شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : نشأة الجامعات العربية


ثروت كتبي
04-23-2011, 09:53 PM
نشأة الجامعات العربية


كان العرب سباقين إلى إنشاء الجامعات ، وتعد جامعتان عربيتان هما جامعة الأزهر في مصر وجامعة القرويين في المغرب نموذجاً احتذته الجامعات الحديثة . أنشأ جامعة الأزهر جوهر الصقلي عام 359هـ ، 970م ، وبدأ النشاط الديني والعلمي في المسجد الذي عرف بالجامع الأزهر في بادئ الأمر ، ثم فتح أبوابه لدراسة العلوم العقلية جنباً إلى جنب مع العلوم الدينية في عهد العزيز بالله في منتصف القرن الرابع الهجري ، العاشر الميلادي . وبدأ التدريس بهيئة تدريس قوامها 36 مدرساً تلقوا مرتبات شهرية وهيئت لهم مساكن بجوار الجامعة .

أما جامعة القرويين فقد بدأت بأن تبرعت فاطمة بنت محمد القيرواني ببناء مسجد جامع وكان ذلك عام 245هـ ، 859م ، ثم عرف في مرحلة لاحقة باسم جامعة القرويين . وتعد فترة المرينيين من أزهى فترات هذه الجامعة حيث تنوعت المواد الدراسية لكثرة الوافدين على مدينة فاس ، وأدخلت إلى جانب العلوم الدينية علوم أخرى كالتاريخ والأدب والعلوم الطبيعية والرياضيات والفلك .

أقيمت بعواصم ومدن العالم الإسلامي مدارس تعد بمثابة مؤسسات للتعليم العالي يدرس فيها علم اللغة ، والشريعة ، والنحو ، والأدب ، والجبر ، والمثلثات والهندسة والكيمياء والفيزياء ، والفلك ، والطب والمنطق وغير ذلك . وأول هذا النوع من المدارس أنشأه في بغداد نظام الملك الذي عمل وزيراً للسلطان السلجوقي ملك شاه .

وقامت على غرار هذا النوع من المدارس مدارس عليا منها المدرسة الرشيدية والشريفية في سوريا ، والناصرية والصلاحية في مصر والمستنصرية في بغداد التي ألحق بها مستشفى لتعليم الطب . ولم تخل مدينة هامة من مدرسة أو أكثر من هذه المدارس العليا .

أما في الأندلس (أسبانيا) فقد انتشرت معاهد التعليم انتشاراً كبيراً حتى إن قرطبة وحدها كان بها عدة مئات من هذه المعاهد ، ومن أشهر الجامعات بها قرطبة ، وأشبيليا ، وملقا وغرناطة . وقد نقشت على بوابة جامعة غرناطة العبارة التالية : يقوم استقرار العالم ونظامه على أربعة أسس : علم الحكماء ، وعدل الملوك ، وصلاة العابدين ، وبأس الشجعان . ووفد إلى هذه الجامعات طلاب أوروبا وقساوستها وأمراؤها للدراسة .

كان من الطبيعي أن تستفيد أوروبا استفادة كبرى من الجامعات الإسلامية عندما بدأت في إنشاء جامعاتها في القرن الثاني عشر الميلادي ، أي بعد قرنين من إنشاء أول جامعة في العالم الإسلامي . واقتبسوا إلى جانب العلوم النظم الإدارية وغيرها من النظم التي اتبعت في جامعات العالم الإسلامي ، ومثال ذلك الزي الجامعي ، وتنظيم المعلمين في روابط (نقابات) ، وحلقات التعليم ، ونظام التعليم والسكن الداخلي للطلاب ، والأوقاف على التعليم ، ونظام المدرس – المعيد ، والأستاذ المحنك . وكذلك نظام المناهج الدراسية ، وأساليب التدريس . وكما نشأت الجامعات الإسلامية الأولى في كنف المسجد نشأت الجامعات الغربية الأولى في أحضان الكنيسة كما حدث عند قيام جامعة كمبردج .

المرجع
الموسوعة العربية العالمية