شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : في حب المصطفى صلى الله عليه وسلم5


خالد محمود علوي
03-07-2011, 09:09 PM
في حب المصطفى صلى الله عليه وسلم


أحمد الله سبحانه وتعالى حمداً كثيراً طيباً مباركاً .. وأشكره شكر المقدرين لنعمته .. سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك . أنعمت علينا بنعم كثيرة .. لا تحصى ولا تعد . وأجل هذه وأعظمها نعمة الإسلام .. وكفى بها من نعمة . ثم أرسلت لنا نبياً عربياً من بيننا .. أرشدنا إلى الإسلام وهدانا إلى الإيمان ، وأخرجنا الله تعالى بكتابك وبأمرك من الظلمات إلى النور . فكان رحمة مهداة ونعمة مسداة وقرآنا يمشي على الأرض .. صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم وسار على هديهم بإحسان إلى يوم الدين .
صلـوات الله وسلامه عليك يا سيدي يا رسول الله .. يا من كنت أمياً وعلَّمت المتعلمين . فلقد قال الله تعالى عنـك في كتابه الكريـم : {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } ( آية 2 – الجمعة ) .
لقد بُعث رسول الله r أسوة وقدوة .. وأمرنا الله باتباعه فقال في كتاب الله الكريم : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } ( آية 21 – الأحزاب ) .
ولقد كان عليه الصلاة والسلام رحمة للخلق كافة حيث قال الله تعالى في ذلك : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } ( آية 107 – الأنبياء ) . كما كان رحمة خاصة لمن آمن به وأتبع هديه وسار على ما جاء به من ربه .. والله تعالى يقول : { ..وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } ( آية 43 – الأحزاب ) .
وإذا كان رسول الله r أسوة وقدوة فإن من الواجب علينا أن تعرف سلوكه لنقتدي به .. فمن مكارم أخلاقه ومحاسن أفعاله أنه كان أوسع الناس صدراً وأصدقهم قولاً وألينهم جانباً . وكان دائم البشر ، سهل الخلق ، ليس بفظِّ ، ولا غليظ الطبع ولا صاخباً ولا فحاشاً ولا عياباً ولا يجرى بالسيئة ، ولكن يعفو ويصفح ، ولا يزيده جهل الجاهل إلا حلماً .. ما خير بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما – ما لم يكن إثماً – فإن كان إثما كان أبعد الناس منه ، وما انتقم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة لله فينتقم لله . ولما كسرت رباعيته وشج وجهه الشرف يوم أحد .. حتى صار الدم يسيل على وجهه الشريف . فصار يُنَشَّفُه ويقول : « لو وقع دمي على الأرض لنزل عليهم العذاب من السماء » وشق ذلك على أصحابه وقالوا : لو دعوت عليهم ؟ فقال « إني لم أبعث لعاناً ، ولكن بعثت داعياً ورحمة ، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون » وروى أن عمر قال في بعض كلامه : ( بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد دعاء نوح على قومه فقال { ..رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا } ( آية 26 – نوح ) ، ولو دعوت علينا بمثلها لهلكنا . فلقد وطىء ظهرك وأدمى وجهك وكسرت رباعيتك فَأبَيْتَ إلا أن تقول خيراً . فقلت « اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون » .
مـا قـال لا قـط إلا فـي تشـهده

لـولا التشـهد كـانـت لاؤه نـعم

وهذا المدح في الإمام السجاد علي زين العابدين بن الحسين سبط النبي r فإذا كان ذلك سبط النبي فكيف بالنبي ؟!
وصـدق الله العظيم إذ يقول : {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } ( آية 4 – القلم ) ولقد قال رسول الله r عن نفسه « أدبني ربي فأحسن تأديبي » .
وما أجمل ما قاله حساب بن ثابت t :
( وأفضل منك لم ترقط عيني وأكرم منك لم تلد النساء ) .
خلقت مبرءا من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء ) .
وقال تعالـى {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ .. } ( آية 31 – آل عمران ) .
اللهم علمنا محبته ، ومحبة آل بيته وصحابته الأكرمين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. وثبتنا على المحبة الصادقة حتى نلقاك وأنت راض عنا { ..مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا } ( آية 69 – النساء ) .


المرجع
كتاب نظرات من نافذة الحياة ، خالد بن محمود علوي