نسمة ربيع
02-18-2011, 10:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
بماذا ينال الإنسان محبة الله عز وجل؟ وهذه التي يطلبها كل إنسان
,والمحبة عبارة عن أمر فطري يكون في الإنسان ولا يملكه, ولهذا يُروَى أن الرسول عليه الصلاة
والسلام قال في العدل بين زوجاته "هذا قَسمي في ما أملك,فلا تلمني في مالا أملك"
رواه أحمد والترمذي وغيرهم.
فالجواب :أن المحبة لها أسباب كثيرة:
منها أن ينظر الإنسان من الذي خلقة؟ ومن الذي أمده بالنعم منذ أن كان في بطن
أمه؟ ومَن الذي أجرى إليك الدم في عروقك قبل أن تنزل إلى الأرض إلا الله عز
وجل؟ من الذي دفع عنك النقم التي انعقدت أسبابها, وكثير ما تشاهد بعينك
آفات ونقمات تهلكك, فيرفعها الله عنك؟
وهذا لا شك أنه يجلب المحبة, ولهذا ورد في الأثر:"أحبوا الله لما يغذوكم به من النعم"رواه الترمذي و الحاكم وغيرهم...
وأعتقد لو أن أحدا أهدى إليك قلما ,لأحببته فإذا كان كذلك, فأنت انظر نعمة
الله عليك النعم العظيمة الكثيرة التي لا تحصيها,تحب الله.
ولهذا إذا جاءت النعمة وأنت في حاجة شديدة إليها, تجد قلبك ينشرح, وتحب
الذي أسداها إليك, بخلاف النعم الدائمة, فأنت تذر هذه النعم التي أعطاك الله,
وتذكر أيضا أن الله فضلك على كثير من عباده المؤمنين, إن كان الله مَنَّ عليك
بالعلم, ,فقد فضَّلَكَ بالعلم,أو بالعبادة,فقد فضَّلَكَ بالعبادة,أو بالمال ,فقد
فضلك بالمال, أو بالأهل ,فقد فضلك بالأهل,أو بالقوت , فقد فضلك بالقوت,
وما من نعمة إلا وتحتها ما هو دونها, فأنتَ إذا رأيت هذه النعم العظيمة , شكرت الله وأحببته.
ومنها: محبة ما يحبه الله من الأعمال القولية والفعلية والقلبية, تحب الذي يحبه
الله, لأن الله يجازيك على هذا أن يضع محبته في قلبك, فتحب الله إذا قمت بما
يحب, وكذلك تحب من يحب, والفرق بينهما ظاهر,الأخيرة من الأشخاص ,
والأولى من الأعمال, لأننا أتينيا بـ(ما) التي لغير العاقل من الأعمال والأماكن و
الأزمان, وهذه (من) للعاقل من الأشخاص, تحب النبي عليه الصلاة والسلام ,
تحب إبراهيم,تحب موسى , تحب عيسى وغيرهم من الأنبياء,تحب الصديقين,
كأبي بكر, و الشهداء, وغير ذلك ممن يحبهم الله, فهذا يجلب لك محبة الله,وهو
أيضا من آثار محبة الله, فهو سبب وأثر.
ومنها: كثرة ذكر الله, بحيث يكون دائما على بالك,حتى تكون كلما شاهدت شيئا,
استدللت به عليه عز وجل, حتى يكون قلبك دائما مشغولا بالله ,معرضا عما سواه, فهذا يجلب لك محبة الله عز وجل.
وهذه الأسباب الثلاث هي عندي من أقوى أسباب المحبة لله عز وجل.
اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك
علمنا الله وإياكم ما ينفعنا,ونفعنا بما علمنا,وزادنا علما وعملا ,إنه ولي ذلك
والقادر عليه.
وآخر دعوانا,أن الحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم
الدين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مقتطف من كتاب(شرح العقيدة الواسطية)لشيخ الإسلام ابن تيمية.
شرحه: فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين.
المجلد الأول.
*ملاحظة:أنصح بشدة بقراءة هذا الكتاب, مجلدين,فهو مفيد
وممتع,وسهل للفهم بإذن الله للطلبة والطالبات,ولكن قبل الشروع بقرائته,يجب
قراءة (متن العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية)كتيب صغير.
نفعنا الله وإياكم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
بماذا ينال الإنسان محبة الله عز وجل؟ وهذه التي يطلبها كل إنسان
,والمحبة عبارة عن أمر فطري يكون في الإنسان ولا يملكه, ولهذا يُروَى أن الرسول عليه الصلاة
والسلام قال في العدل بين زوجاته "هذا قَسمي في ما أملك,فلا تلمني في مالا أملك"
رواه أحمد والترمذي وغيرهم.
فالجواب :أن المحبة لها أسباب كثيرة:
منها أن ينظر الإنسان من الذي خلقة؟ ومن الذي أمده بالنعم منذ أن كان في بطن
أمه؟ ومَن الذي أجرى إليك الدم في عروقك قبل أن تنزل إلى الأرض إلا الله عز
وجل؟ من الذي دفع عنك النقم التي انعقدت أسبابها, وكثير ما تشاهد بعينك
آفات ونقمات تهلكك, فيرفعها الله عنك؟
وهذا لا شك أنه يجلب المحبة, ولهذا ورد في الأثر:"أحبوا الله لما يغذوكم به من النعم"رواه الترمذي و الحاكم وغيرهم...
وأعتقد لو أن أحدا أهدى إليك قلما ,لأحببته فإذا كان كذلك, فأنت انظر نعمة
الله عليك النعم العظيمة الكثيرة التي لا تحصيها,تحب الله.
ولهذا إذا جاءت النعمة وأنت في حاجة شديدة إليها, تجد قلبك ينشرح, وتحب
الذي أسداها إليك, بخلاف النعم الدائمة, فأنت تذر هذه النعم التي أعطاك الله,
وتذكر أيضا أن الله فضلك على كثير من عباده المؤمنين, إن كان الله مَنَّ عليك
بالعلم, ,فقد فضَّلَكَ بالعلم,أو بالعبادة,فقد فضَّلَكَ بالعبادة,أو بالمال ,فقد
فضلك بالمال, أو بالأهل ,فقد فضلك بالأهل,أو بالقوت , فقد فضلك بالقوت,
وما من نعمة إلا وتحتها ما هو دونها, فأنتَ إذا رأيت هذه النعم العظيمة , شكرت الله وأحببته.
ومنها: محبة ما يحبه الله من الأعمال القولية والفعلية والقلبية, تحب الذي يحبه
الله, لأن الله يجازيك على هذا أن يضع محبته في قلبك, فتحب الله إذا قمت بما
يحب, وكذلك تحب من يحب, والفرق بينهما ظاهر,الأخيرة من الأشخاص ,
والأولى من الأعمال, لأننا أتينيا بـ(ما) التي لغير العاقل من الأعمال والأماكن و
الأزمان, وهذه (من) للعاقل من الأشخاص, تحب النبي عليه الصلاة والسلام ,
تحب إبراهيم,تحب موسى , تحب عيسى وغيرهم من الأنبياء,تحب الصديقين,
كأبي بكر, و الشهداء, وغير ذلك ممن يحبهم الله, فهذا يجلب لك محبة الله,وهو
أيضا من آثار محبة الله, فهو سبب وأثر.
ومنها: كثرة ذكر الله, بحيث يكون دائما على بالك,حتى تكون كلما شاهدت شيئا,
استدللت به عليه عز وجل, حتى يكون قلبك دائما مشغولا بالله ,معرضا عما سواه, فهذا يجلب لك محبة الله عز وجل.
وهذه الأسباب الثلاث هي عندي من أقوى أسباب المحبة لله عز وجل.
اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك
علمنا الله وإياكم ما ينفعنا,ونفعنا بما علمنا,وزادنا علما وعملا ,إنه ولي ذلك
والقادر عليه.
وآخر دعوانا,أن الحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم
الدين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مقتطف من كتاب(شرح العقيدة الواسطية)لشيخ الإسلام ابن تيمية.
شرحه: فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين.
المجلد الأول.
*ملاحظة:أنصح بشدة بقراءة هذا الكتاب, مجلدين,فهو مفيد
وممتع,وسهل للفهم بإذن الله للطلبة والطالبات,ولكن قبل الشروع بقرائته,يجب
قراءة (متن العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية)كتيب صغير.
نفعنا الله وإياكم.