صالح المسند
02-17-2011, 10:52 AM
كثيرة هي الشخصيات التي كان لها الأثر الواضح والجلي في هذه الحياة وبعض تلك الشخصيات تركت لنا إرثاً حاضراً باقي وشاهد عليها .
هناك شخصيات كثيرة قد تجاهلهم إعلامنا بل لا يعلم عنهم الكثير من المجتمع السعودي وسببه عدم إبراز شخصياتهم ونتاجهم الفكري والأدبي على وسائل الإعلام بل لم نجد لمسة وفاء وللأسف في إعلامنا تجاه هؤلاء .
لكن أولئك آثروا العمل بصمت وخلف الكواليس وتركوا الكلام لأعمالهم فهي التي سوف تتحدث عنهم تاركين العناوين العريضة واللقاءات لغيرهم .
أود أن أتناول شخصية إعلامية تجاهلها إعلامنا المكتوب والمرئي والمسموع ولم نسمع عن أي وسيلة إعلامية قد تحدثت عنها رغم أن هذه الشخصية قد فرضت نفسها على مدى نصف قرن من الزمان في العمل الإعلامي فإذا ما بحثنا في أرشيف الماضي وبين دفات السجلات عندها نفأجأ بأنها الوحيدة التي كانت موجودة وحاضرة على كافة الأنشطة والفنون .
إنه :سعيد الهندي فمن هو سعيد الهندي ؟
الكل يجهله وقد لا يعرفه إلا القليل من جيل هذا اليوم أما العمالقة من الإعلاميين القدامى فلا أحد منهم يجهله رغم أنه مغيّب إعلامياً .
سعيد الهندي : شخصية إعلامية من أصل لبناني حضرت للسعودية عند إفتتاح أول إذاعة سعودية عام 1368هـ 1948م
وهي إذاعة جدة الإذاعة السعودية الوحيدة آنذاك .وقد عمل في بدء حياته في قسم الإخراج مع محمود عصمت ومحمد غنيم وخميس سويدان وأحمد سالم وأخرج العديد من التمثليات الإذاعية الهادفة منذ السبعينات الهجرية الخمسينات ميلادية وكتب وصاغ مئات القصائد التي دخلت لمكتبة إذاعة جدة قبل أي قصائد أخرى فكان له السبق الأول في ذلك .
ويعتبر سعيد الهندي أول من كتب قصيدة سجلت رسمياً يإذاعة جدة عام 1375ـ 1955م ، لتكون أول مادة سعودية تدخل مكتبة الإذاعة وليكون هو أول شاعر للإذاعة وأطلق عليه اسم : شاعر الإذاعة لأجل ذلك .
وتوالت أعماله الأدبية والبرامجية حتى أخرج وألف العديد من التمثيليات والسباعيات وكتب الكثير من القصائد الخالدة .
وله العديد من القصائد الدينية والوطنية وبعض الأناشيد التي كانت خاصة بتحرير الجزائر وعن واحة البريمي .
أما القصائد الدينية التي كانت تذاع عبر الإذاعة السعودية فمعظمها صاغ كلماتها سعيد الهندي وقد كتب عن المناسبات السياسية أثناء سفريات الملك سعود وعودته كذلك كتب العديد من القصائد عن الملك فيصل حسب المناسبات السياسية لها.
وكتب عن أهم المناسبات والشعائر الدينية وهي مناسبة الحج فقد كتب في ذلك قصائد عديدة منها ما تم إنشاده مثل : ركب الحجيج . ولبيك إلهي يا سند .
ومن قصائده عن الحج نختار بعضاً من أبياتها والتي يترنم بها في بطحاء مكة :
وبها الأركان والبيت الذي
شدا بالإيمان أزر المسلمين
أسعد الله بها من أسعدا
جاور الركن وحيا المسجدا
قف بهذا السفح قرب العلم
وانهل الطيب شذا من زمزم
وطف البيت طواف المحرم
واعتمر لله رب العالمين
من ذراها
نزل الروح الأمين
في ثراها
وضع الحق المبين
إنها المنهل والمورد، وهي الغاية والمقصد، فهي منزل الوحي ودار الإسلام:
شريعة الله رفت في مآذنها
وفي الحنايا دعاء سبح الله
تروي العطاش على الأزمان زمزمها
كما روى عن لهيف الخطو مسعاها
من كان في كنف البطحاء مسكنه
كانت سجاياه بعضا من سجاياها
ومن تكن كعبة الإسلام قبلته
فإنما الخلد والرضوان عقباها
هكذا يرى الشاعر سعيد الهندي تواصل الخيرات والبركات بين مهد النبوة ومهبط الوحي.
أما برامجه فقد حاز على إخراج أضخم برنامج إذاعي أسري ديني أستمر لأكثر من خمس سنوات كان يذاع كل صباح عبر اذاعة جدة منذ منتصف الستينات ميلادية وهو برنامج : طريق النور . الذي كان يعد حلقاته : عاطف الجعار .
فقد بلغت حلقات هذا البرنامج أكثر من ألفي حلقة .والبرنامج كان حواري بين أب وزوجته وأبنائه يتناول مسائل وقضايا إجتماعية ويقوم بحلها والتعامل معها وفق الكتاب والسنة على شكل حوار أسري جميل كان يشد السامعين له وكنا نحرص على سماعه قبل ذهابنا للمدارس .
وأستمر سعيد الهندي في الإخراج حتى عام 1395هـ 1975م وعندها كان عمره قد جاوز السبعين عاماً وهنا أصبح في سن لا يستطيع أن يجهد نفسه وتركيزه بإدارة البرامج وإخراجها فتحول لقسم التنسيق بالإذاعة وأصبح منسقاً للبرامج .
وأستمر على عمله بقسم التنسيق حتى عام 1402هـ 1982هـ حيث توفي في هذا العام أثناء إجازته السنوية وهو بصحبة زوجته أم محمد في اليونان .
رحم الله سعيد الهندي ورحم الله تلميذه : محمد الخطيب الذي لازمه في قسم التنسيق خلال آخر أيامه الإعلامية
--------
كتبه : صالح المسند
حرر في المؤرخ 19/صفر/ 1429هـ
جدة
هناك شخصيات كثيرة قد تجاهلهم إعلامنا بل لا يعلم عنهم الكثير من المجتمع السعودي وسببه عدم إبراز شخصياتهم ونتاجهم الفكري والأدبي على وسائل الإعلام بل لم نجد لمسة وفاء وللأسف في إعلامنا تجاه هؤلاء .
لكن أولئك آثروا العمل بصمت وخلف الكواليس وتركوا الكلام لأعمالهم فهي التي سوف تتحدث عنهم تاركين العناوين العريضة واللقاءات لغيرهم .
أود أن أتناول شخصية إعلامية تجاهلها إعلامنا المكتوب والمرئي والمسموع ولم نسمع عن أي وسيلة إعلامية قد تحدثت عنها رغم أن هذه الشخصية قد فرضت نفسها على مدى نصف قرن من الزمان في العمل الإعلامي فإذا ما بحثنا في أرشيف الماضي وبين دفات السجلات عندها نفأجأ بأنها الوحيدة التي كانت موجودة وحاضرة على كافة الأنشطة والفنون .
إنه :سعيد الهندي فمن هو سعيد الهندي ؟
الكل يجهله وقد لا يعرفه إلا القليل من جيل هذا اليوم أما العمالقة من الإعلاميين القدامى فلا أحد منهم يجهله رغم أنه مغيّب إعلامياً .
سعيد الهندي : شخصية إعلامية من أصل لبناني حضرت للسعودية عند إفتتاح أول إذاعة سعودية عام 1368هـ 1948م
وهي إذاعة جدة الإذاعة السعودية الوحيدة آنذاك .وقد عمل في بدء حياته في قسم الإخراج مع محمود عصمت ومحمد غنيم وخميس سويدان وأحمد سالم وأخرج العديد من التمثليات الإذاعية الهادفة منذ السبعينات الهجرية الخمسينات ميلادية وكتب وصاغ مئات القصائد التي دخلت لمكتبة إذاعة جدة قبل أي قصائد أخرى فكان له السبق الأول في ذلك .
ويعتبر سعيد الهندي أول من كتب قصيدة سجلت رسمياً يإذاعة جدة عام 1375ـ 1955م ، لتكون أول مادة سعودية تدخل مكتبة الإذاعة وليكون هو أول شاعر للإذاعة وأطلق عليه اسم : شاعر الإذاعة لأجل ذلك .
وتوالت أعماله الأدبية والبرامجية حتى أخرج وألف العديد من التمثيليات والسباعيات وكتب الكثير من القصائد الخالدة .
وله العديد من القصائد الدينية والوطنية وبعض الأناشيد التي كانت خاصة بتحرير الجزائر وعن واحة البريمي .
أما القصائد الدينية التي كانت تذاع عبر الإذاعة السعودية فمعظمها صاغ كلماتها سعيد الهندي وقد كتب عن المناسبات السياسية أثناء سفريات الملك سعود وعودته كذلك كتب العديد من القصائد عن الملك فيصل حسب المناسبات السياسية لها.
وكتب عن أهم المناسبات والشعائر الدينية وهي مناسبة الحج فقد كتب في ذلك قصائد عديدة منها ما تم إنشاده مثل : ركب الحجيج . ولبيك إلهي يا سند .
ومن قصائده عن الحج نختار بعضاً من أبياتها والتي يترنم بها في بطحاء مكة :
وبها الأركان والبيت الذي
شدا بالإيمان أزر المسلمين
أسعد الله بها من أسعدا
جاور الركن وحيا المسجدا
قف بهذا السفح قرب العلم
وانهل الطيب شذا من زمزم
وطف البيت طواف المحرم
واعتمر لله رب العالمين
من ذراها
نزل الروح الأمين
في ثراها
وضع الحق المبين
إنها المنهل والمورد، وهي الغاية والمقصد، فهي منزل الوحي ودار الإسلام:
شريعة الله رفت في مآذنها
وفي الحنايا دعاء سبح الله
تروي العطاش على الأزمان زمزمها
كما روى عن لهيف الخطو مسعاها
من كان في كنف البطحاء مسكنه
كانت سجاياه بعضا من سجاياها
ومن تكن كعبة الإسلام قبلته
فإنما الخلد والرضوان عقباها
هكذا يرى الشاعر سعيد الهندي تواصل الخيرات والبركات بين مهد النبوة ومهبط الوحي.
أما برامجه فقد حاز على إخراج أضخم برنامج إذاعي أسري ديني أستمر لأكثر من خمس سنوات كان يذاع كل صباح عبر اذاعة جدة منذ منتصف الستينات ميلادية وهو برنامج : طريق النور . الذي كان يعد حلقاته : عاطف الجعار .
فقد بلغت حلقات هذا البرنامج أكثر من ألفي حلقة .والبرنامج كان حواري بين أب وزوجته وأبنائه يتناول مسائل وقضايا إجتماعية ويقوم بحلها والتعامل معها وفق الكتاب والسنة على شكل حوار أسري جميل كان يشد السامعين له وكنا نحرص على سماعه قبل ذهابنا للمدارس .
وأستمر سعيد الهندي في الإخراج حتى عام 1395هـ 1975م وعندها كان عمره قد جاوز السبعين عاماً وهنا أصبح في سن لا يستطيع أن يجهد نفسه وتركيزه بإدارة البرامج وإخراجها فتحول لقسم التنسيق بالإذاعة وأصبح منسقاً للبرامج .
وأستمر على عمله بقسم التنسيق حتى عام 1402هـ 1982هـ حيث توفي في هذا العام أثناء إجازته السنوية وهو بصحبة زوجته أم محمد في اليونان .
رحم الله سعيد الهندي ورحم الله تلميذه : محمد الخطيب الذي لازمه في قسم التنسيق خلال آخر أيامه الإعلامية
--------
كتبه : صالح المسند
حرر في المؤرخ 19/صفر/ 1429هـ
جدة