جمانة كتبي
01-31-2011, 12:44 AM
فن الخيامية .. الصبر والحلم
شارع الخيامية من أقدم شوارع الحرفيين بالقاهرة التاريخية ويقع بالقرب من منطقة تحت الربع وسط قاهرة المعز حيث يقع عدد من الورش المرتبطة ببعض من المهن المهمة، تأتى في مقدمتها الخيامية تلك المهنة التي اعتمدت في بدايتها على العمل اليدوي، ثم تطورت إلى ما يسمى بالخيامية المطبوعة التي تستخدم في جميع المناسبات.
الخيامية من التراث المصري، وبدأت صناعة الخيامية منذ قديم الزمان على أساس أن العرب كانوا يقيمون في الخيام وكان كل عربي حريصاً على أن تختلف خيمته عن الخيام الأخرى، وذلك من خلال الرسومات والأشكال والألوان المنسوجة.
وتعتبر صناعة الخيام من الحرف التي تعرضت لصراع مرير من أجل البقاء والاحتفاظ بهويتها كفن يدوى في مواجهة التطور السريع في تكنولوجيا الصناعة النسيجية، فقد قام "محمد على" صانع نهضة مصر الحديثة بتحديث صناعة النسيج وأصبحت صناعة الخيام بعد ذلك تتم بصورة آلية.
فقد اختفت الخيامية القديمة وحلت محلها الخيامية المطبوعة وكذلك أصبح اقتناء الخيامية القديمة مقتصراً على السائح الأجنبي والعربي وبعض المصريين وأشكالها أصبحت مقتصرة في شكل آية قرآنية أو ستارة أو خدادية أو مفرش سرير أو سجادة صلاة.
وكان اعتماد الحرفي الخيامي قديماً يتم من خلال اجتماع لأهل الصنعة وشيخهم لرؤية وفحص أعمال الخيامي الجديد ،فإذا كانت على المستوى المطلوب يقيم الحرفي مأدبة اعتماد لجميع الخيامية للاحتفال بانضمامه للمهنة أما حالياً فدخول المهنة يتم بصورة تلقائية بعد تعلمها.
وتجد لوحات الخيامية الإبداعية رواجاً طول العام في السوق المحلية وفي خارج مصر من خلال السياح الذين يقبلون وينبهرون برسومات الخيامية اليدوية ويتهافتون عليها وخاصة الرسومات التي ترجع للعصرين الفرعوني والإسلامي.
ولوحات الخيامية تستخدم للتعليق بالغرف، وأحياناً يعتبرها البعض جزءاً مهماً وأساسياً في ديكور المكان، وحينذاك تطلب لوحات بأشكال وتصميمات وأحجام معينة كما تستخدم اللوحات والقطع الصغيرة أيضاً في تزيين المفارش والوسائد ذات الأحجام المختلفة.
وفي ثنايا الشارع لا يزال ينبعث عبق التاريخ وسحره الخلاب لينطلق في الفضاء الرحب عبر الملامح المعمارية للأبنية القديمة وعبر أولئك الرجال الجالسين فوق مصاطب حوانيتهم يحيكون قماش الخيام في حركة رشيقة تفي بكل مهارات الصانع.
واستطاع هؤلاء الحرفيين عبر تاريخهم الطويل أن يقرنوا المنطقة باسمهم لتحمل اسم خان الخيامية وتصبح مقصداً للسياح والزائرين من عشاق التراث والفن الجميل.
وعن مراحل الإنتاج يقول أحد "الخيامية": "في البداية يضع الرسام تصميماً إما من خياله وإما يستوحيه من الرسومات المنقوشة على جدران المساجد وبعد ذلك يقوم الأبرجي نسبة إلى العامل بالإبرة بتنفيذ التصميم على القماش مستخدماً أنواعاً مختلفة من الأقمشة أهمها المصنوعة من القطن ومن التيل.
ونظراً لجودة الأقمشة وارتفاع ثمنها وكبر حجم التصميم الذي ينفذه الأبرجي على القماش يرتفع ثمن المنتج اليدوي عن غيره من المنتجات المطبوعة التي بدأت تغزو السوق أخيراً لرخص ثمنها ورغم ذلك فلا يزال الزبائن المحترفون يفضلون المنتج اليدوي مهما غلا ثمنه.
ومرت هذه المهنة بفترات زاهية كان الناس خلالها يقبلون على السرادقات حتى يقيموا بها المآتم والأفراح، أما بعد أن اختفت هذه العادات بحكم القوانين الجديدة وظهور دور المناسبات، فقد قل الطلب على منتجاتها.
وبدأ أهل الصنعة في ابتكار منتجات جديدة تناسب السياح، منها التابلوهات والمفارش والخيام الصغيرة التي يشتريها بعضهم لتربية بعض الحيوانات كالكلاب وهناك منتجات يتعاملون معها باعتبارها هدايا تذكارية ،وإضافة إلى السياح لا يزال بعض البدو - يحرص على القدوم إلى السوق وشراء خيامه التي يسكن فيها ويحرص هواة السفاري والرحلات على شراء مستلزمات رحلاتهم.
كذلك تهتم بعض الفنادق بإكساب غرفها روح التراث من أجل إرضاء ذوق السائحين لذا تشترى منتجات الخيامية، وتزود بها غرفها.
أما الجمهور العادي من المصريين فلا يقبل على هذه المنتجات ، ولا يشترون إلا بعض العرائس اللاتي تتطلب تصميمات معينة في ستائر منزل الزوجية أو مفارش المناضد أو في أطقم الأسرة.
وسوق الخيامية لم يعد مثلما كان في الماضي فحركة البيع قلت كثيراً عما كانت عليه بسبب ظهور التكنولوجيا والماكينات التي أتاحت أقمشة ومنتجات مطبوعة بتصميمات وخطوط الخيامية اليدوية نفسها ولكنها أقل سعراً وهذا ما أدى إلى اندفاع الزبائن نحو الأرخص من دون الاهتمام بالفارق الكبير في الجودة وهذا ما أثر في الخيامية ودفع الكثير منهم إلى هجر مهنتهم خصوصاً أنها أصبحت تجارة موسمية لا تنشط إلا في فصل الشتاء موسم السياحة وكذلك في شهر رمضان إذ يزيد الطلب على السرادقات التي تقام بها موائد الرحمن والليالي الرمضانية.
شبكة تراثيات الثقافية
شارع الخيامية من أقدم شوارع الحرفيين بالقاهرة التاريخية ويقع بالقرب من منطقة تحت الربع وسط قاهرة المعز حيث يقع عدد من الورش المرتبطة ببعض من المهن المهمة، تأتى في مقدمتها الخيامية تلك المهنة التي اعتمدت في بدايتها على العمل اليدوي، ثم تطورت إلى ما يسمى بالخيامية المطبوعة التي تستخدم في جميع المناسبات.
الخيامية من التراث المصري، وبدأت صناعة الخيامية منذ قديم الزمان على أساس أن العرب كانوا يقيمون في الخيام وكان كل عربي حريصاً على أن تختلف خيمته عن الخيام الأخرى، وذلك من خلال الرسومات والأشكال والألوان المنسوجة.
وتعتبر صناعة الخيام من الحرف التي تعرضت لصراع مرير من أجل البقاء والاحتفاظ بهويتها كفن يدوى في مواجهة التطور السريع في تكنولوجيا الصناعة النسيجية، فقد قام "محمد على" صانع نهضة مصر الحديثة بتحديث صناعة النسيج وأصبحت صناعة الخيام بعد ذلك تتم بصورة آلية.
فقد اختفت الخيامية القديمة وحلت محلها الخيامية المطبوعة وكذلك أصبح اقتناء الخيامية القديمة مقتصراً على السائح الأجنبي والعربي وبعض المصريين وأشكالها أصبحت مقتصرة في شكل آية قرآنية أو ستارة أو خدادية أو مفرش سرير أو سجادة صلاة.
وكان اعتماد الحرفي الخيامي قديماً يتم من خلال اجتماع لأهل الصنعة وشيخهم لرؤية وفحص أعمال الخيامي الجديد ،فإذا كانت على المستوى المطلوب يقيم الحرفي مأدبة اعتماد لجميع الخيامية للاحتفال بانضمامه للمهنة أما حالياً فدخول المهنة يتم بصورة تلقائية بعد تعلمها.
وتجد لوحات الخيامية الإبداعية رواجاً طول العام في السوق المحلية وفي خارج مصر من خلال السياح الذين يقبلون وينبهرون برسومات الخيامية اليدوية ويتهافتون عليها وخاصة الرسومات التي ترجع للعصرين الفرعوني والإسلامي.
ولوحات الخيامية تستخدم للتعليق بالغرف، وأحياناً يعتبرها البعض جزءاً مهماً وأساسياً في ديكور المكان، وحينذاك تطلب لوحات بأشكال وتصميمات وأحجام معينة كما تستخدم اللوحات والقطع الصغيرة أيضاً في تزيين المفارش والوسائد ذات الأحجام المختلفة.
وفي ثنايا الشارع لا يزال ينبعث عبق التاريخ وسحره الخلاب لينطلق في الفضاء الرحب عبر الملامح المعمارية للأبنية القديمة وعبر أولئك الرجال الجالسين فوق مصاطب حوانيتهم يحيكون قماش الخيام في حركة رشيقة تفي بكل مهارات الصانع.
واستطاع هؤلاء الحرفيين عبر تاريخهم الطويل أن يقرنوا المنطقة باسمهم لتحمل اسم خان الخيامية وتصبح مقصداً للسياح والزائرين من عشاق التراث والفن الجميل.
وعن مراحل الإنتاج يقول أحد "الخيامية": "في البداية يضع الرسام تصميماً إما من خياله وإما يستوحيه من الرسومات المنقوشة على جدران المساجد وبعد ذلك يقوم الأبرجي نسبة إلى العامل بالإبرة بتنفيذ التصميم على القماش مستخدماً أنواعاً مختلفة من الأقمشة أهمها المصنوعة من القطن ومن التيل.
ونظراً لجودة الأقمشة وارتفاع ثمنها وكبر حجم التصميم الذي ينفذه الأبرجي على القماش يرتفع ثمن المنتج اليدوي عن غيره من المنتجات المطبوعة التي بدأت تغزو السوق أخيراً لرخص ثمنها ورغم ذلك فلا يزال الزبائن المحترفون يفضلون المنتج اليدوي مهما غلا ثمنه.
ومرت هذه المهنة بفترات زاهية كان الناس خلالها يقبلون على السرادقات حتى يقيموا بها المآتم والأفراح، أما بعد أن اختفت هذه العادات بحكم القوانين الجديدة وظهور دور المناسبات، فقد قل الطلب على منتجاتها.
وبدأ أهل الصنعة في ابتكار منتجات جديدة تناسب السياح، منها التابلوهات والمفارش والخيام الصغيرة التي يشتريها بعضهم لتربية بعض الحيوانات كالكلاب وهناك منتجات يتعاملون معها باعتبارها هدايا تذكارية ،وإضافة إلى السياح لا يزال بعض البدو - يحرص على القدوم إلى السوق وشراء خيامه التي يسكن فيها ويحرص هواة السفاري والرحلات على شراء مستلزمات رحلاتهم.
كذلك تهتم بعض الفنادق بإكساب غرفها روح التراث من أجل إرضاء ذوق السائحين لذا تشترى منتجات الخيامية، وتزود بها غرفها.
أما الجمهور العادي من المصريين فلا يقبل على هذه المنتجات ، ولا يشترون إلا بعض العرائس اللاتي تتطلب تصميمات معينة في ستائر منزل الزوجية أو مفارش المناضد أو في أطقم الأسرة.
وسوق الخيامية لم يعد مثلما كان في الماضي فحركة البيع قلت كثيراً عما كانت عليه بسبب ظهور التكنولوجيا والماكينات التي أتاحت أقمشة ومنتجات مطبوعة بتصميمات وخطوط الخيامية اليدوية نفسها ولكنها أقل سعراً وهذا ما أدى إلى اندفاع الزبائن نحو الأرخص من دون الاهتمام بالفارق الكبير في الجودة وهذا ما أثر في الخيامية ودفع الكثير منهم إلى هجر مهنتهم خصوصاً أنها أصبحت تجارة موسمية لا تنشط إلا في فصل الشتاء موسم السياحة وكذلك في شهر رمضان إذ يزيد الطلب على السرادقات التي تقام بها موائد الرحمن والليالي الرمضانية.
شبكة تراثيات الثقافية