ريمة مطهر
02-22-2011, 11:46 PM
أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها
( الفتاة المهاجرة )
نسبها
إنها الصحابية الفاضلة " أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط " رضي اللَّه عنها أخت عثمان بن عفان لأمه ، تزوجها زيد ابن حارثة رضي الله عنه ، ثم ما لبث أن استشهد في غزوة مؤتة ، فتزوجها الزبير بن العوام فولدت له زينب ، ثم طلقها فتزوجها عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، وكانت معه مثالاً للزوجة الصالحة الوفية ، وأنجبتْ له إبراهيم وحميداً ، ولما توفي عبد الرحمن ابن عوف تزوجها عمرو بن العاص فعاشتْ معه شهراً ثم توفيت ، وكان ذلك في خلافة الإمام علي بن أبى طالب كرم الله وجهه .
وقد روت أم كلثوم رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنها الكثيرون ؛ ومما روى عنها أنها سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول : " ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس فينمى خيراً ويقول خيراً . " [ متفق عليه ]
من مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم
اشترط كفار قريش لأنفسهم في صلح الحديبية الذي عقدوه مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هذا الشرط : " لا يأتيك منا أحد ، وإن كان على دينك ، إلا رددته إلينا " ، فكان شرطاً قاسياً وابتلاءً عظيماً لكل من آمن من أهل مكة ولم يهاجر بعد ..
وكانت هناك فتاة قرشية أسلمت قبل هذا الصلح بكثير، أسلمت قبل أن يُهاجر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، لكنها لضعفها ورقتها لم تحتمل ما تعرض له مسلمو مكة بعد ذلك الصلح من فتنة وعذاب ، وضاقت ذرعاً بما يصنع المشركون ، فقررت بالرغم من علمها بذلك الشرط أن تُهاجر إلى المدينة حيث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، ثم ليقضِ اللَّه بعد ذلك في أمرها ما يشاء .
إنها فتاة صَدَقتْ الله عز وجل وهاجرتْ في سبيله ابتغاء مرضاته ، متوكلة عليه ، وكانت بمفردها ، ليس معها من رفيق سوى الله عز وجل . خرجتْ رغم أنف الكافرين راغبة في جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحقق الله لها رغبتها .
خرجت ، دون أن تُعْلِمَ أحداً بخروجها ، قاصدة يثرب ، مهاجرة إلى اللَّه ورسوله . فيسر اللَّه لها قافلة لرجل من خزاعة ، فاستبشرت خيراً وأمِنت الرجل وقافلته على نفسها ، إذ قد علمت أن خزاعة قد دخلت في حلف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ضد قريش ، فصحبتهم إلى المدينة ، فأحسنوا صحبتها حتى بلغت مأمنها ... وخرج أهلها يبحثون عنها ، فعلموا أنها هاجرت إلى المدينة ، فقالوا : لا ضير، بيننا وبين محمد عهد وصلح ، وليس أحد من الناس بأوفى من محمد ، نذهب إليه ، ونسأله أن يفي لنا بعهدنا .
وقدم أخواها " عمارة " و " الوليد " المدينة في طلب أختهما ، وعلمت الفتاة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سيفي لهما بما وعد ، فأقبلت نحو رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في ثقة فقالت : يا رسول اللَّه أنا امرأة ، وحَالُ النساء إلى ما قد علمت ( من الضعف ) ، فأخشى إن رددتني إليهم أن يفتنوني في ديني ولا صبر لي .
فـإذا برحمات اللَّه تنزل لتلغى ذلك الشرط الجائر في حق النساء ، فأنزل الله تعالى في ذلك قرآناً يُتْلَى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن ألله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار . ) [ الممتحنة : 10 ]
وتمثل هذا الامتحان في سؤال المرأة عن سبب هجرتها ؛ ليتأكد من صدق إسلامها وحسن إقبالها على الله ورسوله .. فقالت : " باللَّه ما خرجت من بغض زوج ، وباللَّه ما خرجت رغبة عن أرض إلى أرض ، وباللَّه ما خرجت التماس دنيا ، وباللَّه ما خرجت إلا حباً للَّه ورسوله " .
وعلم اللَّه ما في قلب هذه الفتاة المؤمنة من خير، فإنه ما أخرجها من أرضها وديارها إلا حب اللَّه وحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأنزل السكينة عليها ، وألقى في قلوب المسلمين تصديقها ، ورد أخويها والذين ظلموا على أعقابهم وخَيَّب مسعاهم .. وهكذا مَنْ تَصْدُقِ اللَّه يصدقْها ، ومن تتوكل على اللَّه يَكْفِها ، ومن تستنصر اللَّه ينصرها ، قال تعالى : ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون . ) [ يوسف : 21 ]
المصدر
موسوعة الأسرة المسلمة
( الفتاة المهاجرة )
نسبها
إنها الصحابية الفاضلة " أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط " رضي اللَّه عنها أخت عثمان بن عفان لأمه ، تزوجها زيد ابن حارثة رضي الله عنه ، ثم ما لبث أن استشهد في غزوة مؤتة ، فتزوجها الزبير بن العوام فولدت له زينب ، ثم طلقها فتزوجها عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، وكانت معه مثالاً للزوجة الصالحة الوفية ، وأنجبتْ له إبراهيم وحميداً ، ولما توفي عبد الرحمن ابن عوف تزوجها عمرو بن العاص فعاشتْ معه شهراً ثم توفيت ، وكان ذلك في خلافة الإمام علي بن أبى طالب كرم الله وجهه .
وقد روت أم كلثوم رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنها الكثيرون ؛ ومما روى عنها أنها سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول : " ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس فينمى خيراً ويقول خيراً . " [ متفق عليه ]
من مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم
اشترط كفار قريش لأنفسهم في صلح الحديبية الذي عقدوه مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هذا الشرط : " لا يأتيك منا أحد ، وإن كان على دينك ، إلا رددته إلينا " ، فكان شرطاً قاسياً وابتلاءً عظيماً لكل من آمن من أهل مكة ولم يهاجر بعد ..
وكانت هناك فتاة قرشية أسلمت قبل هذا الصلح بكثير، أسلمت قبل أن يُهاجر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، لكنها لضعفها ورقتها لم تحتمل ما تعرض له مسلمو مكة بعد ذلك الصلح من فتنة وعذاب ، وضاقت ذرعاً بما يصنع المشركون ، فقررت بالرغم من علمها بذلك الشرط أن تُهاجر إلى المدينة حيث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، ثم ليقضِ اللَّه بعد ذلك في أمرها ما يشاء .
إنها فتاة صَدَقتْ الله عز وجل وهاجرتْ في سبيله ابتغاء مرضاته ، متوكلة عليه ، وكانت بمفردها ، ليس معها من رفيق سوى الله عز وجل . خرجتْ رغم أنف الكافرين راغبة في جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحقق الله لها رغبتها .
خرجت ، دون أن تُعْلِمَ أحداً بخروجها ، قاصدة يثرب ، مهاجرة إلى اللَّه ورسوله . فيسر اللَّه لها قافلة لرجل من خزاعة ، فاستبشرت خيراً وأمِنت الرجل وقافلته على نفسها ، إذ قد علمت أن خزاعة قد دخلت في حلف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ضد قريش ، فصحبتهم إلى المدينة ، فأحسنوا صحبتها حتى بلغت مأمنها ... وخرج أهلها يبحثون عنها ، فعلموا أنها هاجرت إلى المدينة ، فقالوا : لا ضير، بيننا وبين محمد عهد وصلح ، وليس أحد من الناس بأوفى من محمد ، نذهب إليه ، ونسأله أن يفي لنا بعهدنا .
وقدم أخواها " عمارة " و " الوليد " المدينة في طلب أختهما ، وعلمت الفتاة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سيفي لهما بما وعد ، فأقبلت نحو رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في ثقة فقالت : يا رسول اللَّه أنا امرأة ، وحَالُ النساء إلى ما قد علمت ( من الضعف ) ، فأخشى إن رددتني إليهم أن يفتنوني في ديني ولا صبر لي .
فـإذا برحمات اللَّه تنزل لتلغى ذلك الشرط الجائر في حق النساء ، فأنزل الله تعالى في ذلك قرآناً يُتْلَى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن ألله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار . ) [ الممتحنة : 10 ]
وتمثل هذا الامتحان في سؤال المرأة عن سبب هجرتها ؛ ليتأكد من صدق إسلامها وحسن إقبالها على الله ورسوله .. فقالت : " باللَّه ما خرجت من بغض زوج ، وباللَّه ما خرجت رغبة عن أرض إلى أرض ، وباللَّه ما خرجت التماس دنيا ، وباللَّه ما خرجت إلا حباً للَّه ورسوله " .
وعلم اللَّه ما في قلب هذه الفتاة المؤمنة من خير، فإنه ما أخرجها من أرضها وديارها إلا حب اللَّه وحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأنزل السكينة عليها ، وألقى في قلوب المسلمين تصديقها ، ورد أخويها والذين ظلموا على أعقابهم وخَيَّب مسعاهم .. وهكذا مَنْ تَصْدُقِ اللَّه يصدقْها ، ومن تتوكل على اللَّه يَكْفِها ، ومن تستنصر اللَّه ينصرها ، قال تعالى : ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون . ) [ يوسف : 21 ]
المصدر
موسوعة الأسرة المسلمة