أم شمس
04-03-2011, 10:33 AM
أحمد بكر أحمد بطحيش
أحمد بن بكر بن أحمد بن محمد بطحيش العكي الحنفي مفتي عكا وعالمها ومحيي ربوعها ومعالمها العلامة الامام المؤلف المحرر التحرير ولد في سنة خمس وتسعين بعد الألف وله من التآليف فتاويه المشهورة الملقبه باسمه وله حاشية على تنوير الأبصار بالفقه وله الألفة الجيبية في علم الميقات وشرح منظومة ابن الشحنة في ألفرائض وله مختصر السيرة الحلبية وله حاشية على نزهة النظار في علم الغبار في الحساب وله شرح على ملتقي الأبحر في ألفقه وله بعض أشعار رائقة رحمه الله تعالى وأنا أذكر من شعره شيئاً فمن ذلك قوله
سبقت فما شق الغبي غبارها = وسمت فما بلغ البليغ مدارها
وسرت مساري النجم وهي مصونة = عن درك غير ذوي النهى أسرارها
وتحجبت ببراقع شيحية = وتسربلت رند الربا وعرارها
وحشية ترعى بقيعأن الغضا = قيصومها وبريرها وبهارها
ما أوجبت في النفس نبأة خاتر = الا استزادت بالوجيش نفارها
عجباً لها كيف البصير وقد نأت = عن ذي البصيرة حأول استبصارها
وأهله من ذي شطاط عاسف = لم يهد من طرق الرشاد منارها
أيروم اطفاء بكل أفيكة = من بوح مع برح الخفا أنوارها
كيف السبيل لنقض أهرامية = نقل الوشاة إلى الورى أخبارها
وحدا بها الحادي بكل تنوفة = فيما يحأول ذا العيار سرارها
بجعاجع لو جسمت من عنبر = واستاقها الجأني لمج خيارها
غفل فلا معنى يروق لناظر = فيها ولا سبك يزين فقارها
لو كنت معنياً بقول زعأنف = لأمطت عن تلك العقيم خمارها
وكشفت عن تلك المريبة جلها = لترى البرية عرها وعوارها
لكن رأيت من السفاه مسامها = عبثاً وأن من المجون سبارها
وكفى بمطلعها الركيك وتلوه = مهما أبأنا للغي شنارها
وأنظر لهاذك النسيب ترابه = عنفاً يطير من النفوس شرارها
وكفى بمخلصها المشوب رقاعة = ومتى جعلتم في الثغور مدارها
قل لي متى ألقى الزمأن قياده = لذويك سقيت المنون خمارها
أوما شعرت بضد ما برقشته = حيث الزيادة جأوزت مقدارها
ما أنت في علياء معد معرقاً = كلا ولم تك في ألفخار نزارها
لو نافرتك بنو شهاب في العلا = هل تستطيع هبلت أنت نفارها
هل طوقوك بمنة وبضدها = لولا عوالينا استدمت مرارها
فهم إذا عد المفاخر مصقع = كانوا من الجل الكرام كبارها
فاسال معاشرك الكرام فأنهم = أدرى بمن فك الأسار صغارها
فهم الأولى تخذوا العوافي سنة = واستسهلوا من صعبها أوعارها
وسواهم أن رام ذاك فمقتف = تلك الحجاحج تابعاً آثارها
وهم الأولى قد عودوا سمر القنا = والمرهفات طوالها وقصارها
فأعرف ولا يجديك ما لم ترعوي = أن الحمية حركت أوتارها
فمن الذي يحمي حماها عنوة = أن غضها أهل الهوى أخبارها
ومن الذي منا استحل أو أقتدي = ومن الذي تلك الحروب أثارها
ومن الذي بادي بظلم واعتدي = بالجأهلية وأستحل فجارها
أمحأوراً نعمي ولست بمحشن = يا لا نعمت جوارها وحوارها
سأورت نعماً لست من أكفائها = ثكلتك امك لو عرفت نجارها
لولا ذكرت صرامها وغرامها = فصغرت عن ذكراكها ومزارها
أتقول نعمي أعرضت لا عن قلا = منها وهذا موضح أعذارها
أخطأت لو تدري مداراة المها = حتى أثرت بذا اللحي أوغارها
فلئن قلتك فرفض مثلك ما عدا = عين الصواب وقد خفرت جوارها
لا بدع من خطأ الصواب وما درى = أن سيم من خطط الهوأن جدارها
هب أن لا حرج عليك كما ترى = لكن قرونتك أعرفن مقدارها
أن رمتموا عد السوألف منكم = لم تبلغوا مما لنا معشارها
وقوله
سايل بناحينا الأدنى بنا نسبا = أو في البرية عهداً خيرهم نسبا
الحأدبون علينا حيث لا حدب = والمأنحون تراث المجد والنشبا
والزايلون الردى عنا إذا اشتبكت = سمر العوالي وأذكت زرقها اللهبا
حيث اطلخم الوغى والبيض بارقة = والقلب تقذف من أقطارها شهبا
وأنصاع عنها اللجايا صوع نافرة = من النقا درأت في إثرها طلبا
والبهم فيما ترى أما من أولها = مختار حتف وأما ممعن هربا
لم يبق فيها سوى حامي حقيقته = أن طاش ذو الحلم في آزيها رسيا
والضاربون الطلي بالبيض عن عرض = والها تكون فروج الزعف واليلبا
ورب ملمومة الأطراف تحسبها = بحرا تسمع في لجاته لجبا
قد مزقوها بطعنات مملكة = مثل الشجا في لهاة الحلق قد نشبا
ما ضاق ذرعاً قليل المال عندهم = بل ينقمون ثريا عندهم وهبا
كانما الجود لم يخلق لغيرهم = طبعاً فلله منجاب وما نجبا
أن كان أبقى النوى فيهم أواصرنا ال = قربى ولم يخرموا من ودهم سبيا
واستنطق الحال من تلك الأسرة عن = طي السريرة أن بشرأوأن غضبا
فأن رأيت مكان القول ذا سعة = فبث شوق شبج للنازحين صبا
وقل تركت أمراً أعيت مذاهبه = وصبره من توالي صدكم ذهبا
فأن يكن ذاك تأديباً ترون له = فحسبه بعض ما لاقى بكم أدبا
أو كان فيما أتى فيمن أتى فله = أبوة من أبى الضيم نعم أبا
أو لا يكن ذا ولا هذا فعدلكم = أربى ولن يعدم الراجي بكم أربا
هب أنه قد تعدى فوق ما نقلوا = وكل ما قد أتاه قبل ذاك هبا
الست تعلم أن الصفح مغنمة = سيما الكرام وأن تربو الذنوب ربا
فأدركوا من تداعي جسمه أسفاً = لم يبق غير لفاً منه وقد كربا
لا تجعلوا كأسه في الرعد أولها = وحظه جذا أتلى آية بسبا
فليت لوأن تريثتم بما أنتحلوا = حتى تبينتم من جاءكم بنبا
لكن في القدر المحتوم متبعة = يجري المدار بأنفغاذ الذي كتبا
هذي الليالي وقاك الله سوأتها = كم أبدعت في بنيها خطة عجبا
تباين الخلق شتى في مذاهبهم = ولم يحوموا على سر هناك خبا
بينا ترى المرء مغبوطاً بنعمته = حتى تراه وشيكاً شاحباً عطبا
أن البصر بها من بات ينظرها = وأن زهت لذويها معبراً خربا
وأعتد للسير عنها والرحيل إلى = دار البقاء فكم قاص بها قربا
والدهر مكتنع للوثب مجتمع = فأن رآ رصة من غافل وثبا
لله يبقى على الأيام ذو حيد = فاستبق ذكراً جميلاً للنجاسيا
لا زلت مقتدر اللعفو معتذراً = عمن أتى راغباً وأفاك محتسبا
تحمي النزيل وتهمي بالجزيل وبال = صفح الجميل تبذ الستبق العربا
وله غير ذلك من الشعر وكانت وفاته في سنة سبع وأربعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وأموات المسلمين.
المرجع
الكتاب : سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر
المؤلف : المرادي
أحمد بن بكر بن أحمد بن محمد بطحيش العكي الحنفي مفتي عكا وعالمها ومحيي ربوعها ومعالمها العلامة الامام المؤلف المحرر التحرير ولد في سنة خمس وتسعين بعد الألف وله من التآليف فتاويه المشهورة الملقبه باسمه وله حاشية على تنوير الأبصار بالفقه وله الألفة الجيبية في علم الميقات وشرح منظومة ابن الشحنة في ألفرائض وله مختصر السيرة الحلبية وله حاشية على نزهة النظار في علم الغبار في الحساب وله شرح على ملتقي الأبحر في ألفقه وله بعض أشعار رائقة رحمه الله تعالى وأنا أذكر من شعره شيئاً فمن ذلك قوله
سبقت فما شق الغبي غبارها = وسمت فما بلغ البليغ مدارها
وسرت مساري النجم وهي مصونة = عن درك غير ذوي النهى أسرارها
وتحجبت ببراقع شيحية = وتسربلت رند الربا وعرارها
وحشية ترعى بقيعأن الغضا = قيصومها وبريرها وبهارها
ما أوجبت في النفس نبأة خاتر = الا استزادت بالوجيش نفارها
عجباً لها كيف البصير وقد نأت = عن ذي البصيرة حأول استبصارها
وأهله من ذي شطاط عاسف = لم يهد من طرق الرشاد منارها
أيروم اطفاء بكل أفيكة = من بوح مع برح الخفا أنوارها
كيف السبيل لنقض أهرامية = نقل الوشاة إلى الورى أخبارها
وحدا بها الحادي بكل تنوفة = فيما يحأول ذا العيار سرارها
بجعاجع لو جسمت من عنبر = واستاقها الجأني لمج خيارها
غفل فلا معنى يروق لناظر = فيها ولا سبك يزين فقارها
لو كنت معنياً بقول زعأنف = لأمطت عن تلك العقيم خمارها
وكشفت عن تلك المريبة جلها = لترى البرية عرها وعوارها
لكن رأيت من السفاه مسامها = عبثاً وأن من المجون سبارها
وكفى بمطلعها الركيك وتلوه = مهما أبأنا للغي شنارها
وأنظر لهاذك النسيب ترابه = عنفاً يطير من النفوس شرارها
وكفى بمخلصها المشوب رقاعة = ومتى جعلتم في الثغور مدارها
قل لي متى ألقى الزمأن قياده = لذويك سقيت المنون خمارها
أوما شعرت بضد ما برقشته = حيث الزيادة جأوزت مقدارها
ما أنت في علياء معد معرقاً = كلا ولم تك في ألفخار نزارها
لو نافرتك بنو شهاب في العلا = هل تستطيع هبلت أنت نفارها
هل طوقوك بمنة وبضدها = لولا عوالينا استدمت مرارها
فهم إذا عد المفاخر مصقع = كانوا من الجل الكرام كبارها
فاسال معاشرك الكرام فأنهم = أدرى بمن فك الأسار صغارها
فهم الأولى تخذوا العوافي سنة = واستسهلوا من صعبها أوعارها
وسواهم أن رام ذاك فمقتف = تلك الحجاحج تابعاً آثارها
وهم الأولى قد عودوا سمر القنا = والمرهفات طوالها وقصارها
فأعرف ولا يجديك ما لم ترعوي = أن الحمية حركت أوتارها
فمن الذي يحمي حماها عنوة = أن غضها أهل الهوى أخبارها
ومن الذي منا استحل أو أقتدي = ومن الذي تلك الحروب أثارها
ومن الذي بادي بظلم واعتدي = بالجأهلية وأستحل فجارها
أمحأوراً نعمي ولست بمحشن = يا لا نعمت جوارها وحوارها
سأورت نعماً لست من أكفائها = ثكلتك امك لو عرفت نجارها
لولا ذكرت صرامها وغرامها = فصغرت عن ذكراكها ومزارها
أتقول نعمي أعرضت لا عن قلا = منها وهذا موضح أعذارها
أخطأت لو تدري مداراة المها = حتى أثرت بذا اللحي أوغارها
فلئن قلتك فرفض مثلك ما عدا = عين الصواب وقد خفرت جوارها
لا بدع من خطأ الصواب وما درى = أن سيم من خطط الهوأن جدارها
هب أن لا حرج عليك كما ترى = لكن قرونتك أعرفن مقدارها
أن رمتموا عد السوألف منكم = لم تبلغوا مما لنا معشارها
وقوله
سايل بناحينا الأدنى بنا نسبا = أو في البرية عهداً خيرهم نسبا
الحأدبون علينا حيث لا حدب = والمأنحون تراث المجد والنشبا
والزايلون الردى عنا إذا اشتبكت = سمر العوالي وأذكت زرقها اللهبا
حيث اطلخم الوغى والبيض بارقة = والقلب تقذف من أقطارها شهبا
وأنصاع عنها اللجايا صوع نافرة = من النقا درأت في إثرها طلبا
والبهم فيما ترى أما من أولها = مختار حتف وأما ممعن هربا
لم يبق فيها سوى حامي حقيقته = أن طاش ذو الحلم في آزيها رسيا
والضاربون الطلي بالبيض عن عرض = والها تكون فروج الزعف واليلبا
ورب ملمومة الأطراف تحسبها = بحرا تسمع في لجاته لجبا
قد مزقوها بطعنات مملكة = مثل الشجا في لهاة الحلق قد نشبا
ما ضاق ذرعاً قليل المال عندهم = بل ينقمون ثريا عندهم وهبا
كانما الجود لم يخلق لغيرهم = طبعاً فلله منجاب وما نجبا
أن كان أبقى النوى فيهم أواصرنا ال = قربى ولم يخرموا من ودهم سبيا
واستنطق الحال من تلك الأسرة عن = طي السريرة أن بشرأوأن غضبا
فأن رأيت مكان القول ذا سعة = فبث شوق شبج للنازحين صبا
وقل تركت أمراً أعيت مذاهبه = وصبره من توالي صدكم ذهبا
فأن يكن ذاك تأديباً ترون له = فحسبه بعض ما لاقى بكم أدبا
أو كان فيما أتى فيمن أتى فله = أبوة من أبى الضيم نعم أبا
أو لا يكن ذا ولا هذا فعدلكم = أربى ولن يعدم الراجي بكم أربا
هب أنه قد تعدى فوق ما نقلوا = وكل ما قد أتاه قبل ذاك هبا
الست تعلم أن الصفح مغنمة = سيما الكرام وأن تربو الذنوب ربا
فأدركوا من تداعي جسمه أسفاً = لم يبق غير لفاً منه وقد كربا
لا تجعلوا كأسه في الرعد أولها = وحظه جذا أتلى آية بسبا
فليت لوأن تريثتم بما أنتحلوا = حتى تبينتم من جاءكم بنبا
لكن في القدر المحتوم متبعة = يجري المدار بأنفغاذ الذي كتبا
هذي الليالي وقاك الله سوأتها = كم أبدعت في بنيها خطة عجبا
تباين الخلق شتى في مذاهبهم = ولم يحوموا على سر هناك خبا
بينا ترى المرء مغبوطاً بنعمته = حتى تراه وشيكاً شاحباً عطبا
أن البصر بها من بات ينظرها = وأن زهت لذويها معبراً خربا
وأعتد للسير عنها والرحيل إلى = دار البقاء فكم قاص بها قربا
والدهر مكتنع للوثب مجتمع = فأن رآ رصة من غافل وثبا
لله يبقى على الأيام ذو حيد = فاستبق ذكراً جميلاً للنجاسيا
لا زلت مقتدر اللعفو معتذراً = عمن أتى راغباً وأفاك محتسبا
تحمي النزيل وتهمي بالجزيل وبال = صفح الجميل تبذ الستبق العربا
وله غير ذلك من الشعر وكانت وفاته في سنة سبع وأربعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وأموات المسلمين.
المرجع
الكتاب : سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر
المؤلف : المرادي