شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : في حب المصطفى صلى الله عليه وسلم6


خالد محمود علوي
03-07-2011, 09:11 PM
في حب المصطفى صلى الله عليه وسلم


إذا كان الإسلام قد فرض علينا – نحن المسلمين – محبة الرسول r فذلك لحكمة بالغة .. فمقتضى المحبة الطاعة ، وطاعة المسلم لسيدنا رسول الله r تجعله على الجادة دائماً ، وتجعل الشريعة والسنة النبوية المطهرة هي الطريق المثلى التي يسير عليها ، وتجعله في الوقت نفسه يترسم خطوات حبيب الله ومصطفاه ويقتدي به ويحسن الاقتداء بهذه الأسوة الشريفة .. والله عز وجل يقول في محكم التنزيل }لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا{ ( آية 21 : الأحزاب )
والرسول الكريم r يقول : « من أحب قوما علي أعمالهم حشر معهم يوم القيامة » ويقول : « من أحب سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة » .
وسنة المصطفى r تأتي بعد القرآن الكريم والله سبحانه وتعالى يأمرنا باتباع الرسول r وتنفيذ أوامره وعدم مخالفتها في قول تعالى } وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ{ ( آية 7 : الحشر )
والرسول r كان بشراً .. ولكن بشراً يوحى إليه . وقد صنعه ربه على عينه وأحاطه برعايته ولطفه ورحمته وجمع فيه رفيع الأخلاق وكريم الخصال .
وقف رجل يوم فتح مكة أمام رسول الله r فأصابته وعدة من هيبته r وتسمر في مكانه لا يتقدم ولا يتأخر ، فقال له r « هون عليك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد بمكة » .
ولقد فرض الإسلام حب الرسول r وأوجبه بقوله تعالى : } فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ{ ( آية 31 : آل عمران ) .
وعن أنس رضي الله عنه عن النبي r قال « ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف به في النار » رياض الصالحين .
وقال عمرو بن العاص : ( ما كان أحد أحب إلي من رسول الله r ولا أجل في عيني ، وما كنت أطيق أن أملا عيني منه إجلالاً ، حتى لو قيل لي : صفه ، ما استطعت أن أصفه ) أخرج مسلم .
وتعتبر قصة زيد بن الدثنة من أروع القصص في محبة المسلمين لرسول الله r وقد رواها البيهقي عن عروة قال : ( لما أخرج أهل مكة زيد بن الدثنة من الحرم ليقتلوه ، وكان قد أسر يوم الرجيع ، قال له أبو سفيان بن حرب وهو يومئذ مشرك : أنشدك بالله يا زيد أتحب أن محمداً الآن عندنا مكانك نضرب عنقه ، وأنك في أهلك ؟ فقال زيد : والله ما أحب أن محمداً في مكانه الذي فيه الآن مقيم تصيبه الشوكة . وأني لجالس في أهلي ، سالم من الأذى . فقال أبو سفيان : ما رأيت أحداً من الناس يحب أحداً كحب أصحاب محمد لمحمد ) .
كذلك قصة عبدالله بن زيد t الذي جاءه ولد يخبر وفاة النبي فصاح مبتهلاً : اللهم أذهب بصري حتى لا أرى بعد حبيبي محمداً أحداً فاستجاب الله لدعوته وكف بصره . ( المواهب ج6 ، / 292 ) . نشهد أنك يا سيدنا محمد قد أديت الرسالة .. وبلغت الأمانه .. ونصحت الأمة .. وجاهدت في سبيل الله حتى أتاك اليقين . ونشهد الله على أننا نحبك يا سيدي يا رسول الله ونحب من يحبك .. عسى أن يحشرنا في معيتك بفضله وعفوه وبمحبتك وأن يوردنا حوضك .. نشرب منه شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً .

المرجع
كتاب آخر الكلام نظرات من نافذة الحياة ، خالد بن محمود علوي