جمانة كتبي
01-21-2011, 01:47 AM
معرفة الصحابة رضوان الله عليهم
http://174.132.118.28/img/all/Dec08/Ydiaxo12250035.gif" alt=""/>
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
" فإن أولى ما نظر فيه الطالب ، وعني به العالم بعد كتاب الله عز وجل ، سنن رسوله صلى لله عليه وآله وسلم فهي المبيِّنة لمراد الله عز وجل من مجملات كتابه ، والدالة على حدوده ، والمفسرة له ، والهادية إلى الصراط المستقيم صراط الله مَن اتبعها اهتدى ، ومن سُلبها ضل وغوى وولاه الله ما تولى ، ومِن أَوكد آلات السنن المعينة عليها ، والمؤدية إلى حفظها معرفة الذين نقلوها عن نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الناس كافة ، وحفظوها عليه ، وبلغوها عنه ، وهم صحابته الحواريون الذين وعوها وأدوها ناصحين محسنين حتى أكمل بما نقلوه الدين ، وثبت بهم حجة الله تعالى على المسلمين فهم خير القرون ، وخير أمة أخرجت للناس ثبتت عدالة جميعهم بثناء الله عـز وجل عليهم ، وثناء رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا أعدل ممن ارتضاه الله لصحبة نبيه ونصرته ، ولا تزكية أفضل من ذلك ، ولا تعديل أكمل منه قال الله تعالى ذكره :
{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُود } الفتح: 29 " [1] .
ومن ههنا .. كان من اللازم علينا معرفة صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فكان هذا التقديم البسيط في حقهم ، وبالله التوفيق .
http://174.132.118.28/img/all/Dec08/Ydiaxo12250035.gif" alt=""/>
* تعريف الصحابي :~
- لغةً : مصدر ، بمعنى ( الصُحبة ) ومنه ( الصحابي ) و ( الصاحب ) ويُجمع على أصحابٍ ، وصَحْبٍ ، وكثُر استعمال ( الصحابة ) بمعنى ( الأصحاب ) .
- اصطلاحاً : مَن لقيَ النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً ، ومات على الإسلام ، ولو تخللت ذلك ردة على الأصح [2] .
* أهميته وفائدته :~
معرفة الصحابة علمٌ كبير ، مهم ، عظيم الفائدة ، ومن فوائده معرفة الحديث المتَّصل من المُرسَل .
* تُعرف الصُحبة بأحد أمورٍ خمسة ، وهي :~
1- التواتر : كأبي بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وبقية العشرة المبشرين بالجنة ، رضي الله عنه .
2- الشُهرة : كضمام بن ثعلبة ، وعُكاشة بن مِحصن .
3- إخبارُ صحابي .
4- إخبار ثقة من التابعين .
5- إخباره عن نفسه إن كان عَدلاً ، وكانت دعواه ممكنة [3] .
* تعديل جميع الصحابة :~
والصحابة رضي الله عنهم كلهم عُدول ، سواءٌ مَن لابسَ الفتن منهم أم لا ، وهذا بإجماع مَن يُعتدُّ به ، ومعنى عدالتهم : أي تجنُّبهم تعمُّدَ الكذب في الرواية والانحراف فيها ، بارتكاب ما يوجب عدم قبولها ، وفيَنتُج عن ذلك قبول جميع رواياتهم من غير تكلف البحث عن عدالتهم ، ومَن لابس الفتن منهم يُحمل أمره على الاجتهاد المأجور فيه لكلٍّ منهم ، تحسيناً للظن بهم . لأنهم حملة الشريعة ، وأهل خير القرون .
* أكثرهم حديثاً :~
وأكثرهم حديثاً ستة من المكثرين ، وهم على التوالي :
1- أبو هريرة : روى 5374 حديثاً ، وروى عنه أكثر من ثلاثمائة رجل .
2- ابن عمر : روى 2630 حديثاً .
3- أنس بن مالك : روى 2286 حديثاً .
4- عائشة أم المؤمنين : روت 2210 حديثاً .
5- ابن عباس : روى 1660 حديثاً .
6- جابر بن عبد الله : روى 1540 حديثاً .
* أكثرُهم فُتيا :~
وأكثرهم فُتيا تُروى هو ابن عباس ، ثم كبار الصحابة ، وهم ستةٌ كما قال مسروق : " انتهى علم الصحابة إلى ستة : عمر ، وعلي ، وأُبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وأبي الدرداء ، وابن مسعود ، ثم انتهى علم الستة إلى علي ، وعبد الله بن مسعود " .
* الـعـبـادِلـة :~
المراد بالعبادة بالأصل : مَن اسمهم ( عبد الله ) من الصحابة ، ويبلغ عددهم نحو ثلاثمائة صحابي ، لكن المراد بهم هنا أربعة من الصحابة ، كلٌّ منهم اسمه عبد الله ، وهم :
1- عبد الله بن عمر .
2- عبد الله بن عباس .
3- عبد الله بن الزبير .
4- عبد الله بن عمرو بن العاص .
والميزة لهؤلاء أنهم من علماء الصحابة الذين تأخرت وفاتهم حتى احتيج إلى علمهم ، فكانت لهم هذه المزية والشهرة ، فإذا اجتمعوا على شيء من الفتوى قيل : هذا قول العبادِلة .
* عدد الصحابة :~
ليس هناك إحصاء دقيق لعدد الصحابة ، لكن هناك أقوال لأهل العلم يُستفاد منها أنهم يزيدون على مائة ألف صحابي ، وأشهر هذه الأقوال قول أبي زُرعة الرازي : " قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مائة ألف وأربعة عشر ألفاً من الصحابة ممَن روى عنه وسَمِع منه " [4] .
* عدد طبقاتهم :~
اختُلف في عدد طبقاتهم ، فمنهم مَن جعلها باعتبار السبق إلى الإسلام ، أو الهجرة ، أو شهود المشاهد الفاضلة ، ومنهم مَن قسّمهم باعتبار آخر ، فكلٌّ قسّمهم حسب اجتهاده .
- قسمهم ابن سعدٍ خمسَ طبقات .
- وقسمهم الحاكم اثنتي عشرةَ طبقة .
* أفضلهم :~
وأفضلهم على الإطلاق أبو بكر الصديق ، ثم عمر رضي الله عنهما ، بإجماع أهل السنة ، ثم عثمان ، ثم علي ، على قول جمهور أهل السنة ، ثم تمام العَشرة ، ثم أهل بدر ، ثم أهل أُحد ، ثم أهل بيعة الرضوان .
* أولهم إسلاماً :~
- من الرجال الأحرار : أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
- من الصبيان : علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
- من النساء : خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها .
- من الموالي : زيد بن حارثة رضي الله عنه .
- من العبيد : بلال بن رباح رضي الله عنه .
* آخرهم موتاً :~
أبو الطُّفيل عامر بن واثلة اللَّيثي ، مات سنة مائة بمكة المكرمة ، وقيل أكثر من ذلك ، ثم آخرهم موتاً قبله أنس بن مالك ، توفي سنة ثلاث وتسعين بالبصرة ، رضي الله عنهم أجمعين .
* أشهر المصنَّفات فيه :~
- الإصابة في تمييز الصحابة ، لابن حجر العسقلاني .
- أُسـدُ الغابة في معرفة الصحابة ، لعلي بن محمد الجَزَري ، المشهور بابن الأثير .
- الاستيعاب في أسماء الأصحاب ، لابن عبد البر .
هـوامـش :~
[1] : الاستيعاب في أسماء الأصحاب جـ 1 - ص 1 .
[2] : نخبة الفكر – ص 57 .
[3] : وذلك كأن يدعي الصحبة قبل مائة سنة من بعد وفاته صلى الله عليه وسلم أما إذا ادعاها في زمن متأخر فلا يُقبل خبره – حديثه – مثل ( رَتـَن الهندي ) فإنه ادعى الصُحبة بعد الستمائة للهجرة ، وهو في الحقيقة شيخ دجال كما قال عنه الذهبي في الميزان جـ 2 – ص 45 .
[4] : التقريب مع التدريب جـ 2 – ص 220 .
http://174.132.118.28/img/all/Dec08/Ydiaxo12250035.gif" alt=""/>
المصدر : تيسير مصطلح الحديث / د. محمود الطحان
http://174.132.118.28/img/all/Dec08/Ydiaxo12250035.gif" alt=""/>
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
" فإن أولى ما نظر فيه الطالب ، وعني به العالم بعد كتاب الله عز وجل ، سنن رسوله صلى لله عليه وآله وسلم فهي المبيِّنة لمراد الله عز وجل من مجملات كتابه ، والدالة على حدوده ، والمفسرة له ، والهادية إلى الصراط المستقيم صراط الله مَن اتبعها اهتدى ، ومن سُلبها ضل وغوى وولاه الله ما تولى ، ومِن أَوكد آلات السنن المعينة عليها ، والمؤدية إلى حفظها معرفة الذين نقلوها عن نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الناس كافة ، وحفظوها عليه ، وبلغوها عنه ، وهم صحابته الحواريون الذين وعوها وأدوها ناصحين محسنين حتى أكمل بما نقلوه الدين ، وثبت بهم حجة الله تعالى على المسلمين فهم خير القرون ، وخير أمة أخرجت للناس ثبتت عدالة جميعهم بثناء الله عـز وجل عليهم ، وثناء رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا أعدل ممن ارتضاه الله لصحبة نبيه ونصرته ، ولا تزكية أفضل من ذلك ، ولا تعديل أكمل منه قال الله تعالى ذكره :
{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُود } الفتح: 29 " [1] .
ومن ههنا .. كان من اللازم علينا معرفة صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فكان هذا التقديم البسيط في حقهم ، وبالله التوفيق .
http://174.132.118.28/img/all/Dec08/Ydiaxo12250035.gif" alt=""/>
* تعريف الصحابي :~
- لغةً : مصدر ، بمعنى ( الصُحبة ) ومنه ( الصحابي ) و ( الصاحب ) ويُجمع على أصحابٍ ، وصَحْبٍ ، وكثُر استعمال ( الصحابة ) بمعنى ( الأصحاب ) .
- اصطلاحاً : مَن لقيَ النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً ، ومات على الإسلام ، ولو تخللت ذلك ردة على الأصح [2] .
* أهميته وفائدته :~
معرفة الصحابة علمٌ كبير ، مهم ، عظيم الفائدة ، ومن فوائده معرفة الحديث المتَّصل من المُرسَل .
* تُعرف الصُحبة بأحد أمورٍ خمسة ، وهي :~
1- التواتر : كأبي بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وبقية العشرة المبشرين بالجنة ، رضي الله عنه .
2- الشُهرة : كضمام بن ثعلبة ، وعُكاشة بن مِحصن .
3- إخبارُ صحابي .
4- إخبار ثقة من التابعين .
5- إخباره عن نفسه إن كان عَدلاً ، وكانت دعواه ممكنة [3] .
* تعديل جميع الصحابة :~
والصحابة رضي الله عنهم كلهم عُدول ، سواءٌ مَن لابسَ الفتن منهم أم لا ، وهذا بإجماع مَن يُعتدُّ به ، ومعنى عدالتهم : أي تجنُّبهم تعمُّدَ الكذب في الرواية والانحراف فيها ، بارتكاب ما يوجب عدم قبولها ، وفيَنتُج عن ذلك قبول جميع رواياتهم من غير تكلف البحث عن عدالتهم ، ومَن لابس الفتن منهم يُحمل أمره على الاجتهاد المأجور فيه لكلٍّ منهم ، تحسيناً للظن بهم . لأنهم حملة الشريعة ، وأهل خير القرون .
* أكثرهم حديثاً :~
وأكثرهم حديثاً ستة من المكثرين ، وهم على التوالي :
1- أبو هريرة : روى 5374 حديثاً ، وروى عنه أكثر من ثلاثمائة رجل .
2- ابن عمر : روى 2630 حديثاً .
3- أنس بن مالك : روى 2286 حديثاً .
4- عائشة أم المؤمنين : روت 2210 حديثاً .
5- ابن عباس : روى 1660 حديثاً .
6- جابر بن عبد الله : روى 1540 حديثاً .
* أكثرُهم فُتيا :~
وأكثرهم فُتيا تُروى هو ابن عباس ، ثم كبار الصحابة ، وهم ستةٌ كما قال مسروق : " انتهى علم الصحابة إلى ستة : عمر ، وعلي ، وأُبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وأبي الدرداء ، وابن مسعود ، ثم انتهى علم الستة إلى علي ، وعبد الله بن مسعود " .
* الـعـبـادِلـة :~
المراد بالعبادة بالأصل : مَن اسمهم ( عبد الله ) من الصحابة ، ويبلغ عددهم نحو ثلاثمائة صحابي ، لكن المراد بهم هنا أربعة من الصحابة ، كلٌّ منهم اسمه عبد الله ، وهم :
1- عبد الله بن عمر .
2- عبد الله بن عباس .
3- عبد الله بن الزبير .
4- عبد الله بن عمرو بن العاص .
والميزة لهؤلاء أنهم من علماء الصحابة الذين تأخرت وفاتهم حتى احتيج إلى علمهم ، فكانت لهم هذه المزية والشهرة ، فإذا اجتمعوا على شيء من الفتوى قيل : هذا قول العبادِلة .
* عدد الصحابة :~
ليس هناك إحصاء دقيق لعدد الصحابة ، لكن هناك أقوال لأهل العلم يُستفاد منها أنهم يزيدون على مائة ألف صحابي ، وأشهر هذه الأقوال قول أبي زُرعة الرازي : " قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مائة ألف وأربعة عشر ألفاً من الصحابة ممَن روى عنه وسَمِع منه " [4] .
* عدد طبقاتهم :~
اختُلف في عدد طبقاتهم ، فمنهم مَن جعلها باعتبار السبق إلى الإسلام ، أو الهجرة ، أو شهود المشاهد الفاضلة ، ومنهم مَن قسّمهم باعتبار آخر ، فكلٌّ قسّمهم حسب اجتهاده .
- قسمهم ابن سعدٍ خمسَ طبقات .
- وقسمهم الحاكم اثنتي عشرةَ طبقة .
* أفضلهم :~
وأفضلهم على الإطلاق أبو بكر الصديق ، ثم عمر رضي الله عنهما ، بإجماع أهل السنة ، ثم عثمان ، ثم علي ، على قول جمهور أهل السنة ، ثم تمام العَشرة ، ثم أهل بدر ، ثم أهل أُحد ، ثم أهل بيعة الرضوان .
* أولهم إسلاماً :~
- من الرجال الأحرار : أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
- من الصبيان : علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
- من النساء : خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها .
- من الموالي : زيد بن حارثة رضي الله عنه .
- من العبيد : بلال بن رباح رضي الله عنه .
* آخرهم موتاً :~
أبو الطُّفيل عامر بن واثلة اللَّيثي ، مات سنة مائة بمكة المكرمة ، وقيل أكثر من ذلك ، ثم آخرهم موتاً قبله أنس بن مالك ، توفي سنة ثلاث وتسعين بالبصرة ، رضي الله عنهم أجمعين .
* أشهر المصنَّفات فيه :~
- الإصابة في تمييز الصحابة ، لابن حجر العسقلاني .
- أُسـدُ الغابة في معرفة الصحابة ، لعلي بن محمد الجَزَري ، المشهور بابن الأثير .
- الاستيعاب في أسماء الأصحاب ، لابن عبد البر .
هـوامـش :~
[1] : الاستيعاب في أسماء الأصحاب جـ 1 - ص 1 .
[2] : نخبة الفكر – ص 57 .
[3] : وذلك كأن يدعي الصحبة قبل مائة سنة من بعد وفاته صلى الله عليه وسلم أما إذا ادعاها في زمن متأخر فلا يُقبل خبره – حديثه – مثل ( رَتـَن الهندي ) فإنه ادعى الصُحبة بعد الستمائة للهجرة ، وهو في الحقيقة شيخ دجال كما قال عنه الذهبي في الميزان جـ 2 – ص 45 .
[4] : التقريب مع التدريب جـ 2 – ص 220 .
http://174.132.118.28/img/all/Dec08/Ydiaxo12250035.gif" alt=""/>
المصدر : تيسير مصطلح الحديث / د. محمود الطحان