شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم


ريمة مطهر
01-28-2011, 07:08 PM
زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وكانت أكبر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم . تزوجها بن خالتها أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي قبل النبوة وكانت أول بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج وأم أبي العاص هالة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي خالة زينب بنت رسول الله وولدت زينب لأبي العاص علياً وأمامة امرأة فتوفي علي وهو صغير وبقيت أمامة فتزوجها علي بن أبي طالب بعد موت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن داود بن أبي هند عن عامر الشعبي أن زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تحت أبي العاص بن الربيع فأسلمت وهاجرت مع أبيها وأبى أبو العاص أن يسلم .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني المنذر بن سعد مولى لبني أسد بن عبد العزى عن عيسى بن معمر عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أن أبا العاص بن الربيع كان فيمن شهد بدراً مع المشركين فأسره عبد الله بن جبير بن النعمان الأنصاري ، فلما بعث أهل مكة في فداء أسراهم قدم في فداء أبي العاص أخوه عمرو بن الربيع وبعثت معه زينب بنت رسول الله وهي يومئذ بمكة بقلادة لها كانت لخديجة بنت خويلد من جزع ظفار ، وظفار جبل باليمن وكانت خديجة بنت خويلد أدخلتها بتلك القلادة على أبي العاص ابن الربيع حين بنى بها فبعثت بها في فداء زوجها أبي العاص . فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم القلادة عرفها ورق لها وذكر خديجة وترحم عليها وقال : إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا إليها متاعها فعلتم . قالوا : نعم يا رسول الله . فأطلقوا أبا العاص بن الربيع وردوا على زينب قلادتها وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم على أبي العاص أن يخلي سبيلها إليه فوعده ذلك ففعل . قال محمد بن عمر : وهذا أثبت عندنا من رواية من روى أن زينب هاجرت مع أبيها صلى الله عليه وسلم .

أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن معروف بن الخربوذ المكي قال : خرج أبو العاص بن الربيع في بعض أسفاره إلى الشام فذكر امرأته زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشأ يقول : ذكرت زينب لما وركت إرما فقلت سقيا لشخص يسكن الحرم بنت الأمين جزاها الله صالحة وكل بعل سيثني بالذي علما . قال محمد بن عمر : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما ذممنا صهر أبي العاص .

أخبرنا يعلى بن عبيدة الطنافسي حدثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الصبح فلما قام في الصلاة نادت زينب بنت رسول الله : إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع . فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : هل سمعتم ما سمعت ؟ قالوا : نعم . قال : أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء مما كان حتى سمعت منه الذي سمعتم ، أنه يجير على الناس أدناهم .

أخبرنا عبد الله بن نمير حدثنا إسماعيل عن عامر قال : قدم أبو العاص بن الربيع من الشام وقد أسلمت امرأته زينب مع أبيها وهاجرت ، ثم أسلم بعد ذلك وما فرق بينهما .

أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة أن زينب بنت رسول الله كانت تحت أبي العاص بن الربيع فهاجرت مع رسول الله ثم أسلم زوجها فهاجر إلى رسول الله فردها عليه ، قال قتادة : ثم أنزلت سورة براءة بعد ذلك فإذا أسلمت المرأة قبل زوجها فلا سبيل له عليها إلا بخطبة وإسلامها تطليقة بائنة .

أخبرنا أبو معاوية الضرير ويزيد بن هارون عن حجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم رد ابنته على أبي العاص بن الربيع بنكاح جديد ، قال يزيد : ومهر جديد .

أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن إسحاق داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد ابنته إلى أبي العاص بعد سنتين بنكاحها الأول ولم يحدث صداقاً .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال : خرج أبو العاص بن الربيع إلى الشام في عير لقريش وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تلك العير قد أقبلت من الشام ، فبعث زيد بن حارثة في سبعين ومائة راكب فلقوا العير بناحية العيص في جماد الأولى سنة ست من الهجرة فأخذوها وما فيها من الأثقال ، وأسروا ناساً ممن كان في العير منهم أبو العاص بن الربيع فلم يعد أن جاء المدينة فدخل على زينب بنت رسول الله بسحر وهي امرأته فاستجارها فأجارته . فلما صلى رسول الله الفجر قامت على بابها فنادت بأعلى صوتها : إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع . فقال رسول الله : أيها الناس هل سمعتم ما سمعت ؟ قالوا : نعم . قال : فو الذي نفسي بيده ما علمت بشيء مما كان حتى سمعت الذي سمعتم ، المؤمنون على يد من سواهم يجير عليهم أدناهم وقد أجرنا من أجارت . فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم إلى منزله دخلت عيه زينب فسألته أن يرد على أبي العاص ما أخذ منه ففعل وأمرها أن لا يقربها فإنها لا تحل له ما دام مشركاً ، ورجع أبو العاص إلى مكة فأدى إلى كل ذي حق حقه ثم أسلم ورجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً مهاجراً في المحرم سنة سبع من الهجرة فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بذلك النكاح الأول .

أخبرنا سعيد بن منصور حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن الزهري عن أنس بن مالك قال : رأيت على زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم برد سيراء من حرير .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال : توفيت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول سنة ثمان من الهجرة .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني معارية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال : كانت أم أيمن ممن غسل زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسودة بنت زمعة وأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم .

أخبرنا معاوية الضرير حدثنا عاصم الأحول عن حفصة عن أم عطية قالت : لما ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم : اغسلنها وتراً ثلاثاً أو خمساً واجعلن في الخامسة كافوراً أو شيئاً من كافور ، وإذا غسلتنها فأعلمنني . فلما غسلناها أعلمناه فأعطانا حقوه فقال : أشعرنها إياه .

أخبرنا يزيد بن هارون وإسحاق بن يوسف الأزرق وروح بن عبادة عن هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين قالت : حدثتني أم عطية قالت : توفيت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم فأمرنا رسول الله فقال : اغسلنها وتراً ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك وغسلنها بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافوراً أو شيئاً من كافور فإن فرغتن فآذنني . قالت : فآذناه فألقى إلينا حقوه أو قالت : حقوا ، وقال : أشعرنها هذا . قال يزيد في حديثه قالت : فضفرنا شعرها ثلاثة أثلاث قرنيها وناصيتها وألقينا خلفها مقدمها . قال إسحاق الأزرق : وحقوه إزاره .

أخبرنا معن بن عيسى حدثنا مالك بن أنس عن أيوب عن محمد بن سيرين أن أم عطية الأنصارية قالت : دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفيت ابنته فقال : اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافوراً أو شيئاً من كافور فإذا فرغتن فآذنني . قالت : فلما فرغنا آذناه فأعطانا حقوه ، فقال : أشعرنها إياه - يعني : إزاره - .
أخبرنا وكيع بن الجراح عن يزيد بن إبراهيم عن بن سيرين عن أم عطية قالت : لما غسلنا بنت النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا رسول الله : اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك واجعلن في الآخرة شيئاً من كافور وسدر .

أخبرنا يحيى بن خليف بن عقبة حدثنا بن عون عن محمد عن امرأة أو امرأتين عن أم عطية قالت : توفيت إحدى بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لنا رسول الله : اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك واغسلنها بسدر واجعلن في الآخرة شيئاً من كافور ، فإذا فرغتن فآذنني . قالت : فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوه أو قالت : حقوا ، وقال : أشعرنها إياه .

أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أم عطية قالت : توفيت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم فخرج علينا رسول الله فقال : اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر ، واجعلن في الآخرة منهن كافوراً ، أو قال : شيئاً من كافور فإذا فرغتن فآذنني . فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوه وقال : أشعرنها إياه .

أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حفصة عن أم عطية قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً أو أكثر من ذلك إن رأيتن . قالت أم عطية : وجعلنا رأسها ثلاثة قرون .

أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن هشام عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت : لما غسلنا بنت النبي صلى الله عليه وسلم ضفرنا شعرها ثلاثة قرون ناصيتها وقرنيها وألقيناه خلفها .

أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن خالد الحذاء عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت : غسلنا بنت النبي صلى الله عليه وسلم . قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نغسلها : إبدأوا بميامنها ومواضع الوضوء .

المرجع
الطبقات الكبرى - الجزء الثامن ، بتصرف .
أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع

ريمة مطهر
01-28-2011, 07:17 PM
السيدة زينب بنت محمد رضي الله عنها
( صاحبة القلادة )

نسبها
زينب بنت ( رسول الله ) محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشية ، وأمها السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنهما .
طفولة السيدة زينب رضي الله عنها ونشأتها
زينب رضي الله عنها هي كبرى بنات الرسول صلى الله عليه وسلم والأولى من بين أربع بنات هن زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة رضي الله عنهن وهي ثمرة الزواج السعيد الذي جمع بين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ورسول الله صلى الله عليه وسلم .

ولدت زينب رضي الله عنها في السنة الثلاثين من مولد محمد صلى الله عليه وسلم ، أي أنه كان يبلغ من العمر ثلاثين عاما عندما أصبح أباً لزينب التي أحبها كثيراً وكانت فرحته لا توصف برؤيتها ، أما السيدة خديجة رضي الله عنها فقد كانت السعادة والفرحة تغمرانها عندما ترى البِشر على وجه زوجها وهو يداعب ابنته الأولى .

واعتاد أهل مكة العرب عامة والأشراف منهم خاصة على إرسال صغارهم الرضع بيد مرضعات من البادية يعتنين بهم وبعدما يقارب من السنتين يعيدوهم إلى ذويهم . بعد أن عادت زينب رضي الله عنها إلى حضن أمها خديجة عهدت بها إلى مربية تساعدها على رعايتها والسهر على راحة ابنتها . وترعرعت زينب في كنف والدها حتى شبّت على مكارم الأخلاق والآداب والخصال فكانت تلك الفتاة البالغة الطاهرة .
زواج السيدة زينب رضي الله عنها
كانت هالة بنت خويلد أخت خديجة رضي الله عنها زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم تقبل على أختها بين الحين والآخر ، فقد كانتا قريبتان من بعضهما ، وكانت هالة تعتبر السيدة خديجة أماً وأختاً لها وكم حلمت بأن تكون زينب بنت أختها رضي الله عنها زوجة لابنها أبي العاص . من ذلك نجد أن هالة أحسنت الاختيار فهي زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم أحد أشراف قريش ومكانته كانت عظيمة بينهم وأمها ذات المنزلة الرفيعة والأخلاق الكريمة أيضاً ، أما زينب فلم تكن بحاجة إلى تعريف , فأخلاقها كانت من أهم ما جذب خالتها لها . كان أبو العاص قد تعرف إلى زينب من خلال الزيارات التي كان يقوم بها لخالته رضي الله عنها ، ومن هناك عرف عن طباع ابنة خالته زينب وأخلاقها فزاد من ترداده على بيت خالته . وفي إحدى الأيام فاتحت هالة أختها بنوايا ابنها الذي أختار زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم ذو المكانة العظيمة في قريش لتكون شريكة حياته وزوجة له .

سرت بهذا الخبر السيدة خديجة رضي الله عنها وهي ترى ابنتها وقد كبرت وأصبحت في سن الزواج ، فأي أم لا تحلم بزواج ابنتها وخاصة إذا كانت هي بكرها . أخبرت خديجة رضي الله عنها الرسول صلى الله عليه وسلم بنوايا ابن أختها أبي العاص ورغبته في التقدم لخطبة ابنته زينب رضي الله عنها ، فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يرحب به ليكون زوجاً لابنته بعد موافقتها طبعاً ؛ وكان ذلك لأن أبا العاص يلتقي نسبه من جهة الأب مع رسول الله صلى الله عليـه وسلم عند الجد الثالث عبد مناف فهو أبو العاص ابن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، وكذلك فإن نسبه يلتقي من جهة الأم مع زينب بنت محمد صلى الله عليـه وسلم عند جده خويلد بن أسد بن عبد العزى . بالإضافة إلى ذلك فإن أبا العاص على الرغم من صغر سنه فقد عُرف بالخصال الكريمة والأفعال النبيلة . وعندما ذهب أبو العاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخطب ابنته ، قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم : إنه نعم الصهر الكفء ، هذا يعني أن محمداً صلى الله عليه وسلم لم يجد به عيباً ، وطلب من الخاطب الانتظار، حتى يرى رأي ابنته في ذلك ولم يشأ الموافقة على أبي العاص قبل موافقة ابنته زينب عليه . وهذا موقف من المواقف التي دلت على حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على المشاورة ورغبته في معرفة رأي ابنته في هذا الموقف . وما كان من زينب رضي الله عنها إلا أن تسكت إعلاناً منها قبول ابن خالتها أبا العاص ؛ ليكون زوجاً لها تسهر على رعايته وراحته ، وتشاركه فرحه وحزنه وتوفر له أسباب السعادة .

ذاع خبر خطبة أبي العاص لزينب رضي الله عنها في أرجاء مكة كلها ، ففرح الناس بذلك ، وأخذوا يهنئون زينب بالزوج الذي اختارته ، فهو من الرجال المعدودين مالاً وتجارة في مكة ، وفي الوقت نفسه يهنأ أبو العاص بالفتاة التي اختارها لتكون زوجة له ، وأماً لأطفاله في المستقبل . انتظر الجميع يوم زفاف هذين الزوجين وعندما حان الموعد المنتظر نحرت الذبائح وأقيمت الولائم ، وكانت فرحة كليهما لا توصف .

عاشت زينب حياة سعيدة في كنف زوجها وكانت خير الزوجة الصالحة الكريمة لأبي العاص ، وكان هو خير الزوج الفاضل الذي أحاطها بالحب والأمان . وشاء الله تعالى أن يكون ثمرة هذا الزواج السعيد طفلين أنجبتهما زينب رضي الله عنها . الأول علي بن أبي العاص الذي توفي صبيا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أردفه وراءه يوم الفتح ، والثانية أمامة بنت أبي العاص التي تزوجها علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بعد وفاة فاطمة الزهراء رضي الله عنها .

كان أبو العاص يعمل بالتجارة فيضطر في بعض الأحيان للسفر إلى بلاد الشام تاركاً زوجته عند أمه هالة بنت خويلد ، ومن شدة حب أبي العاص لزوجته كان يقول فيها في سفره وبعيداً عنها :
ذكرت زينب لما ورّكت أرمــا **** فقلت سقيا لشخصٍ يسكن الحرما

بنت الأمين جزاها الله صـالحا **** وكلٌ بَعـلٍ سيثني بالذي عـلِما

نزول الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وإسلام السيدة زينب رضي الله عنها
عندما نقول أنه ليس من الغريب أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم نبي الأمة فأننا نعني ذلك لعدة أسباب ، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يتمتع بأنبل الصفات وأحسن الأخلاق ؛ فقد عٌرف بصدقه وأمانته ؛ ومساعدته للضعيف والفقير ؛ وبتلك المحاسن التي أشتهر بها كان هو الرجل الأعظم والأكمل بين سادات قريش في مكة .

تبدأ قصة نزول الوحي عندما بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم ينشغل في التأمل في خلق الله وهو في غار حراء ، وكان يقضي أوقاتاً طويلة في تأمله وتدبره ، وفي الجانب الآخر كانت زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها تسأل عنه دائماً وترسل من يأتي بأخباره إليها ، وكانت هي أكثر من يهيئ له الراحة والسعادة . وبعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أسرعت خديجة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل تروي له كل ما حصل مع زوجها في غار حراء ، فبشرها بأنه سيكون نبي الأمة المنتظر ولكن وفي الوقت نفسه فإنه سيتعرض للتعذيب والاضطهاد من قريش . سرت خديجة ببشارة النبي وحزنت بعد معرفتها بأن قريش لن تتبع زوجها بالدين الذي سيدعو له وعلى الرغم من ذلك كانت السيدة خديجة رضي الله عنها أول من آمن بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وأول من اتبعه . وفي يوم نزول الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان أبو العاص في سفر تجارة ، فخرجت السيدة زينب رضي الله عنها إلى بيت والدها تطمئن على أحوالهم فإذا بها ترى أمها خديجة في حال غريب بعد عودتها من عند ورقة بن نوفل . سألت زينب أمها عن سبب هذا الانشغال فلم تجبها إلى أن اجتمعت خديجة رضي الله عنها ببناتها الأربع زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة رضي الله عنهن وأخبرتهن بنزول الوحي على والدهم صلى الله عليه وسلم وبالرسالة التي يحملها للناس كافة . لم يكن غريباً أن تؤمن البنات الأربع برسالة محمد صلى الله عليه وسلم فهو أبوهن والصادق الأمين قبل كل شي ، فأسلمن دون تردد وشهدن : ( أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ) ، وقررت الوقوف إلى جانبه ومساندته ، وهذا أقل ما يمكن فعله . أسلم عدد قليل من رجال مكة من أمثال أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان والزبير بن العوام رضي الله عنهم وهم من الذين أيدوه وتقاسموا معه ظلم قريش وبطشهم . وعاد أبو العاص من سفره، وكان قد سمع من المشركين بأمر الدين الجديد الذي يدعو إليه محمد صلى الله عليه وسلم .

دخل على زوجته فأخبرها بكل ما سمعه ، وأخذ يردد أقوال المشركين في الرسول صلى الله عليه وسلم ودينه ، في تلك اللحظة وقفت السيدة زينب رضي الله عنها موقف الصمود وأخبرت زوجها بأنها أسلمت وآمنت بكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ودعته إلى الإسلام فلم ينطق بشيء وخرج من بيته تاركاً السيدة زينب رضي الله عنها بذهولها لموقفه غير المتوقع . وعندما عاد أبو العاص إلى بيته وجد زوجته رضي الله عنها جالسة بانتظاره فإذا به يخبرها بأن والدها محمد صلى الله عليه وسلم دعاه إلى الإسلام وترك عبادة الأصنام ودين أجداده ، فرحت زينب ظناً منها أن زوجها قد أسلم ، لكنه لم يكمل ولم يبشرها بإسلامه كما ظنت فعاد الحزن ليغطي ملامح وجهها الطاهر من جديد . بالرغم من عدم إسلام أبي العاص ألا أنه أحب محمد صلى الله عليه وسلم حباً شديداً ، ولم يشك في صدقه لحظة واحدة، وكان مما قال لزوجته السيدة زينب رضي الله عنها في أحد الأيام عندما دعته إلى الإسلام : والله ما أبوك عندي بمتهم ، وليس أحب إليّ من أن أسلك معك يا حبيبة في شعب واحد، ولكني أكره لك أن يقال : إن زوجك خذل قومه وكفر بآبائه إرضاء لامرأته .

من هذه المواقف نجد أن السيدة زينب رضي الله عنها على الرغم من عدم إسلام زوجها فقد بقيت معه تدعوه إلى الإسلام ، وتقنعه بأن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو من عند الله وليس هناك أحق من هذا الدين لاعتناقه . ومن ذلك نجد أيضاً أن أبا العاص لم يجبر زوجته على تكذيب والدها صلى الله عليه وسلم أو الرجوع إلى دين آبائهِ وعبادة الأصنام وحتى وإن أجبرها فلم تكن هي ، لتُكذب أباها إرضاء لزوجها ، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
السيدة زينب رضي الله عنها وموقفها من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم
بعد عام الحزن الذي شهد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه بناته رضي الله عنهن وفاة كل من السيدة خديجة رضي الله عنها ، وعم الرسول صلى الله عليه وسلم أبي طالب ، زاد بطش وتعذيب كفار قريش للرسول صلى الله عليه وسلم . كان محمد صلى الله عليه وسلم يجد في السيدة خديجة ملجأً لبث همومه ، وكان يشكو إليها من تعذيب رجال قريش ، ويرى في عمه أبو طالب رجلاً معيناً وناصراً على قومه على الرغم من عدم إسلامه . لذلك كان وفاة هذين الشخصين العزيزين مأساة للرسول صلى الله عليه وسلم، فحزن لذلك حزناً كبيراً وحزنت معه زينب ومعها أخواتها الثلاث رضي الله عنهن وقد وجهن كل حنانهن وحبهن إلى أباهم صلى الله عليه وسلم للتخفيف عنه .

كانت السيدة زينب رضي الله عنها تسمع في كل يوم عن مطاردة قريش للرسول صلى الله عليه وسلم وتعذيبه ، ومعه أصحابه بشتى أنواع العذاب ، وهي ترى صبر والدها ، وما كان منها إلا أن تدعو له بالنصر على أعداؤه ونشر دعوة الإسلام في كل مكان . حتى كان اليوم الذي وصل فيه خبر هجرة محمد صلى الله عليه وسلم ومعه الصديق أبو بكر رضي الله عنه إلى يثرب ، ومطاردة رجال قريش لهما ؛ لقتلهما والقضاء على خاتم الرسل والإسلام ، وكانت زينب تمضي الليالي مضطربة النفس خائفة القلب على الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولم ترتح إلا بعد أن وصل خبر وصوله وصاحبه إلى يثرب آمنين سالمين . وبعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة أمر بإحضار ابنتيه فاطمة وأم كلثوم رضي الله عنهن إلى دار الهجرة يثرب ، أما رقية رضي الله عنها فقد هاجرت مع زوجها من قبل ولم يبق سوى زينب التي كانت في مأمن من بطش المشركين وتعذيبهم وهي في بيت زوجها الذي آمنها على دينها .
موقعة بدر وأثرها في نفس السيدة زينب رضي الله عنها
بعد أن استولى المسلمون على قافلة كانت قادمة من بلاد الشام حاملةً بضائع لأهل مكة وقُتل عمرو بن الحضرمي وأُخذ رجال القافلة كأسرى ، اشتد غضب رجال قريش ، وخاصة بعد أن وصلهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينوي التعرض لقافلة أبي سفيان . وحشد رجال قريش وأشرافها الجيوش وجروا العتاد والأسلحة ؛ لمواجهة محمد صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه للقضاء عليهم في يثرب . في تلك الأثناء وصلت قافلة أبي سفيان سالمة إلى مكة ، ومن أشد الأمور غرابة ، أن أبا العاص زوج السيدة زينب رضي الله عنها كان قد تحالف مع المشركين وقرر الوقوف ضد رسول الله ووالد زوجته صلى الله عليه وسلم والمسلمين في موقعة بدر تاركاً زوجته وطفليه في مكة، غير آبه بزوجته وطلبها البقاء في مكة ، وعدم المشاركة مع المشركين . كانت زينب رضي الله عنها تدعو الله سبحانه وتعالى أن ينصر والدها على أعداء الله وأن يحفظ زوجها من كل سوء على الرغم من عصيانه لله .

وبدأ القتال وواجه المشركون بعددهم الكبير رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه القلة المؤمنة ، ولكن الله تعالى نصر رسوله والمؤمنون نصراً كبيراً وهزم أعداء الإسلام على الرغم من عدم التوافق العددي بين الجيشين . وصل خبر انتصار المسلمين إلى مكة وكانت فرحة زينب بهذا الانتصار لا توصف ، ولكن خوفها على زوجها لم يكمل تلك السعادة التي غمرتها ، حتى علمت بأن زوجها لم يقتل وأنه وقع أسيراً في أيدي المسلمين . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى أبا العاص زوج ابنته ضمن الأسرى ، واستبقاه عنده بعد أن أمر الصحابة أن يستوصوا بالأسرى خيراً .

روي عن عائشة ، بإسناد واه : أن أبا العاص شهد بدراً مشركاً ، فأسره عبد الله بن جبير الأنصاري ، فلما بلغت أهل مكة في فداء أسراهم ، جاء في فداء أبي العاص أخوه عمرو ، وبعثت معه زينب بقلادة لها من جزع ظفار- أدخلتها بها خديجة - في فداء زوجها ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم القلادة عرفها ، ورق لها وقال : " إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها فعلتم " ؟ قالوا : نعم . فأخذ عليه العهد أن يخلي سبيلها إليه ، ففعل .
هجرة السيدة زينب رضي الله عنها إلى يثرب
بعد أن افتدت السيدة زينب رضي الله عنها زوجها الأسير عند رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب الرسول من أبي العاص أن يخلي سبيل زوجته إليه ويجعلها تلحق بأبيها إلى دار الهجرة المدينة ، فرضي أبو العاص على ذلك . وكانت السيدة زينب رضي الله عنها ومعها طفليها تتجهز للحاق بأبيها في دار الإسلام بعد أن أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة رضي الله عنه ومعه صحابي آخر إلى بطن يأجج على بعد ثمانية أميال من مكة ، ليصطحبا السيدة زينب معهما إلى يثرب . وعندما عاد أبو العاص إلى مكة أمر زوجته باللحاق بأبيها في المدينة وأمر أخاه كنانة بن الربيع بمرافقة زوجته . قدم كنانة للسيدة زينب رضي الله عنها بعيراً تركب عليه حتى تصل إلى بطن يأجج ويكمل زيد بن حارثة الطريق إلى والدها محمد صلى الله عليه وسلم .

خرجت السيدة زينب رضي الله عنها من مكة وهي تودعها آمالة أن يخرج زوجها أبو العاص معها عائداً إلى يثرب مسلماً مؤمناً بالله مصدقاً لرسوله ، على الرغم من كل ما رأته من وقوف زوجها ضد الرسول صلى الله عليه وسلم بدلاً من الوقوف إلى جانبه ، ومساندته فقد تمنت له الخير دائماً ، وهذه هي صفات السيدة زينب بنت نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم متسامحة محبة وداعية للخير دائماً . عندما علم رجال قريش بخبر خروج السيدة زينب إلى أبيها لحق بها هبار بن الأسود ومعه رجل آخر من قريش فعندما لقيها روعها برمحه فإذا هي تسقط من فوق بعيرها على صخرة جعلتها تسقط جنينها ، فولى الرجال من بعد ذلك هاربين . رجع كنانة بن الربيع إلى مكة ومعه زينب حتى ترتاح من الألم والمرض الذي ألّم بها وبعد عدة أيام اصطحبها مرة أخرى إلى يثرب حيث استقبلها أباها استقبالاً حاراً سعيداً برؤيتها مجدداً مع طفليها علي وأمامة . أخبرت السيدة زينب رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فعله هبار وصاحبه ، فاشتد غضب الرسول صلى الله عليه وسلم ثم أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرية لمعاقبة هبار وصاحبه .. وأمرهم بإحراقهم إن ظفروا بهما ، ثم أرسل إليهم في اليوم التالي .. " أن اقتلوهما فإنه لا ينبغي لأحد أن يعذب بعذاب الله تعالى" وأقامت السيدة زينب رضي الله عنها مع طفليها في كنف والدها صلى الله عليه وسلم حتى العام السابع من الهجرة .
إسلام أبو العاص بن الربيع زوج السيدة زينب رضي الله عنها
قبل فتح مكة وبينما كان أبو العاص عائداً في قافلة من رحلة تجارة من بلاد الشام إلى مكة حاملاُ معه أموال قريش التي أُؤتمن عليها، تعرض لقافلته سرية بقيادة زيد بن حارثة رضي الله عنه ومعه مائة وسبعين رجلاً . تمكنت هذه السرية المبعوثة من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحصول على كل ما تحمله تلك السرية من مال وهرب عددٌ من رجال القافلة وكان أبو العاص واحداً منهم . وخشي أبو العاص على أموال قريش التي كان قد أُؤتمن عليها ، فلم يجد إلا أن يتوجه إلى المدينة ليلا ً ليستجير بالسيدة زينب رضي الله عنها أن يعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم مال قريش التي استولوا عليها من القافلة فأجارته في طلب ذلك المال . لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصبح فكبّر وكبر الناس معه ، صرخت زينب من صفّة النساء : أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع . فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة أقبل على الناس فقال : " أيها الناس هل سمعتم ما سمعت ؟ " قالوا : نعم . قال : " أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء كان حتى سمعت منه ما سمعتم أنه يجير على المسلمين أدناهم " ، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على ابنته فقال : " أي بنية أكرمي مثواه ، ولا يخلص إليك فإنك لا تحلين له ما دام مشركاً " . اجتمع رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه بأبي العاص ، فاستشار صحابته أن يردوا على أبي العاص أمواله التي أخذوها من القافلة وقال لهم : " إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم ، وقد أصبتم له مالاً ، فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له فأنا أحب ذلك ، وإن أبيتم فهو فئ الله الذي أفاء عليكم فأنتم أحق به " . اتفق الصحابة جميعاً على إعادة المال لأبي العاص كاملا ًدون نقصان . رجع أبو العاص بالمال إلى مكة وأعطى كل واحد من قريش نصيبه من المال ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمد عبده ورسوله ، والله ما منعني من الإسلام إلا أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم ، فلما أداها الله إليكم فرغت منهم وأسلمت . جمع أبو العاص أغراضه وعاد إلى يثرب قاصداً مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا بالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه يفرحون بعودته، ليكمل فرحتهم تلك بالإسلام . وبعد إسلام أبي العاص أعاد الرسول صلى الله عليه وسلم زينب إليه بنكاحه الأول وقيل أنه أُعيد إليها بنكاح جديد وعاشا من جديد معاً والإسلام يجمعهما .
وفاة السيدة زينب رضي الله عنها
بعد عام من إلتمام شمل الزوجين أبي العاص والسيدة زينب رضي الله عنها ، وبعد أن عاشا حياة كريمة سعيدة في دار الإسلام مع ولديها أمامة وعلي ، بدأ المرض يزداد على السيدة زينب رضي الله عنها . وظلت زينب لازمة الفراش فترة طويلة من أثر ما تعرضت له من قبل هبار بن الأسود ، وهي في طريقها إلى يثرب للهجرة . ولم تستطع الأدوية أن تخفف من مرض زينب فسلّمت أمرها لله سبحانه وتعالى . في العام الثامن للهجرة توفيت السيدة زينب رضي الله عنها ، وحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزناً عظيماً ، وحزن معه زوجها أبو العاص الذي وافته المنية بعد 4 سنوات من وفاة زينب رضي الله عنها .

ولما ماتت زينب بنت الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " اغسلنها وتراً ، ثلاثاً أو خمساً ، واجعلن في الآخرة كافوراً أو شيئا من كافور، فإذا غسلتنها ، فأعلمنني " . فلما غسلناها أعطانا حقوه ، فقال : " أشعرنها إياه " .

بعد وفاة زينب رضي الله عنها نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبرها ، وهو مهموم ومحزون ، فلما خرج سري عنه وقال : " كنت ذكرت زينب وضعفها ، فسألت الله تعالى أن يخفف عنها ضيق القبر وغمه ، ففعل وهون عليها " .

المصدر
إسلاميات

سندس كتبي
06-26-2011, 02:43 PM
زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

زينب بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏ .‏

هي أكبر بناته ، ولدت ولرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثلاثون سنة ، وماتت سنة ثمان في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأمها خديجة بِنْت خويلد بن أسلم‏ .‏ وقد شذّ من لا اعتبار به أنها لم تكن أكبر بناته ، وليس بشيء ؛ إنما الاختلاف بين القاسم وزينب ‏:‏ أيهما ولد قبل الآخر ? فقال بعض العلماء بالنسب ‏:‏ أول ولد وُلد له القاسم ، ثم زينب‏ .‏ وقال ابن الكلبي ‏:‏ زينب ثم القاسم‏ .‏ وهاجرت بعد بدر ، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة أبي العاص بن الربيع ، وفي لقيط ؛ فإن لقيطاً اسم أبي العاص‏ .‏ وولدت منه غلاماً اسمه علي ، فتوفي وقد ناهز الاحتلام ، وكان رديف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم الفتح ، وولدت له أيضاً بِنْتاً اسمها أمامة ، وقد تقدم ذكرهما ، وأسلم أبو العاص‏ .‏

أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس بن بُكير ، عن مُحَمَّد ابن إسحاق قال‏ :‏ حدثني يحيى بن عبّاد بن عَبْد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت ‏:‏ وكان الإسلام قد فرّق بين زينب وبين أبي العاص حين أسلمت ، إلا أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان لا يقدر على أن يفرق بينها ، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مغلوباً بمَكَّة ، لا يُحلّ ولا يُحرم ‏.‏

قيل ‏:‏ أن أبا العاص لما أسلم ردّ عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زينب ، فقيل‏ :‏ بالنكاح الأول ‏.‏ وقيل ‏:‏ ردها بنكاح جديد‏ .‏

أخبرنا أبو أحمد عَبْد الوهاب بن علي بن علي الامين ، أخبرنا أبو الفضل بن ناصر بن علي ، أخبرنا الخطيب أبو طاهر مُحَمَّد بن أحمد بن مُحَمَّد بن أبي الصقر الأنباري ، أخبرنا أبو البركات أحمد بن عَبْد الواحد بن الفضل بن نظيف الفراء ، أخبرنا أبو مُحَمَّد الحسن بن رشيق ، أخبرنا أبو بشير مُحَمَّد بن أحمد بن حمّاد الأنصاريّ الدولابي ، أخبرنا إبراهيم بن يعقوب ، أخبرنا يزيد بن هارون ، أخبرنا مُحَمَّد بن ابن إسحاق ، عن داود بن الحُصين عن عكرمة ، عن ابن عباس ‏:‏ أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم ردّ زينب على أبي العاص بعد سنين بالنكاح الأول ، لم يحدث صَدَاقاً ‏.‏

قال‏ :‏ وحدثنا الدولابي ، حدثنا إبراهيم بن يعقوب ، أخبرنا يزيد بن هارون ، عن الحجاج بن أرطأة ، عن عَمْرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده‏ :‏ أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ردّ زينب على أبي العاص بمهر جديد ونكاح جديد ‏.‏

وتوفيت زينب بالمدينة في السنة الثامنَة ونزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في قبرها وهو مهموم ومحزون ، فلما خرج سُري عنه وقال‏ :‏ ‏" ‏كنت ذكرتُ زينب وضعفها ، فسألت الله تعالى أن يُخفف عنها ضيق القبر وغمّه ، ففعل وهوّن عليها ‏"‏‏ .‏ ثم توفي بعدها زوجها أبو العاص ‏.‏

أخرجها الثلاثة‏ .‏

المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير

ريمة مطهر
09-29-2011, 08:19 PM
زَيْنَب
(000-8ه = 000-630م)

زَيْنَب بنت سيد البشر محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب القرشية الهاشمية : كبرى بناته . تزوج بها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع وولدت له علياً وأمامة ، فمات علي صغيراً وبقيت أمامة فتزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بعد موت فاطمة الزهراء .

المرجع
خير الدين الزركلي ، الأعلام ، الجزء الثالث .