خالد محمود علوي
04-26-2011, 11:33 PM
أبناؤنا وإجازة الصيف
في الإجازات الصيفية ينبغي أن يراعي الآباء والأمهات بقدر الإمكان أن تكون الأنشطة التي يزاولها الأبناء متكاملة من مختلف النواحي الرياضية والنفسية والترفيهية والصحية والثقافية والاجتماعية .. لابد أن نشغل أوقات الفراغ الطويلة التي يعاني منها أولادنا – بعد الانتهاء من عامهم الدراسي المليء بالجد والاجتهاد والمثابرة – حتى نبعدهم عن المضار والتفكير في الشؤون الصغيرة .
ولعل من أهم المشاريع الثقافية التي لابد أن نهتم بها جميعا – وأرى أنها تخدم مصالح الجميع وخاصة من أبنائنا في الصيف أو في أوقات الفراغ العطل الأسبوعية – المكتبات العامة القائمة في مختلف مناطق ومدن مملكتنا الحبيبة .. وإشارتي هنا أعني بها دراسة موضوع تنويع صورها وتشكيل أنماطها – كأن تكون مثلا مكتبات متنقلة ومنتشرة في مختلف الأحياء وأماكن التجمعات ، وكأن تكون متخصصة بالنسبة للمستوى وشاملة بالنسبة للمحتوى .. والهدف الأساس من هذه المكتبات هو تشجيع الجميع على القراءة والاستفادة من أقوات الفراغ بشغلها . وأرى أن انتهاز إجازة الصيف فرصة طيبة لتوجيه الأبناء الدارسين إلى الصورة الأخرى من الارتباط بالمدرسة وما سيدرس معا ، أو أحد الأمرين .. حسب الحاجة أو حسب الإمكان .. باعتبار أن الغاية الأهم ليست هي قطع الصلة ، وباعتبار أن لانعدام الصلة سلبيات سريعة التفشي كانعكاس أثره غير المحمود على الحصيلة العلمية وصعوبة ربطها حين بدء الدراسة اللاحقة .
كما أن لتعليم الأبناء أحكـام تلاوة القـرآن الكريم وحفظ آياته ( وهي من الأمور التي يجب أن يحرص عليها أولياء الأمور ) أهمية بالغة الضرورة والوجوب في حياتنا – نحن المسلمين – لأن القرآن الكريم يجد فيه كل إنسان غاية مبتغاه على قدر ما وصـل إليه من علم ، وتلك من معجزاته .
يقول الرسـول r : « كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله . وهو حبل الله المتين . وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا تشبع منه العلماء ، ولا يخلق على كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه . من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلي الصراط المستقيم » .
وأن الترويح عن نفس ( بدون الانفلات عن إطره العرفية ) وكما أشرنا إلى تكثيف المكتبات في الأحياء حتى ولو كانت فصليه وقت العطلة تقام في مدراس الأحياء أو المساجد المهيأة لذلك ، وزيادة أعداد حلقات تعليم القرآن الكريم ، وكذلك تكثيف المراكز الصيفية في الأحياء لأن أغلب المراكز التي تقام حاليا بعيدة جدا عن متناول أبناء الأحياء حيث أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد – حفظه الله – باعتماد مبلغ مائتي مليون ريال لدعم البرامج التي تعدها وزارة المعارف لاستقبال الطلبة أثناء إجازة الصيف والعطل الرسمية وفي الفترة المسائية أثناء العام الدراسي . لذا يجب تعاون الجهات التعليمية مع وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات ووزارة التعليم العالي ممثلة بالجامعات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للتوجيه وبيان المخاطر وطرق الشر التي يسلكها الأعداء لإضلال الشباب وزجهم في طريق المهالك .
هذه الجهود لو تضافرت وتساندت لأوجد قاعدة عريضة وكبيرة لشغل فراع وقت هؤلاء الشباب وقتلت عندهم الهموم وأبعدتهم عن طريق المزالق المدمرة والعبث المهلك ، كما قيل : الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة .
وانشغال أغلب أولياء الأمور بأعمالهم سواء الرسمية أو التجارية يجعلهم في غفلة عن تصرفات أبنائهم وبناتهم وأنني على يقين بأن تضافر هذه الجهود سيكون لها أكبر الأثر على توجيه الأبناء وخاصة في التوجيه نحو المثل العليا .
وهذا من الأمور المطلوبة .. ولاسيما في فترات الإجازة .. إلا أن الإفراط والاستغراق والنهم في التسلي يعتبر من الأمور الضارة جدا التي يتعين التوقف عنها . وهناك سؤال محير يقف العديد من الآباء حائرين أمام الإجابة عنه هو : .. كيف يقضي أبناؤنا إجازة الصيف ؟! وكذلك السؤال الذي يحير أيضا .. هل لابد من السفر ؟! فمع بداية عطلة الصيف يبدأ التحاور المعتاد داخل البيت أو الأسرة – والذي يزداد كل ما كبر الأبناء – وتزداد المعاناة والشكوى من الآباء والأمهات من تفضيل أولادهم السفر .. ولا أحد ينكر أن للسفر فوائد عديدة .. لكن المفاهيم اختلفت عما كانت عليه فالإجازة في معناها الصحيح والذي عينها من أجله أهل الخبرة والراسخون في العلم له مفهوم جليل في أبجدية التربية ، لابد وأن تتعين في أذهان الجميع أبعاده الحقيقية .. وهل يحرضُ الآباء والأمهات إلا على أن تكون المعطيات المادية والمعنوية دائما فرصة لجذب الأبناء نحو روابط البيت والأسرة والمجتمع وليس العكس ؟! وليس من الضروري أن ترتبط الإجازة بالسفرة واللهو غير المفيد ، مما قد يعود بالضرر على الأبناء وعلى الآباء والأمهات وعلى المدى البعيد والقريب . ولكن لابد أن ترتبط الإجازة أساساً بالترويح والترفيه المأخوذ من جوانبه الإيجابية التي تجمع أفراد الأسرة في مساحات البراءة والطهارة ويعود بالنفع على فلذات أكبادنا .
المرجع
آخر الكلام نظرات من نافذة الحياة - خالد محمود علوي
في الإجازات الصيفية ينبغي أن يراعي الآباء والأمهات بقدر الإمكان أن تكون الأنشطة التي يزاولها الأبناء متكاملة من مختلف النواحي الرياضية والنفسية والترفيهية والصحية والثقافية والاجتماعية .. لابد أن نشغل أوقات الفراغ الطويلة التي يعاني منها أولادنا – بعد الانتهاء من عامهم الدراسي المليء بالجد والاجتهاد والمثابرة – حتى نبعدهم عن المضار والتفكير في الشؤون الصغيرة .
ولعل من أهم المشاريع الثقافية التي لابد أن نهتم بها جميعا – وأرى أنها تخدم مصالح الجميع وخاصة من أبنائنا في الصيف أو في أوقات الفراغ العطل الأسبوعية – المكتبات العامة القائمة في مختلف مناطق ومدن مملكتنا الحبيبة .. وإشارتي هنا أعني بها دراسة موضوع تنويع صورها وتشكيل أنماطها – كأن تكون مثلا مكتبات متنقلة ومنتشرة في مختلف الأحياء وأماكن التجمعات ، وكأن تكون متخصصة بالنسبة للمستوى وشاملة بالنسبة للمحتوى .. والهدف الأساس من هذه المكتبات هو تشجيع الجميع على القراءة والاستفادة من أقوات الفراغ بشغلها . وأرى أن انتهاز إجازة الصيف فرصة طيبة لتوجيه الأبناء الدارسين إلى الصورة الأخرى من الارتباط بالمدرسة وما سيدرس معا ، أو أحد الأمرين .. حسب الحاجة أو حسب الإمكان .. باعتبار أن الغاية الأهم ليست هي قطع الصلة ، وباعتبار أن لانعدام الصلة سلبيات سريعة التفشي كانعكاس أثره غير المحمود على الحصيلة العلمية وصعوبة ربطها حين بدء الدراسة اللاحقة .
كما أن لتعليم الأبناء أحكـام تلاوة القـرآن الكريم وحفظ آياته ( وهي من الأمور التي يجب أن يحرص عليها أولياء الأمور ) أهمية بالغة الضرورة والوجوب في حياتنا – نحن المسلمين – لأن القرآن الكريم يجد فيه كل إنسان غاية مبتغاه على قدر ما وصـل إليه من علم ، وتلك من معجزاته .
يقول الرسـول r : « كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله . وهو حبل الله المتين . وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا تشبع منه العلماء ، ولا يخلق على كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه . من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلي الصراط المستقيم » .
وأن الترويح عن نفس ( بدون الانفلات عن إطره العرفية ) وكما أشرنا إلى تكثيف المكتبات في الأحياء حتى ولو كانت فصليه وقت العطلة تقام في مدراس الأحياء أو المساجد المهيأة لذلك ، وزيادة أعداد حلقات تعليم القرآن الكريم ، وكذلك تكثيف المراكز الصيفية في الأحياء لأن أغلب المراكز التي تقام حاليا بعيدة جدا عن متناول أبناء الأحياء حيث أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد – حفظه الله – باعتماد مبلغ مائتي مليون ريال لدعم البرامج التي تعدها وزارة المعارف لاستقبال الطلبة أثناء إجازة الصيف والعطل الرسمية وفي الفترة المسائية أثناء العام الدراسي . لذا يجب تعاون الجهات التعليمية مع وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات ووزارة التعليم العالي ممثلة بالجامعات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للتوجيه وبيان المخاطر وطرق الشر التي يسلكها الأعداء لإضلال الشباب وزجهم في طريق المهالك .
هذه الجهود لو تضافرت وتساندت لأوجد قاعدة عريضة وكبيرة لشغل فراع وقت هؤلاء الشباب وقتلت عندهم الهموم وأبعدتهم عن طريق المزالق المدمرة والعبث المهلك ، كما قيل : الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة .
وانشغال أغلب أولياء الأمور بأعمالهم سواء الرسمية أو التجارية يجعلهم في غفلة عن تصرفات أبنائهم وبناتهم وأنني على يقين بأن تضافر هذه الجهود سيكون لها أكبر الأثر على توجيه الأبناء وخاصة في التوجيه نحو المثل العليا .
وهذا من الأمور المطلوبة .. ولاسيما في فترات الإجازة .. إلا أن الإفراط والاستغراق والنهم في التسلي يعتبر من الأمور الضارة جدا التي يتعين التوقف عنها . وهناك سؤال محير يقف العديد من الآباء حائرين أمام الإجابة عنه هو : .. كيف يقضي أبناؤنا إجازة الصيف ؟! وكذلك السؤال الذي يحير أيضا .. هل لابد من السفر ؟! فمع بداية عطلة الصيف يبدأ التحاور المعتاد داخل البيت أو الأسرة – والذي يزداد كل ما كبر الأبناء – وتزداد المعاناة والشكوى من الآباء والأمهات من تفضيل أولادهم السفر .. ولا أحد ينكر أن للسفر فوائد عديدة .. لكن المفاهيم اختلفت عما كانت عليه فالإجازة في معناها الصحيح والذي عينها من أجله أهل الخبرة والراسخون في العلم له مفهوم جليل في أبجدية التربية ، لابد وأن تتعين في أذهان الجميع أبعاده الحقيقية .. وهل يحرضُ الآباء والأمهات إلا على أن تكون المعطيات المادية والمعنوية دائما فرصة لجذب الأبناء نحو روابط البيت والأسرة والمجتمع وليس العكس ؟! وليس من الضروري أن ترتبط الإجازة بالسفرة واللهو غير المفيد ، مما قد يعود بالضرر على الأبناء وعلى الآباء والأمهات وعلى المدى البعيد والقريب . ولكن لابد أن ترتبط الإجازة أساساً بالترويح والترفيه المأخوذ من جوانبه الإيجابية التي تجمع أفراد الأسرة في مساحات البراءة والطهارة ويعود بالنفع على فلذات أكبادنا .
المرجع
آخر الكلام نظرات من نافذة الحياة - خالد محمود علوي