شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : الصهاريج في جدة


م.أديب الحبشي
01-25-2011, 03:29 PM
الصهاريج
‏كانت مدينة جدة تعتمد بشكل أساسي على الأمطار الموسمية ثم تقطير مياه البحر والصهاريج التي كانت تمتلئ من مياه السيول خارج المدينة.

‏وفي عام 1086هـ بنت الدولة العثمانية أكبر صهريج عرفته جدة لحفظ مياه الأمطار لحين الحاجة . . كما أقامت بعض كبار الأسر صهاريج ‏خاصة عن مشارب المياه حيث ما تسيل السيول خارج السور . وكان بعض أصحاب تلك الصهاريج يعتبرونها ملكاً تابعاً لصهاريجهم . كما كان يتم "تحكير" الصهاريج.

‏والحكر عبارة عن إيجار على سبيل الاستثناء، ، وتسمى الأرض رقبة الأرض وفيه المحكر والمستحكر . . وقد انتقل الحكر حالياً إلى صيغة استثمار.

‏ومن أشهر تلك الصهاريج "صهريج المشاط" و "صهاريج نصيف" و"صهريج باناجه" و"حفرة حميد الشيخ" في النزلة ومياهها "عسيلة" وكانت أرضيات الصهاريج تصب بالرصاص لعدم تسرب المياه الموسمية ثم تغلق بعد ملئها وتفتح عند الحاجة لبيعها للناس و كثيراً ما يتم تأجيرها ويقوم المستأجر ببيع ماؤها . . كذلك كثيراً ما يتم التحكم في أسعار البيع فتتدخل الحكومة لتحديدها . . وكانت تجلب في القرب الجلدية والتنك لبيعها في المدينة . .

ومما يجدر ذكره أنه حين نزول الأمطار كثيراً ما تفيض الصهاريج و تتجمع حولها غدران الماء فيستقي منها بعض السقاية مجاناً و يبيعون الماء بثمن بخس . . و بعد انتهاء تلك الغدران يتجهون إلى الصهاريج . . غير أنه كثيراً ما يحدث و خلال شهر واحد أن يتراوح سعر 22 تنكة ( صفيحة ) بين قرشين إلى ثلاث قروش ثم يتصاعد إلى سبعة و ثمانية قروش ، و كلما قلت مياه الصهاريج يرتفع السعر . . و كانت البلدية تصرف النظر تاركة أسعار الحاجة لكل صاحب بضاعة . .

هذا و كثيراً ما كان أصحاب الصهاريج عند ارتفاع الأسعار يؤجرونها لآخرين الذين قد يستأجرون عددا منها ثم يتولون بدورهم بيعها للسقاية بالثمن الذي يرونه مما يعرض الأهالي لأن ‏يكونوا تحت رحمتهم . . علما بأن القرش الواحد- آنذاك- كان يؤمن وجبة طعام كاملة للرجل . .

أما أكبر تلك الصهاريج فهي : "المشاط"، و"نجد" ، و"القصير" . . وكلها ملك نصيف . كذلك صهريج "نورى" وهو ملك محمد صالح أبو زنادة . .

أما أهم مواقع تلك الصهاريج فهي :
المشاط
شرق قصر خرامة.
نجد
الصحيفة شرق شارع غزة.
نورى
شرق القشلة.
القصير
قرب ميدان المطار القدم.
باديب
شرق ‏جدة في الصحيفة. وبعض الصهاريج العائدة لهم في العمارية.
أبو درج
ك2 ‏طريق مكة.
النمر
الهنداوية جنوب باب شريف.
أحمد ناس وأبو الطيور
الصحيفة شرق باب مكة.
المريخ والمراريخ
السبيل . . وهما ملك نصيف .
ابوركبة
الكندرة .
كذلك كانت الكثير من بيوت جدة لديها صهاريج خاصة بها في "الدهاليز" لتخزين المياه في المدخل الأرضي للدار وكانت "المرازيب" التي في أسطح المنازل تسحب مياه الأمطار الساقطة إلى الصهريج بواسطة "ليات" من القماش تسمى " الشيب" .





المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)