ريمة مطهر
01-30-2011, 11:08 PM
عمران بن حطان
( الطبقة الأولى من كبراء التابعين )
ابن ظبيان ، السدوسي البصري ، من أعيان العلماء ، لكنه من رءوس الخوارج .
حدث عن : عائشة ، وأبي موسى الأشعري ، وابن عباس .
روى عنه : ابن سيرين ، وقتادة ، ويحيى بن أبي كثير .
قال أبو داود : ليس في أهل الأهواء أصح حديثاً من الخوارج ، ثم ذكر عمران بن حطان ، وأبا حسان الأعرج .
قال الفرزدق : عمران بن حطان من أشعر الناس ؛ لأنه لو أراد أن يقول مثلنا لقال ، ولسنا نقدر أن نقول مثل قوله .
حدث سلمة بن علقمة ، عن ابن سيرين ، قال : تزوج عمران خارجية وقال : سأردها ، قال فصرفته إلى مذهبها . فذكر المدائني أنها كانت ذات جمال ، وكان دميماً فأعجبته يوماً فقالت : أنا وأنت في الجنة ، لأنك أعطيت فشكرت ، وابتليت فصبرت .
قال الأصمعي : بلغنا أن عمران بن حطان كان ضيفاً لروح بن زنباع ، فذكره لعبد الملك ، فقال : اعرض عليه أن يأتينا . فهرب وكتب :
يا روح كم من كريم قد نزلت به *** قد ظن ظنك من لخم وغسان
حتى إذا خفته زايلت منزله *** من بعدما قيل عمران بن حطان
قد كنت ضيفك حولا ما تروعني *** فيه طوارق من إنس ولا جان
حتى أردت بي العظمى فأوحشني *** ما يوحش الناس من خوف ابن مروان
لو كنت مستغفرا يوما لطاغية *** كنت المقدم في سر وإعلان
لكن أبت لي آيات مفصلة *** عقد الولاية في طه وعمران
ومن شعره في مصرع علي رضي الله عنه :
يا ضربة من تقي ما أراد بها *** إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حينا فأحسبه *** أوفى البرية عند الله ميزانا
أكرم بقوم بطون الطير قبرهم *** لم يخلطوا دينهم بغيا وعدوانا
فبلغ شعره عبد الملك بن مروان ، فأدركته حمية لقرابته من علي رضي الله عنه فنذر دمه ووضع عليه العيون ، فلم تحمله أرض ، فاستجار بروح بن زنباع ، فأقام في ضيافته ، فقال : ممن أنت ؟ قال : من الأزد . فبقي عنده سنة فأعجبه إعجاباً شديداً ، فسمر روح ليلة عند أمير المؤمنين ، فتذاكرا شعر عمران هذا ، فلما انصرف روح ، تحدث مع عمران بما جرى ، فأنشده بقية القصيد ، فلما عاد إلى عبد الملك قال : إن في ضيافتي رجلاً ما سمعت منه حديثاً قط إلا وحدثني به وبأحسن منه ، ولقد أنشدني تلك القصيدة كلها .
قال : صفه لي ، فوصفه له . قال : إنك لتصف عمران بن حطان ، اعرض عليه أن يلقاني . قال : فهرب إلى الجزيرة ، ثم لحق بعمان فأكرموه .
وعن قتادة ، قال : لقيني عمران بن حطان ، فقال : يا أعمى ، احفظ عني هذه الأبيات :
حتى متى تسقى النفوس بكأسها *** ريب المنون وأنت لاه ترتع
أفقد رضيت بأن تعلل بالمنى *** إلى المنية كل يوم تدفع
أحلام نوم أو كظل زائل *** إن اللبيب بمثلها لا يخدع
فتزودن ليوم فقرك دائبا *** واجمع لنفسك لا لغيرك تجمع
وبلغنا أن الثوري كان كثيرا ما يتمثل بأبيات عمران هذه :
أرى أشقياء الناس لا يسأمونها *** على أنهم فيها عراة وجوع
أراها وإن كانت تحب فإنها *** سحابة صيف عن قليل تقشع
كركب قضوا حاجاتهم وترحلوا *** طريقهم بادي العلامة مهيع
قال عبد الباقي بن قانع الحافظ : توفي عمران بن حطان سنة أربع وثمانين .
المرجع
سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
( الطبقة الأولى من كبراء التابعين )
ابن ظبيان ، السدوسي البصري ، من أعيان العلماء ، لكنه من رءوس الخوارج .
حدث عن : عائشة ، وأبي موسى الأشعري ، وابن عباس .
روى عنه : ابن سيرين ، وقتادة ، ويحيى بن أبي كثير .
قال أبو داود : ليس في أهل الأهواء أصح حديثاً من الخوارج ، ثم ذكر عمران بن حطان ، وأبا حسان الأعرج .
قال الفرزدق : عمران بن حطان من أشعر الناس ؛ لأنه لو أراد أن يقول مثلنا لقال ، ولسنا نقدر أن نقول مثل قوله .
حدث سلمة بن علقمة ، عن ابن سيرين ، قال : تزوج عمران خارجية وقال : سأردها ، قال فصرفته إلى مذهبها . فذكر المدائني أنها كانت ذات جمال ، وكان دميماً فأعجبته يوماً فقالت : أنا وأنت في الجنة ، لأنك أعطيت فشكرت ، وابتليت فصبرت .
قال الأصمعي : بلغنا أن عمران بن حطان كان ضيفاً لروح بن زنباع ، فذكره لعبد الملك ، فقال : اعرض عليه أن يأتينا . فهرب وكتب :
يا روح كم من كريم قد نزلت به *** قد ظن ظنك من لخم وغسان
حتى إذا خفته زايلت منزله *** من بعدما قيل عمران بن حطان
قد كنت ضيفك حولا ما تروعني *** فيه طوارق من إنس ولا جان
حتى أردت بي العظمى فأوحشني *** ما يوحش الناس من خوف ابن مروان
لو كنت مستغفرا يوما لطاغية *** كنت المقدم في سر وإعلان
لكن أبت لي آيات مفصلة *** عقد الولاية في طه وعمران
ومن شعره في مصرع علي رضي الله عنه :
يا ضربة من تقي ما أراد بها *** إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حينا فأحسبه *** أوفى البرية عند الله ميزانا
أكرم بقوم بطون الطير قبرهم *** لم يخلطوا دينهم بغيا وعدوانا
فبلغ شعره عبد الملك بن مروان ، فأدركته حمية لقرابته من علي رضي الله عنه فنذر دمه ووضع عليه العيون ، فلم تحمله أرض ، فاستجار بروح بن زنباع ، فأقام في ضيافته ، فقال : ممن أنت ؟ قال : من الأزد . فبقي عنده سنة فأعجبه إعجاباً شديداً ، فسمر روح ليلة عند أمير المؤمنين ، فتذاكرا شعر عمران هذا ، فلما انصرف روح ، تحدث مع عمران بما جرى ، فأنشده بقية القصيد ، فلما عاد إلى عبد الملك قال : إن في ضيافتي رجلاً ما سمعت منه حديثاً قط إلا وحدثني به وبأحسن منه ، ولقد أنشدني تلك القصيدة كلها .
قال : صفه لي ، فوصفه له . قال : إنك لتصف عمران بن حطان ، اعرض عليه أن يلقاني . قال : فهرب إلى الجزيرة ، ثم لحق بعمان فأكرموه .
وعن قتادة ، قال : لقيني عمران بن حطان ، فقال : يا أعمى ، احفظ عني هذه الأبيات :
حتى متى تسقى النفوس بكأسها *** ريب المنون وأنت لاه ترتع
أفقد رضيت بأن تعلل بالمنى *** إلى المنية كل يوم تدفع
أحلام نوم أو كظل زائل *** إن اللبيب بمثلها لا يخدع
فتزودن ليوم فقرك دائبا *** واجمع لنفسك لا لغيرك تجمع
وبلغنا أن الثوري كان كثيرا ما يتمثل بأبيات عمران هذه :
أرى أشقياء الناس لا يسأمونها *** على أنهم فيها عراة وجوع
أراها وإن كانت تحب فإنها *** سحابة صيف عن قليل تقشع
كركب قضوا حاجاتهم وترحلوا *** طريقهم بادي العلامة مهيع
قال عبد الباقي بن قانع الحافظ : توفي عمران بن حطان سنة أربع وثمانين .
المرجع
سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي