شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : ميمونة بنت الحارث بن حزن


ريمة مطهر
01-26-2011, 03:49 PM
ميمونة بنت الحارث بن حزن

ابن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة وأمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن جرش ، ويقال : بن جريش . كان مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي تزوج ميمونة في الجاهلية ثم فارقها ، فخلف عليها أبو رهم بن عبد العزى بن أبي قيس من بني مالك بن حسل بن عامر بن لؤي فتوفي عنها فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجه إياها العباس بن عبد المطلب ، وكان يلي أمرها وهي أخت أم ولده أم الفضل بنت الحارث الهلالية لأبيها وأمها ، وتزوجها رسول الله بسرف على عشرة أميال من مكة وكانت آخر امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك سنة سبع في عمرة القضية .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة بنت الحارث في شوال سنة سبع من الهجرة .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني إبراهيم بن محمد بن موسى عن الفضيل بن عبد الله عن علي بن عبد الله بن عباس قال : لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج إلى مكة عام القضية بعث أوس بن خولي وأبا رافع إلى العباس فزوجه ميمونة فأضلا بعيريهما فأقاما أياما ًببطن زابغ حتى أدركهما رسول الله بقديد وقد ضما بعيريهما فسارا معه حتى قدم مكة ، فأرسل إلى العباس فذكر ذلك له وجعلت ميمونة أمرها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله منزل العباس فخطبها إلى العباس فزوجها إياه .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس قال : لما خطب رسول الله ميمونة جعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطلب ، فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أخبرنا محمد بن عمر ومعن بن عيسى قالا : حدثنا مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سليمان بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا رافع ورجلاً من الأنصار فزوجاه ميمونة قبل أن يخرج من المدينة .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال : تزوجها رسول الله في شوال وهو حلال عام القضية وأعرس بها بسرف وتوفيت بسرف .

أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن ميمون بن مهران قال : دخلت على صفية بنت شيبة عجوز كبيرة فسألتها : أتزوج رسول الله ميمونة وهو محرم ؟ فقالت : لا والله لقد تزوجها وإنهما لحلالان .

أخبرنا يزيد بن هارون عن عمرو بن ميمون بن مهران قال : كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي أن سل يزيد بن الأصم أحراماً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تزوج ميمونة أم حلالاً ، فدعاه أبي فأقرأه الكتاب فقال : خطبها وهو حلال وبنى بها وهو حلال وأنا أسمع يزيد يقول ذلك .

أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا جرير بن حازم حدثنا أبو فزارة عن يزيد بن الأصم عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة حلالاً وبنى بها حلالاً بسرف .

أخبرنا وهب بن جرير بن حازم حدثنا أبي قال : سمعت أبا فزارة يحدث عن يزيد بن الأصم عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها حلالاً وبنى بها حلالاً .

أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران قال : كتب إليّ عمر بن عبد العزيز أن سل يزيد بن الأصم عن تزويج رسول الله ميمونة هل تزوجها وهو محرم ؟ فسألته فقال : تزوجها وهما حلالان ودخل بها وهو حلال .
أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال : كنت جالساً عند عطاء فجاءه رجل فقال : هل يتزوج المحرم ؟ فقال عطاء : ما حرم الله النكاح منذ أحله . قال ميمون : فقلت : إن عمر بن عبد العزيز كتب إليّ وميمون يومئذ على أرض الجزيرة أن سل يزيد بن الأصم أكان رسول الله يوم تزوج ميمونة حلالاّ أم حراماً ؟ قال : فقال ميمون : فقال يزيد بن الأصم : تزوجها وهو حلال وكانت ميمونة خالة يزيد بن الأصم . قال عطاء : ما كنا نأخذ هذا إلا عن ميمونة وكنا نسمع أن رسول الله تزوجها وهو محرم .

أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالا : حدثنا حماد بن زيد عن مطرف عن ربيعة عن سليمان بن يسار عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة حلالاً وكنت الرسول بينهما .

أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سليمان بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا رافع ورجلاً من الأنصار فأنكحاه ميمونة وهو بالمدينة قبل أن يخرج .

أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن ميمون بن مهران قال : كتب إليّ عمر بن عبد العزيز أن سل يزيد بن الأصم عن تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة ، فسألته فقال : تزوجها حلالاً وبنى بها حلالاً وبنى بها بسرف وذاك قبرها تحت السقيفة .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر عن الزهري عن يزيد بن الأصم عن بن عباس قال : تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حلال .

أخبرنا محمد بن عمر والفضل بن دكين قالا : حدثنا هشام بن سعد عن عطاء الخراساني قال قلت لابن المسيب : إن عكرمة يزعم أن رسول الله تزوج ميمونة وهو محرم ، فقال : كذب مخبثان اذهب إليه فسبه سأحدثك ، قدم رسول الله وهو محرم فلما حل تزوجها .

أخبرنا محمد بن الفضل عن ليث عن عطاء عن بن عباس قال : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم .
أخبرنا عبد الله بن نمير حدثنا يزيد بن أبي زياد عن الحكم عن مقسم عن بن عباس قال : تزوج رسول الله ميمونة وهو محرم واحتجم بالقاحة وهو محرم .

أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام بن حسان عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة بنت الحارث بسرف وهو محرم ثم دخل بها بسرف بعدما رجع . وقال يزيد بن هارون : ماتت بسرف وقبرها ، ثم أخبرنا عبيد الله بن موسى عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم .

أخبرنا عبيد الله عن إسرائيل عن جابر عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم .

أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي حدثنا رباح بن أبي معيوف عن عطاء عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة خالته بسرف وهو محرم وكان بن عباس لا يرى به بأساً .

أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا حبيب بن الشهيد أنه سمع ميمون بن مهران يحدث عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم .

أخبرنا هوذة بن خليفة حدثنا داود بن عبد الرحمن عن عمرو بن دينار عن جابر أبي الشعثاء أنه سمع بن عباس يقول : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم .

أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا وهيب حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير قال : سمعت بن عباس يقول : نكح رسول الله صلى الله عليه وسلم خالتي ميمونة وهو محرم .

أخبرنا عارم بن الفضل أخبرنا حماد بن زيد حدثنا أيوب عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم .

أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن عطاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم .

أخبرنا عبد الله بن نمير والفضل بن دكين ومحمد بن عبيد عن زكريا بن أبي زائدة عن عامر الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم . قال الفضل بن دكين في حديثه : واحتجم وهو محرم .

أخبرنا عبد الله بن نمير ويعلى بن عبيد ويزيد بن هارون قالوا : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي السفر عن عامر قال : ملك النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم واحتجم وهو محرم .

أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن جابر عن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة بنت الحارث وهو محرم واحتجم وهو محرم .

أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد قال : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم .

أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا قرة بن خالد حدثنا أبو يزيد المديني أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا بن جريج عن أبي الزبير عن عكرمة أن ميمونة بنت الحارث وهبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمرة قال قيل لها : إن ميمونة وهبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فقالت: تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم على مهر خمس مائة درهم وولي نكاحه إياها العباس بن عبد المطلب .

أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا : حدثنا سفيان عن منصور عن مجاهد قال : كان اسم ميمونة برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة .

أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي الشعثاء عن بن عباس أخبرته ميمونة أنها كانت تغتسل هي والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد .

أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر قال : حدثنا إبراهيم بن نافع عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن أم هانئ قالت : اغتسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونة من إناء واحد قصعة فيها أثر العجين .

حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا أبو شهاب عن الشيباني عن عبد الله بن شداد عن ميمونة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في مسجده على خمرة وأنا نائمة إلى جنبه فيصيبني ثوبه وأنا حائض .

أخبرنا مالك بن إسماعيل أخبرنا شريك عن سماك عن عكرمة عن بن عباس عن ميمونة قالت : أجنبت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلت من جفنة ففضلت فضلة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فاغتسل منها ، فقلت : إني قد اغتسلت منها ؟ فقال : ليس على الماء جنابة .

أخبرنا سعيد بن منصور حدثنا عبد العزيز بن محمد عن إبراهيم بن عقبة عن كريب عن بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الأخوات مؤمنات ميمونة وأم الفضل وأسماء .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني إبراهيم بن محمد مولى خزاعة عن صالح بن محمد عن أم ذرة عن ميمونة قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من عندي فأغلقت دونه الباب فجاء يستفتح الباب فأبيت أن أفتح له ، فقال : أقسمت إلا فتحته لي . فقلت له : تذهب إلى أزواجك في ليلتي هذه ؟ قال : ما فعلت ، ولكن وجدت حقناً من بولي .

أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي حدثنا ليث بن سعد عن بكير عن عبيد الله الخولاني قال : رأيت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تصلي في درع سابغ لا إزار .

المرجع
الطبقات الكبرى - الجزء الثامن ، بتصرف .
أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع

ريمة مطهر
01-26-2011, 03:59 PM
السيدة ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها
آخر أمهات المؤمنين
( صاحبة الأمنية )

نسبها
ميمونة بنت الحارث بن حزن بن جبير بن الهزم بن روبية بن عبدالله بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية .

أمها كانت تدعى هند بنت عوف بن زهير بن الحرث ، وأخواتها : أم الفضل ( لبابة الكبرى ) زوج العباس رضي الله عنهما ، ولبابة الصغرى زوج الوليد بن المغيرة المخزومي وأم خالد بن الوليد ، وعصماء بني الحارث زوج أُبي بن الخلف ، وغرة بنت الحرث زوج زياد بن عبدالله بن مالك الهلالي .. وهؤلاء هن أخواتها من أمها وأبيها .

أما أخواتها لأمها فهن : أسماء بنت عميس زوج جعفر رضي الله عنه ، ثم مات فخلف عليها أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، ثم مات فخلف عليها علي كرم الله وجه ، وسلمى بنت عميس زوج حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه ، ثم مات فخلف عليها شداد بن أسامة بن الهاد ، وسلامة بنت عميس زوج عبدالله بن كعب بن عنبة الخثعمي .

ولهذا عُرفت أمها هند بنت عوف بأكرم عجوز في الأرض أصهاراً ، فأصهارها : أشرف الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصاحبه الصديق ، وعميه حمزة والعباس ابنا عبدالمطلب ، وجعفر وعلي أبناء عمه أبي طالب ، وشداد بن الهاد رضي الله عنهم أجمعين . وتلك فضائل حسان ، فهل فوق ذلك من أسمى وأفخر من هذا النسب الأصيل والمقام الرفيع ...؟!
أزواجها قبل الرسول صلى الله عليه وسلم
كان زواجها رضي الله عنها أولاً بمسعود بن عمرو الثقفي قبيل الإسلام ، ففارقها وتزوجها أبو رهم بن عبدالعزى فتوفي عنها وهي في ريعان الشباب . ثم ملأ نور الإيمان قلبها ، وأضاء جوانب نفسها حتى شهد الله تعالى لها بالإيمان ، وكيف لا وهي كانت من السابقين في سجل الإيمان ، فحظيت بشرف الزواج من رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت فراغه من عمرة القضاء سنة 7 للهجرة .
همس القلوب وحديث النفس
في السنة السابعة للهجرة النبوية ، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة معتمرين ، وطاف الحبيب المصطفى بالبيت العتيق بيت الله الحرام . وكانت السيدة ميمونة رضي الله عنها بمكة أيضاً ورأت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعتمر فملأت ناظريها به حتى استحوذت عليها فكرة أن تنال شرف الزواج من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن تصبح أماً للمؤمنين ، وما الذي يمنعها من تحقيق حلم لطالما راودتها في اليقظة والمنام وهي التي كانت من السابقين في سجل الإيمان وقائمة المؤمنين ؟ وفي تلك اللحظات التي خالجت نفسها همسات قلبها المفعم بالإيمان ، أفضت السيدة ميمونة رضي الله عنها بأمنيتها إلى أختها أم الفضل ، وحدثتها عن حبها وأمنيتها في أن تكون زوجاً للرسول الله صلى الله عليه وسلم وأماً للمؤمنين ، وأما أم الفضل فلم تكتم الأمر عن زوجها العباس فأفضت إليه بأمنية أختها ميمونة ، ويبدو أن العباس أيضاً لم يكتم الأمر عن ابن أخيه فأفضى إليه بأمنية ميمونة بنت الحارث . فبعث رسول الله ابن عمه جعفر بن أبي طالب ليخطبها له ، وما أن خرج جعفر رضي الله عنه من عندها ، حتى ركبت بعيرها وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما أن وقعت عيناها عليه صلى الله عليه وسلم حتى قالت : البعير وما عليه لله ورسوله .
السيدة ميمـونة رضي الله عنها في القرآن الكريـم
وهكذا وهبت السيدة ميمونة رضي الله عنها نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وفيها نزل قوله تعالى : " وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين " . لقد جعلت السيدة ميمونة رضي الله عنها أمرها إلى العباس بن عبد المطلب فزوجها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقيل أيضاً أن العباس قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن ميمونة بنت الحارث قد تأيمت من أبي رهم بن عبدالعزى ، هل لك أن تتزوجها ؟ فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
السيدة ميمونة رضي الله عنها والزواج الميمون
أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة ثلاثة أيام ، فلما أصبح اليوم الرابع ، أتى إليه صلى الله عليه وسلم نفر من كفار قريش ومعهم حويطب بن عبدالعزى - الذي أسلم فيما بعد - فأمروا الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخرج بعد أن انقضى الأجل وأتم عمرة القضاء والتي كانت عن عمرة الحديبية ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف مولاه أن يحمل السيدة ميمونة رضي الله عنها إليه حين يمسي .

فلحقت به السيدة ميمونة رضي الله عنها إلى سَرِف ، وفي ذلك الموضع بنى الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه البقعة المباركة ، ويومئذ سماها الرسول صلى الله عليه وسلم ميمونة بعد أن كان اسمها ( برة ) . فعقد عليها بسرف بعد تحلله من عمرته لما روي عنها : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلالان بسرف . ( الراوي : ميمونة - خلاصة الدرجة : صحيح – المحدث : الألباني – المصدر : صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم : 1843)
السيدة ميمونة رضي الله عنها والرحلة المباركة إلى المدينة المنورة
دخلت السيدة ميمونة رضي الله عنها البيت النبوي وهي لم تتجاوز بعد السادسة والعشرين . وإنه لشرف لا يضاهيه شرف لميمونة ، فقد أحست بالغبطة تغمرها والفرحة تعمها ، عندما أضحت في عداد أمهات المؤمنين الطاهرات رضي الله عنهن جميعاً . وعند وصولها إلى المدينة استقبلتها نسوة دار الهجرة بالترحيب والتهاني والتبريكات ، وأكرمنها خير إكرام ، إكراماً للرسول صلى الله عليه وسلم وطلباً لمرضاة الله عز وجل .

ودخلت أم المؤمنين الحجرة التي أعد لها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لتكون بيتاً لها أسوة بباقي أمها المؤمنين ونساء رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهكذا بقيت السيدة ميمونة رضي الله عنها تحظى بالقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم وتتفقه بكتاب الله وتستمع الأحاديث النبوية من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وتهتدي بما يقوله ، فكانت تكثر من الصلاة في المسجد النبوي لأنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلى المسجد الحرام " .

وظلت السيدة ميمونة رضي الله عنها في البيت النبوي وظلت مكانتها رفيعة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا اشتد به المرض عليه الصلاة والسلام نزل في بيتها .. ثم استأذنتها السيدة عائشة رضي الله عنها بإذن النبي صلى الله عليه وسلم لينتقل إلى بيتها ليُمرّض حيث أحب في بيت عائشة .
حفظها للأحاديث النبوية
بعد انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ، عاشت السيدة ميمونة رضي الله عنها حياتها بعد النبي صلى الله عليه وسلم في نشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم بين الصحابة والتابعين ؛ لأنها كانت ممن وعين الحديث الشريف وتلقينه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأنها شديدة التمسك بالهدي النبوي والخصال المحمدية ، ومنها حفظ الحديث النبوي الشريف وروايته ونقله إلى كبار الصحابة والتابعين وأئمة العلماء . وكانت أم المؤمنين السيدة ميمونة رضي الله عنها من المكثرات لرواية الحديث النبوي الشريف والحافظات له ، حيث أنها روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستاً وسبعين حديثاً .
السيدة ميمونة رضي الله عنها وشهادة الإيمان والتقوى
عكفت أم المؤمنين على العبادة والصلاة في البيت النبوي وراحت تهتدي بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم - وتقتبس من أخلاقه الحسنة ، وكانت حريصة أشد الحرص على تطبيق حدود الله ، ولا يثنيها عن ذلك شيء من رحمة أو شفقة أو صلة قرابة ، فيحكى أن ذا قرابة لميمونة دخل عليها ، فوجدت منه ريح شراب ، فقالت : لئن لم تخرج إلى المسلمين ، فيجلدونك ، لا تدخل عليّ أبداً . وهذا الموقف خير دليل على تمسك السيدة ميمونة رضي الله عنها بأوامر الله عز وجل وتطبيق السنة المطهرة فلا يمكن أن تحابي قرابتها في تعطيل حد من حدود الله .

وقد زكى الرسول صلى الله عليه وسلم إيمان السيدة ميمونة رضي الله عنها وشهد لها ولأخوتها بالإيمان لما روى عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الأخوات المؤمنات ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأم الفضل امرأة العباس وأسماء بنت عميس امرأة جعفر وامرأة حمزة وهي أختهن لأمهن " . رضي الله عنهم جميعاً . ( الراوي : عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة : [ روي ] بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح‏‏ ‏‏ - المحدث : الهيثمي - المصدر : مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم : 9/263)
الأيام الأخيرة والذكريات العزيزة
كانت أم المؤمنين السيدة ميمونة رضي الله عنها ، قد عاشت الخلافة الراشدة وهي عزيزة كريمة تحظى باحترام الخلفاء والعلماء ، وامتدت بها الحياة إلى خلافة معاوية رضي الله عنه . وقيل : إنها توفيت سنة إحدى وخمسين بسرف ولها ثمانون سنة ، ودفنت في موضع قبتها الذي كان فيه عرسها رضي الله عنها ، وهكذا جعل الله عز وجل المكان الذي تزوجت به السيدة ميمونة رضي الله عنها هو مثواها الأخير . قال يزيد بن الأصم : دفنا ميمونة بسرف في الظلة التي بنى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وتلك هي أمنا وأم المؤمنين أجمعين السيدة ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها ، آخر حبات العقد الفريد ، العقد النبوي الطاهر المطهر، وإحدى أمهات المؤمنين اللواتي ينضوين تحت قول الله تعالى : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً " . صدق الله العظيم .
فضائل وأسباب شهرة السيدة ميمونة رضي الله عنها
كانت لأم المؤمنين السيدة ميمونة رضي الله عنها شهرة شهد لها التاريخ بعظمتها ، ومن أسباب شهرتها نذكر :

إن أم ميمونة هند بنت عوف كانت تُعرف بأنها أكرم عجوز في الأرض أصهاراً - كما ذكرت سابقاً - فأصهارها : أشرف الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصاحبه الصديق ، وعميه حمزة والعباس ابنا عبدالمطلب ، وجعفر وعلي أبناء عمه أبي طالب ، وشداد بن الهاد رضي الله عنهم أجمعين .

ومن أسباب عظمتها كذلك شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم لها ولأخواتها بالإيمان ، لما روى عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الأخوات المؤمنات : ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، وأم الفضل زوج العباس ، وسلمى امرأة حمزة ، وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن رضي الله عنهن جميعاً " .

ومنه تكريم الله عز وجل لها عندما نزل القرآن يحكي قصتها وكيف أنها وهبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، في قول الله تعالى : " وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين " .

ومن ذلك أنها كانت آخر من تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبها ختمت أمهات المؤمنين ، وكانت نعم الختام . وقد كانت تقيه تصل الرحم لشهادة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لها عندما قالت : إنها والله كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم .

ومما يذكر للسيدة ميمونة رضي الله عنها أنها كانت أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها من الحافظات المكثرات لرواية الحديث النبوي الشريف ، ولم يسبقها في ذلك سوى أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها ، وأم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها .

المصدر
موقع نصرة سيدنا محمد رسول الله

سندس كتبي
07-10-2011, 05:41 PM
ميمونة بنت الحارث الهلالية

ميمونة بِنْت الحَارِث بن حَزْن الهلالية ‏.‏ تقدم نسبها عند أختها لُبَابَة ‏.‏ وميمونة زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم ، وقد تقدم ذكر أخواتها ‏:‏ لُبَابَة الكبرى ، ولُبَابَة الصغرى ، وأَسْمَاء بِنْت عُميس ، وغيرهن ‏.‏ وكان اسم ميمونة برّة فسماها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، قاله كُريب ، عن ابن عباس ، وهي خالته وخالة خالد بن الوليد ‏.‏ وكان قبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عند أبي رُهْم بن عَبْد العزى بن عَبْد ود بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤي ‏.‏ وقيل‏ :‏ عند سَخْبَرَة بن أبي رهم‏ .‏ وقيل ‏:‏ كانت عند حُوَيْطِب بن عَبْد العزى‏ .‏ وقيل‏ :‏ عند فروة بن عَبْد العزى الأسدي أسدِ بن خُزيمة قاله قتادة‏ .‏

تزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد زوجها سنة سبع في عُمرة القضاء في ذي القعدة ، فأرسل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جعفر بن أبي طالب إليها فخطبها ، فجعلت أمرها إلى العَبَّاس بن عَبْد المُطَّلِب ، فزوّجها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقيل بل العَبَّاس قال لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏ :‏ إن ميمونة بِنْت الحَارِث قد تأيَّمتْ من أبي رهم بن عَبْد العزى ، هل لك أن تزوجها ؟ فتزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏ .‏

أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس بن بُكير ، عن ابن إسحاق قال‏ :‏ ثم تزوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد صفية ميمونة بِنْت الحَارِث الهلالية ، وكانت قبله عند أبي رهم بن عَبْد العزى ‏.‏

قال يونس‏ :‏ حدثنا جعفر بن برقان ، عن ميمون بن مهران ، عن يزيد بن الأصم قال‏ :‏ تزوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ميمونة وهو حلال في قبةٍ لها ، وماتت فيها ، ويزيد هو ابن أخت ميمونة ‏.‏

وقيل‏ :‏ تزوجها وهو محرم ‏.‏

أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن مُحَمَّد بن عيسى‏ :‏ حدثنا حميد بن مسعدة ، حدثنا سُفْيان بن حبيب ، عن هشام بن حسان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس‏ :‏ أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم تزوج ميمونة وهو محرم ‏.

ولهذا الاختلاف اختلف الفقهاء في نكاح المحرم ، وقال بعضهم‏ :‏ تزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو حلال ، وظهر أمر تزويجها وهو محرم ثم بنى بها وهو حلال بسَرف بطريق مَكَّة وماتت بسَرَف أيضاً حيث بنى بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ودُفنت هناك ‏.‏

ولما فرغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من عُمرته أقام بمَكَّة ثلاثاً ، فأتاه سهيل بن عَمْرو ، في نفر من أهل مَكَّة فقال‏ :‏ يا مُحَمَّد ، أخرج عنا فاليوم آخر شرطك وكان شرط في الحديبية أن يعتمر من قابل ، ويقيم بمَكَّة ثلاثاً فقال ‏:‏ ‏" ‏دعوني أبتني بأهلي وأصنع لكم طعاماً‏ " ‏‏.‏ فقالوا‏ :‏ لا حاجة لنا بطعامك ‏.‏ فخرج فبنى بها بشرف قريب مَكَّة ‏.‏

وقال ابن شهاب وقتادة‏ .‏ هي التي وهبت نفسها للنبي صلّى الله عليه وسلّم ، فأنزل الله تعالى ‏:‏ ‏{ ‏وامْرَأَة مؤمنةً إنْ وهبتْ نفسها للنبيّ‏ } ‏‏.‏‏.‏‏.‏ الآية ‏.‏

والصحيح ما تقدم‏ .‏

أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد بإسناده عن المعافى بن عُمران ، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن ميمونة زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم‏ :‏ أنها سُئل عن الجبن فقال‏ :‏ ‏" ‏اقطع بالسكين ، وسمِّ الله تعالى ، وكُلْ‏ " ‏‏.‏

وتوفيت سنة إحدى وخمسين ‏.‏ وقيل‏ :‏ سنة ثلاث وستين عام الحرة ، وصلى عليها ابن عباس ، ودخل قبرها هو ويزيد بن الأصم‏ .‏ وعَبْد الله بن شداد بن الهاد ، وهم أولاد أخواتها ، ونزل معهم عُبَيْد الله الخولاني ، وكان يتيماً في حِجرها‏ .‏

أخرجها الثلاثة‏ .‏

المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير

ريمة مطهر
11-04-2011, 07:25 PM
مَيْمُونة
(000- 51ه = 000-671 م)
ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية : آخر امرأة تزوجها رسول الله r وآخر من مات من زوجاته . كان اسمها ( برة ) فسماها ( ميمونة ) بايعت بمكة قبل الهجرة . وكانت زوجة أبي رهم بن عبد العزى العامري . ومات عنها ، فتزوجها النبي r سنة 7 ه . وروت عنه 76 حديثاً . وعاشت 80 سنة . وتوفيت في ( سرف ) وهو الموضع الذي كان فيه زواجها بالنبي r قرب مكة ، ودفنت به . وكانت صالحة فاضلة .

المرجع
خير الدين الزركلي ، الأعلام ، الجزء السابع .