م.أديب الحبشي
01-31-2011, 12:34 AM
الأعراف التجارية السائدة في جدة القديمة
يروي رجل الأعمال الجداوي الناجح الشيخ / محمود محمد نشار أهم أسباب نجاح التجارة بجدة ، فيقول :
لعل من أهم أسباب النجاح الذي حققه تجار جدة ما اكتسبوه من سمعة طيبة في تعاملاتهم ويعتبر كل تاجر أن رأس ماله الحقيقي هو سمعته إعمالاً بقاعدة "بع سمحا واشتري سمحا".
ولم يكن التجار الأقدم بجدة يعرفون أوراق البنكنوت في تعاملاتهم التجارية وكان التعامل يتم في جانب منه بالذهب والفضة المخبئة في البيوت . .
كما لم تكن المهنة تتطلب الحصول على أية سجلات أو تراخيص تجارية لممارستها غير أنه كان هناك قانون غير مكتوب يرتكز على الأعراف والتقاليد ويتحاشى كل تاجر الوقوع في مخالفة تلك الأعراف والتقاليد لأن أساس التعامل كان قائماً على الثقة والالتزام بالكلمة . .
وقد أدركت أصحاب الدكاكين حينها يبدؤون افتتاح محلاتهم التجارية صباح كل يوم بالدعاء قائلين : يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كرم . أرزقنا يا الله ، فإذا ما استفتح التاجر يبعث الزبون التالي إلى دكان حارة حتى يستفتح مثله .و بهذه السلوكيات النبيلة فلا غرابة أن تجد التاجر
الجداوي كلما زاد غنى ، كلما زاد تواضعاً . .
وفي حالة حدوث أي خلاف بين تاجرين مثلاً تتم تسويته عن طريق أحد أكابر التجار أما إذا ما اختل حال أحدهم فإن باقي التجار يتسابقون للوقوف بجانبه . .
ومما يعزز هذه اللحمة بين التجار ما تميز به التجار الجدادوة من أن لكبارهم أماكن معدة في أحاشهم لاستقبال زملائهم صباح كل يوم لشرب الشاي والقهوة قبل التوجه لأعمالهم . وكانت تتم الزيارات على أساس أن يبدأ الأصغر سناً بزيارة الأكبر سناً . . ومن أشهر تلك الأحواش : حوش زينل ، وحوش قابل ، وحوش الشريف مهنا ، وحوش باناجه .
كذلك كان التجار يتقابلون يوم الجمعة قبل الصلاة . . كما كانوا يلتقون خارج السور بعد عصر كل يوم على ربوة في موقع وزارة الخارجية الحالي وينصرفون بعد أداء صلاة المغرب جماعة.
هذه اللقاءات تجسد روح التواصل والتكافل التي كانت سائدة بين التجار الجدادوة .
وكانت أول محكمة تجارية قد تأسست في جدة في العهد السعودي وكان يرأسها الشيخ / سليمان قابل يرحمه الله الذي رأس أيضاً أول شركة سيارات في المملكة .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)
يروي رجل الأعمال الجداوي الناجح الشيخ / محمود محمد نشار أهم أسباب نجاح التجارة بجدة ، فيقول :
لعل من أهم أسباب النجاح الذي حققه تجار جدة ما اكتسبوه من سمعة طيبة في تعاملاتهم ويعتبر كل تاجر أن رأس ماله الحقيقي هو سمعته إعمالاً بقاعدة "بع سمحا واشتري سمحا".
ولم يكن التجار الأقدم بجدة يعرفون أوراق البنكنوت في تعاملاتهم التجارية وكان التعامل يتم في جانب منه بالذهب والفضة المخبئة في البيوت . .
كما لم تكن المهنة تتطلب الحصول على أية سجلات أو تراخيص تجارية لممارستها غير أنه كان هناك قانون غير مكتوب يرتكز على الأعراف والتقاليد ويتحاشى كل تاجر الوقوع في مخالفة تلك الأعراف والتقاليد لأن أساس التعامل كان قائماً على الثقة والالتزام بالكلمة . .
وقد أدركت أصحاب الدكاكين حينها يبدؤون افتتاح محلاتهم التجارية صباح كل يوم بالدعاء قائلين : يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كرم . أرزقنا يا الله ، فإذا ما استفتح التاجر يبعث الزبون التالي إلى دكان حارة حتى يستفتح مثله .و بهذه السلوكيات النبيلة فلا غرابة أن تجد التاجر
الجداوي كلما زاد غنى ، كلما زاد تواضعاً . .
وفي حالة حدوث أي خلاف بين تاجرين مثلاً تتم تسويته عن طريق أحد أكابر التجار أما إذا ما اختل حال أحدهم فإن باقي التجار يتسابقون للوقوف بجانبه . .
ومما يعزز هذه اللحمة بين التجار ما تميز به التجار الجدادوة من أن لكبارهم أماكن معدة في أحاشهم لاستقبال زملائهم صباح كل يوم لشرب الشاي والقهوة قبل التوجه لأعمالهم . وكانت تتم الزيارات على أساس أن يبدأ الأصغر سناً بزيارة الأكبر سناً . . ومن أشهر تلك الأحواش : حوش زينل ، وحوش قابل ، وحوش الشريف مهنا ، وحوش باناجه .
كذلك كان التجار يتقابلون يوم الجمعة قبل الصلاة . . كما كانوا يلتقون خارج السور بعد عصر كل يوم على ربوة في موقع وزارة الخارجية الحالي وينصرفون بعد أداء صلاة المغرب جماعة.
هذه اللقاءات تجسد روح التواصل والتكافل التي كانت سائدة بين التجار الجدادوة .
وكانت أول محكمة تجارية قد تأسست في جدة في العهد السعودي وكان يرأسها الشيخ / سليمان قابل يرحمه الله الذي رأس أيضاً أول شركة سيارات في المملكة .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)