شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : المدرسة الأوحدية .. القدس


ريمة مطهر
03-14-2011, 08:07 PM
المدرسة الأوحدية .. القدس

الحمد لله الذي جعل التوحيد باب السعادة وسلّم الريادة ، يصعد به العبد منازل السالكين ويحطّ رحاله عند العرش برضى من الرحمن الرحيم ، ينال به شرف الأوّلين والآخرين ، وبالتوحيد ومدارسه تُبنى المجتمعات وتنتشر العدالة ، وبحكم التوحيد ينتشر العدل ويعمّ الأمن والطمأنينة . ولقد كانت المدرسة الأوحدية إحدى هذه المدارس التي نشرت التوحيد لقرونٍ عديدة وما زالت ترفع علم التوحيد على بوابة الأقصى تنادي هلّموا إلى الراية ، هلموا إلى الطاعة ، هلموا فالأقصى لن يتحرّر إلا بعقيدة التوحيد وأهل التوحيد .

الموقع
تقع المدرسة في الناحية الغربية عند باب حطة على بوابة المسجد الأقصى المبارك ، وهي ملاصقة لسور الأقصى الشمالي وإلى شرقها الدودارية والباسطية .

تاريخ الإنشاء
أنشئت في 20 ربيع الثاني سنة 697هـ ، الموافق 4 شباط 1298م ، في عهد نجم الدين يوسف في الفترة الأيوبية .

المنشئ
هو الملك الأوحد نجم الدين يوسف بن الملك الناصر صلاح الدين داود بن الملك المعظم عيسى . وقد وضع وقفيّته في 20 ربيع الثاني 697هـ .

كان هذا أميراً أيوبياً من أبناء عمومة صلاح الدين حيث يتّصل بشقيق الدين العادل سيف الدين . وُلِد نحو 628 هـ (1230م ) . وقد عمل في النظام المملوكي كناظرٍ للحرمين الشريفين (الأقصى والإبراهيمي) وكان عَلَماً في الحديث . توفّي في ذي الحجة 698 هـ وشيّعه أناس كثيرون نظراً لمركزه وعلمه ودُفِن في المدرسة الأوحدية.

أوقاف المدرسة
هناك إدخال في سجل الأراضي العثمانية يذكر أنّ الوقفية ضمّت البيت حيث يوجد الرباط من أجل سكن القيّم له ولأولاده وخازن في تلة في باب حطة . وهناك سجن يعود إلى القرن الثامن عشر يذكر أنّ هناك طابقين للمبنى العلوي يحتوي على شقتين والسفلي يحتوي على الغرف الأوسع بما في ذلك غرفة كبيرة فيها المحراب حيث يوجد قبر المالك الأوحد . والسجلّ نفسه يسجّل الإذن بالسماح للشيخ المتولي والناظر للمدرسة للقيام بتعميرات في المبنى الذي أصبح في حالة يرثى لها .

وصف المدرسة
عبارة عن مبنى ضخم له بوابة جميلة باتجاه الشمال على الطريق المؤدي إلى باب حطة وتتكون من طابقين ، الطابق الأول ويُدخَل إليه بدهليز إلى ساحة مربعة تقع إلى جنوبها غرفة قبر المؤسس وغرفة أمامية إضافية ، والطابق الثاني يحتوي على غرف تتجمّع حول ساحة صغيرة في الناحية الشمالية والجنوبية ، وهناك درج يؤدّي إلى غرف أخرى في طابق متوسط وطابق أعلى ثم إلى سطح رواق الأقصى .

شيوخ المدرسة
يقول العسلي إنّ من الذين تولّوا المشيخة في الأوحدية كلّ من : محمد بن محمد اللطفي وقد تنازل عن المشيخة وعن السكن بالمدرسة ، خليل بن أبي الوفا الدجاني سنة 393هـ / 1124م ، محمد بن علي جار الله الذي تولّى المشيخة 394هـ / 1202م .

المدرسة اليوم
تستعمل المدرسة اليوم كسكنٍ لجماعة من عائلة الشرباتي وقد فقدت وظيفتها ودورها كبقية العشرات من المدارس .

ختاماً
فإنّ الأوحدية وغيرها من المدارس بحاجةٍ إلى ترميم وإعمار وبحاجةٍ إلى إعادة هذه المدارس عامرة بالعلم والعلماء وأنْ لا يسمح لأحدٍ بتغيير شيءٍ في هذه الآثار العظيمة ، فنحن لن نجِدَ نقشاً على بوابة هذه المدرسة ، ولا أدري هل تمّ إزالة النقش أم ماذا ، أم أنّ عوامل الإهمال وعدم المتابعة أدّتْ إلى ذلك . ولكنّ وقفية المدرسة الأصلية ما زالت موجودة في سجل المحكمة الشرعية في القدس .

المصدر
بقلم / الشيخ الشيخ ناجح بكيرات - مؤسسة فلسطين للثقافة