شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : أم سليم بنت ملحان


سندس كتبي
03-27-2011, 02:04 PM
أم سليم بنت ملحان

أم سليم بِنْت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عديّ بن النجار الأنْصارِيَّة الخزرجية النجارية ، أم انس بن مالك ‏.‏ اختلف في اسمها فقيل‏ :‏ سهلة ‏.‏ وقيل‏ :‏ رميلة‏ .‏ وقيل ‏:‏ رميثة‏ .‏ وقيل ‏:‏ مليكة ، والغُميصاء ، والرميصاء ‏.‏

كانت تحت مالك بن النضر والد أنس بن مالك في الجاهلية ، فغضب عليها وخرج إلى الشام ، ومات هناك‏ .‏ فخطبها أبو طلحة الأنصاريّ وهو مشرك فقالت‏ :‏ أما إني فيك لراغبة ، وما مثلك يُرَدّ ، ولكنك كافر ، وأنا امْرَأَة مسلمة ، فإن تسلم فلك مهري ، ولا أسألك غيره‏ .‏ فأسلم وتزوجها وحسن إسلامه ، فولدت له غلأما مات صغيراً ، وهو أبو عمير ، وكان معجباً به فأسف عليه‏ .‏ ثم ولدت له عَبْد الله بن أبي طلحة ، وهو والد إسحاق ، فبارك الله في إسحاق وأخوته ، وكانوا عشرة ، كلهم حمل عنه العلم‏ .‏

أخبرنا عُمر بن مُحَمَّد بن طبرزَد وغيره قالوا‏ :‏ أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن مُحَمَّد بن عَبْد الواحد بن الحصين ، أخبرنا أبو طالب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن غيلان ، أخبرنا أبو بكر مُحَمَّد بن عَبْد الله بن إبراهيم ، حدثنا أبو جعفر مُحَمَّد بن مسلمة الواسطي ، حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت وإسماعيل بن عَبْد الله بن أبي طلحة ، عن أنس‏ :‏ أن أبا طلحة خطب أم سليم فقالت‏ :‏ يا أبا طلحة ، ألست تعلم أن إلهك الذي تعَبْد ينبت من الأرض ، ينجرها حبشي بني فلان ؟ قال‏:‏ بلى‏ .‏ قالت‏ :‏ أفلا تستحي تعَبْد خشبة ؟‏!‏ إن أنت أسلمت فإني لا أريد منك الصداق غيره‏ .‏ قال ‏:‏ حتى أنظر في أمري‏ .‏ فذهب ثم جاء فقال‏ :‏ أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن مُحَمَّداً رسول الله ‏.‏ فقالت‏ :‏ يا أنس ، زوّج أبا طلحة ‏.‏ فتزوّجها‏ .‏

وكانت تغزو مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وروت عنه أحاديث ، وروى عنها ابنها أنس ‏.‏

أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن مُحَمَّد بن عيسى ‏:‏ حدثنا مُحَمَّد بن بشار ، حدثنا مُحَمَّد بن جعفر ، حدثنا شعبة قال ‏:‏ سمعت قتادة يحدث عن أنس ، عن أم سليم أنها قالت ‏:‏ يا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنس خادمك ، ادع الله له ‏.‏ قال ‏:‏ ‏" ‏الّلهمّ ، أكثر ماله وولد ه، وبارك له فيما أعطَيتَه ‏" ‏‏.‏

وكانت من عقلاء النساء‏ .‏ أخرجها الثلاثة ‏.

المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير

سندس كتبي
03-29-2012, 03:52 PM
ومن نساء بني عدي بن النجار
أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد
ابن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وهي الغميصاء ، ويقال : الرميصاء ، ويقال : اسمها سهلة ، ويقال : رميلة ، ويقال : بل اسمها أنيفة ، ويقال رميثة ، وأمها مليكة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار . تزوجها مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار فولدت له أنس بن مالك ، ثم خلف عليها أبو طلحة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار فولدت له عبد الله وأبا عمير ، وأسلمت أم سليم وبايعت رسول الله وشهدت يوم حنين وهي حامل بعبد الله بن أبي طلحة ، وشهدت قبل ذلك يوم أحد تسقي العطشى وتداوي الجرحى .

أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة أخبرنا بن عون عن محمد أن أم سليم كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ومعها خنجر .

أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سليمان بن بلال عن عمارة بن غزية قال : شهدت أم سليم حنيناً مع رسول الله ومعها خنجر قد حزمته على وسطها وإنها يومئذ حامل بعبد الله بن أبي طلحة .

أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم قالا : أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن أم سليم اتخذت خنجراً يوم حنين ، قال أبو طلحة : يا رسول الله ، هذه أم سليم معها خنجر . فقالت : يا رسول الله ، أتخذه إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه . وقال عفان : بعجت به بطنه أقتل الطلقاء وأضرب أعناقهم انهزموا بك ، قال : فتبسم رسول الله وقال : يا أم سليم ، إن الله قد كفى وأحسن .

أخبرنا عمرو بن عاصم حدثنا همام عن إسحاق بن عبد الله عن جدته أم سليم أنها آمنت برسول الله قالت : فجاء أبو أنس وكان غائباً فقال : أصبوت ؟ قالت : ما صبوت ولكني آمنت بهذا الرجل . قالت : فجعلت تلقن أنساً وتشير إليه ، قل : لا إله إلا الله ، قل : أشهد أن محمداً رسول الله . قال : ففعل . قال : فيقول لها أبوه : لا تفسدي عليّ ابني . فتقول : إني لا أفسده . قال : فخرج مالك أبو أنس فلقيه عدو فقتله فلما بلغها قتله قالت : لا جرم لا أفطم أنساً حتى يدع الثدي حياً ولا أتزوج حتى يأمرني أنس ، فيقول : قد قضت الذي عليها فترك الثدي فخطبها أبو طلحة وهو مشرك فأبت فقالت له يوماً فيما تقول : أرأيت حجراً تعبده لا يضرك ولا ينفعك أو خشبة تأتي بها النجار فينجرها لك هل يضرك هل ينفعك ؟ قال : فوقع في قلبه الذي قالت . قال : فأتاها فقال : لقد وقع في قلبي الذي قلت وآمن . قالت : فإني أتزوجك ولا آخذ منك صداقاً غيره .

أخبرنا خالد بن مخلد البجلي حدثني محمد بن موسى عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال : خطب أبو طلحة أم سليم فقالت : إني قد آمنت بهذا الرجل وشهدت أنه رسول الله فإن تابعتني تزوجتك . قال : فأنا على مثل ما أنت عليه ، فتزوجته أم سليم وكان صداقها الإسلام .

أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال : حدثني محمد بن موسى عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة أنه قال: خطب أبو طلحة أم سليم بنت ملحان وكانت أم سليم تقول : لا أتزوج حتى يبلغ أنس ويجلس في المجالس . فيقول : جزى الله أمي عني خيراً ، لقد أحسنت ولايتي . فقال لها أبو طلحة : فقد جلس أنس وتكلم في المجالس ، فقالت أم سليم : أيتهما اعطيتني تزوجتك : إما أن تتابعني على ما أنا عليه أو تكتم عني فإني قد آمنت بهذا الرجل رسول الله. فقال أبو طلحة : فإني على مثل ما أنت عليه . قال : فكان الصداق بينهما الإسلام .

أخبرنا محمد بن الفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن حسين بن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال : زار رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سليم فصلى في بيتها صلاة تطوعاً وقال : يا أم سليم ، إذا صليت المكتوبة فقولي : سبحان الله عشراً والحمد لله عشراً والله أكبر عشراً ثم سلي الله ما شئت فإنه يقال لك نعم نعم نعم .

أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت عن أنس قال : جاء أبو طلحة يخطب أم سليم فقالت : إنه لا ينبغي لي أن أتزوج مشركاً ، أما تعلم يا أبا طلحة أن آلهتكم التي تعبدون ينحتها عبد آل فلان النجار وأنكم لو شعلتم فيها ناراً لاحترقت ! قال : فانصرف عنها وقد وقع في قلبه من ذلك موقعاً ، قال : وجعل لا يجيئها يوماً إلا قالت له ذلك . قال : فأتاها يوماً فقال : الذي عرضت عليّ قد قبلت . قال : فما كان لها مهر إلا إسلام أبي طلحة .

أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت أن أم سليم قالت : يا أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الذي تعبد إنما هو شجرة تنبت من الأرض وإنما نجرها حبشي بني فلان ؟ قال : بلى . قالت : أما تستحيي تسجد لخشبة تنبت من الأرض نجرها حبشي بني فلان ؟ قالت : فهل لك أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأزوجك نفسي لا أريد منك صداقاً غيره . قال لها : دعيني حتى أنظر . قالت : فذهب فنظر ثم جاء فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . قالت : يا أنس ، قم فزوج أبا طلحة .

أخبرنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا المثنى بن سعيد حدثنا قتادة عن أنس بن مالك قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور أم سليم أحياناً فتدركه الصلاة فيصلي على بساط لنا وهو حصير ينضحه بالماء .

أخبرنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا ربعي بن عبد الله بن الجارود الهذلي قال : حدثني الجارود قال : حدثني أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور أمه أم سليم فتتحفه بالشيء تصنعه له . قال أنس : وأخ لي أصغر مني يكنى أبا عمير فزارنا النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، فقال يا أم سليم : ما شأني أرى أبا عمير ابنك خاثر النفس . فقالت : يا نبي الله ، ماتت صعوة له كان يلعب بها . قال : فجعل النبي يمسح برأسه ويقول : يا أبا عمير ، ما فعل النغير .

أخبرنا عمرو بن عاصم أخبرنا همام حدثنا إسحاق بن عبد الله عن أنس بن مالك أنه حدثهم قال : لم يكن رسول الله يدخل بيتاً غير بيت أم سليم إلا على أزواجه . فقيل له : فقال : إني أرحمها قتل أخوها معي .

أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا عبيد الله بن عمرو بن أيوب عن محمد بن سيرين عن أم سليم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيل في بيتي فكنت أبسط له نطعاً فيقيل عليه فيعرق فكنت آخذ سكاً فأعجنه بعرقه . قال محمد : فاستوهبت من أم سليم من ذلك السك فوهبت لي منه . قال أيوب : فاستوهبت من محمد من ذلك السك فوهب لي منه فإنه عندي الآن . قال : فلما مات محمد حنط بذلك السك . قال : وكان محمد يعجبه أن يحنط الميت بالسك .

أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن البراء بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : في بيت أم سليم على نطع فعرق فاستيقظ رسول الله وأم سليم تمسح العرق ، فقال : يا أم سليم ، ما تصنعين ؟ قال : فقالت : آخذ هذا للبركة التي تخرج منك .

أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن البراء بن زيد عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سليم بيتها وفي البيت قربة معلقة فيها ماء فتناولها فشرب من فيها وهو قائم ، فأخذتها أم سليم فقطعت فمها فأمسكته عندها .

أخبرنا أبو عاصم النبيل عن بن جريج عن عبد الكريم بن مالك الجزري أن البراء بن بنت أنس بن مالك أخبره عن أنس بن مالك تحدث أم أنس بن مالك أنساً أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليهن وقربة معلقة فيها ماء فشرب قائماً من في السقاء ، فقامت أم سليم إلى في السقاء فقطعته .

أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يحلق رأسه بمنى أخذ أبو طلحة شق شعره فحلق الحجام ، فجاء به إلى أم سليم فكانت أم سليم تجعله في سكها . قالت أم سليم : وكان صلى الله عليه وسلم يجيء يقيل عندي على نطع وكان معراقاً ، قالت : فجاء ذات يوم فجعلت أسلت العرق فأجعله في قارورة لي فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما تجعلين يا أم سليم ؟ فقالت : باقي عرقك أريد أن أدوف به طيبي .

أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سليم فأتته بتمر وسمن فقال ، أعيدوا سمنكم في سقائكم وتمركم في وعائكم فإني صائم ، ثم قام في ناحية البيت فصلى صلاة غير مكتوبة فدعا لأم سليم ولأهل بيتها . فقالت أم سليم : يا رسول الله ، إن لي خويصة ؟ قال : ما هي ؟ قالت : خادمك أنس ، فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به ، ثم قال : اللهم ارزقه مالاً وولداً وبارك له ، فإني لمن أكثر الأنصار مالاً . وحدثتني ابنتي أمينة أنه قد دفن لصلبي إلى مقدم الحجاج البصرة تسعاً وعشرين ومائة .

أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني حميد عن أنس قال : بعثت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم معي بمكتل من رطب فلم أجده في بيته وإذا هو عند مولى له خياط أو غيره يعالج صنعة له قد صنع له ثريدة بلحم وقرع ، فدعاني فلما رأيته يعجبه القرع جعلت أدنيه منه فلما رجع إلى منزله وضعت المكتل بين يديه فجعل يأكل منه ويقسم حتى أتى على آخره .
أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا همام حدثنا قتادة عن أنس أن أم سليم بعثت معه بقناع فيه رطب إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : فقبض قبضة فبعث بها إلى بعض أزواجه ثم أكل أكل رجل تعلم أنه يشتهيه .

أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا حميد عن أنس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي فإذا أنا بالغميصاء بنت ملحان .

أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالا حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : دخلت الجنة فسمعت خشفة ، فقلت : ما هذا ؟ فقيل : الرميصاء بنت ملحان ، هكذا قال عفان . قال سليمان : الغميصاء .

أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا معقل بن عبيد الله عن عطاء عن أم سليم الأنصارية قال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ما لأم سليم لم تحج معنا العام ؟ قالت : يا نبي الله ، كان لزوجي ناضحان : فأما أحدهما فحج عليه وأما الآخر فتركه يسقي عليه نخله . قال : فإذا كان رمضان أو شهر الصوم فاعتمري فيه فإن عمرة فيه مثل حجة أو تقضي مكان حجة .

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا أبو شهاب عن بن أبي ليلى عن عطاء عن بن عباس أن أم سليم قالت : يا رسول الله ، إن أبا طلحة وابنه حجا على ناضحهما وتركاني . فقال رسول الله : عمرة في رمضان تجزيك من حجة معي .

أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرنا سليمان التيمي عن أنس قال : كانت أم سليم مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن يسوق بهن سواق ، قال : فأتى عليهن النبي فقال : يا أنجشة ، رويدك سوقك بالقوارير .

أخبرنا الحسن بن موسى حدثنا زهير عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك عن أم سليم أنها كانت مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن يسوق بهن سواق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أي أنجشة رويداً سوقك بالقوارير .

أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال : رأيت أنجشة وهو يسوق بالنبي ومعه أم سليم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : رويداً يا أنجشة ويحك سوقك بالقوارير .

حدثنا يحيى بن عباد حدثنا عمارة بن زاذان حدثنا ثابت البناني عن أنس أن أبا طلحة كان له بن يكنى أبا عمير فكان النبي يستقبله فيقول : يا أبا عمير ، ما فعل النغير . والنغير طائر . قال فمرض وأبو طلحة غائب في بعض حيطانه فهلك الصبي ، فقامت أم سليم فغسلته وكفنته وحنطته وسجت عليه ثوباً وقالت : لا يكون أحد يخبر أبا طلحة حتى أكون أنا الذي أخبره . فجاء أبو طلحة فتطيبت له وتصنعت له وجاءت بعشاء ، فقال : ما فعل أبو عمير ؟ فقالت : تعشه فقد فرغ فتعشى وأصاب منها ما يصيب الرجل من أهله ، ثم قالت : أم سليم يا أبا طلحة ، أرأيت أهل بيت أعاروا أهل بيت عارية فطلبها أصحابها أيردونها أو يحبسونها ؟ فقال : بل يردونها عليهم . قالت : فاحتسب أبا عمير . فانطلق كما هو إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بقول أم سليم فقال : بارك الله لكما في غابر ليلتكما . قال : فحملت بعبد الله بن أبي طلحة حتى إذا وضعته وكان اليوم السابع . قال : قالت أم سليم : اذهب بهذا الصبي وهذا المكتل وفيه شيء من تمر إلى رسول الله حتى يكون هو الذي يحنكه ويسميه . قال : فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فمد النبي رجليه وأضجعه وأخذ تمرة فلاكها ثم مجها في في الصبي فجعل الصبي يتلمظها ، فقال النبي : أبت الأنصار إلا حب التمر .

أخبرنا خالد بن مخلد حدثني محمد بن موسى أخبرني عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة عن عمه أنس بن مالك قال : ولدت أمي أم سليم بنت ملحان فبعثت به معي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : هذا أخي بعثت به أمي إليك ؟ قال : فأخذه رسول الله فمضغ له تمرة فحنكه بها فتلمظ الصبي ، فقال رسول الله : حب الأنصار للتمر .

أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن بكر السهمي قالا : حدثنا حميد قال : قال أنس : ثقل بن لأم سليم من أبي طلحة فخرج أبو طلحة إلى المسجد فتوفي الغلام فهيأت أم سليم أمره وقالت : لا تخبروا أبا طلحة بموت ابنه . فرجع من المسجد وقد يسرت له عشاءه كما كانت تفعل فقال : ما فعل الغلام أو الصبي ؟ قالت : خير ما كان ، فقربت له عشاءه فتعشى هو وأصحابه الذين معه ، ثم قامت إلى ما تقوم له المرأة فأصاب من أهله . فلما كان من آخر الليل قالت : يا أبا طلحة ، ألم تر إلى آل فلان استعاروا عارية فتمتعوا بها فلما طلبت إليهم شق عليهم . قال : ما أنصفوا ؟ قالت : فإن ابنك فلاناً كان عارية من الله فقبضه إليه . قال : فاسترجع وحمد الله . فلما أصبح غداً على رسول الله فلما رآه قال : بارك الله لكما في ليلتكما ، فحملت بعبد الله بن أبي طلحة فولدت ليلاً فكرهت أن تحنكه هي حتى يحنكه رسول الله فأرسلت به مع أنس وأخذت تمرات عجوة فانتهيت به إلى رسول الله وهو يهنأ أباعر له ويسمها ، فقلت : يا رسول الله ، ولدت أم سليم الليلة فكرهت أن تحنكه حتى تحنكه أنت . قال : معك شيء ؟ قال قلت : تمرات عجوة ، فأخذ بعضها فمضغه ثم جمعه بريقه فأوجره إياه فتلمظ الصبي فقال : حب الأنصار التمر . قال فقلت : سمه يا رسول الله ؟ قال هو : عبد الله .

حدثنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرنا حميد عن أنس قال : ولد لأبي طلحة غلام فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله .
أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت البناني عن أنس أن أبا طلحة مات له بن فقالت أم سليم : لا تخبروا أبا طلحة حتى أكون أنا أخبره فسجت عليه ثوباً . فلما جاء أبو طلحة وضعت بين يديه طعاماً فأكل ثم تطيبت له فأصاب منها فتلقت بغلام ، فقالت له : يا أبا طلحة ، إن آل فلان استعاروا من آل فلان عارية فبعثوا إليهم أن ابعثوا إلينا بعاريتنا فأبوا أن يردوها . فقال أبو طلحة : ليس لهم ذلك ، إن العارية مؤداة إلى أهلها . قالت : فإن ابنك كان عارية من الله وإن الله قد قبضه ، فاسترجع . قال أنس : فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال : بارك الله لهما في ليلتهما . قال : فتلقت بغلام فأرسلت به معي أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحملت معي تمراً فأتيت النبي وعليه عباءة وهو يهنأ بعيراً له ، فقال رسول الله : هل معك تمر ؟ قلت : نعم ، فأخذ التمرات فألقاهن في فيه فلاكهن ثم جمع لعابه ثم فغر فاه فأوجره إياه فجعل الصبي يتلمظ . فقال رسول الله : حب الأنصار التمر ، فحنكه وسماه عبد الله فما كان في الأنصار ناشىء أفضل منه .

أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا عبد الله بن عون عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك قال : كان لأبي طلحة بن يشتكي فخرج أبو طلحة فقبض الصبي ، فلما رجع أبو طلحة قال : ما فعل ابني ؟ قالت أم سليم : هو أسكن مما كان . فقربت إليه العشاء فتعشى ثم أصاب منها فلما فرغ قالت : واروا الصبي ، فلما أصبح أبو طلحة أتى النبي فأخبره فقال : أعرستم الليلة ؟ قال : نعم . قال : اللهم بارك لهما ، فولدت غلاماً . فقال لي أبو طلحة : احفظه حتى تأتي به رسول الله . فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم وبعثت معه تمرات فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : أمعك شيء ؟ قلت : تمرات ، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ثم أخذ من فيه فجعل في في الصبي وحنكه به وسماه عبد الله .

أخبرنا خالد بن مخلد حدثنا عبد الله بن عمر عن أم يحيى الأنصارية عن أنس بن مالك قال : حنك رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي طلحة بثلاث تمرات عجوة يمضغها حتى إذا أمعن في مضغها بزقها في فيه ثم حنكه بها . قال : فجعل الصبي يتلمظ ، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم : حب الأنصار التمر .

أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس حدثني محمد بن موسى بن أبي عبد الله عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أنه قال : ولدت أم سليم عبد الله بن أبي طلحة من آخر الليل ، فقال : لا تحدثوا فيه شيئاً حتى أستيقظ . فلما أصبحت غسلته ثم بعثت به مع أنس بن مالك إلى رسول الله فقالت : اذهب بأخيك إلى رسول الله . قال أنس : فذهبت به إلى رسول الله فجئته وهو قائم في إزار معه مسحاة ، فقال رسول الله : ما هذا يا أنس ؟ قلت : يا رسول الله ، هذا أخي أرسلتني به أمي إليك . قال : فأخذه رسول الله ثم دعا بتمرة فمضغها ثم حنكه بها فتلمظها الصبي فضحك النبي ثم قال : حب الأنصار التمر .

أخبرنا سعيد بن منصور حدثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة قال : كانت أم أنس تحت أبي طلحة فولدت منه غلاماً ومرض فانطلق أبو طلحة إلى رسول الله فمات الغلام فسجته أمه . فلما جاء أبو طلحة قال لها : ما فعل ابني ؟ قالت : صالح ، فأتته بتحفتها التي كانت تتحفه فأصاب منها ثم طلبت منه ما تطلب المرأة من زوجها فأصاب منها ، ثم قالت : ما رأيت ما صنع ناس من جيرتنا كانت عندهم عارية فطلبوها فأبوا أن يردوها ! فقال : بئس ما صنعوا . فقالت : هذا أنت ، كان ابنك عارية من الله وإن الله قد قبضه إليه . فقال لها : والله لا تغلبيني الليلة على الصبر ، فغدا على رسول الله فأخبره فقال رسول الله : اللهم بارك لهما في ليلتهما . قال : فولدت له غلاماً . قال عباية : فلقد رأيت لذلك الغلام سبعة بنين كلهم قد ختم القرآن .

المرجع
الطبقات الكبرى - الجزء الثامن ، بتصرف .
أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع