سلسبيل كتبي
03-24-2011, 11:23 PM
النقا وحاجر .. المدينة المنورة
موضعان طالما تغنى بهما الشعراء ، وهما متجاوران متلاصقان ، وكلاهما في ناحية المدينة الغربية .
يبتدىء النقا من الشاطئ الغربي لمسيل بطحان المعروف اليوم بأبي جيدة ، ويذهب النقا معرباً حتى ينتهي عند بئر السقا الواقعة جنوب محطة السكة الحديدية الحجازية . ومن بئر السقيا ( حذاء قبة الروس ) يبتدئ حاجر إلى نهاية حرة الوبرة غرباً .
ومن الممكن أن السبب في تسمية البقعة الأولى بالنقا هو : نقاوة هوائها وصفاء تربتها من المكدرات كما أنه من المحتمل أن يكون منشأ تسمية البقعة الثانية بحاجر هو : ملاحظة ما فيها من الحجارة .
والنقا اليوم معمور بالدور الأنيقة والقصور الفخمة وفي بعضه بناية محطة السكة الحديدية الحجازية ، ذات الأعمدة الرشقية والعقود البديعة والأماكن المسنمة المبنية على الطراز الحديث . وأمام هذه البناية في جنوبها الشرقي مسجد فخم ذو قبة شامخة ، ومئذنتان رشيقتان شاهقتان احتمى عن العين بانحرافه عن القبلة قليلاً . وبشرقي هذا المسجد عمارة المجمع الحكومي الحديث الذي حل محل الثكنة العسكرية العظيمة الرحبية . وقدامه مبنى التكية المصرية ذات البناء الجيد والرحبة الواسعة . وهناك دور آل جعفر ودار المرحوم السيد محمود أحمد ، ودار الخريجي وعمارات سكنية حديثة جميلة الطراز وعمارة المواصلات لشؤون الهاتف الآلي وقد حلت محل دار الإمارة في عهد الحكومة السعودية ودار الإمارة من البنايات القديمة .
ويشق هذه العمارات إلى المحطة شارع واسع من أجمل شوارع المدينة وأطولها وأعرضها ولو نال حظاً من العناية فأكمل رصيفاه وغرست بجانبيه الأشجار ورصف بالحجار المنحوتة أو كبس بهذا الرمل الأحمر لجاء آية في الجمال ولمثل للجيل الحاضر ذكريات النقا الماضية حقيقيها وخياليها أروع تمثيل .
ولا غرو أن يستثير منظر النقا وحاجر ، أخيلة الشعراء ، فهواؤهما عليل ، وجوهما لطيف ، وإن الإنسان ليشعر فيهما بنشاط روحي وابتهاج نفسي . ويتلمس سر ذلك فلا يجده إلى في جمالهما الطبعي الجذاب .
المرجع :
عبد القدوس الأنصاري ، آثار المدينة المنورة ، الطبعة الثالثة ، 1393 هـ – 1973 م .
موضعان طالما تغنى بهما الشعراء ، وهما متجاوران متلاصقان ، وكلاهما في ناحية المدينة الغربية .
يبتدىء النقا من الشاطئ الغربي لمسيل بطحان المعروف اليوم بأبي جيدة ، ويذهب النقا معرباً حتى ينتهي عند بئر السقا الواقعة جنوب محطة السكة الحديدية الحجازية . ومن بئر السقيا ( حذاء قبة الروس ) يبتدئ حاجر إلى نهاية حرة الوبرة غرباً .
ومن الممكن أن السبب في تسمية البقعة الأولى بالنقا هو : نقاوة هوائها وصفاء تربتها من المكدرات كما أنه من المحتمل أن يكون منشأ تسمية البقعة الثانية بحاجر هو : ملاحظة ما فيها من الحجارة .
والنقا اليوم معمور بالدور الأنيقة والقصور الفخمة وفي بعضه بناية محطة السكة الحديدية الحجازية ، ذات الأعمدة الرشقية والعقود البديعة والأماكن المسنمة المبنية على الطراز الحديث . وأمام هذه البناية في جنوبها الشرقي مسجد فخم ذو قبة شامخة ، ومئذنتان رشيقتان شاهقتان احتمى عن العين بانحرافه عن القبلة قليلاً . وبشرقي هذا المسجد عمارة المجمع الحكومي الحديث الذي حل محل الثكنة العسكرية العظيمة الرحبية . وقدامه مبنى التكية المصرية ذات البناء الجيد والرحبة الواسعة . وهناك دور آل جعفر ودار المرحوم السيد محمود أحمد ، ودار الخريجي وعمارات سكنية حديثة جميلة الطراز وعمارة المواصلات لشؤون الهاتف الآلي وقد حلت محل دار الإمارة في عهد الحكومة السعودية ودار الإمارة من البنايات القديمة .
ويشق هذه العمارات إلى المحطة شارع واسع من أجمل شوارع المدينة وأطولها وأعرضها ولو نال حظاً من العناية فأكمل رصيفاه وغرست بجانبيه الأشجار ورصف بالحجار المنحوتة أو كبس بهذا الرمل الأحمر لجاء آية في الجمال ولمثل للجيل الحاضر ذكريات النقا الماضية حقيقيها وخياليها أروع تمثيل .
ولا غرو أن يستثير منظر النقا وحاجر ، أخيلة الشعراء ، فهواؤهما عليل ، وجوهما لطيف ، وإن الإنسان ليشعر فيهما بنشاط روحي وابتهاج نفسي . ويتلمس سر ذلك فلا يجده إلى في جمالهما الطبعي الجذاب .
المرجع :
عبد القدوس الأنصاري ، آثار المدينة المنورة ، الطبعة الثالثة ، 1393 هـ – 1973 م .