شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : المعاصر في جدة


م.أديب الحبشي
03-22-2011, 12:59 PM
المعاصر في جدة



‏وكانت تغص بها جدة القديمة حيث كان يستخرج الزيت من أول عصرة للسمسم . وفي العصرة الثانية تستخرج منها الطحينية . . وبعد تصفية الزيت والطحينة يستخرج الحتل ومنه ألْطُخ الذي يقدم كطعام للأبقار وبعض البهائم ومن أشهر المعاصر معصرة جداف بحارة الشام ومعصرة حنبظاظة بحارة البحر ومعصرة ظافر بحارة المظلوم ، ومعصرة محمد ناجى حلواني بسوق الجامع . .

‏هذا وتعتبر معصرة ابن عفيف أول معصرة سمسم بجدة .

الكعك والمعمول :
‏ وكان يصنع في البيوت عادة في أيام عيد الأضحى وهو عبارة عن عجينه محشوة بالتمر المعجون . كما كان يصنع في قوالب من الخشب وينقش بالمنقاش لتزيينه ثم يطيب في الفرن خارج المنزل ويرش بالسكر المطحون .

‏أما صناعة الكيك فأول ما عرف منه الكماج وما شابهه وهو غير مزين ‏بالحلوى الملونة . ثم أخذ يطعم بشي من الزبيب بداخلة وفي مرحلة لاحقة تطور الأمر إلى أشكال مربعة ومستديرة بعد جلب القوالب الخاصة به . وبدأ يدخل في حفلات الزواج ومناسبات التسمية حيث كان يخلط معه شيء من الزبيب ثم يزين بالسكر السائل الملون ويرص على الميز أي الطاولات التي ينظم عليها وقد أشتهر في جدة قبل أكثر من ستين سنة بصناعة الكيك وترتيب الميز العم عبد الستار بحارة البحر والواقع أنني أعتقد بأن أول محل أفتتح بجدة لصناعة وبيع التورتة والجاتوه هو محل مونتانا تابع لفندق الحرمين بباب شريف .

المشبك :
‏ وهو عبارة عن حلوى هندية الأصل تصنع من الدقيق والسمن في أشكال مخرمة ومتشابكة ثم يتم غليها في الزيت وبعد استخراجها توضع في الشيرة وأكثر ما يصنع في أيام السنة الجديدة ويوم مولد الرسول عليه الصلاة والسلام وفي ليلة الإسراء والمعراج وليلة النصف من شعبان .

‏ومن بين الحلوى التي كانت تباع في المحلات بالأسواق في بسط أو دوارات خشب تغطى بالشاش الحلاوة الطحينية واللبنية والمهجمية واللدو والهريسة والمفروكة والديبة والخرمة . . وبعض تلك الحلويات كانت تقدم كهدايا ملفوفة بالشاش الملون بمناسبة عقد القران ثم تطور الأمر إلى علب الحلوى . علماً بأن جميع تلك الحلوى كانت تصنع محلياً . . وكان أحمد حنبظاظة أكبر بائع حلويات محلية وصاحب مطبخ عند تقاطع شارع قابل مع السوق الكبير . . كذلك كانت الأجبان تصنع محلياً في البادية حتى بدأ إحضارها من الخارج من قبل بعض اليونانيين في منتصف القرن الرابع عشر الهجري . . أما السمن والعسل فقد كان منتشراً استخدامه حيث يأتي من مناطق البادية وأشهرها من الطائف وبعضه يأتي من اليمن وهما على درجات في الجودة والسعر وكان يأتي محفوظاً في عكة وهي عبارة عن قربة تصنع من جلود الماشية .

المفتقة :
‏ وتؤكل صباحاً في الإفطار. . وهي عبارة عن مجموعة كبيرة من الأبازير مع اللوز الحجازي المطحون والعسل والسمن . وأشهر باعتها في جدة في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري الزغبي الذي كان يتجول صباح كل يوم في الحواري منادياً على بضاعته .

محلات بيع المواد الغذائية :
في مرحلة متأخرة نسبياً بدأ أسلوب عرض بيع المواد الغذائية يتطور في نهايات عهد السور بجدة . وقد بدأ ظهور ما يشبه البقالات المتخصصة في بيع المواد الغذائية بما كان يعرف بالبنوك آنذاك ومن أولها : بنك الخواجا "ينى خريستو" اليوناني ، وبنك محمد دخيل ، وبنك عبد الله حسين وكلها كانت تقع في أول شارع قابل باتجاه منطقة السوق الكبير .





المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)