فراس كتبي
02-27-2011, 09:45 PM
أول امرأة تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم
السيدة خديجة بنت خويلد ( رضي الله عنها ) بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ، وكانت قبله عند أبي هالة ، فولدت له هنداً وهالة .
وهما خالا الحسن والحسين ، وخلف عليها عتيق بن عائذ بن عبد الله المخزومي ، فولدت له جارية اسمها هند ، وهي الطاهرة ، وهي أخت فاطمة لأمها ، وهي خالة الحسن والحسين ، وكانت عند صيفي .
أخبرنا أبو أحمد ، عن الجوهري ، عن أبي زيد قال : حدثنا أبو خثيمة قال : حدثنا جرير بن عبد الحميد ، عن أشعث ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير قال : اجتمعت نساء قريش في عيد لهم فجاءهنّ يهودي فقال : يوشك أن يبعث فيكنّ نبي فأيتكنّ استطاعت أن تكون له أرضاً يطؤها فلتفعل ، فشمتنه وطردنه ، ووقر ذلك في صدر خديجة .
وكانت استأجرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثته مع ميسرة غلامها إلى الشام ، فبينما هي تنظر قدومها نظرت رجلاً يطلع من عقبة المدينة وليس في السماء غيم إلا قدر ما يظله ، وإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم ..
فقالت : إن قول اليهودي حق والمبعوث محمد ، فقالت له : اخطبني .
فلقي عمه أبا طالب فقال : ( اخطب عليّ خديجة ) .
قال : أخاف ألا يفعلوا أيم قريش وأنت يتيم قريش .
فقال : ( اخطبها علي ) .
فلقي أبو طالب وقالوا : عمها وهو الصحيح ، فذكر له ذلك ، فلقيها .
فقال : فلان يخطبك لشيخ من قريش .
فقالت : شيخ قضي شبابه وساء خلقه لا حاجة لي فيه .
فقال لها : محمد .
فقالت : أوسط قريش حسباً وأفصحهم لساناً أعود عليه بما لي فيكون عطف يميني ، فبعث إليه أن تعال نزوجك .
فاستنهض معه أبا طالب ، فقال : أخاف ألا يفعلوا، وإن ردوني كانت الفضيحة .
فتأخر وبعث معه حمزة ، فمروا بعلي رضي الله عنه يلعب مع الصبيان فانطلق معهم ، فلما دخلوا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الحمد لله الحي الذي لا يموت ) .
فقالوا : ما هذا الكلام ؟
ثم تكلم بما أراد وأرادوا ، فقالوا : تكلمت ولكن من يضمن لنا المهر ؟
فقال علي رضي الله عنه : أبي .
فلما بلغ الخبر أبا طالب جعل يُقبل علياً رضي الله عنه ويقول بأبي وأنت وأمي .
قالوا : والصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يومئذ ابن خمس وعشرين سنة ، ولو كان ذلك لكان لعلي رضي الله عنه يوم استشهد أكثر من سبعين سنة ، ولم يقل هذا أحد . والغلط في أحد الأمرين .
أما فيما رووه كون علي معهم أو فيما ذكروه من سن النبي يومئذ ، وقد قيل : إنه كان يومئذ ابن ثلاثين سنة ، وقال : ابن خمس وثلاثين ، والله أعلم بالصواب .
وروي أنا أبا طالب خطب في تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة .
أخبرنا أبو أحمد قال : حدثني أبو الحسن محمد بن القاسم السعدي قال : حدثنا وكيع قال : حدثنا إسحاق بن محمد النخعي قال : حدثنا محمد بن عثمان الواسطي قال : حدثنا علي بن هشام بن محمد بن عبد الله بن رافع عن أبيه عن جده قال :
لما أراد النبي أن يتزوج خديجة خطب أبو طالب فقال : الحمد لله ، جعلنا من زرع إبراهيم وذرية إسماعيل ، وجعل لنا بيتاً محجوجاً وحرماً آمناً ، وجعلنا الحكام على الناس ، ثم إن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي من لا يوازن بأحد إلا رجح به ولا يعدل بأحد إلا فضله ، وإن كان في المال قل فإن المال ظل زائل وله في خديجة رغبة لها فيه مثلها ، وما كان من صداق ففي مالي ، وله بعد نبأ عظيم وخطر شاسع .
وهذه من الخطب المستحسنة الموجزة .
المرجع
أبو هلال العسكري ، الأوائل ، ص 79
السيدة خديجة بنت خويلد ( رضي الله عنها ) بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ، وكانت قبله عند أبي هالة ، فولدت له هنداً وهالة .
وهما خالا الحسن والحسين ، وخلف عليها عتيق بن عائذ بن عبد الله المخزومي ، فولدت له جارية اسمها هند ، وهي الطاهرة ، وهي أخت فاطمة لأمها ، وهي خالة الحسن والحسين ، وكانت عند صيفي .
أخبرنا أبو أحمد ، عن الجوهري ، عن أبي زيد قال : حدثنا أبو خثيمة قال : حدثنا جرير بن عبد الحميد ، عن أشعث ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير قال : اجتمعت نساء قريش في عيد لهم فجاءهنّ يهودي فقال : يوشك أن يبعث فيكنّ نبي فأيتكنّ استطاعت أن تكون له أرضاً يطؤها فلتفعل ، فشمتنه وطردنه ، ووقر ذلك في صدر خديجة .
وكانت استأجرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثته مع ميسرة غلامها إلى الشام ، فبينما هي تنظر قدومها نظرت رجلاً يطلع من عقبة المدينة وليس في السماء غيم إلا قدر ما يظله ، وإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم ..
فقالت : إن قول اليهودي حق والمبعوث محمد ، فقالت له : اخطبني .
فلقي عمه أبا طالب فقال : ( اخطب عليّ خديجة ) .
قال : أخاف ألا يفعلوا أيم قريش وأنت يتيم قريش .
فقال : ( اخطبها علي ) .
فلقي أبو طالب وقالوا : عمها وهو الصحيح ، فذكر له ذلك ، فلقيها .
فقال : فلان يخطبك لشيخ من قريش .
فقالت : شيخ قضي شبابه وساء خلقه لا حاجة لي فيه .
فقال لها : محمد .
فقالت : أوسط قريش حسباً وأفصحهم لساناً أعود عليه بما لي فيكون عطف يميني ، فبعث إليه أن تعال نزوجك .
فاستنهض معه أبا طالب ، فقال : أخاف ألا يفعلوا، وإن ردوني كانت الفضيحة .
فتأخر وبعث معه حمزة ، فمروا بعلي رضي الله عنه يلعب مع الصبيان فانطلق معهم ، فلما دخلوا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الحمد لله الحي الذي لا يموت ) .
فقالوا : ما هذا الكلام ؟
ثم تكلم بما أراد وأرادوا ، فقالوا : تكلمت ولكن من يضمن لنا المهر ؟
فقال علي رضي الله عنه : أبي .
فلما بلغ الخبر أبا طالب جعل يُقبل علياً رضي الله عنه ويقول بأبي وأنت وأمي .
قالوا : والصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يومئذ ابن خمس وعشرين سنة ، ولو كان ذلك لكان لعلي رضي الله عنه يوم استشهد أكثر من سبعين سنة ، ولم يقل هذا أحد . والغلط في أحد الأمرين .
أما فيما رووه كون علي معهم أو فيما ذكروه من سن النبي يومئذ ، وقد قيل : إنه كان يومئذ ابن ثلاثين سنة ، وقال : ابن خمس وثلاثين ، والله أعلم بالصواب .
وروي أنا أبا طالب خطب في تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة .
أخبرنا أبو أحمد قال : حدثني أبو الحسن محمد بن القاسم السعدي قال : حدثنا وكيع قال : حدثنا إسحاق بن محمد النخعي قال : حدثنا محمد بن عثمان الواسطي قال : حدثنا علي بن هشام بن محمد بن عبد الله بن رافع عن أبيه عن جده قال :
لما أراد النبي أن يتزوج خديجة خطب أبو طالب فقال : الحمد لله ، جعلنا من زرع إبراهيم وذرية إسماعيل ، وجعل لنا بيتاً محجوجاً وحرماً آمناً ، وجعلنا الحكام على الناس ، ثم إن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي من لا يوازن بأحد إلا رجح به ولا يعدل بأحد إلا فضله ، وإن كان في المال قل فإن المال ظل زائل وله في خديجة رغبة لها فيه مثلها ، وما كان من صداق ففي مالي ، وله بعد نبأ عظيم وخطر شاسع .
وهذه من الخطب المستحسنة الموجزة .
المرجع
أبو هلال العسكري ، الأوائل ، ص 79