شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : بئر سجلة .. مكة المكرمة


ريمة مطهر
04-28-2011, 02:15 PM
الآبار التي تمد مكة المكرمة بالماء قبل زمزم
بئر سجلة
قال ابن هشام : حفر هاشم بن عبد مناف أيضاً بئر سجلة ، بسين مهملة وجيم ، وهي برباط السدرة ، ويقال لها : بئر جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ، وقد أدخلها حماد البربري في دار هارون الرشيد أمير المؤمنين التي بناها بين الصفا والمروة في أصل المسجد الحرام ، والتي كان يقال لها : دار القوارير في زمن الأزرقي والفاكهي ، وكانت البئر شارعة في المسعى ، يقال : أن جبير بن مطعم ابتاعها من ولد هاشم .

وقال بعض المكيين : وهبها له أسد بن هاشم ، حين ظهرت زمزم . ويقال : وهبها عبد المطلب ، حين حفر زمزم ، واستغنى عنها للمطعم بن عدي ، وأذن له أن يضع حوضاً عند زمزم ، من أدم يستقي فيه منها ويسقي الحاج ، قال الأزرقي : " وهو أثبت الأقاويل عندنا " .

وقالت خالدة بنت هاشم تذكر سجلة :

نحن حفرنا يا لقوم سجلة ... في دارنا ذات فصول سهلة
نابتة فوق سقائها بقله ... تسقي الحجيج زعلة فزعلة

ويقال وهبها له عبد المطلب حين حفر زمزم واستغنى عنها ، وسأله المطعم بن عدي أن يضع حوضاً من أدم إلى جنب زمزم يسقى فيه من ماء بئره ، فأذن له في ذلك ، فكان يفعل ، فلم يزل هاشم بن عبد مناف يسقي الحاج حتى توفي ، فقال بأمر السقاية بعده عبد المطلب بن هاشم ، فلم يزل على ذلك حتى حفر زمزم ، فعقب على آبار مكة ، فكان منها مشرب الحاج ، وكانت لعبد المطلب إبل كثيرة ، فإذا جاء الموسم جمعها ، ثم يسقي لبنها بالعسل في حوض من أدم عند زمزم ، ويشتري الزبيب فينبذه بماء زمزم ويسقيه الحاج ، لأنه يكسر غلظ ماء زمزم ، وكانت إذ ذاك غليظة جداً ، وكان الناس إذ ذاك لهم في بيوتهم أسقية فيها الماء من هذه الآبار ، ثم ينبذون فيها القبضات من الزبيب والتمر ، لأنه يكسر عنهم من غلظ ماء آبار مكة ، وكان الماء العذب بمكة عزيزاً لا يوجد إلا لإنسان يستعذب له من بئر ميمون من خارج مكة .

المرجع
آبار مكة المكرمة – د. نعيمه بنت عبد الله بن دهيش