فراس كتبي
02-26-2011, 05:08 PM
أول من سن الدية مائة من الإبل
قال أبو هلال العسكري :
أول من سن الدية مائة من الإبل عبد المطلب .
أخبرنا جماعة من مشايخنا قالوا : لقي عبد المطلب من قريش أذى كثيراً حين أقام سقاية زمزم وحسدوه حسداً شديداً لانصراف الناس إليها عن غيرها لمكانها من المسجد الحرام ، ولأنها بئر إسماعيل عليه السلام ، فنذر لئن ولد له عشرة نفر بلغوا معه حتى يمنعوه ليذبحنّ أحدهم لله عند الكعبة ، فلما توافى بنوه عشرة جمعهم ثم أخبرهم بنذرهم ودعاهم إلى الوفاء لله به فأطاعوه .
وقالوا : كيف نصنع ؟
قال : ليأخذ كل رجل منكم قدحاً وليكتب عليه اسمه ثم ليأتين به .
ففعلوا ، فدخل بهم على هبل ، وكان أعظم أصنام قريش يضربون عنده بقداحهم لحوائجهم ، فقال عبد المطلب للسادن : اضرب على بنيّ هؤلاء بقداحهم .
ودخل الكعبة فقام يدعو الله ، فضرب بها عليهم ، فخرج القدح على عبد الله وكان أحب ولده إليه ، وكان هو وأبو طالب لفاطمة بنت عمرو بن عابد المخزومي ، فأخذ عبد المطلب بيده وأخذ الشفرة ، ثم أقبل به إلى إساف ونائلة وهما وثنا قريش اللذان تنحر عندهما ذبائحهم ليذبحه .
فقامت إليه قريش فقالوا : لا تذبحه أبدا ًحتى تعذر فيه ، ولئن فعلت هذا لا يزال الرجل يأتي بابنه حتى يذبحه فما بقاء الناس على هذا ، ولو كان فداه أموالنا أفدينا ، وانطلق إلى الحجاز فإن فيه عرافة فاستخرها .
فانطلق حتى قدم عليها فقالت : كم الدية فيكم ؟
قال : عشر من الإبل .
قال : فارجع إلى بلادك ثم قرب صاحبك وعشراً من الإبل واضرب عليه وعليها بالقداح ، فإن خرجت عليه فزده عشراً من الإبل حتى يرضى ربك فإن خرجت على الإبل فانحرها عنه ، فقد رضي ربك ونجى ولدك .
فخرج حتى أتى مكة ثم قرب عبد الله وعشراًً من الإبل وضرب فخرج القداح على الإبل ، فقالت قريش : قد انتهى رضى ربك .
فقال : والله ما أنصفت ربي خرجت على عبد الله تسع مرات فلم أذبحه وخرجت على الإبل مرة فأذبحها ، لا والله حتى أضرب عليها ثلاث مرات .
فضربوا فخرجت القداح على الإبل فنحرت ثم تركت لا يصد عنها بائس ولا سبع ، وولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خمس سنين من هذه القصة .
- أول من سن الدية كذلك (النضر بن كنانة ) ، وذلك أنه قتل أخاه فوداه مائة من الإبل ، فجرت سنة .
- وقال أبو اليقظان : أول من سنها كذلك ( أبو سيارة العدواني ) ، وهو الذي كان يفيض بالناس من المزدلفة إلى منى على حمار أسود أربعين سنة ، فقال العرب : أصح من عير أبي سيارة ، فجرت مثلاً .
المرجع
أبو هلال العسكري ، الأوائل ، ص 15
قال أبو هلال العسكري :
أول من سن الدية مائة من الإبل عبد المطلب .
أخبرنا جماعة من مشايخنا قالوا : لقي عبد المطلب من قريش أذى كثيراً حين أقام سقاية زمزم وحسدوه حسداً شديداً لانصراف الناس إليها عن غيرها لمكانها من المسجد الحرام ، ولأنها بئر إسماعيل عليه السلام ، فنذر لئن ولد له عشرة نفر بلغوا معه حتى يمنعوه ليذبحنّ أحدهم لله عند الكعبة ، فلما توافى بنوه عشرة جمعهم ثم أخبرهم بنذرهم ودعاهم إلى الوفاء لله به فأطاعوه .
وقالوا : كيف نصنع ؟
قال : ليأخذ كل رجل منكم قدحاً وليكتب عليه اسمه ثم ليأتين به .
ففعلوا ، فدخل بهم على هبل ، وكان أعظم أصنام قريش يضربون عنده بقداحهم لحوائجهم ، فقال عبد المطلب للسادن : اضرب على بنيّ هؤلاء بقداحهم .
ودخل الكعبة فقام يدعو الله ، فضرب بها عليهم ، فخرج القدح على عبد الله وكان أحب ولده إليه ، وكان هو وأبو طالب لفاطمة بنت عمرو بن عابد المخزومي ، فأخذ عبد المطلب بيده وأخذ الشفرة ، ثم أقبل به إلى إساف ونائلة وهما وثنا قريش اللذان تنحر عندهما ذبائحهم ليذبحه .
فقامت إليه قريش فقالوا : لا تذبحه أبدا ًحتى تعذر فيه ، ولئن فعلت هذا لا يزال الرجل يأتي بابنه حتى يذبحه فما بقاء الناس على هذا ، ولو كان فداه أموالنا أفدينا ، وانطلق إلى الحجاز فإن فيه عرافة فاستخرها .
فانطلق حتى قدم عليها فقالت : كم الدية فيكم ؟
قال : عشر من الإبل .
قال : فارجع إلى بلادك ثم قرب صاحبك وعشراً من الإبل واضرب عليه وعليها بالقداح ، فإن خرجت عليه فزده عشراً من الإبل حتى يرضى ربك فإن خرجت على الإبل فانحرها عنه ، فقد رضي ربك ونجى ولدك .
فخرج حتى أتى مكة ثم قرب عبد الله وعشراًً من الإبل وضرب فخرج القداح على الإبل ، فقالت قريش : قد انتهى رضى ربك .
فقال : والله ما أنصفت ربي خرجت على عبد الله تسع مرات فلم أذبحه وخرجت على الإبل مرة فأذبحها ، لا والله حتى أضرب عليها ثلاث مرات .
فضربوا فخرجت القداح على الإبل فنحرت ثم تركت لا يصد عنها بائس ولا سبع ، وولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خمس سنين من هذه القصة .
- أول من سن الدية كذلك (النضر بن كنانة ) ، وذلك أنه قتل أخاه فوداه مائة من الإبل ، فجرت سنة .
- وقال أبو اليقظان : أول من سنها كذلك ( أبو سيارة العدواني ) ، وهو الذي كان يفيض بالناس من المزدلفة إلى منى على حمار أسود أربعين سنة ، فقال العرب : أصح من عير أبي سيارة ، فجرت مثلاً .
المرجع
أبو هلال العسكري ، الأوائل ، ص 15