شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : أول من خطب على العصا والراحلة


ريمة مطهر
02-15-2011, 04:27 PM
أول من خطب على العصا والراحلة

( قس بن ساعدة الإيادي ) هو أول من خطب على العصا والراحلة ، وهو أول من أظهر التوحيد بمكة وما حولها ، مع ورقة بن نوفل وزيد بن عمرو بن نفيل ، ولو لم يكن من فضل قس إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه لكفاه فخراً .

أخبرنا أبو أحمد عن أبيه ، عن عسل بن ذكوان ، عن يحيى بن عبد الحميد الوراق ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، عن عبد الله قال : قدم وفد إياد على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( ما فعل قس بن ساعدة ) ؟
قالوا : هلك يا رسول الله .
فقال : ( كأني أنظر إليه بسوق عكاظ يخطب الناس على جمل أحمر ) ، ويقول : أيها الناس ، اسمعوا وعوا ، من عاش مات ، ومن مات فات ، وكل ما هو آت آت ، ليل داج ، ونهار ساج ، وسماء ذات أبراج ، ونجوم تزهر ، وبحار تزخر ، وجبال مرساة ، وأرض مدحاة ، وأنهار مجراة ، إن في السماء لخبراً ، وإن في الأرض لعبراً ، ما بال الناس يذهبون فلا يرجعون ، أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا فناموا ، يقسم قس بالله قسماً لا إثم فيه إن لله ديناً هو أرضى له وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه ، إنكم لتأتون من الأمر منكراً ، ثم أنشأ :

في الذاهبيـن الأولـــين ... من القرون لنا بصائـر
لما رأيت مـوارداً للموت ... ليـس لهـا مصــــــادر
ورأيت قومــي نحوهــــا .... يمضي الأكابر والأصاغـر
لا يرجــع الماضـي إلي ... ولا من الباقين غابـر
أيقنت أي لا محالة ... حيث صار القوم صائر

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يعرض هذا الكلام يوم القيامة على قس بن ساعدة فإن كان قاله لله فهو من أهل الجنة ) .

أخبرنا أبو القاسم عبدالوهاب بن إبراهيم ، عن العقدي ، عن بعض رجاله قال : أوصى قس بن ساعده ولده فذكر الله ثم قال : ( أما بعد ) – وهو أول من قالها – فإن المعا تكفيه البقلة وترويه المرقة ، ومن عيّرك شيئاً ففيه مثله ، ومن ظلمك يجد من يظلمه ، وإن عدلت على نفسك عدل عليك من فوقك ، وإذا نهيت عن شيء فابدأ بنفسك ، ولا تجمع ما لا تأكل ، ولا تأكل ما لا تحتاج إليه ، وإذا أخرت فلا يكونن كنزك إلا فعلك ، وكن عف العيلة ، مشترك الغنى ، تسد قومك ، ولا تشاور مشغولاً وإن كان حازماً ، ولا جائعاً وإن كان فهماً ، ولا مذعوراً وإن كان ناصحاً ، ولا تدع في عنقك طوقاً لا يمكنك نزعه إلا بشق نفسك ، وإذا خاصمت فاعدل ، وإذا قلت فأقصر ، ولا تستودعن سرك أحداً فإنك إن فعلت ذلك لم تزل وجلاً ، وكان المستودع بالخيار إن جنى عليك كنت أول ذلك وإن وفى لك كان الممدوح دونك .

المرجع
أبو هلال العسكري ، الأوائل ، ص 44