م.أديب الحبشي
01-25-2011, 03:36 PM
البازانات " المناهل " والسقاية
بعدما بنيت "البازانات" - أي المناهل - في كافة حواري جدة بدأت المياه تنقل بواسطة "السقايين" في "التنك" بما يسمى "الزفة" وهي عبارة عن عود من الزان يسمى "البمبه" تتدلى من طرفيها سلاسل تعلق في كل واحدة منها "تنكه" ويحمل العود على الكتف . . كذلك تم استخدام التوانك التي تجرها الحمير . .
وكانت كل أسرة تتعامل مع أحد السقايين الذي يحضر يومياً لملء الأزيار بالبيت بصورة منتظمة . . علماً بأن بعض الزبائن في أدوار عالية . . وعليه أن يردد عبارات الاستئذان حين دخوله البيت وصعوده للدرج . ويجلب الماء عادة في المباح ، ولكل بيت سقا معين يتم التعامل معه بعدد "الزفات" والحساب يومي أو أسبوعي أو حسب الاتفاق وبأمانة معهودة .علماً بأن حجم الزير أو الأزيار الفخارية سعتها معروفة في كل بيت .وأشهر أنواع الأزيار "الزير المغربي" . . هذا ويعتمد سعر "الزفة" وهى عبارة عن صفيحتين من الماء على مدى بعد بيت الزبون من قربه وعدد طوابقه.
هذا وكان أغلب العاملين في مهنة "السقايا" قبل نشوء المناهل "من أهل البادية" أما بعد إنشائها فقد أصبحوا من الإخوة اليمنيين . . ويوجد لكل بازان شيخ وفوقهم شيخ الهنة الذي ينظم شئونها وأذكر أن شيخ السقايين كان عبد الحميد بيومي . .أما في زمن الكنداسة فكان شيخ السقايين الذي ينظمهم ويفصل خصوماتهم هو ( سالم بامفلح ). .
وبذا فإن عهد الملك عبد العزيز يرحمه الله وما بذله من جهود كان بداية النهاية لحل مشكلة المياه التي امتدت قروناً طويلة . . جيلاً بعد جيل . . بعيث لم تعد جدة التي ترامت أطرافها مئات أضعاف حجمها داخل السور. . لم تعد تستهلك الماء للشرب فقط بل أضحت حدائق وبساتين . .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)
بعدما بنيت "البازانات" - أي المناهل - في كافة حواري جدة بدأت المياه تنقل بواسطة "السقايين" في "التنك" بما يسمى "الزفة" وهي عبارة عن عود من الزان يسمى "البمبه" تتدلى من طرفيها سلاسل تعلق في كل واحدة منها "تنكه" ويحمل العود على الكتف . . كذلك تم استخدام التوانك التي تجرها الحمير . .
وكانت كل أسرة تتعامل مع أحد السقايين الذي يحضر يومياً لملء الأزيار بالبيت بصورة منتظمة . . علماً بأن بعض الزبائن في أدوار عالية . . وعليه أن يردد عبارات الاستئذان حين دخوله البيت وصعوده للدرج . ويجلب الماء عادة في المباح ، ولكل بيت سقا معين يتم التعامل معه بعدد "الزفات" والحساب يومي أو أسبوعي أو حسب الاتفاق وبأمانة معهودة .علماً بأن حجم الزير أو الأزيار الفخارية سعتها معروفة في كل بيت .وأشهر أنواع الأزيار "الزير المغربي" . . هذا ويعتمد سعر "الزفة" وهى عبارة عن صفيحتين من الماء على مدى بعد بيت الزبون من قربه وعدد طوابقه.
هذا وكان أغلب العاملين في مهنة "السقايا" قبل نشوء المناهل "من أهل البادية" أما بعد إنشائها فقد أصبحوا من الإخوة اليمنيين . . ويوجد لكل بازان شيخ وفوقهم شيخ الهنة الذي ينظم شئونها وأذكر أن شيخ السقايين كان عبد الحميد بيومي . .أما في زمن الكنداسة فكان شيخ السقايين الذي ينظمهم ويفصل خصوماتهم هو ( سالم بامفلح ). .
وبذا فإن عهد الملك عبد العزيز يرحمه الله وما بذله من جهود كان بداية النهاية لحل مشكلة المياه التي امتدت قروناً طويلة . . جيلاً بعد جيل . . بعيث لم تعد جدة التي ترامت أطرافها مئات أضعاف حجمها داخل السور. . لم تعد تستهلك الماء للشرب فقط بل أضحت حدائق وبساتين . .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)