شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن عامر


ريمة مطهر
01-26-2011, 02:57 PM
صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن عامر

ابن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضير بن النحام بن ينحوم من بني إسرائيل من سبط هارون بن عمران صلى الله عليه وسلم ، وأمها برة بنت سموأل أخت رفاعة بن سموأل من بني قريظة إخوة النضير ، وكانت صفية تزوجها سلام بن مشكم القرظي ثم فارقها ، فتزوجها كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق النضري فقتل عنها يوم خيبر .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا أسامة بن زيد بن أسلم عن هلال بن أسامة عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال : وحدثنا عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة العدوي عن أبي غطفان بن طريف المري قال : وحدثنا محمد بن موسى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال : وحدثنا عبد الله بن أبي يحيى عن ثبيتة بنت حنظلة عن أمها أم سنان الأسلمية دخل حديث بعضهم في حديث بعض قال : لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وغنمه الله أموالهم سبى صفية بنت حيي وبنت عم لها من القموص ، فأمر بلالاً يذهب بهما إلى رحله فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم صفي من كل غنيمة فكانت صفية مما اصطفى يوم خيبر ، وعرض عليها النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتقها إن اختارت الله ورسوله ، فقالت : أختار الله ورسوله وأسلمت فأعتقها وتزوجها وجعل عتقها مهرها ورأى بوجهها أثر خضرة قريباً من عينها فقال : ما هذا ؟ قالت : يا رسول الله ، رأيت في المنام قمراً أقبل من يثرب حتى وقع في حجري فذكرت ذلك لزوجي كنانة ، فقال : تحبين أن تكوني تحت هذا الملك الذي يأتي من المدينة فضرب وجهي ، واعتدت حيضة ولم يخرج رسول الله من خيبر حتى طهرت من حيضتها فخرج رسول الله من خيبر ولم يعرس بها ، فلما قرب البعير لرسول الله ليخرج وضع رسول الله رجله لصفية لتضع قدمها على فخذه فأبت ووضعت ركبتها على فخذه وسترها رسول الله وحملها وراءه وجعل رداءه على ظهرها ووجهها ، ثم شده من تحت رجلها وتحمل بها وجعلها بمنزلة نسائه ، فلما صار إلى منزل يقال له ( تبار ) على ستة أميال من خيبر مال يريد أن يعرس بها فأبت عليه ، فوجد النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه من ذلك ، فلما كان بالصهباء وهي على بريد من خيبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم سليم : عليكن صاحبتكن فامشطنها وأراد رسول الله أن يعرس بها هناك . قالت أم سليم : وليس معنا فسطاط ولا سرادقات فأخذت كسائين أو عباءتين فسترت بينهما إلى شجرة فمشطتها وعطرتها ، قالت أم سنان الأسلمية : وكنت فيمن حضر عرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفية مشطناها وعطرناها وكانت جارية تأخذ الزينة من أوضإ ما يكون من النساء ، وما وجدت رائحة طيب كان أطيب من ليلتئذ وما شعرنا حتى قيل رسول الله يدخل على أهله ، وقد نمصناها ونحن تحت دومة وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي إليها فقامت إليه وبذلك أمرناها فخرجنا من عندهما ، وأعرس بها رسول الله هناك وبات عندها وغدونا عليها وهي تريد أن تغتسل فذهبنا بها حتى توارينا من العسكر فقضت حاجتها واغتسلت ، فسألتها عما رأت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت أنه سر بها ولم ينم تلك الليلة ولم يزل يتحدث معها ، وقال لها : ما حملك على الذي صنعت حين أردت أن أنزل المنزل الأول فأدخل بك ؟ فقالت : خشيت عليك قرب يهود ، فزادها ذلك عند رسول الله وأصبح رسول الله فأولم عليها هناك وما كانت وليمته إلا الحيس وما كانت قصاعتهم إلا الأنطاع فتغدى القوم يومئذ ، ثم راح رسول الله فنزل بالقبيصة وهي على ستة عشر ميلاً .

أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال : قالت صفية بنت حيي : رأيت كأني وهذا الذي يزعم أن الله أرسله وملك يسترنا بجناحه . قال : فردوا عليها رؤياها وقالوا لها في ذلك قولاً شديداً .

أخبرنا يزيد بن هارون وهشام أبو الوليد الطيالسي قالا : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن صفية بنت حيي وقعت في سهم دحية الكلبي ، فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قد وقع في سهم دحية الكلبي جارية جميلة فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة آرس ودفعها إلى أم سليم حتى تهيئها وتصنعها وتعتد عندها . قال أبو الوليد في حديثه : فكانت وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم السمن والأقط والتمر . قال : ففحصت الأرض أفاحيص فجعل فيها الأنطاع ثم جعل فيها السمن والأقط والتمر . وقال يزيد بن هارون في حديثه : فقال الناس : والله ما ندري أتزوجها رسول الله أم تسرى بها ؟ فلما حملها سترها وأردفها خلفه فعرف الناس أنه قد تزوجها . فلما دنوا من المدينة أوضع الناس وأوضع رسول الله كذلك كانوا يصنعون فعثرت الناقة فخر رسول الله وخرت معه وأزواج رسول الله ينظرن فقلن : أبعد الله اليهودية وفعل بها وفعل ! فقام رسول الله : فسترها وأردفها خلفه .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال : لما دخلت صفية على النبي صلى الله عليه وسلم وسلم قال لها : لم يزل أبوك من أشد يهود لي عداوة حتى قتله الله . فقالت : يا رسول الله ، إن الله يقول في كتابه " ولا تزر وازرة وزر أخرى " فقال لها رسول الله : اختاري ، فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك . فقالت : يا رسول الله ، لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني حيث صرت إلى رحلك وما لي في اليهودية أرب وما لي فيها والد ولا أخ ، وخيرتني الكفر والإسلام فالله ورسوله أحب إليّ من العتق وأن أرجع إلى قومي . قال : فأمسكها رسول الله لنفسه . وكانت أمها إحدى نساء بني قينقاع أحد بني عمرو فلم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم ذاكراً أباها بحرف مما تكره وكانت تحت سلام بن مشكم ففارقها فتزوجها كنانة بن أبي الحقيق .

أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال : صارت صفية لدحية في مقسمه قال : فجعلوا يمدحونها عند رسول الله ويقولون : رأينا في السبي امرأة ما رأينا ضربها . قال : فبعث رسول الله إليها فأعطى بها دحية ما رضي ثم دفعها إلى أمي وقال : أصلحيها ، وخرج رسول الله من خيبر حتى إذا جعلها في ظهره نزل ثم ضرب عليها القبة ثم أصبح فقال : من كان عنده فضل زاد فليأتنا به . قال : فجعل الرجل يأتي بفضل السويق والتمر والسمن حتى جمعوا من ذلك سواداً فجعلوا حيساً فجعلوا يأكلون معه ويشربون من سماء إلى جنبهم ، فكانت تلك وليمة رسول الله عليها وكنا إذا رأينا جدر المدينة مما نهش إليه فنرفع مطايانا فرأينا جدرها فرفعنا مطايانا ، ورفع رسول الله مطيته وهي خلفه فعثرت مطيته فصرع رسول الله وصرعت . قال : فما أحد من الناس ينظر إليه ولا إليها . قال : فسترها رسول الله فأتوه ، فقال : لم أضر . قال : فدخلنا المدينة فخرج جواري نسائه يتراءينها ويشمتن بصرعتها .

أخبرنا المعلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن المختار عن يحيى بن أبي إسحاق قال : قال لي أنس بن مالك : أقبلنا مع رسول الله أنا وأبو طلحة وصفية رديفته على ناقته فبينا نحن نسير عثرت ناقة رسول الله فصرع وصرعت المرأة ، فاقتحم أبو طلحة عن راحلته فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وسلم فقال : يا نبي الله ، هل ضارك شيء ؟ قال : لا ، عليك بالمرأة . قال : فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه ثم قصد المرأة فنبذ الثوب عليه فقامت فشدها على راحلته فركب وركبنا نسير حتى إذا كنا بظهر المدينة أو أشرفنا على المدينة قال : آئبون تائبون عابدون لربنا حامدون ، فلم نزل نقولها حتى قدمنا المدينة .

أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل وروح بن عبادة عن بن جريج عن زياد بن إسماعيل عن سليمان بن عتيق عن جابر بن عبد الله أن صفية بنت حيي لما أدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فسطاطه حضرنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوموا عن أمكم ، فلما كان من العشي حضرنا ونحن نرى أن ثم قسماً فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي طرف ردائه نحو من مد ونصف من تمر عجوة ، فقال : كلوا من وليمة أمكم .

أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وتزوجها ، فقال له ثابت البناني : ما أصدقها ؟ قال : نفسها ، أعتقها وتزوجها .

أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن ثابت وعبد العزيز بن صهيب وشعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل عتقها صداقها . قال : فسمعت عبد العزيز سأل ثابتاً فقال : يا أبا محمد ، أنت سألت عن هذا الحديث : ما مهرها ؟ قال : نفسها .

أخبرنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أبان بن يزيد حدثنا شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل عتقها صداقها .

أخبرنا وكيع بن الجراح عن مهدي بن ميمون عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك قال : أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية وجعل عتقها صداقها .

أخبرنا يزيد بن هارون وسعيد بن عامر ومحمد بن عبد الله الأنصاري عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية بنت حيي وتزوجها وجعل عتقها صداقها .

أخبرنا الوليد بن الأغر المكي حدثنا عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولم حين دخلت عليه صفية بنت حيي بن أخطب قال قلت : فماذا كان وليمته ؟ قال : التمر والسويق . قال : ورأيت صفية يومئذ تسقي الناس النبيذ ، قال فقلت له : وأي شيء كان ذلك النبيذ الذي تسقيهم ؟ قال : تمرات نقعتهن في تور من حجارة ، أو قال : برمة من العشي أو من الليل . فلما أصبحت صفية سقته الناس .

أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل صداقها عتقها .

أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال عن عبد الله بن عمر قال : لما اجتلى النبي صلى الله عليه وسلم صفية رأى عائشة متنقبة في وسط الناس فعرفها فأدركها فأخذ بثوبها ، فقال : يا شقيراء ، كيف رأيت ؟ قالت : رأيت يهودية بين يهوديات .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة قال : لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفية بات أبو أيوب على باب النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبح رسول الله كبر ومع أبي أيوب السيف ، فقال : يا رسول الله ، كانت جارية حديثة عهد بعرس وكنت قتلت أباها وأخاها وزوجها فلم آمنها عليك ، فضحك رسول الله وقال له خيراً .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر ومعه صفية أنزلها في بيت من بيوت حارثة بن النعمان فسمع بها نساء الأنصار وبجمالها فجئن ينظرن إليها ، وجاءت عائشة متنقبة حتى دخلت عليها فعرفها ، فلما خرجت خرج رسول الله على أثرها فقال : كيف رأيتها يا عائشة ؟ قال : رأيت يهودية . قال : لا تقولي هذا يا عائشة ، فإنها قد أسلمت فحسن إسلامها .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن أبي يحيى عن ثبيتة بنت حنظلة عن أمها أم سنان الأسلمية قالت ك لما نزلنا المدينة لم ندخل منازلنا حتى دخلنا مع صفية منزلها ، وسمع بها نساء المهاجرين والأنصار فدخلن عليها متنكرات فرأيت أربعاً من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم متنقبات زينب بنت جحش وحفصة وعائشة وجويرية ، فأسمع زينب تقول لجويرية : يا بنت الحارث ، ما أرى هذه الجارية إلا ستغلبنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فقالت جويرية : كلا إنها من نساء قل ما يحظين عند الأزواج .

أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت البناني عن شمسية عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر فاعتل بعير لصفية وفي إبل زينب فضل ، فقال رسول الله : إن بعيراً لصفية اعتل فلو أعطيتها بعيراً من إبلك ؟ فقالت : أنا أعطي تلك اليهودية . فتركها رسول الله ذا الحجة والمحرم شهرين أو ثلاثة لا يأتيها . قالت : حتى يئست منه وحولت سريري قال : فبينما أنا يوماً منصف النهار إذا أنا بظل رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلاً .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون قال : استبت عائشة وصفية ، فقال رسول الله لصفية : ألا قلت : أبي هارون وعمي موسى ، وذلك أن عائشة فخرت عليها .

أخبرنا معن بن عيسى حدثنا مخرمة بن بكير عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال : قدمت صفية بنت حيي في أذنيها خرصة من ذهب فوهبت منه لفاطمة ولنساء معها .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن جريج عن عطاء قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقسم لصفية بنت حيي .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي ذئب عن الزهري قال : كانت صفية من أزواجه وكان يقسم لها كما يقسم لنسائه .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إسحاق بن يحيى عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب عليها الحجاب فكان يقسم لها كما يقسم لنسائه .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا أسامة بن زيد عن هلال بن أسامة عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب على صفية الحجاب وكان يقسم لها كما يقسم لنسائه .

قال محمد بن عمر : وأطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر ثمانين وسقاً تمراً وعشرين وسقاً شعيراً ، ويقال : قمحاً .

أخبرنا معن بن عيسى حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم في الوجع الذي توفي فيه اجتمع إليه نساؤه فقالت صفية بنت حيي : أما والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي ، فغمزنها أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأبصرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : مضمضن . فيقلن : من أي شيء يا نبي الله ؟ قال : من تغامزكن بصاحبتكن ، والله إنها لصادقة .

أخبرنا مالك بن إسماعيل والحسن بن موسى قالا : حدثنا زهير قال : حدثنا كنانة قال : كنت أقود بصفية لترد عن عثمان فلقيها الأشتر فضرب وجه بغلتها حتى مالت فقالت : ردوني لا يفضحني هذا . قال الحسن في حديثه : ثم وضعت خشباً من منزلها ومنزل عثمان تنقل عليه الماء والطعام .

أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد أن صفية أوصت لقرابة لها من اليهود .

أخبرنا سعيد بن عامر وهشام أبو الوليد الطيالسي عن شعبة عن حصين بن عبد الرحمن قال : رأيت شيخاً فقالوا : هذا وارث صفية بنت حيي ، فأسلم بعدما ماتت فلم يرثها .

قال محمد بن عمر : وماتت صفية بنت حيي سنة خمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني هارون بن محمد بن سالم مولى خويطب بن عبد العزى عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : ورثت صفية مائة ألف درهم بقيمة أرض وعرض ، فأوصت لابن أختها وهو يهودي بثلثها . قال أبو سلمة : فأبوا يعطونه حتى كلمت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليهم : اتقوا الله وأعطوه وصيته . فأخذ ثلثها وهو ثلاثة وثلاثون ألف درهم ونيف . وكانت لها دار تصدقت بها في حياتها .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن موسى عن عمارة بن المهاجر عن آمنة بنت أبي قيس الغفارية قالت : أنا إحدى النساء اللاتي زففن صفية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعتها تقول : ما بلغت سبع عشرة سنة يوم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : وتوفيت صفية سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان وقبرت بالبقيع .

المرجع
الطبقات الكبرى - الجزء الثامن ، بتصرف .
أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع

ريمة مطهر
01-26-2011, 03:19 PM
السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها
( سليلة الأنبياء )

نسبها
صفية بنت حيي بن أخطب ، يتصل نسبها بهارون النبي عليه السلام .

تقول : كنت أحب ولد أبي إليه ، وإلى عمي أبي ياسر لم ألقهما قط مع ولدهما إلا أخذاني دونه. فلما قدم رسول الله المدينة ، غدا عليه أبي وعمي مغسلين ، فلم يرجعا حتى كان مع غروب الشمس ، فأتيا كالين ساقطين يمشيان الهوينا فهششت إليهما كما كنت أصنع ، فوالله ما التفت إليّ أحد منهما مع ما بهما من الغم . وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي : أهو هو ؟ قال نعم والله . قال عمي : أتعرفه وتثبته ؟ قال : نعم . قال : فما في نفسك منه ؟ أجاب : عداوته والله ما بقيت .
مولدها ومكان نشأتها
لا يعرف بالضبط تاريخ ولادة صفية ، ولكنها نشأت في الخزرج ، كانت في الجاهلية من ذوات الشرف ، ودانت باليهودية وكانت من أهل المدينة ، وأمها تدعى برة بنت سموال .
صفاتها
عُرف عن السيدة صفية رضي الله عنها أنها ذات شخصية فاضلة ، جميلة ، حليمة ، ذات شرف رفيع .
حياتها قبل الإسلام
كانت لها مكانة عزيزة عند أهلها ، ذكر بأنها تزوجت مرتين قبل اعتناقها الإسلام . أول أزواجها يدعى سلام ابن مشكم كان فارس القوم و شاعرهم . ثم فارقته وتزوجت من كنانة ابن الربيع ابن أبي الحقيق النصري صاحب حصن القموص ، أعز حصن عند اليهود ، قتل عنها يوم خيبر .
تعرّفها على رسول الله صلى الله عليه وسلم
في السنة السابعة من شهر محرم ، استعد رسول الله عليه الصلاة والسلام لمحاربة اليهود . فعندما أشرف عليها قال : " الله أكبر ، خربت خيبر ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين " . واندلع القتال بين المسلمين واليهود ، فقتل رجال خيبر ، وسبيت نساؤها ومن بينهم صفية ، وفتحت حصونها . ومن هذه الحصون كان حصن ابن أبي الحقيق . عندما عاد بلال بالأسرى مر بهم ببعض من قتلاهم ، فصرخت ابنة عم صفية ، وحثت بالتراب على وجهها ، فتضايق رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعلتها وأمر بإبعادها عنه . وقال لصفية بأن تقف خلفه ، وغطى عليها بثوبه حتى لا ترى القتلى . فقيل أن الرسول صلى الله عليه وسلم اصطفاها لنفسه .

وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر ، فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس ، فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم ، وركب أبو طلحة ، وأنا رديف أبي طلحة ، فأجرى نبي الله صلى الله عليه وسلم في زقاق خيبر ، وإن ركبتي لتمس فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم ، ثم حسر الإزار عن فخذه ، حتى إني أنظر إلى بياض فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فلما دخل القرية قال : " الله أكبر ، خربت خيبر ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم ، فساء صباح المنذرين " . قالها ثلاثاً ، قال : وخرج القوم إلى أعمالهم ، فقالوا : محمد - قال عبد العزيز : وقال بعض أصحابنا : والخميس ، يعني الجيش - قال : فأصبناها عنوة ، فجمع السبي ، فجاء دحية ، فقال : يا نبي الله ، أعطني جارية من السبي ، قال : " اذهب فخذ جارية " . فأخذ صفية بنت حيي ، فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله ، أعطيت دحية صفية بنت حيي ، سيدة قريظة والنضير ، لا تصلح إلا لك ، قال : " ادعوه بها " . فجاء بها ، فلما نظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خذ جارية من السبي غيرها " . قال : فأعتقها النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها . فقال له ثابت : يا أبا حمزة ، ما أصدقها ؟ قال : نفسها ، أعتقها وتزوجها ، حتى إذا كان بالطريق ، جهزتها له أم سليم ، فأهدتها له من الليل ، فأصبح النبي صلى الله عليه وسلم عروساً ، فقال : " من كان عنده شيء فليجيء به " . وبسط نطعاً ، فجعل الرجل يجيء بالتمر ، وجعل الرجل يجيء بالسمن ، قال : وأحسبه قد ذكر السويق ، قال : فحاسوا حيساً ، فكانت وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( الراوي : أنس بن مالك - خلاصة الدرجة : [ صحيح ] – المحدث : البخاري – المصدر : الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم : 371 )
إسلامها
كعادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُجبر أحداً على اعتناق الإسلام إلا أن يكون مقتنعاً بما أنزل الله من كتاب وسنة . فسألها الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، وخّيرها بين البقاء على دين اليهودية أو اعتناق الإسلام . فإن اختارت اليهودية اعتقها ، وإن أسلمت سيمسكها لنفسه . وكان اختيارها الإسلام الذي جاء عن رغبة صادقة في التوبة وحباً لهدي محمداً صلى الله عليه وسلم .

عند قدومها من خيبر أقامت في منزل لحارثة بن النعمان ، وقدمت النساء لرؤيتها لما سمعوا عن جمالها ، وكانت من بين النساء عائشة - رضي الله عنها - ذكر بأنها كانت منقبة . وبعد خروجها سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صفية ، فردت عائشة : رأيت يهودية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد أسلمت وحسن إسلامها " .
يوم زفافها لرسول الله صلى الله عليه وسلم
أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزل في خيبر ، ليتزوجا ولكنها رفضت ، فأثر ذلك على نفسية رسولنا الكريم ، فأكملوا مسيرهم إلى الصهباء . وهناك قامت أم سليم بنت ملحان بتمشيط صفية وتزينها وتعطيرها ، حتى ظهرت عروساً تلفت الأنظار . كانت تعمرها الفرحة ، حتى أنها نسيت ما ألمّ بـأهلها . وأقيمت لها وليمة العرس ، أما مهرها فكان خادمةً تدعى ( رزينة ) . وعندما دخل الرسول عليه الصلاة والسلام على صفية ، أخبرته بأنها في ليلة زفافها بكنانة رأت في منامها قمراً يقع في حجرها ، فأخبرت زوجها بذلك ، فقال غاضباً : لكأنك تمنين ملك الحجاز محمداً ولطمها على وجهها . ثم سألها الرسول عليه الصلاة والسلام عن سبب رفضها للعرس عندما كانا في خيبر ، فأخبرته أنها خافت عليه قرب اليهود . قالت أمية بنت أبي قيس سمعت أنها لم تبلغ سبع عشرة سنة يوم زفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
مواقفها مع زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
بلغ صفية أن حفصة قالت : بنت يهودي فبكت فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال ما : " يبكيك ؟ " قالت : قالت لي حفصة إني ابنة يهودي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " وإنك لابنة نبي وإن عمك لنبي وإنك لتحت نبي ففيم تفخر عليك ؟ " ثم قال : " اتقي الله يا حفصة " . ( الراوي : أنس بن مالك - خلاصة الدرجة : إسناده صحيح – المحدث : الألباني - المصدر : مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم : 6143 )

ولها موقف آخر : أن النبي صلى الله عليه وسلم حج بنسائه حتى إذا كان ببعض الطريق نزل رجل فساق بهم فأسرع فقال النبي صلى الله عليه وسلم : كذاك سوقك بالقوارير - يعني : النساء - فبينا هم يسيرون برك بصفية ابنة حيي جملها وكانت من أحسنهن ظهراً فبكت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أُخبر بذلك فجعل يمسح دموعها بيده وجعلت تزداد بكاء وهو ينهاها فلما أكثرت زبرها وانتهرها وأمر الناس فنزلوا ولم يكن يريد أن ينزل قالت : فنزلوا وكان يومي فلما نزلوا ضرب خباء رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل فيه قالت : فلم أدر على ما أهجم من رسول الله صلى الله عليه وسلم فخشيت أن يكون في نفسه شيء فانطلقت إلى عائشة فقلت لها : تعلمين أني لم أكن لأبيع يومي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أبداً وإني قد وهبت يومي لك على أن ترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم عني قالت : نعم ، قال : فأخذت عائشة خماراً لها قد ثردته بزعفران فرشته بالماء ليذكى ريحه ثم لبست ثيابها ثم انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفعت طرف الخباء فقال : " مالك يا عائشة إن هذا ليس بيومك ؟ " قالت : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . قال : " مع أهله " ، فلما كان عند الرواح قالت لزينب بنت جحش : أفقري أختك صفية جملاً وكانت من أكثرهن ظهرا ، فقالت : أنا أفقر يهوديتك فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك منها فهجرها فلم يكلمها حتى قدم مكة وأيام منى في سفره حتى رجع إلى المدينة والمحرم وصفر فلم يأتها ولم يقسم لها حتى يئست منه فلما كان شهر ربيع الأول دخل عليها فرأت ظله فقالت : إن هذا لظل رجل وما يدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فلما دخل قالت : يا رسول الله ما أدري ما أصنع حين دخلت علي . قال وكانت لها جارية وكانت تخبؤها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : فلانة لك فمشى النبي صلى الله عليه وسلم إلى سرير زينب وكان قد رفع فوضعه بيده ثم أصاب أهله ورضي عنهم . ( الراوي : صفية بنت حيي - خلاصة الدرجة : [ فيه ] شمية أو سمية [ الراوي عن صفية ] فإن كانتا واحدة فالحديث صحيح - المحدث : الألباني - المصدر : السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم : 7/621 )
موقفها يوم وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
عن زيد بن أسلم قال : اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي توفي فيه ، واجتمع إليه نساؤه ، فقالت صفية بنت حيي : إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي ، فغمزن أزواجه ببصرهن ، فقال : مضمضن ، فقلن من أي شيء ؟ فقال : " من تغامزكن بها ، والله إنها لصادقة " . ( الراوي : زيد بن أسلم - خلاصة الدرجة : إسناده حسن - المحدث : ابن حجر العسقلاني - المصدر : الإصابة - الصفحة أو الرقم : 4/347 ) وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم افتقدت الحماية والأمن ، فظل الناس يعيرونها بأصلها .
مواقف أخرى للسيدة صفية رضي الله عنها
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفاً فأتيته أزوره ليلاً فحدثته وقمت فانقلبت فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد ، فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " على رسلكما إنها صفية بنت حيي " . قالا : سبحان الله يا رسول الله ! ! قال : " إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ، فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً " أو قال : " شراً " . ( الراوي : صفية - خلاصة الدرجة : صحيح - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم : 4994 )

وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، جاءته جارية لصفية تخبره بأن صفية تحب السبت وتصل اليهود ، فلما استخبر صفية عن ذلك ، فأجابت قائلة : فأما السبت لم أحبه بعد أن أبدلني الله به بيوم الجمعة ، وأما اليهود فإني أصل رحمي . وسألت الجارية عن سبب فعلتها فقالت : الشيطان . فأعتقتها صفية .
روايتها للحديث
لها في كتب الحديث عشرة أحاديث . أخرج منها في الصحيحين حديث واحد متفق عليه ، روى عنها ابن أخيها ومولاها كنانة ويزيد بن معتب ، وزين العابدين بن علي بن الحسين ، واسحاق بن عبدالله بن الحارث ، ومسلم بن صفوان .
وفاتها
توفيت في المدينة ، في عهد الخلفية معاوية ، سنة 50 هجرياً . ودفنت بالبقيع مع أمهات المؤمنين ، رضي الله عنهن جمعياً .

من خلال ما قرأت عن حياة صفية بنت حيي رضي الله عنها أعجبني موقفها مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عندما سألها عن يوم السبت وزيارتها لليهود . فرغم أنها أسلمت رضي الله عنها لم تنسى أهلها ، وهذا الشيء حث عليه ديننا الحنيف .
المصدر
موقع نصرة سيدنا محمد رسول الله

سندس كتبي
06-27-2011, 04:28 PM
صفية بنت حيي بن أخطب

صفية بِنْت حيي بن أخطب بن سَعْيَة بن ثعلبة بن عُبَيْد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضير بن النحام بن ناخوم وقيل‏ :‏ ينخوم ، وقيل‏:‏ نخُوم‏ .‏ والأول قاله اليهود ، وهو أعلم بلسانهم ، وهم من بني إسرائيل من سبط لاوى بن يعقوب ، ثم من ولد هارون بن عُمران ، أخي موسى صلى الله عليهم‏ .‏ وأم صفية برة بِنْت سموأل ‏:‏ وكانت زوج سلام بن مِشْكَمْ اليهودي ، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحُقَيْقْ ، وهما شاعران ، فقتل عنها كنانة يوم خيبر ‏.‏

روى أنس بن مالك أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لما افتتح خيبر وجمع السبي ، أتاه تحية بن خليفة فقال ‏:‏ أعطني جارية من السبي ‏.‏ قال ‏:‏ ‏" ‏اذهب فخذ جارية‏ "‏‏ .‏ فذهب فأخذ صفية‏ .‏ قيل‏ :‏ يا رسول الله ، إنها سيدة قريظة والنضير ، ما تصلح إلا لك‏ .‏ فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏ :‏ ‏"‏ خُذ جاريةً من السبي غيرها‏ "‏‏ .‏ وأخذها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم واصطفاها ، وحجبها وأعتقها وتزوجها ، وقسم لها ‏.‏ وكانت عاقلة من عقلاء النساء‏ .‏

أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس عن ابن إسحاق قال: حدثني والدي إسحاق بن ياسر قال : لما افتتح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم القَمُوص حصن ابن أبي الحُقيق أتي بصفية بِنْت حُيي ومعها ابنة عم لها ، جاء بها بلال ، فمر بهما على قتلى من قتلى يهود ، فلما رأتهم التي مع صفية صَكَّت وجهها وصاحت ، وحَثَت التراب على رأسها ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : " أَغْرِبُوا هذه الشيطانة عني " ، وأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بصفية فحِيزَتْ خلفه ، وغطى عليها ثوبه ، فعرف الناس أنه قد اصطفاها لنفسه ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لبلال حين رأى من اليهودية ما رأى : " يا بلال أنزعت منك الرحمة حتى تمر بامرأتين على قتلاهما ؟ " وقد كانت صفية قبل ذلك رأت أن قمراً وقع في حجرها ، فذكرت ذلك لأبيها ، فضرب وجهها ضربة أثرت فيه ، وقال : إنك لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب فلم يزل الأثر في وجهها حتى أتى بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسألها عنه ، فأخبرته الخبر .

أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن أبي عيسى قال : حدثنا قتيبة ، أخبرنا أبو عوانة ، عن قتادة وعَبْد العزيز بن صهيب ، عن أنس : أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أعتق صفية ، وجعل عتقها صداقها .

قال : وأخبرنا مُحَمَّد بن عيسى ، أخبرنا بُنْدار بن عَبْد الصمد ، أخبرنا هاشم بن سعيد الكوفي ، أخبرنا كنانة ، حدثتنا صفية بِنْت حيي قالت : دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقد بلغني عن حفصة وعائشة كلام ، فذكرت ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال : " ألا قلتِ : وكيف تكونانِ خيراً منّي ، وزوجي مُحَمَّد ، وأبي هارون ، وعمي موسى ؟! " وكان بلغها أنهما قالتا : نحن أكرم على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منها ، نحن أزواج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبنات عمه .

أخبرنا عَبْد الوهاب بن أبي حبة بإسناده عن عَبْد الله بن أحمد : حدثني أبي ، حدثنا عَبْد الرزاق ، حدثنا جعفر بن سليمان ، عن ثابت قال : حدثتني شميسة أو سمية قال عَبْد الرزاق : وهي في كتابي سمية ، عن صفية بِنْت حُيَيّ : أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم حج بنسائه ، فلما كان ببعض الطريق برك بصفية جملها ، فبكت وجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين أخبر بذلك ، فجعل يمسح دموعها بيده ، وجعلت تزداد بكاءً وهو ينهاها ، فنزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالناس ، فلما كان عند الرواح قال لزينب بِنْت جحش : " يا زينب ، أفقري أختك جملاً " وكانت من أكثرهن ظهراً قالت : أنا أفقر يهوديتك ؟! فغضب النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم حين سمع ذلك منها ، فلم يكلمها حتى قدم مَكَّة ، وأيام منى في سفره حتى رجع إلى المدينة ، ومحرم وصفر ، فلم يأتها ولم يقسم لها ، ويئست منه ، فلما كان شهر ربيع الأول دخل عليها ، فلما رأت ظله قالت : هذا ظل رجل ، وما يدخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ! فدخل النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فلما رأته قالت : يا رسول الله ، ما أصنع ؟ قالت : وكانت لها جارية تخبؤها من النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالت : فلانة لك . قال : فمشى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى سرير صفية ، وكان قد رفع ، فوضعه بيده ، ورضي عن أهله .

وروى عنها علي بن الحُسَيْن قالت : جئت إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أتحدث عنده ، وكان معتكفاً في المسجد ، فقام معي يبلغني بيتي ، فلقيه رجلان من الأنصار قالت : فلما رأيا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجعا ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : " تعاليا فإنها صفية " . فقالا : نعوذ بالله ! سبحان الله ! يا رسول الله. فقال : " إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم " .

وتوفيت سنة ست وثلاثين . وقيل : سنة خمسين .

أخرجها الثلاثة .

المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير

ريمة مطهر
06-27-2011, 04:34 PM
صفية بنت حيي

بن أخطب بن شعبة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضير ابن النحام بن تحوم من بني اسرائيل من سبط هارون بن عمران . وأمها برة بنت سموأل .

قال أبو عبيدة : كانت صفية بنت حيي عند سلام بن مشكم وكان شاعراً ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق وهو شاعر فقتل يوم خيبر وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في سنة سبع من الهجرة روى حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى صفية بنت حيي بسبعة أرؤس وخالفه عبد العزيز بن صهيب وغيره عن أنس فقال فيه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جمع سبي خيبر جاءه دحية فقال : أعطني جارية من السبي . فقال : " اذهب فخذ جارية " ، فأخذ صفية بنت حيي فقيل : يا رسول الله إنها سيدة قريظة والنضير ما تصلح إلا لك ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " خذ جارية من السبي غيرها " . قال ابن شهاب : كانت مما أفاء الله عليه فحجبها وأولم عليها بتمر وسويق وقسم لها وكانت إحدى أمهات المؤمنين رضي الله عنهن .

قال أبو عمر : استصفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصارت في سهمه ثم أعتقها وجعل عتقها صداقها . لا يختلفون في ذلك وهو خصوص عند أكثر الفقهاء له صلى الله عليه وسلم إذ كان حكمه في النساء مخالفا لحكم أمته .

ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على صفية وهي تبكي ، فقال لها : " ما يبكيك " ؟ . قالت : بلغني أن عائشة وحفصة تنالان مني وتقولان نحن خير من صفية نحن بنات عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه قال : " ألا قلت لهن كيف تكن خيراً مني وأبي هارون وعمي موسى وزوجي محمد صلى الله عليه وسلم " . وكانت صفية حليمة عاقلة فاضلة .

وروينا أن جارية لها أتت عمر بن الخطاب فقالت : إن صفية تحب السبت وتصل اليهود . فبعث إليها عمر فسألها فقالت : أما السبت فإني لم أحبه منذ أبدلني الله به يوم الجمعة . وأما اليهود فإن لي فيهم رحماً وأنا أصلها . قال : ثم قالت للجارية : ما حملك على ما صنعت ؟ قالت : الشيطان . قالت : اذهبي فأنت حرة .

توفيت صفية في شهر رمضان في زمن معاوية سنة خمسين .

المرجع
الإستيعاب في معرفة الأصحاب - (ج 2 / ص 105)

ريمة مطهر
06-27-2011, 04:41 PM
صفية بنت حيي بن أخطب

صفية بنت حيي بن أخطب بن سعنة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن أبي حبيب من بني النضير وهو من سبط لاوى بن يعقوب ثم من ذرية هارون بن عمران أخي موسى عليهما السلام .

كانت تحت سلام بن مشكم ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق فقتل كنانة يوم خيبر فصارت صفية مع السبي فأخذها دحية ثم استعداها النبي صلى الله عليه وسلم فأعتقها وتزوجها . ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أنس مطولاً ومختصراً .

وقال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير عنه : حدثني والدي إسحاق بن يسار قال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم الغموص حصن بن أبي الحقيق أتى بصفية بنت حيي ومعها ابنة عم لها جاء بهما بلال فمر بهما على قتلى يهود فلما رأتهم المرأة التي مع صفية صكت وجهها وصاحت وحثت التراب على وجهها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اعزبوا هذه الشيطانة عني " . وأمر بصفية فجعلت خلفه وغطى عليها ثوبه فعرف الناس أنه اصطفاها لنفسه وقال لبلال : " أنزعت الرحمة من قلبك حين تمر بالمرأتين على قتلاهما " . وكانت صفية رأت قبل ذلك أن القمر وقع في حجرها فذكرت ذلك لأمها فلطمت وجهها وقالت : إنك لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب فلم يزل الأثر في وجهها حتى أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عنه فأخبرته .

وأخرج بن سعد عن الواقدي بأسانيد له في قصة خيبر قال : ولم يخرج من خيبر حتى طهرت صفية من حيضها فحملها وراءه فلما صار إلى منزل على ستة أميال من خيبر مال يريد أن يعرس بها فأبت عليه فوجد في نفسه فلما كان بالصهباء وهي على بريد من خيبر نزل بها هناك فمشطتها أم سليم وعطرتها قالت أم سنان الأسلمية : وكانت من أضوأ ما يكون من النساء فدخل على أهله فلما أصبح سألتها عما قال لها . فقالت : قال لي : " ما حملك على الإمتناع من النزول أولاً ؟ " فقلت : خشيت عليك من قرب اليهود فزادها ذلك عنده .

وقال ابن سعد أيضاً : أخبرنا عفان حدثنا حماد عن ثابت عن سمية عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفرٍ فاعتل بعيرٌ لصفية وفي إبل زينب بنت جحش فضل فقال لها : " إن بعيراً لصفية اعتل فلو أعطيتها بعيراً " فقالت : أنا أعطي تلك اليهودية ! فتركها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا الحجة والمحرم شهرين أو ثلاثة لا يأتيها . قالت زينب : حتى يئست منه .

وأخرج بن أبي عاصم من طريق القاسم بن عوف عن أبي برزة قال : لما نزل النبي صلى الله عليه وسلم خيبر كانت صفية عروساً في مجاسدها فرأت في المنام أن الشمس نزلت حتى وقعت على صدرها فقصت ذلك على زوجها فقال : ما تمنين إلا هذا الملك الذي نزل بنا . قال : فافتتحها رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب عنق زوجها صبراً ... الحديث . وفيه : فألقى تمراً على سقيفة فقال: " كلوا من وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية " .

وذكر بن سعد من طريق عطاء بن يسار قال : لما قدمت صفية من خيبر أنزلت في بيت لحارثة بن النعمان فسمع نساء الأنصار فجئن ينظرن إلى جمالها وجاءت عائشة متنقبة فلما خرجت خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أثرها فقال : " كيف رأيت يا عائشة ؟ " قالت : رأيت يهودية . فقال : " لا تقولي ذلك فإنها أسلمت وحسن إسلامها " ..

ولها ذكر في ترجمة أم سنان الأسلمية وفي ترجمة أمية بنت أبي قيس وأخرج من طريق عبد الله بن عمر العمري قال : لما اجتلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية رأى عائشة منتقبة بين النساء فعرفها فأدركها فأخذ ثوبها فقال : " كيف رأيت يا شقيراء؟ " وأخرج بسند صحيح من مرسل سعيد بن المسيب فقال : قدمت صفية وفي أذنها خوصة من ذهب فوهبت منه لفاطمة ولنساء معها .

وأخرج الترمذي من طريق كنانة مولى صفية أنها حدثته قالت : دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلامٌ فذكرت له ذلك . فقال : " ألا قلت وكيف تكونان خيراً مني وزوجي محمدٌ وأبي هارون وعمي موسى " . وكان بلغها أنهما قالتا : نحن أكرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم منها نحن أزواجه وبنات عمه .

وقال أبو عمر : كانت صفية عاقلة حليمة فاضلة روينا أن جارية لها أتت عمر فقالت : إن صفية تحب السبت وتصل اليهود فبعث إليها فسألها عن ذلك فقالت : أما السبت فإني لم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة وأما اليهود فإن لي فيهم رحماً فأنا أصلها ثم قالت للجارية : ما حملك على هذا ؟ قالت : الشيطان . قالت : اذهبي فأنت حرة .

وأخرج بن سعد بسندٍ حسن عن زيد بن أسلم قال : اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفى فيه واجتمع إليه نساؤه فقالت صفية بنت حيي : إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي فغمزن أزواجه ببصرهن . فقال : مضمضن فقلن : من أي شيء . فقال : من تغامزكن بها والله إنها لصادقة .

روت صفية عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنها ابن أخيها ومولاها كنانة ومولاها الآخر يزيد بن معتب وزين العابدين علي بن الحسين وإسحاق بن عبد الله بن الحارث بن مسلم بن صفوان .

قيل ماتت سنة ست وثلاثين حكاه ابن حبان وجزم به ابن مندة وهو غلط فإن علي بن الحسين لم يكن ولد وقد ثبت سماعه منها في الصحيحين .

وقال الواقدي: ماتت سنة خمسين وهذا أقرب .

وقد أخرج ابن سعدٍ من حديث أمية بنت أبي قيس الغفارية بسندٍ فيه الواقدي قالت : أنا إحدى النسوة اللاتي زففن صفية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعتها تقول : ما بلغت سبع عشرة يوم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وتوفيت صفية سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية .

وأخرج ابن سعدٍ أيضاً بسند حسن عن كنانة مولى صفية قال : قدمت بصفية بغلة لترد عن عثمان فلفينا الأشتر فضرب وجه البغلة فقالت : ردوني لا يفضحني . قال : ثم وضعت حسناً بين منزلها ومنزل عثمان فكانت تنقل إليه الطعام والماء .

المرجع
الإصابة في معرفة الصحابة - (ج 4 / ص 18)

ريمة مطهر
10-07-2011, 07:58 PM
صّفيِةَّ بنت حُيَيّ
(000-50ه = 000-670م)

صفية بنت حيي بن أخطب ، من الخزرج : من أزواج النبي r كانت في الجاهلية من ذوات الشرف ، تدين باليهودية من أهل المدينة ، تزوجها سلام ابن مشكم القرظي ، ثم فارقها فتزوجها كنانة بن الربيع النضري ، وقُتل عنها يوم خيبر . وأسلمت ، فتزوجها رسول الله r لها في كتب الحديث 10 أحاديث ، توفيت في المدينة .

المرجع
خير الدين الزركلي ، الأعلام ، الجزء الثالث .