دوافع القيم الروحية والموضوعية التي تؤكد وجود الإنسان في الزمان والمكان ، كما أنه مادة للتداول البصري علي مر العصور والحضارات،فالحضارة هي كل مظاهر النشاط الإنساني من علم وأدب وفن ، وهناك من يميز بين جانبين من مكونات الحضارة ، الجانب المادي الذي يتمثل في تلك الإنجازات العلمية والتقنية ، والجانب الروحي وهذا يمثله الأدب والفن ، والحضارة لا يمكن الفصل بين مكوناتها ، فهي فاعلية إنسانية تمتلك رؤية إبداعية لكل جوانب الكون والطبيعة والإنسان ، وآداة هذه الرؤية المظاهر المختلفة للنشاطات البشرية ، لذا فإن وظيفة الفن المهمة أن يكشف عما في الطبيعة والإنسان من جمال ، فهو نشاط إنساني يتضمن جميع الفنون البصرية والموسيقية والأدبية والمسرحية ،أي كل أنواع المهارة والإنتاج التي تنتج نوعا من الخبرة الجمالية من وجهة نظر الفنان ، وتتضمن تلك الخبرة التعبير والتوصيل للخبرات الوجدانية الخاصة بالفنان .
والتعبير الفني من الحاجات الضرورية في تاريخ البشرية، لقد بدأ هذا الاهتمام في رسوم جدران الكهوف والوشم ،والأزياء والملبس ومكملات الزينه، والمسكن وغيرها ، والمتتبع لتطور الحياة البشرية يجد أن هذا الدافع ظل ملازما للإنسان ، فالجمال غريزة في نفسه ، والفنون بكل أنواعها برزت إلي عالم الوجود بوحي من النفس البشرية ،وإلهام من الطبيعة ، ولقد بينت كثير من دراسات علم النفس الحديث أن الحاجات النفسية للفرد تنقسم إلي : حاجات معرفية، وحاجات جمالية وفنية ،وحاجات عاطفية انفعالية، وحاجات إجتماعية ، وأخيرا حاجات قيمية ، فالحاجات المعرفية تتصل بالكشوفات والمغامرات والفهم والتوجيه ، بينما تشتمل الحاجات الفنية الجمالية علي الإبداع والابتكاروالتذوق والاتصال الشعوري بالحياة ، كما أن الحاجات العاطفية الانفعالية تختص بالإنجاز والكفاءة والقدرة والمسئولية والشخصية، والحاجات الاجتماعية ترتبط بالانتماء وتقدير الآخرين والتقدم في المجال المهني ن وأخيرا فإن الحاجات القيمية تتضمن النظام والمثل العليا والخلق .
أن الفن مهما اختلف مظهره مرتبط بالحياة إرتباطا وثيقا ، فهو ُينقّي الحياة ويهذب أخلاقياتها ،وينقد الجوانب السلبية منها، ويصورها بحلوها ومرها ،لكنه يعيد تشكيلها لتظهر أكثر نظاما وأفضل خلقا وأعمق مغزي ،كما أن الفن التشكيلي من الوجهة التربوية له أبعاد أخري وهي مساهمته بالتأثير الجمالي الحضاري في سلوك الناس ،فتذوق العمل الفني يساهم في الاستخدام غير المحدود لجميع الحواس ، كتدريب العين علي الرؤية المتأملة الفاحصة ، مما يساعد علي اكتساب اتجاهات جمالية تنعكس في تحقيق مستوي من النمو في مجال التربية الجمالية،وهذا من شأنه الارتقاء بسلوكيات الفرد وتنمية قدراته الإبداعية ،وتعميق الشعور الروحي نحو الايمان بقدرة الخالق وعظمته وبديع صنعه .
لقد كانت الفنون ـ وما تزال ـ تعبر عن طموحات الإنسان ومشاعره،عن آماله ومخاوفه وصراعاته، وتتأثربالمقاييس والمعايير الجمالية والثقافية للحقبة التي أُنتجت فيها ،أن قيمة العمل الفني الجمالية تتجلي عندما يكون الشكل فيه معبرا عن المضمون ، وعندما يكون هذان العاملان قد امتزجا بأحاسيس الفنان من خلال فكر إبداعي متجدد نابع من بيئة المجتمع .
د / نجاة حسن مكي