شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار


ريمة مطهر
01-26-2011, 12:35 PM
جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار

ابن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة بن المصطلق من خزاعة . تزوجها مسافع بن صفوان ذي الشفر بن سرح بن مالك بن جذيمة فقتل يوم المريسيع .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن زيد بن قسيط عن أبيه عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن عائشة قالت : أصاب رسول الله نساء بني المصطلق فأخرج الخمس منه ثم قسمه بين الناس ، فأعطى الفرس سهمين والرجل سهماً فوقعت جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار في سهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري وكانت تحت بن عم لها يقال له صفوان بن مالك بن جذيمة ذو الشفر فقتل عنها ، فكاتبها ثابت بن قيس على نفسها على تسع أواق وكانت امرأة حلوة لا يكاد يراها أحد إلا أخذت بنفسه . فبينا النبي صلى الله عليه وسلم عندي إذ دخلت عليه جويرية تسأله في كتابتها ، فو الله ما هو إلا أن رأيتها فكرهت دخولها على النبي صلى الله عليه وسلم وعرفت أنه سيرى منها مثل الذي رأيت . فقالت : يا رسول الله ، أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من الأمر ما قد علمت فوقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبني على تسع أواق فأعني في فكاكي . فقال : أو خير من ذلك ! فقالت : ما هو ؟ فقال : أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك . قالت : نعم ، يا رسول الله . فقال رسول الله : قد فعلت . وخرج الخبر إلى الناس فقالوا : أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترقون فأعتقوا ما كان في أيديهم من سبي بلمصطلق ، فبلغ عتقهم مائة أهل بيت بتزويجه إياها فلا أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها وذلك منصرفه من غزوة المريسيع .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا منصور بن أبي الأسود وسفيان بن عيينة عن زكريا عن الشعبي قال : كانت جويرية من ملك اليمين فأعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها .

أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا أبو حاتم عدي بن الفضل عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن قال : من رسول الله صلى الله عليه وسلم على جويرية وتزوجها .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال : قالت جويرية : يا رسول الله ، إن نساءك يفخرن عليّ يقلن لم يتزوجك رسول الله ؟ فقال رسول الله : ألم أعظم صداقك ؟ ألم أعتق أربعين من قومك .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن أبي الأبيض مولى جويرية عن أبيه قال : سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني المصطلق فوقعت جويرية في السبي فجاء أبوها فافتداها ثم أنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن زيد مولى آل الأرقم عن جدته مولاة بني المصطلق عن جويرية مثله .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عمر بن عثمان عن عبد الملك بن عمير عن خرنيق بنت الحصين عن عمران بن الحصين قال : افتدى يوم المريسيع نساء بني المصطلق وكانوا يعاقلونا في الجاهلية .

أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو عن أيوب عن أبي قلابة أن النبي صلى الله عليه وسلم سبى جويرية بنت الحارث فجاء أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن ابنتي لا يسبى مثلها فأنا أكرم من ذاك فخل سبيلها . قال : أرأيت إن خيرناها أليس قد أحسنا . قال : بلى ، وأديت ما عليك . قال : فأتاها أبوها فقال : إن هذا الرجل قد خيرك فلا تفضحينا . فقالت : فإني قد اخترت رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : قد والله فضحتنا .

أخبرنا وكيع بن الجراح وعبد الله بن نمير والفضل بن دكين عن زكريا عن عامر قال : أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث واستنكحها وجعل صداقها عتق كل مملوك من بني المصطلق وكانت من ملك يمين النبي صلى الله عليه وسلم .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا مالك ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن الزهري قال : كانت جويرية من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد ضرب عليها الحجاب وكان يقسم لها كما يقسم لنسائه .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة عن الزهري عن مالك بن أوس عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب على جويرية الحجاب وكان يقسم لها كما يقسم لنسائه .

أخبرنا سفيان بن عيينة عن محمد بن عبد الرحمن عن كريب عن بن عباس قال : كانت جويرية بنت الحارث اسمها ( برة ) فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها فسماها ( جويرية ) ، كره أن يقال خرج من عند برة .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن عن زيد بن أبي عتاب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن زينب بنت أبي سلمة عن جويرية بنت الحارث أن اسمها كان برة فغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم فسماها جويرية وكان يكره أن يقال خرج من عند برة .

أخبرنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان الثوري عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كريب عن بن عباس قال : كان اسم جويرية برة فسماها رسول الله جويرية قال : فصلى الفجر ثم خرج من عندها حين صلى الفجر فجلس حتى ارتفع الضحى ثم جاء وهي في مصلاها فقالت : ما زلت بعدك يا رسول الله دائبة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد قلت بعدك كلمات لو وزن لرجحن بما قلت ، قلت : سبحان الله عدد ما خلق سبحان الله رضا نفسه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله مداد كلماته .

أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على جويرية بنت الحارث يوم جمعة وهي صائمة فقال لها : أصمت أمس ؟ قالت : لا . قال : أفتريدين الصوم غداً . قالت : لا . قال : فأفطري إذاّ .

أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا همام حدثنا قتادة قال: حدثني أبو أيوب العتكي عن جويرية بنت الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال لها : أصمت أمس ؟ قالت : لا . قال : أفتريدين أن تصومي غداً ؟ قالت : لا . قال : فأفطري .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال : سمعت عبد الرحمن الأعرج يحدث في مجلسه بالمدينة يقول : أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث بخيبر ثمانين وسقاً تمراً وعشرين وسقاً شعيراً ويقال قمحاً .
أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن أبي الأبيض عن أبيه قال : توفيت جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، وصلى عليها مروان بن الحكم وهو يومئذ والي المدينة .

أخبرنا محمد بن عمر أخبرني محمد بن يزيد عن جدته وكانت مولاة جويرية بنت الحارث عن جويرية قالت : تزوجني رسول الله وأنا بنت عشرين سنة . قالت : وتوفيت جويرية سنة خمسين وهي يومئذ ابنة خمس وستين سنة وصلى عليها مروان بن الحكم .

المرجع
الطبقات الكبرى - الجزء الثامن ، بتصرف .
أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع

ريمة مطهر
01-26-2011, 12:53 PM
السيدة جويرية بنت الحارث رضي الله عنها
(عاتقة المائة )

سيرة عطرة يود الكثير من أهل الخير لو كانوا طرفاً منها . وليست هناك أصدق وأبهى وأنضر من سيرة سيدة من سيدات وأمهات المؤمنين . نقف على سيرتها ؛ لتكون لنا فيها عبرة وموعظة . ولنأخذ قطوفاً دانيةً مباركةً من سيرة أم المؤمنين جويرية التي خصها الله عز وجل بالطهارة ، وما أجمل سيرتـها العطرة . رضي الله عنها وأرضاها .
نسبها
برة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك من خزاعة ، كان أبوها سيد وزعيم بني المصطلق .
نـشأة السيدة جويرية أم المؤمنين رضي الله عنها
عاشت برة في بيت والدها معززة مكرمة في ترف وعز وفي بيت تسوده العراقة والأصالة ، وفي حداثة سنها تزوجت برة من مسافع بن صفوان أحد فتيان خزاعة وكانت لم تتجاوز العشرين من عمرها .
بدايات النور
بدأ الشيطان يتسلل إلى قلوب بني المصطلق ويُزين لهم بأنهم أقوياء يستطيعون التغلب على المسلمين ، فأخذوا يعدون العدة ويتأهبون لمقاتلة المجتمع المسلم بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم فتجمعوا لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان بقيادتهم سيدهم الحارث بن أبي ضرار ، وقد كانت نتيجة القتال انتصار النبي صلى الله عليه وسلم وهزيمة بني المصطلق في عقر دارهم . فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن سبى كثيراً من الرجال والنساء ، وكان مسافع بن صفوان زوج جويرية من الذين قتلتهم السيوف المسلمة وقد كانت السيدة جويرية بنت الحارث من النساء اللاتي وقعن في السبي فوقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري رضي الله عنه ، عندها اتفقت معه على مبلغ من المال تدفعه له مقابل عتقها ؛ لأنها كانت تتوق للحرية .
زواج السيدة جويرية رضي الله عنها من الرسول صلى الله عليه وسلم
وقعت جويرية بنت الحارث بن المصطلق في سهم ثابت بن قيس بن شماس – أو ابن عم له – فكاتبت على نفسها ، وكانت امرأة ملاّحة تأخذها العين . قالت عائشة : فجاءت تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابتها ، فلما قامت على الباب ، فرأيتها كرهت مكانها ، وعرفت : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرى منها ، مثل الذي رأيت ، فقالت : يا رسول الله ، أنا جويرية بنت الحارث ، وإنما كان من أمري ما لا يخفى عليك ، وإني وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس ، وإني كاتبت على نفسي ، فجئتك أسألك في كتابتي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فهل لك إلى ما هو خير منه ؟ قالت : وما هو يا رسول الله ؟ قال : " أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك " . قالت : قد فعلت . قالت : فتسامع – تعني : الناس - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قد تزوج جويرية ، فأرسلوا ما في أيديهم من السبي ، فأعتقوهم ، وقالوا : أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما رأينا امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها ، أعتق في سببها ، مائة أهل بيت من بني المصطلق .
[ الراوي : عائشة - خلاصة الدرجة : حسن - المحدث : ابن القطان - المصدر : أحكام النظر - الصفحة أو الرقم : 153 ]

فقد كانت قبل قليل تتحرق طلباً لاستنشاق عبير الحرية ، ولكنها وجدت الأعظم من ذلك ، ففرحت جويرية فرحاً شديداً وتألق وجهها لما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولما سوف تلاقيه من أمان من بعد الضياع والهوان فأجابته بدون تردد أو تلعثم : نعم يا رسـول الله ، فتزوجها النبي صلى الله عليه وسـلم وأصدقها 400 درهم .

قال أبو عمر القرطبي في الاستيعاب : كان اسمها ( برة ) فغير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها وسماها ( جويرية ) ، فأصبحت جويرية بعدها أماً للمؤمنين وزوجةً لسيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم .
بركة السيدة جويرية رضي الله عنها
خرج الخبر إلى مسامع المسلمين فأرسلوا ما في أيديهم من السبي وقالوا متعاظمين : هم أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم . فكانت بركة جويرية من أعظم البركات على قومها . قالت عنها السيدة عائشة رضي الله عنها : فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق ، فما أعلم امرأة أعظم بركة منها .
صفاتها
كانت السيدة جويرية رضي الله عنها من أجمل النساء ، كما أنها تتصف بالعقل الحصيف والرأي السديد الموفق الرصين ، والخلق الكريم والفصاحة ومواقع الكلام كما كانت تعرف بصفاء قلبها ونقاء سريرتها ، وزيادة على ذلك فقد كانت واعيـة ، تقيـة ، نقيـة ، ورعة ، فقيهة ، مشرقة الروح مضيئة القلب والعقل .
أهم ملامح شخصيتها
1- الذاكرة القانتة
راحت السيدة جويرية رضي الله عنها تحذو حذو أمهات المؤمنين في الصلاة والعبادة وتقتبس من الرسول صلى الله عليه وسلم ومن أخلاقه وصفاته الحميدة حتى أصبحت مثلاً في الفضل والفضيلة . فكانت أم المؤمنين جويرية رضي الله عنها من العابدات القانتات السابحات الصابرات ، وكانت مواظبة على تحميد العلي القدير وتسبيحه وذكره .
2- ناقلة الحديث
حـّدث عنـها ابن عباس ، وعبيد بن السباق ، وكريب مولى ابن عباس ومجاهد وأبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي وجابر بن عبد الله . بلغ مسندها في كتاب بقي منه مخلد سبعة أحاديث منها أربعة في الكتب الستة ، عند البخاري حديث وعند مسلم حديثان . وقد تضمنت مروياتها أحاديث في الصوم ، في عدم تخصيص يوم الجمعة بالصوم ، وحديث في الدعوات في ثواب التسبيح ، وفي الزكاة في إباحة الهدية للنبي صلى الله عليه وسلم وإن كان المهدي ملكها بطريق الصدقة ، كما روت في العتق . وهكذا وبسبعة أحاديث شريفة خلدت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها اسمها في عالم الرواية ، لتضيف إلى شرف صحبتها للنبي صلى الله عليه وسلم وأمومتها للمسلمين ، تبليغها الأمة سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ما تيسر لها ذلك . ومن الأحاديث منها " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على جويرية بنت الحارث يوم الجمعة وهي صائمة فقال لها : " أصمت أمس ؟ " قالت : لا ، قال : " أتريدين أن تصومي غداً ؟ " قالت : لا ، قال : " فأفطري " .
[ الراوي : عبدالله بن عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة : إسناده صحيح ، لكن أعله الحافظ بالمخالفة – المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن خزيمة - الصفحة أو الرقم : 2163 ]
وفاتها
عاشت السيدة جويرية رضي الله عنها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم راضية مرضية ، وامتدت حياتها إلى خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما . وتوفيت أم المؤمنين في شهر ربيع الأول من السنة الخمسين للهجرة النبوية الشريفة ، وشيع جثمانها في البقيع وصلى عليها مروان بن الحكم .

المصدر
موقع نصرة سيدنا محمد رسول الله

سندس كتبي
07-31-2011, 03:58 PM
جويرية بنت الحارث

جويرية بِنْت الحَارِث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائد بن مالك بن جذيمة وهو المصطلق بن سعد بن عَمْرو بن ربيعة بن حارثة بن عَمْرو مزيقيا ، وعَمْرو هو أبو خزاعة كلها ، الخزاعية المصطلقية ‏.‏

سباها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم المريسيع ، وهي غزوة بني المصطلق ، سنة خمس ، وقيل ‏:‏ سنة ست ، وكانت تحت مسافع بن صفوان المصطلقي ، فوقعت في سهم ثابت بن قَيْس بن شماس أو ابن عم له‏ .‏

أخبرنا أبو جعفر عُبَيْد الله بن أحمد بإسناده عن يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق قال ‏:‏ حدثني مُحَمَّد بن جعفر بن الزبير ، عن عرْوَة بن الزبير ، عن عائشة قالت ‏:‏ لما قسم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سبايا بني المصطلق ، وقعت جويرية بِنْت الحَارِث في السهم لثابت بن قَيْس بن شماس ، أو لابن عم له ، فكاتبته على نفسها ، وكانت امْرَأَة حلوةً ملاّحةً ، لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه ‏.‏ فأتت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تستعينه في كتابتها قالت عائشة‏ :‏ فوالله ما هو إلا أن رأيتها فكرهتها ، وقلت‏ :‏ يرى منها ما قد رأيت‏ !‏ فلما دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالت‏ :‏ يا رسول الله ، أنا جويرية بِنْت الحَارِث ، سيد قومه ، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك ، وقد كاتبت على نفسي ، فأعنّي على كتابتي ‏.‏ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏ :‏ ‏" ‏أو خَيْرٌ من ذلك ، أؤدِي عنك كتابكِ وأتزوّجك ? ‏"‏ فقالت ‏:‏ نعم‏ ،‏ ففعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فبلّغ الناس أنه قد تزوجها ، فقالوا‏ :‏ أصهار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏ .‏ فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق ، فلقد أُعتق بها مائة أهلُ بيت من بني المصطلق ، فما أعلم امْرَأَة ، أعظمَ بركة منها على قومها ‏.‏

ولما تزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حَجَبها ، وقسم لها ، وكان اسمها بَرّة فسماها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جويرية‏ .‏ رواه شعبة ، ومسعر ، وابن عيينة ، عن مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن مولى آل طلحة‏ .‏ عن كُرَيْب مولى ابن عباس ، عن ابن عباس ‏.‏ وروى إسرائيل ، عن مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن ، عن كريب ، عن ابن عباس قال ‏:‏ كان اسم ميمونة بَرَّة فسماها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ميمونة ، قاله أبو عُمر ‏.‏

روت جويرية عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم ، روى عنها ابن عباس ، وجابر ، وابن عُمر ، وعُبَيْد بن السبّاق ، وغيرهم ‏.‏

أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن ابن إسحاق قال‏ :‏ ثم تزوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد زينب بِنْت جحش جويرية بِنْت الحَارِث ، وكانت قبله عند ابن عم لها يقال له‏ :‏ ابن ذي الشفر ، فمات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولم يصب منها ولداً ‏.‏

أخبرنا إبراهيم بن مُحَمَّد وغيره بإسنادهم عن أبي عيسى ‏:‏ حدثنا مُحَمَّد بن بشار ، حدثنا مُحَمَّد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن قال‏ :‏ سمعت كُريباً يحدث عن ابن عباس ، عن جويرية بِنْت الحَارِث‏ :‏ أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم مر عليها وهي في مسجدها ، ثم مر عليها قريباً من نصف النهار فقال لها‏ : " ‏‏ما زلتِ على حالِك‏ "‏ ‏!‏ قالت‏ :‏ نعم‏ .‏ قال‏ :‏ ‏"‏ ألا أعلمك كلمات تقولينها : سبحان الله رضى نفسه ، سبحان الله عدد خلقه ، سبحان الله عدد خلقه ، سبحان الله زنة عرشه ، سبحان الله زنة عرشه ، سبحان الله زنة عرشه ، سبحان الله مداد كلماته ، سبحان الله مداد كلماته ، سبحان الله مداد كلماته‏ "‏‏ .‏

أخرجها الثلاثة‏ .‏

المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير

ريمة مطهر
09-24-2011, 08:20 PM
جُوَيْريِةَ بنت الحارث
(000-56هـ = 000-676م)

جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار ، من خزاعة : إحدى زوجات النبي r تزوجها قبله مسافع بن صفوان وقُتل يوم المريسيع ( سنة 6هـ ) وكان أبوها سيد قومه في الجاهلية ، فسبيت مع نبي المصطلق ، فافتداها أبوها ، ثم زوجها لرسول الله r وكان اسمها ( برّة ) فغيره النبي r وسماها ( جويرية ) وكانت من فضليات النساء أدباً وفصاحة . روى لها البخاري ومسلم وغيرهما سبعة أحاديث . وتوفيت في المدينة وعمرها 65 سنة .

المرجع
خير الدين الزركلي ، الأعلام ، الجزء الثاني .