م.أديب الحبشي
01-27-2011, 01:22 AM
حواري جدة
تتكون مدينة جدة القديمة شأن بقية مدن الحجاز من مجموعة محددة من الحواري تشكل كيان المدينة الأكبر كوحدة متماسكة . . ولعل نشأة الحواري صنعتها الظروف الاجتماعية ابتداء والدواعي المعيشية التي كانت سائدة . ثم أدخل عليها شيء من التخطيط وتم ربطها بالشوارع . . وأياً كان الأمر فإن عقد مدينة جدة القديمة تضيئه أربع جواهر :
حارة اليمن:
وتقع جنوب جدة "جهة اليمن".
حارة البحر:
وتقع جنوب غرب جدة وتعتبر "رسمياً" جزء من اليمن.
حارة الشام:
وتقع شمال جدة "جهة الشام".
حارة المظلوم:
وربما أنها كانت أول تجمع من المباني بما يشكل حارة أو حياً سكنياً . . وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى السيد / عبد الكريم برزنجي الذي قدم إلى جدة من المدينة المنورة وقتلته الحكومة العثمانية ظلماً.
وقصة "المظلوم" كما رويت : أنه في عام 1134هـ حدثت في المدينة المنورة فتنة وأتهم الأغوات عالم الدين عبد الكريم برزنجي بإثارة الفتنة وصدر أمر السلطان بقتله ولكنهم خشوا تنفيد الحكم بالمدينة المنورة لمكانته فأوعزوا له بالخروج إلى جدة . . وفي طريقه بين مكة المكرمة وجدة ألقي القبض عليه فحبس وقتل خنقاً وألقي جسده في السوق يوماً كاملاً فسخط الأهالي وتوسط البعض ثم رفعه بعض أهل الخير بشفاعة ثم تم غسله وتكفينه وهرع الناس إلى جنازته فسميت المنطقة "المظلوم" . . وهذه هي الرواية المتواترة . .
غير أن صاحب ( السلاح والعدة ) ذكر رواية أخرى جاء فيها : أن بجدة الكثير من الأولياء المشهورين بالصلاح والعلم ومن بينهم الشيخ "عفيف الدين عبد الله المظلوم" وقبره داخل السور في جهة الشام ، ويسمى المحل والبقعة التي هو فيها بالمظلوم من باب تسمية المحل باسم الحال ، وكانت تأتى إليه النذور والصدقات من جميع الجهات.
هذا ولكل حارة من هذه الحواري مقوماتها وسماتها التي سنأتي إلى الحديث عنها في مواضعها حيث تشتمل الحواري على المساكن والمساجد والأسواق والمعالم الأخرى . . كما أن لكل حارة شيخها "عمدتها" الذي تقع على عاتقه مسئوليات تجعله محل تقدير قاطنيها.
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)
تتكون مدينة جدة القديمة شأن بقية مدن الحجاز من مجموعة محددة من الحواري تشكل كيان المدينة الأكبر كوحدة متماسكة . . ولعل نشأة الحواري صنعتها الظروف الاجتماعية ابتداء والدواعي المعيشية التي كانت سائدة . ثم أدخل عليها شيء من التخطيط وتم ربطها بالشوارع . . وأياً كان الأمر فإن عقد مدينة جدة القديمة تضيئه أربع جواهر :
حارة اليمن:
وتقع جنوب جدة "جهة اليمن".
حارة البحر:
وتقع جنوب غرب جدة وتعتبر "رسمياً" جزء من اليمن.
حارة الشام:
وتقع شمال جدة "جهة الشام".
حارة المظلوم:
وربما أنها كانت أول تجمع من المباني بما يشكل حارة أو حياً سكنياً . . وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى السيد / عبد الكريم برزنجي الذي قدم إلى جدة من المدينة المنورة وقتلته الحكومة العثمانية ظلماً.
وقصة "المظلوم" كما رويت : أنه في عام 1134هـ حدثت في المدينة المنورة فتنة وأتهم الأغوات عالم الدين عبد الكريم برزنجي بإثارة الفتنة وصدر أمر السلطان بقتله ولكنهم خشوا تنفيد الحكم بالمدينة المنورة لمكانته فأوعزوا له بالخروج إلى جدة . . وفي طريقه بين مكة المكرمة وجدة ألقي القبض عليه فحبس وقتل خنقاً وألقي جسده في السوق يوماً كاملاً فسخط الأهالي وتوسط البعض ثم رفعه بعض أهل الخير بشفاعة ثم تم غسله وتكفينه وهرع الناس إلى جنازته فسميت المنطقة "المظلوم" . . وهذه هي الرواية المتواترة . .
غير أن صاحب ( السلاح والعدة ) ذكر رواية أخرى جاء فيها : أن بجدة الكثير من الأولياء المشهورين بالصلاح والعلم ومن بينهم الشيخ "عفيف الدين عبد الله المظلوم" وقبره داخل السور في جهة الشام ، ويسمى المحل والبقعة التي هو فيها بالمظلوم من باب تسمية المحل باسم الحال ، وكانت تأتى إليه النذور والصدقات من جميع الجهات.
هذا ولكل حارة من هذه الحواري مقوماتها وسماتها التي سنأتي إلى الحديث عنها في مواضعها حيث تشتمل الحواري على المساكن والمساجد والأسواق والمعالم الأخرى . . كما أن لكل حارة شيخها "عمدتها" الذي تقع على عاتقه مسئوليات تجعله محل تقدير قاطنيها.
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)