شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : أم حكيم


ريمة مطهر
02-22-2011, 07:38 PM
أم حكيم رضي الله عنها
( قاتلة السبعة )

إنها أم حكيم بنت الحارث رضي اللَّه عنها ، ذات الوفاء النادر للزوج ، والمعرفة الصحيحة بملكاته . فأحبتْ له الخير، وسعتْ بينه وبين رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تستأمن له ، فأمّنه رسول اللَّه .

نسبها
أم حكيم بنت الحارث بن هشام القرشية المخزومية ، وأمها فاطمة بنت الوليد ، أخت خالد . تزوجها عكرمة بن أبي جهل .

من مواقفها مع النبي صلى الله عليه وسلم
كانت يوم أحد حرباً على الإسلام والمسلمين ، وكانت يوم اليرموك حرباً على الكفر والكافرين .. أسلمت يوم فتح مكة ولم يسلم زوجها " عِكرمة بن أبى جهل " وخرج من مكة ، وذهب إلى اليمن بعد أن أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه ، فجعلت تغدو إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتطلب منه الأمان لزوجها ، فرقَّ النبي صلى الله عليه وسلم لحالها ، وأذن لها أن تدركه تبشره بالعفو ، فخرجت فى أثره وأدركته عند ساحل من سواحل تهامة وقد هَمَّ بركوب البحر ، فدمعت عيناها وأخذت تقول له : يا ابن العم جئتك من أوصل الناس وخير الناس ، لا تهلك نفسك وقد استأمنت لك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأمَّنكَ . فقال : أنت فعلتِ ذلك ؟ قالت : نعم ، فقد كلمته فأمَّـنَك . فرجع معها " عكرمة " ، وأتيا النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما انتهيا إلى باب المسجد أسرعت الخُطا ودخلت ، واستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم فأذن ، فتقدم " عكرمة " فبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام وعلى الجهاد . وبذلك كانت سبباً فى إسلام زوجها ، فحسن إسلامه ، وجاهد فى اللَّه حتى رزقه اللَّه الشهادة فى موقعة أجنادين .

تزوجت السيدة أم حكيم رضي اللَّه عنها بعد ذلك الصحابى الجليل خالد بن سعيد بن العاص رضى اللَّه عنه وقبل أن يدخل بها نادى منادى الجهاد أن استعدوا لقتال الروم ولكن فراسة خالد رضي الله عنه حدثته أنه مقتول غداً وفراسة المؤمن لا تُخطئ ، فإنه يرى بنور اللَّه فعرض على امرأته أن يدخل بها فقالت : لو تأخرت حتى يهزم اللَّه هذه الجموع . فقال : إن نفسي تحدثني أنى أُقتل . قالت : فدونك . فأعرس بها عند القنطرة التي عُرفت بعد ذلك بقنطرة أم حكيم ، ثم أصبح فأولموا عليهما . فما فرغوا من الطعام حتى وافتهم الروم ، ووقع القتال فاستشهد خالد رضي الله عنه أمام عينيها ، فشدَّت أم حكيم رضي الله عنهاعليها ثيابها وخرجت إلى القتال ؛ انتصاراً للدين وانتقاماً لمقتل زوجيها عكرمة وخالد وقتلى المسلمين ، واستطاعت أن تقتل بعمود الخيمة التي بنى بها خالد فيها سبعة من الروم ، ثم واصلت كفاحها ، فسطَّر التاريخ حياتها بأحرف من نور، فرضى اللَّه عنها وأرضاها .

وأخرج ابن منده من طريق الشجري عن ابن إسحاق عن ابن شهاب عن عروة قال : كانت أم حكيم بنت الحارث عند عكرمة وكانت فاختة بنت الوليد بن المغيرة عند صفوان بن أمية فأسلمتا جميعاً ، واستأمنت أم حكيم بنت الحارث لعكرمة فأمنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

المراجع
الاستيعاب - أسد الغابة - الإصابة