شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : مكتبة الأحقاف للمخطوطات بمدينة تريم .. مركزاً ثقافياً وسياحياً


ثروت كتبي
01-28-2011, 10:15 PM
مكتبة الأحقاف للمخطوطات بمدينة تريم .. مركزاً ثقافياً وسياحياً





في وادي حضرموت باليمن وعلى بعد 35متر شرق مدينة سيئون تقع مدينة تريم , وهى مدينة قديمة في التاريخ سميت باسم ملكها تريم بن حضرموت بن سبأ الأصغر وهى موضع الملوك من بني عمرو بن معاوية.
كانت العاصمة السياسية للوادي في عهد ملوك كندة ..وفي العصر الإسلامي اتخذها زياد بن لبيد البياضي عامل الرسول عليه الصلاة والسلام على حضرموت مقراًِ له , وشهدت واقعة حصن النجير الشهيرة في التاريخ التي قضت على ردّة قبيلة كندة والنجير يبعد عن تريم شرقاً 4أميال ولا تزال أطلاله باقية إلى ألان.
بقيت تريم عاصمة سياسية للوادي حتى عام 927ه / 1521م عندما استولى عليها حاكم الدولة الكثيرية السلطان بدر بن عبد الله بن جعفر الكثيري الملقب بابي طويرق بعد إن فرض عليها حصاراً استمر عشرين يوماً اجبر حكامها آل يماني حينذاك على الاستسلام وإعلان الطاعة للدولة الكثيرية التي اتخذت من مدينة سيئون عاصمة لها .
و مدينة تريم احد مركزا الحضارة الإسلامية في اليمن التي تزخر بمعالمها الحضارية كالمساجد والأربطة الدينية والمكتبات .
وتعد مكتبة الأحقاف للمخطوطات اليوم من ابرز المعالم الحضارية لتلك المدينة وواحدة من أهم مكتبات العالم التي يأتي إليها العديد من الباحثين والزوار والوفود من مختلف أنحاء العالم وذلك لما تحتويه من كتب مخطوطة ومراجع ثمينة من نوادر كنوز التراث اليمني والعربي والإسلامي التي تعطي لقرائها صورة عن التقدم العلمي والمعرفي الذي شهدته الحضارة الإنسانية .
كانت المكتبة قبل تكوينها عام 1972م عبارة عن مجموعة من المخطوطات المتناثرة في العديد من المكتبات الأهلية التي أوقفها أصحابها لطلبة العلم وفي مكتبات الأربطة الدينية , وابرز تلك المكتبات تعود لكل من : آل الكاف , آل بن يحيى , آل سهل , آل الجنيد , آل الحداد , آل الحسيني , آل العيدروس , مكتبة رباط تريم , ومكتبة السلطان صالح بن غالب القعيطي بمدينة المكلا .
وفي عام 1972م جاء قرار تجميعها ووضعها في مكتبة واحدة حفاظاً عليها من الضياع والتلف وتسهيلاً للباحثين والقراء , وأطلق عليها اسم مكتبة الأحقاف للمخطوطات نسبة لوادي حضرموت حيث إن الأحقاف هو الاسم القديم لوادي حضرموت والحقف في اللغة هو المرتفع من الرمال .
ومعظم المخطوطات بمكتبة الأحقاف تعود إلى القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين , أما أقدمها يعود للقرن الخامس الهجري ونذكر نماذج منها :
§ نسخة من البيان في تفسير القران ( الجزء الخامس )لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي , نسخت سنة 595هجرية بخط نسخي مهمل النقط في الأكثر .
§ نسخة من الجزء الثاني من كتاب القانون في الطب لأبن سيناء نسخت سنة 633هجرية وبها حواشي منقولة من نسخة المؤلف .
§ نسخة في جزئيين بخط بديع ومزين بالذهب لكتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض بن موسى بن عياض اليحصبي نسخت سنة 763هجرية .
§ نسخة لخمسة أجزاء من الدر المنثور في التفسير لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي نسخت سنة 897هجرية ومزينة بالذهب بالأسلوب المملوكي , وعليها إجازات مكتوبة بخط المؤلف .
في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن العشرين تم تصوير العديد من تلك المخطوطات من قبل بعثة المخطوطات بالمنظمة العربية بالكويت والبعثة اليمنية السوفيتية .
وتتكون المكتبة من الأقسام التالية :
· قسم المخطوطات : ويحتوي على 3241مجلد مخطوط فيها ما يزيد على ستة ألاف ومائتين عنوان مرتبة في الدواليب على حسب فنون الموضوعات التي تحتويها كالتفسير , الحديث , الفقه , التصوف , التراجم والسير والتاريخ , الأدب واللغة , الطب , المجاميع – مخطوطات تشمل على أكثر من نص وموضوع – ولكل مخطوط رقم وبطاقة خاصة به تعطي معلومات كاملة عن المخطوطة , كما توجد فهارس على شكل جداول تعطي معلومات أولية للباحث .
· قسم المطبوعات : يحتوي على الكثير من المراجع المتعلقة بالمخطوطات وكذا فهارس بعض المكتبات العالمية وكتب ودوريات في شتى العلوم , ويزيد عدد المطبوعات فيه على 2500مطبوع ولها فهرسة خاصة بها .
· قسم الكمبيوتر والتصوير : يقوم بعملية صف وإعداد الفهارس وكذا تصوير المخطوطات ( الفوتوكوبي والرقمي ) لحفظها ولخدمة الباحثين .
· قسم الصيانة : يحتوي على مواد وورشة متواضعة للتجليد .
· قسم التصفح الالكتروني : يحتوي على جهاز كمبيوتر لتصفح المخطوطات المصورة والفهارس وكذا مجموعة من الموسوعات الالكترونية لمساعدة الباحث في عملية التحقيق والتأكد من المعلومة بأيسر الطرق العلمية .
و أهم الواجبات والأعمال اليومية التي تقوم بها المكتبة هي خدمة الباحثين الذين يفيدون إليها من المؤسسات العلمية والجامعات الحكومية والأهلية والأجنبية , كما تسهم المكتبة في عملية التعريف بالتراث الثقافي اليمني خاصة والعربي والإسلامي عامة وذلك من خلال استقبالها للوفود الرسمية الكبيرة كرؤساء الدول والحكومات والوزراء الزائرين لليمن والتي لا تخلو برامجهم من زيارة المكتبة وكذلك الأفواج السياحية من جميع أنحاء العالم , حيث يقدر معدل الزوار الذين يرتادون المكتبة سنوياً بنحو ستة ألاف زائر .





المصدر
مجلة الآثار