شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : الحراج في مكة المكرمة .. مكة المكرمة


ثروت كتبي
04-22-2011, 05:50 PM
الحراج في مكة المكرمة

بمكة المكرمة عدة مواضع للحراج – أي المزاد لبيع السلع والأمتعة قديمة كانت أو جديدة – فهناك حراج الغنم والمواشي ، وحراج للحطب والفحم ، وحراج لبيع السيارات ونحوها ، وحراج للخردوات المنزلية وغيرها .
قال الكردي : (قد يظن بعضهم أن الحراج – ويسمى بمصر سوق الكانتو – أمر مستحدث ، ولكنه أمر معمول به من قديم الزمن ، وهذا معقول لأن الحراج مكان يبيع الإنسان فيه ما يحتاج إلى بيعه ، وقد بسط أمتعته وخردواته نهاراً فوق فراش أمامه ثم يرفعها إذا أقبل اليل في صناديق يقفلها ويمضي إلى منزله ، حتى إذا أصبح ذهب على مكان الحراج وأخرج ما في الصندوق وبسطه أمامه للبيع ، وهذه الصناديق خاصة لأهل الحراج لا تنقل ، وهذه عادة جارية إلى اليوم كالصناديق الموجودة بحراج الحلقة بالمعلاة) .
وللحراج شيخ ونظام خاص ، ويبدأ البيع في بعضها من ارتفاع الشمس ضحوة النهار إلى الظهر ، وفي بعضها من بعد صلاة العصر إلى قرب المغرب .
وأكبر حراج بمكة للأمتعة هو حراج سوق الليل ، وذلك من قديم الزمان ، وحراج الجفالي بالغزة ، وحراج سوق الليل هو من قديم الزمان في هذا المكان ، ثم إنه في سنة 1361هـ انتقل من محله القديم إلى زقاق البيض بجهة المسعى ، ثم انتقل أيضاً من زقاق البيض إلى محله القديم أيضاً بسوق الليل ، في سنة 1376هـ وذلك لتوسعة المسجد الحرام والشوارع .
وكان للحراج في مكة المكرمة شيخ – ولا زال الأمر جارياً – يقوم على شئونه بل كان لكل صنعة في مكة شيخ يختص بها ، وكان بعضهم يتخصص في بيع حاجات يشتريها الناس منه كالذي يشتري الملابس أو النحاس ، أو أثاث البيت مثل : الكراويت الخشبية والمساند والترابيزات وغيرهها وكان يلتقي شيخ الحراج بالباعة فيسمى الله على (الحراج) ويقول : (الله أكبر) ثم يهلل ثم يسهل في (التحريج) بكلام عذب وجذاب ، وكان يوجد كاتب في الحراج يكون مع الشيخ وعنده دفتر كبير ، يكتب فلان أتى بهذا ، وفلان باع هذا بكذا على فلان ، والدلال في البيعة فلان ، فإن ظهر أن هناك بضاعة مسروقة وجاء صاحبها فتش عنها حتى يظهر السارق ويؤتى به بواسطة العمدة أو الشرطة .
وكانت مواعيد الحراج تبدأ من الصباح إلى الظهر ، وهناك حراج العصر في سوق الليل ثم انتقل إلى القشاشية أمام المسعى ، ثم إلى المعابدة بعد مبنى الإمارة ومن هناك انتقل إلى منطقة جبل النور – حالياً – وكان موضع حراج الغنم في سوق المعلاة وفي الشبيكة ، وحراج الدواب الكبيرة – البقر والجمال – في الجعفرية .
وهناك أيضاً حراج دواب الركوب – البغال والحمير – وقيل حراج البقر في مكان بركة الشامي أمام برحة الرشيدي ، وحراج الحطب والفحم في الهجلة ، ثم انتقل إلى الحلقة القديمة ، ثم إلى جرول .
أما اليوم فقد انتقل إلى ساحة تحت جبل النور (الذي فيه غار حراء) وآخر في الكعكية عند مخرج ما يسمى (بير ياخور) وهو اسم الرجل – صاحب المشروع – الذي نفذه لتصريف المياه .
أما حراج الغنم والجمال والبقر فكلها في الكعكية خلف حلقة الخضار الجديدة ، وكذلك سوق السمك الذي أوجد حديثاً وكان من قبل في سوق الليل ، ثم النكاسة .

المرجع
صور من تراث مكة المكرة في القرن الرابع عشر الهجري - عبدالله محمد أبكر - بتصر