شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : الكعبة المشرفة .. مكة المكرمة


ثروت كتبي
01-25-2011, 06:57 PM
الكعبة المشرفة .. مكة المكرمة


زادت أهمية مكة المكرمة بعد ظهور الإسلام ، فأدى ذلك إلى تنوع النشاطات المعمارية وكثرتها خلال القرون الإسلامية المختلفة بصورة لم تكن معهودة من قبل ، حيث أولاها ولاة أمر المسلمين وأهل البر والإحسان جل عنايتهم واهتمامهم ، وقد شملت هذه العناية كافة المظاهر المعمارية ، وبخاصة المباني الدينية ، ومرافق الخدمات ، لتوفير أقصى درجات راحة لحجاج بيت الله والمعتمرين والمواطنين .
وعلى الرغم من كثرة أعمال الإنشاء والتعمير والترميم والإصلاح والتجديد فإنه لم يتبق من هذا الكم الهائل من المباني إلا النزر اليسير ، والسبب في ذلك يعود في المقام الأول إلى التوسعات الكبيرة التي أجريت في المسجد الحرام على مر العصور ، حيث أنه مع كل توسعة يتم هدم المباني التي شملتها التوسعة ، مما يؤدي إلى اندثارها ، فضلاً عن التطور العمراني الذي شهدته المدينة واتساعها ، بالإضافة إلى قيام الملاك بإعادة تجديد مبانيهم لتأجيرها على الحجاج والمعتمرين والزوار في موسمي الحج والعمرة ، ولذلك لا نبالغ في القول إذا ما قلنا إن مدينة مكة المكرمة القديمة تقع في المساحة التي يشملها المسجد الحرام والساحات المحيطة به .
تأتي الكعبة المشرفة في مقدمة المباني الدينية التي أوليت بعناية كبيرة ، إذا تمثل درة هذه المباني ، سواء من الناحية الرمزية أو المعمارية ، وقد تباينت أراء المؤرخين حول عدد بناءات الكعبة المشرفة قبل الإسلام ، حيث أشارت المصادر التاريخية إلى أن الكعبة شرفها الله تعالى بنيت ثمان مرات ، هي بالترتيب : بناء الملائكة ، ثم بناء أدم ، ثم بناء شيث ، ثم بناء إبراهيم عليهم السلام ، ثم بنته العمالة ، ثم جرهم ، ثم بناء قصي بن كلاب ، ثم بناء قريش قبل البعثة النبوية ، وهو البناء الذي ارتبط بحدثين تاريخيين مهمين ، أحدهما اختلاف قريش فيمن يضع الحجر الأسود في موضعه ، ثم حسماً للخلاف اتفاقها على تحكم أول داخل عليهم ، وكان الداخل عليهم بتوفيق الله عز وجل وعنايته الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلما رأوه قالوا رضينا بالأمين ، حيث طلب منهم إحضار قطعة قمن قماش ، وطلب من كل فخذ من قريش ، أن تمسك بطرف من هذه القطعة ، ثم قام عليه الصلاة والسلام بوضع الحجر الأسود بيديه الكريمتين في هذه القطعة ، وطلب منهم رفعها إلى مستوى موضع الحجر ، وقام صلى الله عليه وسلم بوضع الحجر الأسود في موضعه بالكعبة المشرفة ، وكان لهذا العمل الحكيم أثره في تجنيب قومه الاقتتال فيما بينهم ، بما يترتب علي ذلك من سفك للدماء في البلد الحرام .
أما الحدث التاريخي الآخر الذي ارتبط ببناء قريش للكعبة المشرفة قبل البعثة النبوية فهو ما ورد في المصادر التاريخية من جنوح سفينة أمام ساحل الشعيبة ، واستفادة قريش من خشبها في تسقيف الكعبة المشرفة بواسطة نجار ماهر كان على متن السفينة اسمه باقوم .
إن حادثة تسقيف الكعبة المشرفة بخشب سفينة تحطمت في ميناء الشعيبة والاستفادة من النجار باقوم الذي كان على متنها ، مسالة تحتاج عند الأخذ بها إلى تدقيق في الروايات ، برؤية نقدية فاحصة ، ذلك أننا لو دققنا في تفاصيل الروايات لوجدنا اضطراباً واضحاً في هذه التفاصيل ، ولكي تتضح الرؤية للقاريء الكريم فإننا نورده هنا مجمل الروايات التي رويت حول هذه الحادثة ، والتي ذكرها المؤرخون ، ثم نقوم بالتعليق عليها لنترك أمام القاريء الكريم الحكم على ذلك بنفسه .
فالرواية الأولى : "حدثني أبو الوليد قال حدثني جدي عن داود بن عبد الرحمن العطار ، قال : حدثنا عبد الله بن عثمان بن خيثمة القاري عن أبي الطفير ، قال : قلت يا خال حدثنا عن بنيان الكعبة قبل أن بنتها قريش ، قال : برضم يابس بمدر وتوضع الكسوة على الجدر ثم تدلى ، ثم إن سفينة للروم أقبلت حتى إذا كانت بالشعيبة ، وهي يومئذ ساحل مكة قبل جدة ، فانكسرت فسمعت بها قريش فركبوا إليها وأخذوا خشبها ورومياً كان بها يقال له باقوم نجاراً بناء" .
والرواية الثانية : "فأرداوا أن يشيدوا بنيانها – أي الكعبة – ويرفعوا بابها حتى لا يدخلها إلا من شاء ، وكان البحر قد رما بسفينة إلى ساحل جدة لتاجر رومي اسمه باقوم كان نجاراً بناءاً ، فخرج الوليد بن المغيرة في نفر من قريش إلى جدة فابتاعوا خشب السفينة وكلموا باقوم الرومي أن يقدم معهم إلى مكة فقدموا إليها فأخذوا أخشاب السفينة وأعدوها لسقف الكعبة" .
والرواية الثالثة : "وكان بمكة قبطي يعرف نجر الأخشاب وتسويته فوافقهم أن يعمل لهم سقف الكعبة ويساعده باقوم" .
والرواية الرابعة : "وكانت هذه السفينة لقيصر ملك الروم يحمل فيها الرخام والخشتب والحديد مع باقوم إلى الكنيسة التي أحرقها الفرس في الحبشة فلما بلغت قريب من مرسى جدة بعث الله عليها ريحاً فحطمتها" .
ويلاحظ مما سبق أن هناك اضطراباً واضحاً في الروايات ، فتارة جنحت السفينة في ساحل الشعيبة ، وتارة ثانية جنحت في ساحل جدة ، وتارة ثالثة باقوم نجاراً ، وتارة رابعة تاجراً ، وتارة خامسة السفينة لباقوم ، وتارة سادسة لقيصر ملك الروم ، وتارة سابعة السفينة محملة بالبضائع ، وتارة ثامنة كانت محملة بمواد بناء الكنيسة الحبشة ، وتارة تاسعة الذي عمل سقف الكعبة نجاراً قبطياً ماهراً في مكة ، وتارة أخرى بالقوم!! .
وهو اضطراب يلقي بظلال من الشك حول مسألة من سقف الكعبة ، حيث يشم في هذه الروايات الإصرار عن نسبة تسقيف الكعبة المشرفة لعنصر مسيحي ، وايضاً أن الكعبة المشرفة سقفت بخشب كنيسة ، وهو أمر غير مقبول لدي في ظل هذا الاضطراب الواضح في الروايات التاريخية التي وردت حول هذا الحدث التاريخي المهم .
أما في العصر الإسلامي فقد بنيت الكعبة المشرفة ثلاث مرات ، الأولى في عهد عبد الله بن الزبير رضي الله عنه عام 65هـ / 684م ، بعد أن أصابت منجنيقات الجيش الأموي المحاصر لابن الزبير بقيادة الحصين بن نمير في عهد الخليفة الأموي يزيد بن معاوية الكعبة المشرفة ، حيث استغل ابن الزبير فترة توقف الحصار لوفاة الخليفة الأموي يزيد وقام ببناء الكعبة ن وأدخل في الكعبة ما انتقصته قريش بعدما قصرت بها النفقة ، وزاد في ارتفاعها ، وجعل لها بابين شرقي وغربي بمصراعين ، وكانا قبل ذلك بمصراع واحد ، وجعل لها ثلاثة أعمدة في وسطها ، وكانت قبل ذلك ستة أعمدة في صفين .
أما البناء الثاني للكعبة المشرفة في العصر الإسلامي فتم بعد أقل من ثماني سنوات على بنائها الذي قام به عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ، حيث أنه لما قتل ابن الزبير واستتب الأمر للأمويين قام الحجاج بن يوسف الثقفي ببناء الكعبة المشرفة عام 73هـ / 692م ، وكانت قد تعرضت للضرب بالمنجنيقات أيضاً ، حيث استأذن الحجاج بن يوسف الثقفي من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان أن يعيد بناء الكعبة المشرفة إلى بناء قريش ، فأذن له بذلك ففعل ، حيث رد ما زيد في حجر إسماعيل عليه السلام ، وسد الباب الغربي ، ورفع الباب الشرقي ، وأنقص من ارتفاعه .
ثم بعد هذا التاريخ لم تجر إعادة بناء للكعبة المشرفة ، رغم محاولات بعض الخلفاء ، ولكن العلماء نهوا عن ذلك حتى لا يكون البيت العتيق ملعبة في ايدي الخلفاء والسلاطين ، إلا أنه في عام 1039هـ / 1629م دهم السيل المسجد الحرام فهدم الكعبة المشرفة ، فأمر السلطان العثماني مراد الرابع بإعادة بناء الكعبة المشرفة بناءاً محكماً ، حيث تم جلب الأحجار من جبل الشبيكة المطل على حي الشبيكة غربي المسجد الحرام من الناحية الغربية والذي عرف بعد هذا الحدث بجبل الكعبة ، لأن الأحجار التي بنيت منها الكعبة المشرفة اقتطعت من هذا الجبل ، وهي أحجار سوداء اللون ، تتخللها بقع بيضاء صغيرة ، ويتسم هذا النوع من الأحجار بالصلابة ، وهي الأحجار التي لا تزال ماثلة أمامنا عند رفع الكسوة عن جدران الكعبة المشرفة ، ولكن تجدر الإشارة هنا أن للكعبة جدارين ، الجدار الخارجي ذي الأحجار ذات اللون الاسود وهي الأحجار التي لا تزال ماثلة أمامنا عند رفع الكسوة عن جدران الكعبة المشرفة ، أما الجدار الداخلي فملتصق تماماً بهذا الجدار من الداخل ، حيث أن أحجارة من النوع المتوفر في مكة المكرمة ، وهي مغايرة لأحجار الجدار الخارجي ، وتمثل هذه الأحجار أحجار البناءات السابقة للكعبة المشرفة ، حيث رؤي الإبقاء عليها .
أما فيما يتصل بالترميمات والتجديدات والإصلاحات فقد عني الخلفاء والسلاطين ، والأمراء ، والأثرياء ، وأهل البر والإحسان من المسلمين بالكعبة المشرفة ، كلما دعت الحاجة إلى ذلك ، سواء في حجر إسماعيل ، أو الحجر الأسود ، أو الميزاب ، أو الشاذروان ، أو السقف ، أو السطح ، أو الأرضية ، أو الجدران ، أو الباب ، أو خدوده ..إلخ .
ففي العصر الأموي أمر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بتحلية باب الكعبة وأعمدتها بالذهب ، ثم أمرالوليد بن عبد الملك بفرش أرضيتها بالرخام ، كما غير الخليفة العباسي المتوكل على الله عام 241هـ / 855م العتبة السفلي لباب الكعبة المشرفة بخشب الساج ، وفي عام 242هـ / 856م أزر الزوايا من الداخل بالذهب والفضة ، وصفح الأعمدة بالذهب ، وفي عام 251هـ / 866م أمر الخليفة العباسي المعتضد بالله ، بترميم سقف الكعبة والدرج المؤدي إلى سطحها ورخام أرضيتها ، وفي عام 310هـ / 922م أمرت شغب أم الخليفة العباسي المقتدر بالله غلامها لؤلؤة بتلبيس الأسطوانة التي تلي باب الكعبة المشرفة صفائح ذهب من أعلاها وأسفلها ، في حين كانت قبل ذلك بعضها ملبس بصفائح ذهب ، وبعضها مموه فقط ، وفي عام 542هـ / 1147م ، اصلح الخلل الذي حدث في جدرانها ، وفي عام 550هـ / 1155م جدد الوزير جمال الدين محمد الشهير بالجواد وزير صاحب الموصل رخام الكعبة ، كما عمر سقف الكعبة المشرفة والدرجة التي يصعد منها إلى سطح الكعبة ، ثم أجريت إصلاحات داخل الكعبة في عهد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور المستنصر بالله عام 629هـ / 1231م ، وقد سجلت هذه الإصلاحات في نص كتابي على الرخام مثبت في جدار الكعبة من الداخل على يمين الداخل من باب الكعبة المشرفة نصه :
1. بسم الله الرحمن الرحيم
2. أمر بعمارة هذا البيت المعظم
3. الإمام الأعظم أبو جعفر
4. المنصور المستنصر بالله
5. أمير المؤمنين بلغه الله
6. أقصى آماله وتقبل منه
7. صالح أعماله في شهور سنة
8. تسع وعشرين وستمائة وصلى
9. الله على سيدنا محمد وآله وسلم
وكذلك فعل المظفر صاحب اليمن عام 680هـ / 1281م ، كما يتضح نقش كتابي على الرخام مثبت في الجدار الجنوبي من الداخل نصه :
1. أمر بتجديد رخام هذا البيت المعظم
2. العبد المفتقر إلى رحمة ربه يوسف بن عمر بن
3. على رسول اللهم ايده بعزيز نصرك و
4. أغفر له ذدنوبه برحمتك
أما الإطار الخارجي فكتب بعكس عقارب الساعة ما نصه :
العلوي : بسم الله الرحمن الرحيم رب أوزعني
الأيمن : أن أشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى والدي
السفلى : وأن أعمل صالحاً ترضاه بتاريخ شوال سنة .
الأيسر : ثمان وستمائة وصلى الله على محمد وآله .
كما كتب في الركن العلوي الأيمن : يارحمن ، وفي الأيسر يارحيم ، وفي الركن السفلي الأيمن ياكريم وفي الأيسر ياغفار .
وفي عام 718هـ / 1318م حليت الكعبة المشرفة بحلقتين من الذهب المرصع باللؤلؤ بما زنته ألف مثقال ، في كل حلقة ست لؤلؤات فاخرات بينها ست قطع من البلخش الفاخر .
كما أمر السلطان المملوكي الأشرف شعبان في عام 766هـ / 1364م بعمل درج يصعد منه إلى الكعبة المشرفة .
وفي عام 781هـ / 1379م أصلح الأمير سودون المحمدي سطح الكعبة المشرفة بالنورة ضمن أعمال قام بها فيها .
وفي عام 801هـ / 1398م جدد الأمير يسق رخام الحفرة التي في وجه الكعبة ، وألصق بعض الرخام في جدران الكعبة من الداخل .
وفي عام 814هـ / 1411م أجرى السلطان الناصر فرج بن برقوق عدة إصلاحات في الكعبة المشرفة ، حيث أصلح موضعاً عند الطابق الذي على الدرجة التي يصعد منها إلى السطح ، وعمر موضع الميزاب ، كما اصلحت بعض المواضع بجانب الروازن ، وقد تمت تلك الاصلاحات بالجبس بعد قلع الرخام القديم .
وفي عام 824هـ / 1421م حدث مطر عظيم بمكة فأدى إلى تسرب مياه الأمطار داخلها فتم إصلاح بعض الروازن ، والرخام ، والجدران من أعلا ، وتجديد بعض الأخشاب التي رثت .
وفي عام 825هـ / 1422م تم إصلاح الروازن التي بسطح الكعبة وكذلك أصلحت رخامة الميزاب ، والأخشاب الموضوعة على سطحها لربط الكسوة والمثبت بها حلقات ، وتم ذلك على يد الأمير مقبل القديدي .
وفي عام 826هـ / 1423م أمر الملك الأشرف برسباي بإصلاح الرخام الذي بأرض الكعبة فيما بين جدارها الغربي والأعمدة ، وكذلك أصلح الميل الذي حدث في عمود الكعبة مما يلي الباب ، وسجلت هذه الأعمال في نص كتابي على الرخام مثبت في الجدار الشرقي من الداخل نصه :
1. بسم الله الرحمن الرحيم ربنا تقبل منا إنك أنت السميع
2. العليم تقرب إلى الله تعالى بتجديد رخام هذا البيت المعظم
3. المشرف العبد الفقير إلى الله تعالى السلطان الملك الأشرف
4. أبو النصر برسباي خادم الحرمين الشريفين بلغة الله آماله
5. وزين بالصالحات أعماله بتاريخ سنة ست وعشرين وثمانمائة
وفي عام 829هـ / 1425م تم إصلاح الميل الذي حدث للعمود الذي يلي باب الكعبة ، كما جدد رخام أرضية الكعبة وما خرب من جدرانها .
وفي عام 838هـ / 1434م جدد سودون المحمدي سقف الكعبة ، كما أصلح جدرانها الأربعة بالجص ، وقلع رخام الشاذروان ، وأحل محله رخاماً جديداً ، وأصلح الرخام الذي على سطح الكعبة والأخشاب التي تربط بها الكسوة ، وفي العام نفسه سقط حجران من تحت الميزاب فأعيدا على مكانهما وثبتا بالجص .
كما تم في عام 843هـ / 1439م إصلاح الرخام الذي على سطح الكعبة المشرفة ، واستبدلت الروازن التي بالسقف بروازن جديدة ، وكذلك أصلحت الأحجار التي بداخل الكعبة مما يقابل الباب ، وكان ذلك على يد الأمير سودون المحمدي بأمر الملك الأشرف برسباي .
وفي عام 847هـ / 1443م سقط أحد أحجار الكعبة المشرفة من تحت الميزاب فنقل إلى قبة الفراشين ، ثم أعيد في مكانه بتثبيته بالجص ، كما تم في العام نفسه عمارة بجدار الكعبة الغربي أو أساطينها .
وفي عام 883هـ / 1478م جرت عمارة أخرى بجدار الكعبة وأعمدتها ، وفي عام 884هـ / 1479م أمر السلطان المملوكي الملك الأشرف أبو النصر قايتباي بتجديد رخام أرضية الكعبة ، وسجل تاريخ هذه الأعمال في نص كتابي مثبت في الجدار الجنوبي بداخل الكعبة نصه :
1. بسم الله الرحمن الرحيم ربنا
2. تقبل منا إنك أنت السميع العليم .
3. أمر بتجديد ترخيم داخل البيت مولانا
4. السلطان الملك الأشرف
5. أبو النصر قايتباي خلد الله ملكه
6. يارب العالمين بتاريخ مستهل رجب الفرد
7. لعام أربع وثمانين وثمانمائة هجرية
وفي عام 900هـ / 1494م رأي شيخ السدنة أن أحجاراً أزيلت من موضعها بالكعبة في الجدارين الشامي واليماني فأعيدت إلى مواضعها ، وفي عام 931هـ / 1524م رمم والي مصر إبراهيم باشا سقف الكعبة المشرفة ،
وفي عام 950هـ / 1543م أمر السلطان العثماني سليمان القانوني بإصلاح بعض أخشاب الكعبة ، ثم أعيد في العام نفسه ترميم سقف الكعبة عام 959هـ / 1551م ، وإصلاح الصدع الذي وقع في جدارها .
وفي عام 1016هـ / 1607م تم عمل نطاقين من الفضة مطليين بالذهب شدت بها الكعبة المشرفة لمنع جدرانها من السقوط .
وفي عام 1020هـ / 1611م أمر السلطان أحمد بعمل نطاق شد به البيت الشريف ، كما أصلح سطح الكعبة المشرفة .
وفي عام 1039هـ / 1629م تهدمت الكعبة نتيجة السيل الذي دخل المسجد الحرام ، فأمر السلطان العثماني مراد بعمارة الكعبة المشرفة ، وهي العمارة التي لا تزال قائمة إلى اليوم ، وقد سجل هذا العمل الجليل في نقش كتابي مثبت في الجدار الشرقي على يسار الداخل من باب الكعبة المشرفة نصه :
1. بسم الله الرحمن الرحيم ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم
2. تقرب بتجديد هذا البيت المعظم العتيق إلى الله سبحانه و
3. تعالى خادم الحرمين وسائق الحجاج بين البرين
4. والبحرين السلطان بن السلطان مراد خان ابن سلطان أحمد
5. خان بن السلطان محمد خان خلد الله تعالى ملكه وأيد
6. سلطانه في آخر شهر رمضان المبارك المعظم في سلك شمول
7. سنة أربعين بعد الألف من الهجرة النبوية عليه أفضل التحية
وفي عام 1045هـ / 1635م أمر السلطان مراد أيضاً بإصلاح ما تحتاج إليه الكعبة من إصلاح ، حيث فرش سطح الكعبة المشرفة بالرخام الأبيض ، وفي عام 1070هـ / 1659م جدد السلطان محمد خان سقف الكعبة وداخل الحرم وخارجه وقد سجلت هذه الأعمال في نقش كتابي على الرخام مثبت في الجدار الجنوبي ، نصه :
1. بسم الله الرحمن الرحيم ربنا تقبل من أمر بتجديد
2. سقف البيت الشريف بجميع داخل الحرم وخارجه
3. مولانا السلطان بن سلطان محمد خان خلد الله
4. خلافته سنة سبعين وألف
ثم في عام 1073هـ / 1662م انكسرت خشبة سقف الكعبة وعمر السقف عمارة جديدة ، وفي عام 1099هـ / 1687 جدد عمر بك بعض أخشاب الكعبة وفي عام 1100هـ / 1688م تم إصلاح الإفريز الذي ترتبط فيه الكسوة ، وفي عام 1106هـ / 1694م تم ترميم بعض أخشاب السقف والجدران ، وفي عام 1109هـ / 1697 تم إصلاح سقف الكعبة والدرج الداخلي وسجل هذا التجديد في قصيدة شعرية على لوح رخامي مثبت في الجدار الغربي نصها :
1. قد بدا التعمير في بيـت الإلـه *** قبلة الإسلام والبيت الحرام
2. أم خاقان الورى مصطفى خان *** دام بالنصر العزيز المستدام
3. بادرت صـدقاً إلى تعمــيره *** إنما كان بإلهام الســـلام
4. وارتجــت من فضله سبحانه *** أن يجازيها به يوم القيــام
وفي عام 1118هـ / 1706م تم إصلاح وترميم ما تخرب من خشب السقف بأمر السلطان أحمد الثالث ، وفي عام 1201هـ / 1786م أمر السلطان عبد الحميد الأول بتصفيح الأعمدة بالفضة المطلية بالذهب ، وفي عام 1252هـ / 1837م أصلح رخام الكعبة حيتث استبدل برخام من المرمر الأخضر جلب خصيصاً من استامبول ، وفي عام 1259هـ / 1843م تم إصلاح الأحجار التي حول الحجر الأسود وبعض الأحجار في داخل الكعبة ، وكذلك في عام 1279هـ / 1862م تم تجديد فرش الكعبة ، وتغيير بعض أخشاب سقفها ، ثم في عام 1292هـ / 1875م تم فرش سطح الكعبة بألواح المرمر ، وفي عام 1299هـ / 1881م أمر السلطان عبد الحميد بفرش أرضية الكعبة بالرخام ، كما تم في عام 1316هـ / 1898م ترميم سقف الكعبة وأرضيتها واستبدل الخشب الذي يعلق فيه ثوب الكعبة بمرابيع من خشب جديد ، وفي عام 1332هـ حدث تصدع بأسفل الأعمدة والتي بداخل الكعبة المشرفة فأصلحت .


المرجع
أ.د ناصر بن علي الحارثي ، الآثار الإسلامية في مكة المكرمة ، ص89-109 .