شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : حمزة يوسف صيرفي


ثروت كتبي
02-15-2011, 08:55 PM
الشيخ حمزة يوسف صيرفي


فارس . . علم المواريث



الاسم :
حمزة بن يوسف طالب بن محمد العفيفي الصيرفي .

ولادته :
ولد الشيخ حمزة بن يوسف الصيرفي رحمه الله في مكة المكرمة عام 1325هـ وهو ابن الشيخ يوسف محمد الصيرفي الذي كان يعرف باسم يوسف طالب وكان ابنا للشيخ محمد احمد عبد الله طالب الذي عرف في حينه بمحمد عفيفي نسبة الى الأب الأكبر طالب عفيفي ، ذلك الأب المؤسس لأسرة عرفت في حينه في مختلف احياء وادي ابراهيم وخاصة في حي اجياد من مكة المكرمة كأسرة مكية حسنة المحتد . ويقع ترتيب الشيخ حمزة كأبن أوسط لعائلة يوسف طالب ، وكان له الأخوة أخاه الاكبر حسن واخاه الاصغر حسين واخته خديجة وكان اشهر اخواله الشيخ إبراهيم زيات الذي شارك في الثورة العربية في شمال الحجاز والعقبة . وعاد بعد انتهائها ليشتغل بالتجارة تمشيا مع تقاليد الأسرة في ذلك الحين .

وصفه :
مربوع القامة يميل إلى الطول ، مستدير الوجه ، قمحي اللون ، أسود العينان ، خفيف شعر اللحية ، وسيم الطلعة ، رياضي الجسم ، ذو بنية قوية .

صفاته :
عرف رحمه الله بالعلم والتقوى والتواضع وكانت الشهامة والمروءة ونجدة المعوز وحب الفقير من أهم صفاته وأبرزها ، (ذو هيبة ووقار يميل إلى الجدية وقلة الكلام والصبر والحلم) ، كان تقيا ورعا ، العبادة وطاعة الله هي لب قلبه وراحة بدنه ومنشأ قوته ، وكان رحمه الله يصاحب في الله ويباغض في الله ويعاشر الناس بالمعروف ، وهذا مع حبه للعلم والعلماء ومجالستهم .

نشأته :
نشأ حمزة الصيرفي في أحضان المجتمع المكي في ذلك التاريخ في اسرة ميسورة الحال تعمل في مجال الصيرفة فكان والده الشيخ يوسف رحمه الله شيخ الصيارفة كما أن اسرته أسرة علم ودين ، تربي في جو عائلي متماسك مترابط مع اخوته حسن وحسين وخديجة ، وحرص والدهم الشيخ يوسف على تعليمهم علوم الشريعة واللغة العربية وحفظ القرآن الكريم ، كما عودهم على اداء الصلوات الخمس في المسجد الحرام .
ورغم بساطة الحياة في تلك الفترة وقلة متطلباتها الا ان منزل والده كان رمزا لمنازل الكرم والضيافة في مكة وخاصة للعلماء وطلاب العلم والمحتاجين والفقراء وهذه احدى الصفات التي ورثها عن والده رحمه الله الا وهي حب الكرم والانفاق في سبيل الله .

تعليمه :
تلقى رحمه الله تعليمه الابتدائي في الكتاتيب العثمانية بمكة المكرمة ، ثم توجه بعد ذلك إلى مشايخ الحرم المكي الشريف ومنهم الشيخ أمين حجازي رحمه الله يتعلم منهم علوم الشريعة ثم تخصص في علم الفرائض والمواريث لدى الشيخين محمد أمين فودة والشيخ عبد الرزاق حمزة وصار يعد من الضالعين في هذا العلم في مجتمع مكة المكرمة .

أعماله :
ورث الشيخ حمزة الصيرفي مهنة الصيرفة عن والده الشيخ يوسف ورغم انشغاله الكبير في هذه المهنة الا انه لم يتخل عن متابعة طلب العلم وكثرة القراءة والإطلاع وتطبيق ما تعلمه في حياته العملية وفي نطاق اسرته ومجتمعه فكان عالما عاملا ، كان يقع دكانه عند (باب الحميدية) بالقرب من الحرم المكي الشريف (باب الملك حديثا وبجواره دكان اخيه حسين الصيرفي الذي كان تاجرا في المواد الغذائية ، وهذا الموقع الفريد أهله لأن يكون احد شهود العيان لدخول الملك عبد العزيز إلى مكة المكرمة ووصوله إلى الحرم المكي الشريف معتمرا عام 1343هـ وكان للشيخ حمزة من العمر آنذاك ثمانية عشر عاما . وفي أوائل عهد الملك عبد العزيز اسندت إلى الشيخ حمزة مسؤولية توزيع صدقة الملك عبد العزيز (لفقراء الحرم) لمحلة أجياد وهي عبارة عن أرزاق وكساوي واستمر في تولي هذه المسؤولية لعدة سنوات . وقد تخصص رحمه الله فيما بعد الحرب العالمية الثانية فيما يكتسيه الناس : مثل : العمائم والأحاريم والكوافي ومتطلبات الحجاج من الكساء الجاهز . ثم توجه رحمه الله إلى الاستيراد من أوروبا وخاصة المانيا ويعد من قدامى المستوردين ، فقد استخرج السجل التجاري للتجارة العامة وكان رقمة (820) ثمانمائة وعشرون وكان الوكيل الوحيد للساعات الألمانية الحائطية الكبيرة ماركة كنزليه (kenzle) . . ذات الصناعة اليدوية ، وكان يمد إدارة الحرم بهذه الساعات وكانت تزين الحرم قديما ، هذا بالإضافة على إستيراد الاحذية ، ثم توجه رحمه الله بعد ذلك إلى الاتجار مع جنوب شرق آسيا مستفيدا من علاقاته المبكرة مع هذه المنطقة فقد كان رحمه الله منذ صباه يتقن الكثير من لغات هذه المنطقة لدرجة كانت تثير حسد المشايخ الجاوة بمكة المكرمة في حينه . وبعد أن تقدم العمر بالشيخ حمزة توجه إلى تجارة الاقمشة محليا وبقى في هذه التجارة حتى وفاته رحمه الله .
وكما كان له صيت كبير في مجال الصيرفة والتجارة ، كانت له أيضا جهودا كبيرة جداً في مجال الاصلاح الاجتماعي في محلته اجياد خاصة وانه كان مرجعا في علم الفرائض وفي القضايا الفقهية ، فكان منزله لا يخلو من القادمين عليه للفتوى أو للشكاية أو لطلب الصلح أو للضيافة .
وقد اختير عمدة لمحلة أجياد مرتين ، في المرة الأولى اختير خلفا لسيد عبد الرحمن تنبكاني عمدة محلة اجياد والواسطة في ذلك الحين والمرة الثانية بعد وفاة عمدة أجياد الشيخ سعد طفران وبقى فيها عدة شهور ثم اعتذر عنها ورشح بدلا عنه الشيخ جميل بن أحمد بغدادي . وكان الشيخ حمزة ينتخب في مجالس الصلح والمشورة في محلة أجياد . كان رحمه الله محبا للعلم ومجالسا للعلماء فكان من جلساته واصدقائه الشيخ أبو السمح عبد المهيمن إمام وخطيب المسجد الحرام والشيخ محمد نور الجماوي استاذ العلوم الدينية بدار الحديث المكية والشيخ عبد الله الخليفي إمام المسجد الحرام واستاذه الشيخ أمين فودة والد الشاعر الكبير الأستاذ إبراهيم فوده والشيخ محمد علي الميمان واخيه الشيخ عبد العزيز ، والشيخ فؤاد وفأول مدير للأحوال المدنية في مكة والشيخ طه خسيفان مدير الأمن العام السابق رحمه الله والشيخ شاذلي البنداري من علماء الحرم الشريف والسيد أحمد عبد العال فخراني والشريف شرف رضا آل غالب والعديد من عائلة آل فاسي الساكنين بمحلة بير بليلة بأجياد وكذلك الشيخ عبد الحفيظ مراد والشيخ تحسين سقاف .

حياته العائلية :
كان رحمه الله مطبوعا منذ نشأته على حب الأسرة والحياة الأسرية ويتحمل مسؤولية كل صغير وكبير فيهاويعتبرها مما يؤجر عليه الانسان عند الله عز وجل كما حرص كل الحرص على تعليم ابنائه وبناته .
تزوج الشيخ حمزة من ابنة الشيخ كامل قاري وكانت من المتعلمات الحافظات للقرآن والكتابة كما تجيد عدة لغات هي التركية : والفارسية والهندية ، وقد نشأت في بيت دين وعلم وفقه (فقد كان والدها الشيخ كامل رحمه الله من حفظة كتاب الله كاملاً) وانجبت له خمس ابناء وبنات وهم : يوسف ، فواز ، فيصل ، فريال ، نوال .

وفاته :
توفي الشيخ حمزة بن يوسف الصيرفي في اليوم الثاني والعشرين من شهر ربيع الثاني لعام 1393هـ وهو في الثامنة والستين من عمره بعد حياة حافلة بالعمل والعطاء والسيرة العطرة ، ودفن بمقابر المعلاة بمكة المكرمة . رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته .



المرجع


رجال من مكة المكرمة ، د.زهير محمدجميل كتبي


أعلام المكيين ، عبد الله عبد الرحمن المعلمي