م.أديب الحبشي
01-30-2011, 09:52 AM
الأسواق في جدة
ذكر البتنونى في رحلته الحجازية عام (1328هـ) بأن شوارع جدة تحتوى على (3500 متر) مبنية بالحجر الجبلي الذي يؤتى به من الجبال القريبة أو الحجر المائى المقطوع من شعب البحر . ويمتد طول جدة من الجهة الجنوبية حتى الشمالية التي تنتهي بالحي الدبلوماسي الذي يسكنه قناصل الدول وهو أرقى الأحياء وأفضلها ومن ضمنه الوكالة الروسية . . وأضاف : ( إن سوق جدة مليء بالبضائع مثل أصداف اللؤلؤ والمرجان والسبح والأقمشة الحريرية والعطر والعطارة والبقالة الجافة والقرب والجلود والسجاجيد والحبوب خاصة القمح والدقيق الذين يعتمل عليه السكان وتستورد من الهند ومصر والشام ) . .
وقد اشتهرت جدة عبر تاريخها بأسواقها التجارية العامرة ومن أهمها :
1- سوقالجامع :
نسبة لجامع الشافعي بحارة المظلوم ويمتد شرقاً إلى أن يتصل بسوق البدو وكان يضم بعض دكاكين المواد الغذائية والمستلزمات المنزلية والمخابز والمطاحن ومحلات الحجامة والحدادة . . والحدادة هي طرح الحديد وتطريقه وكان شيخهم "أحمد باحبلين" ثم "عبد الله باحبلين" ومن أهم معالم السوق "المسجد الشافعي".
2- سوق البدو :
بحارة المظلوم ، ويؤدي شرقاً إلى باب مكة وكانت تكثر به دكاكين الحبابة ومن أشهر الحبابين شيخ الحبابة محمد سعيد نصيف وبيت صابر وبيت الكيكي واحمد حمبظاظة ومن أقدم الحبابين بيت المغيربي الذين امتدت تجارتهم إلى مكة المكومة والمدينة المنورة وهي نفس أسرة فتيح الحباب وأسرة المغربي .
وكان الشيخ محمد عبد القادر المغيريي الفتيح يزور والدي باستمرار وهو إبن عمته . . وقد ذكر لأبي بأنه حينما هاجر والده إلى المدينة المنورة أطلقوا عليه لقب المغيربي لتميزه عن المهاجرين المغاربة في المدينة .
كذلك كان يشتهر سوق البدو بتجارة الأقمشة ومن أشهرها "البفته" و "الدوت" وهو ما يسمى "السليطى" وتستعمله البادية على وجه الخصوص . وقد كانت في السوق دكاكين لوالدي يوسف طرابلسي وجدي محمد حسن طرابلسي وعمي محمد علي طرابلسي يرحمهم الله جميعاً .
ومن تجار الأقمشة أيضاً في النصف الأول من القرن الرابع عشر الشيخ مصطفي محمد ناظر وهم من عائلة تختلف عن "بيت ناظر" المعروفين أيضاً بمدينة جدة . ومن أبنائه الشيخ أحمد ناظر مساعد مدير عام البنك البريطاني سابقاً والشيخ جميل ناظر، ومنهم أيضاً المهندس مروان ناظر . . المهم وإن اختلفت الصلة - على حد علمي - بين العائلتين اللتين تتفقان في اللقب إلا أن الأهم أنهما جميعا يتمتعون بمكانة مرموقة وسمعة حسنة وتفخر بهم مدينتهم . . مع مراعاة أن أهالي جدة يشتركون جميعاً في القرابة والمصاهرة .
ومن أكثر رواد سوق البدو أهل البادية لتموين احتياجاتهم المعيشية في قراهم وروى عمي يرحمه الله أنه حضر ذات يوم إلى دكان جدي بالسوق أحد رجال البادية وإشترى منه بعض احتياجاته فنقص عليه ما معه من مال ، ولم يشأ أن يأخذ البضاعة إلا بعد أن "نتف" أو خلع شعره من رموشه وطلب من جدي الاحتفاظ بها عنده لحين العودة وسداده لباقي الثمن ، فاحتفظ جدي بالشعرة حتى جاء إليه بعد فترة أبناء البدوي مطالبين باستعادة شعرة أبيهم وسداد بقية الثمن . . وقد تم ذلك هذا وكان السوق مسقوفا بالخشب .
3- سوق برة :
ويمتد شرق سوق البدو وقد سمي بذلك لأنه بني خارج السور ويسمى حالياً سوق باب مكة وأصبح حالياً أكبر سوق لبيع المواد الغذائية .
4- سوق العلوي :
ويمتد من نهاية شارع قابل حتى باب مكة شرقاً وهو سوق مكشوف تكثر به دكاكين العطارين والمقاهي و الأغذية والملابس الجاهزة المعتدلة والأسعار . . . الخ
ومن أشهر معالمه (النورية القديمة ) وبيت عاشور وبيت نصيف ومسجد المعمار ومسجد المغربي ومقابر السيد أبو بكر بن أحمد العلوي التي كان يشرف عليها العم زيني سقاف .
5- شارع قابل :
ويمتد من شارع الملك عبد العزيز حتى سوق العلوي شرقاً . . كان قد بناه الملك الحسين بن علي في الثلاثينات من القرن الرابع عشر الهجري وكان أهم أسواق جدة على الإطلاق- آنذاك- وتتفرع عنه بعض أهم الأسواق التجارية . . وكان في بداياته مقرا للعديد من الدوائر الرسمية حيث كان مسقوفا بالخشب ثم سقف بالتوتوه ومن أشهر معالمه مسجد عكاش . . وكان الشيخ / سليمان قابل رئيس بلدية جدة في العهد الهاشمي قد اشترى الشارع من الملك حسين بن علي قبل رحيله من الحجاز بمبلغ ثلاثة آلاف جنيه ذهب ثم دفع مقدارها من الرز والشعير التي كان جيش الحسين بن علي في أمس الحاجة إليها ومن ثم عمره الشيخ / سليمان قابل وأنشأ فوق الدكاكين طابقا واحداً كمكاتب تجارية وزود السوق بماتورًا كهربائياً خاصاً وأدخل الكهرباء في كافة المحلات التجارية به فتسابق عليها المستأجرين . وكان أول الشوارع التي أدخلت فيها الكهرباء بمدينة جدة .
6- سوق الندى:
بحارة الشام وكانت تنتشر به محلات بيع الأطعمة المطهية والخياطين والمزينين "الحلاقين" وكان يضم عدداً من أحواش التجار والزوايا والمساجد ومن أبرز معالمه بيت باناجه الذي كان يصلي به الملك عبد العزيز يرحمه الله صلاة الجمعة وهو ملاصق لمسجد الحنفي . . ويعتبر بيت باناجه تحفة من تحف البناء في أيامه وبه بعض أجمل الأبواب والرواشين . .
7- الخاصكية :
وكلمة خاصكية تعنى حرس الباشا الذين كانوا يقيمون فعلا في تلك المنطقة . . ويقع السوق جنوب شارع قابل ويضم دكاكين باعة الأقمشة ، وفي مرحلة لاحقة باعي السبح ومن أشهرهم : آل اللفات ، آل الزامكة . . كما كان يباع في السوق الحوت الناشف وهو يضم بعض المكاتب التجارية الخاصة .
8- السوق الكبير :
ويقع جنوب شارع قابل ما بين الخاصكية وسوق الندى . . وبه الكثير من دكاكين الأقمشة وباعي الحقائب والخياطين وغيرهم . كما أنه يؤدي إلى القبوة .
9- سوق البنط :
وكان يضم الصيارفة والسبحية وبائعي الأقمشة .
10- شارع فيصل:
وموقعه مكان عمارة الملكة حالياً ما بين شارع قابل وسوق الندى . ومن أشهر المحلات التجارية التي أذكرها بالشارع والتي تعود ملكيتها لكل من :
انيس جمجوم- صيدلية البترجي- محمد سعيد تمر-الرويحي- الماس كابلي- سليمان عباس – عبد الرزاق باجسير – الشركة العربية للسيارات- العوينى وإبراهيم شاكر . وغيرهم .
والمعروف عند الجداودة أن بيت البترجي من أقدم و أكبر تجار الأدوية و أصحاب الصيدليات بجدة ، كما اتجهوا خلال العقدين الأخيرين إلى إنشاء المستشفيات في مختلف مدن الملكة وعائلة البترجي من عوائل جدة العريقة ذات السمعة الرفيعة و أصحاب مكانة اجتماعية محترمة . .
هذه كانت أهم أسواق جدة القديمة قبل ظهور بعض الأسواق الأخرى الكبيرة مثل باب شريف وكان الحمالون ينتشرون في الأسواق كما هو عليه الحال الآن- غير أن كلاً منهم كان يحمل "زنبيل" من نوع القفاف المفتوحة كبيرة الحجم وهي من سعف النخيل مع حبل لرباطه عند اللزوم . وهم يعتمدون على القوة البدنية بحيث يستأجرهم المتبضعون في حالة كثرة مشترياتهم إلى الجهة التي يقصدونها . .وكان الحمال في غالبيتهم من أرياف الحجاز والأخوة اليمنيين والأفارقة . .وكانوا يضعون أرقاماً ثابتة على زنابيلهم ( قففهم ) وهي صادرة عن البلدية . . ونذكر حادثة اشتهرت في جدة لأحد الحمالين الأفارقة حيث أستأجره أحدهم لنقل حمولة ثقيلة دون اتفاق على الأجرة ، وحينما أوصلها إلى مقصدها لم ترق له الأجرة المدفوعة . فما كان منه إلا أن حملها مجدداً وأعادها من حيث أحضرها .
أما من يراقب الأسواق وما قد يحدث بها من مخالفات . . فكان يتولى مراقبتها بعض موظفي البلدية يسمون "البصاصين" ومفردها "بصاص" وأصل كلمة "بصاص" تعني الحرس أو الغفر .
هذا وقد قدر المؤرخ / أحمد الحضراوى المتوفي عام 1327هـ في كتابه "الجواهر المعده في فضائل جدة" عدد الحوانيت في المدينة بما ينوف على أربعة ألاف دكان . . .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)
ذكر البتنونى في رحلته الحجازية عام (1328هـ) بأن شوارع جدة تحتوى على (3500 متر) مبنية بالحجر الجبلي الذي يؤتى به من الجبال القريبة أو الحجر المائى المقطوع من شعب البحر . ويمتد طول جدة من الجهة الجنوبية حتى الشمالية التي تنتهي بالحي الدبلوماسي الذي يسكنه قناصل الدول وهو أرقى الأحياء وأفضلها ومن ضمنه الوكالة الروسية . . وأضاف : ( إن سوق جدة مليء بالبضائع مثل أصداف اللؤلؤ والمرجان والسبح والأقمشة الحريرية والعطر والعطارة والبقالة الجافة والقرب والجلود والسجاجيد والحبوب خاصة القمح والدقيق الذين يعتمل عليه السكان وتستورد من الهند ومصر والشام ) . .
وقد اشتهرت جدة عبر تاريخها بأسواقها التجارية العامرة ومن أهمها :
1- سوقالجامع :
نسبة لجامع الشافعي بحارة المظلوم ويمتد شرقاً إلى أن يتصل بسوق البدو وكان يضم بعض دكاكين المواد الغذائية والمستلزمات المنزلية والمخابز والمطاحن ومحلات الحجامة والحدادة . . والحدادة هي طرح الحديد وتطريقه وكان شيخهم "أحمد باحبلين" ثم "عبد الله باحبلين" ومن أهم معالم السوق "المسجد الشافعي".
2- سوق البدو :
بحارة المظلوم ، ويؤدي شرقاً إلى باب مكة وكانت تكثر به دكاكين الحبابة ومن أشهر الحبابين شيخ الحبابة محمد سعيد نصيف وبيت صابر وبيت الكيكي واحمد حمبظاظة ومن أقدم الحبابين بيت المغيربي الذين امتدت تجارتهم إلى مكة المكومة والمدينة المنورة وهي نفس أسرة فتيح الحباب وأسرة المغربي .
وكان الشيخ محمد عبد القادر المغيريي الفتيح يزور والدي باستمرار وهو إبن عمته . . وقد ذكر لأبي بأنه حينما هاجر والده إلى المدينة المنورة أطلقوا عليه لقب المغيربي لتميزه عن المهاجرين المغاربة في المدينة .
كذلك كان يشتهر سوق البدو بتجارة الأقمشة ومن أشهرها "البفته" و "الدوت" وهو ما يسمى "السليطى" وتستعمله البادية على وجه الخصوص . وقد كانت في السوق دكاكين لوالدي يوسف طرابلسي وجدي محمد حسن طرابلسي وعمي محمد علي طرابلسي يرحمهم الله جميعاً .
ومن تجار الأقمشة أيضاً في النصف الأول من القرن الرابع عشر الشيخ مصطفي محمد ناظر وهم من عائلة تختلف عن "بيت ناظر" المعروفين أيضاً بمدينة جدة . ومن أبنائه الشيخ أحمد ناظر مساعد مدير عام البنك البريطاني سابقاً والشيخ جميل ناظر، ومنهم أيضاً المهندس مروان ناظر . . المهم وإن اختلفت الصلة - على حد علمي - بين العائلتين اللتين تتفقان في اللقب إلا أن الأهم أنهما جميعا يتمتعون بمكانة مرموقة وسمعة حسنة وتفخر بهم مدينتهم . . مع مراعاة أن أهالي جدة يشتركون جميعاً في القرابة والمصاهرة .
ومن أكثر رواد سوق البدو أهل البادية لتموين احتياجاتهم المعيشية في قراهم وروى عمي يرحمه الله أنه حضر ذات يوم إلى دكان جدي بالسوق أحد رجال البادية وإشترى منه بعض احتياجاته فنقص عليه ما معه من مال ، ولم يشأ أن يأخذ البضاعة إلا بعد أن "نتف" أو خلع شعره من رموشه وطلب من جدي الاحتفاظ بها عنده لحين العودة وسداده لباقي الثمن ، فاحتفظ جدي بالشعرة حتى جاء إليه بعد فترة أبناء البدوي مطالبين باستعادة شعرة أبيهم وسداد بقية الثمن . . وقد تم ذلك هذا وكان السوق مسقوفا بالخشب .
3- سوق برة :
ويمتد شرق سوق البدو وقد سمي بذلك لأنه بني خارج السور ويسمى حالياً سوق باب مكة وأصبح حالياً أكبر سوق لبيع المواد الغذائية .
4- سوق العلوي :
ويمتد من نهاية شارع قابل حتى باب مكة شرقاً وهو سوق مكشوف تكثر به دكاكين العطارين والمقاهي و الأغذية والملابس الجاهزة المعتدلة والأسعار . . . الخ
ومن أشهر معالمه (النورية القديمة ) وبيت عاشور وبيت نصيف ومسجد المعمار ومسجد المغربي ومقابر السيد أبو بكر بن أحمد العلوي التي كان يشرف عليها العم زيني سقاف .
5- شارع قابل :
ويمتد من شارع الملك عبد العزيز حتى سوق العلوي شرقاً . . كان قد بناه الملك الحسين بن علي في الثلاثينات من القرن الرابع عشر الهجري وكان أهم أسواق جدة على الإطلاق- آنذاك- وتتفرع عنه بعض أهم الأسواق التجارية . . وكان في بداياته مقرا للعديد من الدوائر الرسمية حيث كان مسقوفا بالخشب ثم سقف بالتوتوه ومن أشهر معالمه مسجد عكاش . . وكان الشيخ / سليمان قابل رئيس بلدية جدة في العهد الهاشمي قد اشترى الشارع من الملك حسين بن علي قبل رحيله من الحجاز بمبلغ ثلاثة آلاف جنيه ذهب ثم دفع مقدارها من الرز والشعير التي كان جيش الحسين بن علي في أمس الحاجة إليها ومن ثم عمره الشيخ / سليمان قابل وأنشأ فوق الدكاكين طابقا واحداً كمكاتب تجارية وزود السوق بماتورًا كهربائياً خاصاً وأدخل الكهرباء في كافة المحلات التجارية به فتسابق عليها المستأجرين . وكان أول الشوارع التي أدخلت فيها الكهرباء بمدينة جدة .
6- سوق الندى:
بحارة الشام وكانت تنتشر به محلات بيع الأطعمة المطهية والخياطين والمزينين "الحلاقين" وكان يضم عدداً من أحواش التجار والزوايا والمساجد ومن أبرز معالمه بيت باناجه الذي كان يصلي به الملك عبد العزيز يرحمه الله صلاة الجمعة وهو ملاصق لمسجد الحنفي . . ويعتبر بيت باناجه تحفة من تحف البناء في أيامه وبه بعض أجمل الأبواب والرواشين . .
7- الخاصكية :
وكلمة خاصكية تعنى حرس الباشا الذين كانوا يقيمون فعلا في تلك المنطقة . . ويقع السوق جنوب شارع قابل ويضم دكاكين باعة الأقمشة ، وفي مرحلة لاحقة باعي السبح ومن أشهرهم : آل اللفات ، آل الزامكة . . كما كان يباع في السوق الحوت الناشف وهو يضم بعض المكاتب التجارية الخاصة .
8- السوق الكبير :
ويقع جنوب شارع قابل ما بين الخاصكية وسوق الندى . . وبه الكثير من دكاكين الأقمشة وباعي الحقائب والخياطين وغيرهم . كما أنه يؤدي إلى القبوة .
9- سوق البنط :
وكان يضم الصيارفة والسبحية وبائعي الأقمشة .
10- شارع فيصل:
وموقعه مكان عمارة الملكة حالياً ما بين شارع قابل وسوق الندى . ومن أشهر المحلات التجارية التي أذكرها بالشارع والتي تعود ملكيتها لكل من :
انيس جمجوم- صيدلية البترجي- محمد سعيد تمر-الرويحي- الماس كابلي- سليمان عباس – عبد الرزاق باجسير – الشركة العربية للسيارات- العوينى وإبراهيم شاكر . وغيرهم .
والمعروف عند الجداودة أن بيت البترجي من أقدم و أكبر تجار الأدوية و أصحاب الصيدليات بجدة ، كما اتجهوا خلال العقدين الأخيرين إلى إنشاء المستشفيات في مختلف مدن الملكة وعائلة البترجي من عوائل جدة العريقة ذات السمعة الرفيعة و أصحاب مكانة اجتماعية محترمة . .
هذه كانت أهم أسواق جدة القديمة قبل ظهور بعض الأسواق الأخرى الكبيرة مثل باب شريف وكان الحمالون ينتشرون في الأسواق كما هو عليه الحال الآن- غير أن كلاً منهم كان يحمل "زنبيل" من نوع القفاف المفتوحة كبيرة الحجم وهي من سعف النخيل مع حبل لرباطه عند اللزوم . وهم يعتمدون على القوة البدنية بحيث يستأجرهم المتبضعون في حالة كثرة مشترياتهم إلى الجهة التي يقصدونها . .وكان الحمال في غالبيتهم من أرياف الحجاز والأخوة اليمنيين والأفارقة . .وكانوا يضعون أرقاماً ثابتة على زنابيلهم ( قففهم ) وهي صادرة عن البلدية . . ونذكر حادثة اشتهرت في جدة لأحد الحمالين الأفارقة حيث أستأجره أحدهم لنقل حمولة ثقيلة دون اتفاق على الأجرة ، وحينما أوصلها إلى مقصدها لم ترق له الأجرة المدفوعة . فما كان منه إلا أن حملها مجدداً وأعادها من حيث أحضرها .
أما من يراقب الأسواق وما قد يحدث بها من مخالفات . . فكان يتولى مراقبتها بعض موظفي البلدية يسمون "البصاصين" ومفردها "بصاص" وأصل كلمة "بصاص" تعني الحرس أو الغفر .
هذا وقد قدر المؤرخ / أحمد الحضراوى المتوفي عام 1327هـ في كتابه "الجواهر المعده في فضائل جدة" عدد الحوانيت في المدينة بما ينوف على أربعة ألاف دكان . . .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)