شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان


ريمة مطهر
01-26-2011, 10:46 AM
أم حبيبة

واسمها رملة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس وأمها صفية بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس عمة عثمان بن عفان . تزوجها عبيد الله بن جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة حليف حرب بن أمية فولدت له حبيبة فكنيت بها ، فتزوج حبيبة داود بن عروة بن مسعود الثقفي وكان عبيد الله بن جحش هاجر بأم حبيبة معه إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية فتنصر وارتد عن الإسلام وتوفي بأرض الحبشة وثبتت أم حبيبة على دينها الإسلام وهجرتها ، وكانت قد خرجت بابنتها حبيبة بنت عبيد الله بن جحش معها في الهجرة إلى أرض الحبشة ورجعت بها معها إلى مكة .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد الأخنسي أن أم حبيبة بنت أبي سفيان ولدت حبيبة ابنتها من عبيد الله بن جحش بمكة قبل أن تهاجر إلى أرض الحبشة . قال عبد الله بن جعفر : وسمعت إسماعيل بن محمد بن سعد يقول : ولدتها بأرض الحبشة . قال محمد بن عمر : فأخبرني أبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه قال : خرجت من مكة وهي حامل بها فولدتها بأرض الحبشة .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن عمرو بن زهير عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص قال : قالت أم حبيبة : رأيت في النوم عبيد الله بن جحش زوجي بأسوأ صورة وأشوهه ففزعت فقلت : تغيرت والله حاله ، فإذا هو يقول حيث أصبح : يا أم حبيبة إني نظرت في الدين فلم أر ديناً خيراً من النصرانية وكنت قد دنت بها ، ثم دخلت في دين محمد ثم قد رجعت إلى النصرانية . فقلت : والله ما خير لك ، وأخبرته بالرؤيا التي رأيت له فلم يحفل بها وأكب على الخمر حتى مات ، فأرى في النوم كأن آتياً يقول : يا أم المؤمنين ، ففزعت فأولتها أن رسول الله يتزوجني . قالت : فما هو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن ، فإذا جارية له يقال لها أبرهة كانت تقوم على ثيابه ودهنه فدخلت عليّ فقالت : إن الملك يقول لك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليّ أن أزوجكه . فقالت : بشرك الله بخير . قالت : يقول لك الملك : وكلي من يزوجك ؟ فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته وأعطت أبرهة سوارين من فضة وخدمتين كانتا في رجليها وخواتيم فضة كانت في أصابع رجليها سروراً بما بشرتها ، فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا فخطب النجاشي فقال : الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العز الجبار أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأنه الذي بشر به عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم أما بعد : فإن رسول الله كتب إليّ أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله ، وقد أصدقتها أربع مائة دينار ، ثم سكب الدنانير بين يدي القوم فتكلم خالد بن سعيد فقال : الحمد لله أحمده وأستعينه وأستنصره وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون أما بعد : فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان فبارك الله رسول الله ، ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها ، ثم أرادوا أن يقوموا فقال : اجلسوا ، فإن سنة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا . قالت أم حبيبة : فلما وصل إليّ المال أرسلت إلى أبرهة التي بشرتني فقلت لها : إني كنت أعطيتك ما أعطيتك يومئذ ولا مال بيدي فهذه خمسون مثقالاً فخذيها فاستعيني بها ، فأبت فأخرجت حقاً فيه كل ما كنت أعطيتها فردته عليّ وقالت : عزم عليّ الملك أن لا أرزأك شيئاً وأنا التي أقوم على ثيابه ودهنه وقد اتبعت دين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلمت لله ، وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بكل ما عندهن من العطر . قالت : فلما كان الغد جاءتني بعود وورس وعنبر وزباد كثير فقدمت بذلك كله على النبي صلى الله عليه وسلم فكان يراه عليّ وعندي فلا ينكره ، ثم قالت أبرهة : فحاجتي إليك أن تقرئي رسول الله مني السلام وتعلميه أني قد اتبعت دينه . قالت : ثم لطفت بي وكانت التي جهزتني فكانت كلما دخلت عليّ تقول : لا تنسي حاجتي إليك . قالت : فلما قدمت على رسول الله أخبرته كيف كانت الخطبة وما فعلت بي أبرهة فتبسم رسول الله وأقرأته منها السلام فقال : وعليها السلام ورحمة الله وبركاته .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إسحاق بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي فخطب عليه أم حبيبة بنت أبي سفيان وكانت تحت عبيد الله بن جحش فزوجها إياه وأصدقها النجاشي من عنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مائة دينار . قال أبو جعفر : فما نرى عبد الملك بن مروان وقت صداق النساء أربع مائة دينار إلا لذلك .

أخبرنا محمد بن عمر فحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال : وحدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم قالا : كان الذي زوجها وخطب إليه النجاشي خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس وذلك سنة سبع من الهجرة ، وكان لها يوم قدم بها المدينة بضع وثلاثون سنة .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز عن الزهري قال : وجهزها إليه صلى الله عليه وسلم النجاشي وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون قال : لما بلغ أبا سفيان بن حرب نكاح النبي صلى الله عليه وسلم ابنته قال : ذلك الفحل لا يقرع أنفه .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو سهيل عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن بن عباس في قوله : " عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة " قال : حين تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري قال : لما قدم أبو سفيان بن حرب المدينة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد غزو مكة فكلمه أن يزيد في هدنة الحديبية فلم يقبل عليه رسول الله فقام فدخل على ابنته أم حبيبة ، فلما ذهب ليجلس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم طوته دونه فقال : يا بنية ، أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه ؟ فقالت : بل هو فراش رسول الله وأنت امرؤ نجس مشرك ! فقال : يا بنية ، لقد أصابك بعدي شر .

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا أبو شهاب عن بن أبي ليلى عن نافع عن صفية أن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لما مات أبوها أبو سفيان دعت بطيب فطلت به ذراعيها وعارضيها ثم قالت : إني كنت عن هذا لغنية لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشراً .

أخبرنا الضحاك بن مخلد الشيباني أبو عاصم النبيل عن بن جريج قال : أخبرني بن شوال أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن تنفر من جمع بليل . قال محمد بن عمر : وأطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان بخيبر ثمانين وسقاً تمراً وعشرين وسقاً شعيراً .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل عن عوف بن الحارث قال : سمعت عائشة تقول : دعتني أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند موتها فقالت : قد كان يكون بيننا وبين الضرائر فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك . فقلت : غفر الله لك ذلك كله وتجاوز وحللك من ذلك . فقالت : سررتني سرك الله ، وأرسلت إلى أم سلمة فقالت لها مثل ذلك ، وتوفيت سنة أربع وأربعين في خلافة معاوية بن أبي سفيان .

المرجع
الطبقات الكبرى - الجزء الثامن ، بتصرف .
أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع

ريمة مطهر
01-26-2011, 10:52 AM
السيدة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها
( أم المؤمنين التقية )

نسبها
أم المؤمنين ، السيدة المحجبة ، من بنات عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف . صحابية جليلة ، ابنة زعيم ، وأخت خليفة ، وزوجة خاتم النبيين محمد عليه الصلاة والسلام . فأبوها أبو سفيان ، زعيم ورئيس قريش ، والذي كان في بداية الدعوة العدو اللدود للرسول - عليه الصلاة والسلام - وأخوها معاوية بن أبي سفيان ، أحد الخلفاء الأمويين ، ولمكانة وجلالة منزلة أم حبيبة في دولة أخيها ( في الشام ) ، قيل لمعاوية : خال المؤمنين . وأخيراً ، فهي من زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام ، فليس هناك من هي أكثر كرماً وصداقاً منها ، ولا في نسائه من هي نائية الدار أبعد منها . وهذا دليل على زهدها وتفضيلها لنعم الآخرة على نعيم الدنيا الزائل .
نشأتها
كانت أم حبيبة رضي الله عنها من ذوات رأي وفصاحة ، تزوجها أولاً عبيد الله بن جحش ، وعندما دعا الرسول عليه الصلاة والسلام الناس في مكة إلى الإسلام ، أسلمت السيدة رملة رضي الله عنها مع زوجها في دار الأرقم بن أبي الأرقم ، وحينما اشتد الأذى بالمسلمين في مكة ؛ هاجرت السيدة رملة رضي الله عنها بصحبة زوجها فارة بدينها متمسكة بعقيدتها ، متحملة الغربة والوحشة ، تاركة الترف والنعيم التي كانت فيها ، بعيدة عن مركز الدعوة والنبوة ، متحملة مشاق السفر والهجرة ، فأرض الحبشة بعيدة عن مكة ، والطريق تتخلله العديد من الطرق الوعرة ، والحرارة المرتفعة ، وقلة المؤونة ، كما أن السيدة رملة رضي الله عنها في ذلك الوقت كانت في شهور حملها الأولى ، في حين نرى بأن سفر هذه الأيام سفر راحة ورفاهية ، ووسائل النقل المتطورة ساعدت على قصر المسافة بين الدول . وبعد أشهر من بقاء السيدة رملة رضي الله عنها رملة في الحبشة ، أنجبت مولودتها ( حبيبة ) ، فكنيت ( بأم حبيبة ) .
رؤية أم حبيبة رضي الله عنها
في إحدى الليالي ، رأت أم حبيبة رضي الله عنها في النوم أن زوجها عبيد الله في صورة سيئة ، ففزعت من ذلك ، وحينما أصبحت ، أخبرها زوجها بأنه وجد في دين النصرانية ما هو أفضل من الإسلام ، فحاولت رملة أن ترده إلى الإسلام ولكنها وجدته قد رجع إلى شرب الخمر من جديد . وفي الليلة التالية ، رأت في منامها أن هناك منادياً يناديها بأم المؤمنين ، فأولت أم حبيبة رضي الله عنها بأن الرسول صلى الله عليه وسلم سوف يتزوجها . وبالفعل ؛ مع مرور الأيام ، توفي زوجها على دين النصرانية ، فوجدت أم حبيبة رضي الله عنها نفسها غريبة في غير بلدها ، وحيدة بلا زوج يحميها ، أمّاً لطفلة يتيمة في سن الرضاع ، وابنة لأب مشرك تخاف من بطشه ولا تستطيع الالتحاق به في مكة ، فلم تجد هذه المرأة المؤمنة غير الصبر والاحتساب ، فواجهت المحنة بإيمان وتوكلت على الله سبحانه وتعالى .
زواج أم حبيبة رضي الله عنها
علم الرسول صلى الله عليه وسلم بما جرى لأم حبيبة ، فأرسل إلى النجاشي طالباً الزواج منها ، ففرحت أم حبيبة رضي الله عنها ، وصدقت رؤياها ، فعهدها وأصدقها النجاشي أربعمائة دينار، ووكلت هي ابن عمها خالد بن سعيد ابن العاص ، وفي هذا دلالة على أنه يجوز عقد الزواج بالوكالة في الإسلام . وبهذا الزواج خفف الرسول صلى الله عليه وسلم من عداوته لبني أمية ، فعندما علم أبو سفيان زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من ابنته السيدة رملة رضي الله عنها ، قال : ذاك الفحل ، لا يقرع أنفه ! ويقصد أن الرسول صلى الله عليه وسلم رجل كريم ، وبهذه الطريقة خفت البغضاء التي كانت في نفس أبي سفيان على الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما أن في هذا الموقف دعوة إلى مقابلة السيئة بالحسنة ، لأنها تؤدي إلى دفع وزوال الحقد والضغينة وصفاء النفوس بين المتخاصمين .
أبو سفيان في بيت أم حبيبة رضي الله عنها
حينما نقض المشركون في مكة صلح الحديبية ، خافوا من انتقام الرسول صلى الله عليه وسلم ، فأرسلوا أبا سفيان إلى المدينة لعله ينجح في إقناع الرسول بتجديد الصلح ، وفي طريقه إلى النبي عليه الصلاة والسلام ، مر أبو سفيان على ابنته أم حبيبة رضي الله عنها في بيتها ، وعندما همّ بالجلوس على فراش الرسول صلى الله عليه وسلم سحبته أم حبيبة رضي الله عنها من تحته وطوته بعيداً عنه ، فقال أبو سفيان : أراغبة بهذا الفراش يا بنية عني ؟ أم بي عنه ؟ ، فأجابته : بل به عنك ، لأنه فراش الرسول صلى الله عليه وسلم وأنت رجل نجس غير مؤمن ، فغضب منها ، وقال : أصابك بعدي شر ، فقالت : لا والله بل خير . وهنا نجد بأن هذه المرأة المؤمنة أعطت أباها المشرك درساً في الإيمان ، ألا وهو أن رابطة العقيدة أقوى من رابطة الدم والنسب ، وأنه يجب علينا عدم مناصرة وموالاة الكفار مهما كانت صلة المسلم بهم ، بل يجب علينا محاربتهم ومقاتلتهم من أجل نصرة الإسلام .

لذلك جهز الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين لفتح مكة ، وبالرغم من معرفة أم حبيبة رضي الله عنها لهذا السر ، إلا أنها لم تخبر أباها ، وحافظت على سر رسول الله صلى الله عليه وسلم وسر المسلمين . ففتح المسلمون مكة ، ودخل العديد من المشركين في دين الله ، وأسلم أبو سفيان ، فتكاملت أفراح أم حبيبة رضي الله عنها وشكرت الله على هذا الفضل العظيم . وفي هذا الموقف إشارة إلى أنه يجب على المرأة المسلمة حفظ سر زوجها ، وعدم البوح به حتى لأقرب الناس إليها ، فهناك العديد من النساء اللاتي يشركن الأهل في حل المشاكل الزوجية ، والكثير من هؤلاء النسوة يطلقن بسبب إفشائهن للسر وتدخل الأهل . لذلك يجب على الزوجة الصالحة المحافظة على بيت الزوجية وعدم البوح بالأسرار .
دورها في رواية الحديث الشريف
روت أم حبيبة رضي الله عنها عدة أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ مجموعها خمسة وستين حديثاً ، وقد اتفق لها البخاري ومسلم على حديثين . فلأم حبيبة رضي الله عنها حديث مشهور في تحريم الربيبة وأخت المرأة ، ‏فعن ‏‏زينب بنت أم سلمة ‏عن ‏أم حبيبة بنت أبي سفيان ‏ ‏قالت :‏ ‏دخل عليّ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ قلت : يارسول الله ، انكح أختي ابنة أبي سفيان ، قال : " وتحبين ذلك " . فقلت : نعم ، لست لك بمخلية ، وأحب من مشاركني في الخير أختي ، فقال : " إن ذلك لا يحل لي " . فقلت : يارسول الله ، فوالله إنا نتحدث أنك تريد أن تنكح درة بنت أبي سلمة ؟ قال : ( ابنة أم سلمة ) . فقلت : نعم ، فقال : " فوالله لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي ، إنها ابنة أخي من الرضاعة ، أرضعتني وأبا سلمة ثويبة ، فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن " . ( الراوي : أم حبيبة بنت أبي سفيان - خلاصة الدرجة : [ صحيح ] - المحدث : البخاري - المصدر : الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم : 5372 )

كذلك حديثها في فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن . كما أنها ذكرت أحاديث في الحج ، كاستحباب دفع الضعفة من النساء وغيرهن من المزدلفة إلى منى في أواخر الليل قبل زحمة الناس ، كما أنها روت في وجوب الإحداد للمرأة المتوفى عنها زوجها ، وفي أبواب الصوم : روت في الدعاء بعد الأذان ، وفي العير التي فيها الجرس لا تصحبها الملائكة ، وغيرها من الأحاديث التي كانت تصف أفعال الرسول عليه الصلاة والسـلام وأقواله .
وفاتها
توفيت رضي الله عنها سنة 44 بعد الهجرة ، ودفنت في البقيع ، وكانت قد دعت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قبل وفاتها ، فقالت : قد يكون بيننا وبين الضرائر فغفر لي ولك ما كان من ذلك ، فقالت عائشة : غفر الله لك ذلك كله وتجاوز وحلك من ذلك ، فقالت أم حبيبة : سررتني سرك الله . وأرسلت إلى أم سلمة فقالت لها : مثل ذلك ، وفي هذا إشارة إلى ما يجب على المسلمين أن يفعلوه قبل ساعة الموت ، ألا وهو التسامح والمغفرة ، كما فعلت أم حبيبة مع أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن أجمعين .

المصدر
موقع نصرة سيدنا محمد رسول الله

سندس كتبي
03-25-2011, 05:46 PM
أم حبيبة بنت أبي سفيان

أم حبيبة بِنْت أبي سُفْيان صخر بن حرب بن أميَّة بن عَبْد شمس القُرَشِيَّة الاموِيَّة‏ .‏ زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم ، إحدى أمهات المؤمنين رضي الله عنها ‏.‏ كُنيت بابِنْتها حبيبة بِنْت عُبَيْد الله بن جحش ، واسمها رَمْلَة‏ .‏ وقد ذكرناها في الراء ‏.‏ وكانت من السابقين إلى الإسلام‏ .‏ وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها عُبَيْد الله ، فولدت هناك حبيبة ، فتنصّر عُبَيْد الله ، ومات بالحبشة نصرانياً ، وبقيت أم حبيبة مسلمة بأرض الحبشة ، فأرسل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏ .‏ يخطبها إلى النجاشي قالت أم حبيبة‏ :‏ ما شعرتُ إلا برسول النجاشي جاريةٌ يقال لها‏ :‏ أبرهة ، كانت تقوم على ثيابه ودهنه ، فاستأذنت علي فأذنت لها ، فقالت ‏:‏ إن الملك يقول لكِ‏ :‏ إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كتب إليّ أن أزوّجكهِ ‏.‏ فقلت ‏:‏ بشّرك الله بخير ‏.‏ قالت‏ :‏ ويقول لك الملك‏ :‏ وكّلي من يزوّجكِ ‏.‏ فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص بن أميَّة فوكّلته ، وأعطيت أبرهة سوارين من فضة كانت عليّ ، وخواتيم فضة كانت في أصابعي ، سروراً بما بشرتني به ‏.‏ فلما كان العشيّ أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك من المسلمين يحضرون ، وخطب النجاشي فحمد الله ، وقال‏ :‏ أما بعد ، فإن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كتب إليّ أن أزوجه أم حبيبة بِنْت أبي سُفْيان ، فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وقد أصدقتها أربعمائة دينار ‏.‏ ثم سكب الدنانير بين يدي القوم ، فتكلم خالد بن سعيد فحمد الله وأثنى عليه ، وقال‏ :‏ أما بعد فقد أجبت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى ما دعا إليه ، وزوّجته أم حبيبة بِنْت أبي سُفْيان ، وبارك الله لرسوله‏ .‏ ودفع النجاشي الدنانير إلى خالد فقبضها‏ .‏ ثم أرادوا أن يتفرقوا فقال‏ :‏ ‏" ‏اجلسوا فإن من سنّة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج ‏" ‏‏.‏ ودعا بطعام فأكلوا ، ثم تفرقوا‏ .‏

قيل‏ :‏ إن الذي وكلته أم حبيب ليعقد النكاح عُثْمان بن عَفَّان بن أبي العاص بن أميَّة من أجل أن أمها صفية بِنْت أبي العاص عمة عُثْمان ‏.‏

قاله ابن إسحاق‏ :‏ تزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد زينب بِنْت خُزيمة الهلالية‏ .‏

لا اختلاف بين أهل السير وغيرهم في أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم تزوج أم حبيبة وهي بالحبشة ، إلا ما رواه مسلم بن الحجاج في صحيحه أن أبا سُفْيان لما أسلم طلب من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يتزوجها فأجابه إلى ذلك ‏.‏ وهو وهمٌ من بعض رواته ‏.‏

أخبرنا أبو بكر مُحَمَّد بن عَبْد الوهاب بن عَبْد الله بن علي الأنصاريّ يُعرف بابن الشَّيرجي الدمشقي وغير واحد ، قالوا‏: ‏ أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله ، أخبرنا أبو المكارم مُحَمَّد بن أحمد بن المحسن الطوسي ، حدثنا أبو الفضل مُحَمَّد بن أحمد بن الحسن العارف الميهني ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي ، حدثنا أبو مُحَمَّد حاجب ابن أحمد بن يَرْحُم الطوسي ، حدثنا عَبْد الرحيم بن منيب المروزي ، حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا مُحَمَّد بن عَبْد الله الشعيثي ، عن أبيه ، عن عَنبَسة بن أبي سُفْيان ، عن أم حبيبة زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم تعني عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم ، قال‏ :‏ ‏" ‏من صلى أربعاً قبل الظهر وأربعاً بعدها ، حُرِّم على النار‏ " ‏‏.‏

وتوفيت أم حبيبة سنة أربع وأربعين ‏.‏ أخرجه الثلاثة ‏.‏

المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير

سندس كتبي
06-28-2011, 03:36 PM
رملة بنت أبي سفيان

رَمْلَة بِنْت أبي سُفْيان صخر بن حرب بن أميَّة بن عَبْد شمس ، أم حبيبة القُرَشِيَّة الاموِيَّة أم المؤمنين ، زوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم و رضي الله عنها‏ .‏ وأمها صفية بِنْت أبي العاص عمة عُثْمان بن عَفَّان بن أبي العاص‏ .‏ قيل‏ :‏ اسمها رَمْلَة‏ .‏ وقيل‏ :‏ هِنْد‏ .‏ أسلمت قديماً بمَكَّة ، وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها عُبَيْد الله بن جحش ، فتنصّر بالحبشة‏ .‏ ومات بها ، وأبت هي أن تتنصر ، وثبتت على إسلامها ، فتزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهي بالحبشة ، زوجها منها عُثْمان بن عَفَّان ، وقيل ‏:‏ عقد عليها خالد بن سعيد بن العاص بن أميَّة ، وأمهرها النجاشي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أربعمائة دينار ، وأولم عليها عُثْمان لحماً‏ .‏ وقيل ‏:‏ أولم عليها النجاشي وحملها شرحبيل ابن حسنة إلى المدينة ‏.‏ وقد قيل ‏:‏ إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تزوجها وهي بالمدينة ‏.‏

روى مسلم بن الحجاج في صحيحه ‏:‏ أن أبا سُفْيان طلب من النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يتزوجها فأجابه إلى ذلك ‏.‏ وهذا مما يعد من أوهام مسلم ، لأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان قد تزوجها وهي بالحبشة قبل إسلام أبي سُفْيان ، لم يختلف أهل السير في ذلك ، ولما جاء أبو سُفْيان إلى المدينة قبل الفتح ، لما أوقعت قريش بخزاعة ، ونقضوا عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فخاف ، فجاء إلى المدينة ليجدد العهد ، فدخل على ابِنْته أم حبيبة ، فلم تتركه يجلس على فراش رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقالت‏ :‏ أنت مشرك‏ .‏

وقال قتادة‏ :‏ لما عادت من الحبشة مهاجرة إلى المدينة خطبها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فتزوجها وكذلك روى الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ‏.‏ وروى معُمر ، عن الزهري‏ :‏ أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تزوجها وهي بالحبشة ‏.‏ وهو أصح ‏.‏ ولما بلغ الخبر إلى أبي سُفْيان أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نكح أم حبيبة ابِنْته قال ‏:‏ ذلك الفحل لا يقدح أنفه ‏!‏‏ .‏

وتزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سنة ست ، وتوفيت سنة أربع وأربعين ‏.‏ وقيل‏ :‏ إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أرسل عَمْرو بن أميَّة الضمريّ إلى النجاشي يخطب أم حبيبة ، فزوجها إياه‏ .‏

وروى الزبير بن بكار قال ‏:‏ حدثني مُحَمَّد بن الحسن، عن عَبْد الله بن عَمْرو بن زهير ، عن إسماعيل بن عَمْرو ‏:‏ أن أم حبيبة قالت‏ :‏ ما شعرت وأنا بأرض الحبشة إلا برسول النجاشي جارية ، فاستأذنت فأذنت لها ، فقالت‏ :‏ إن الملك يقول لكِ‏ :‏ إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كتب إليّ أن أزوّجكيه ، فقلت ‏:‏ بشّرك الله بخير ‏.‏ فقالت‏ :‏ يقول الملك‏ :‏ وكّلي من يزوجكِ‏ .‏ فأرسلت إلى خالد بن سعد ، فوكلته ، فامر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك من المسلمين يحضرون وخطب النجاشي وقال‏ :‏ إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كتب إليّ أن أزوجه أم حبيبة بِنْت أبي سُفْيان ، فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وزوجته أم حبيبة ، فبارك الله لرسوله ‏.‏ ودفع النجاشي الدنانير إلى خالد ‏.‏

وروت عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم ، روى عنها أخوها مُعاوِيَة بن أبي سُفْيان ، وكان سألها‏ :‏ هل كان النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم يصلي في الثوب الذي يجامع فيه ? قالت ‏:‏ نعم ، إذ لم ير فيه أذى ‏.‏ وروى عنها غيره ‏.‏

أخبرنا إبراهيم بن مُحَمَّد وغيره ، قالوا بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي ‏:‏ حدثنا علي بن حجر ، أخبرنا يزيد بن هارون ، عن مُحَمَّد بن عَبْد الله الشُّعَيْثي ، عن أبيه ، عن عَنْبَسَة بن أبي سُفْيان ، عن أم حبيبة قالت‏ :‏ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏ :‏ ‏" ‏من صلى قبل الظهر أربعاً وبعده أربعاً ، حرّمه الله عَزَّ وجَلّ على النار‏ " ‏‏.‏

أخرجها الثلاثة ‏.‏

المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير

ريمة مطهر
09-28-2011, 07:33 PM
أمّ حَبِيبة
(25 ق ه - 44 ه = 596 - 664 م)

رملة بنت أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية : صحابية ، من أزواج النبي r وهي أخت معاوية . كانت من فصيحات قريش ومن ذوات الرأي والحصافة . تزوجها أولاً عبيد الله بن جحش وهاجرت إلى أرض الحبشة ( في الهجرة الثانية ) ثم ارتدَّ عبيد الله عن الإسلام فأعرضت عنه إلى أن مات فأرسل إليها رسول الله r يخطبها وعهد إلى النجاشي ( ملك الحبشة ) بعقد نكاحه عليها ووكلت هي خالد بن سعيد ابن العاص فأصدقها النجاشي من عنده أربع مئة دينار ، وذلك في سنة 7ه ، ولها من العمر بضع وثلاثون سنة وكان أبوها لا يزال على دين الجاهلية فلما بلغه ما صنع النبي r عجب له وقال : ذلك الفحل لا يقرع أنفه ! .
توفيت بالمدينة ولها في كتب الحديث 65 حديثاً .

المرجع
خير الدين الزركلي ، الأعلام ، الجزء الثالث .