ريمة مطهر
02-15-2011, 04:06 PM
أول من أخذ الإيلاف لقريش
قال أبو هلال العسكري :
هاشـم بن عبد مناف أول من أخذ الإيلاف لقـريش .
الإيلاف : كتاب أمان يؤمنهم بغير حلف .
عن أبي حاتم العبثي ومحمد بن سلام قال :
كانت قريش تجاراً ، وكانت تجارتهم لا تعدو مكة وما حولها ، فخرج هاشم بن عبد مناف إلى الشام ، فنزل بقيصر ، وكان يذبح كل يوم شاة ، ويصنع جفنة ثريد ويدعو من حوله ، وكان من أتم الناس وأجملهم ، فذكروا ذلك لقيصر فأحضره ، فلما رآه استجهره ( أي : استعظمه وأجله ) وكلمه فأعجبه .
فلما رأى مكانه عنده قال : أيها الملك ! إن قومي تجار العرب ، فإن رأيت أن تكتب لي كتاباً تؤمنهم فيقدمون عليك بما تستظرف من أمتعة الحجاز فيكون أرخص لكم .
فكتب كتاب أمان لمن يخرج منهم ، فخرج هاشم به فكلما مرّ بحي من العرب أخذ من أشرافهم الأمان حتى قدم مكة فأتاهم بأعظم شيء أوتوا به قط بركة ، فخرجوا بتجارة عظيمة وخرج معهم هاشم يجوزهم ويوفيهم إيلافهم حتى ورد بهم الشام .
ثم خرج المطلب بن عبد مناف إلى اليمن ، فأخذ من ملوكهم عهداً لمن أتجر إليهم من قريش ، وكان أكبر ولد أبيه ويسمى ( الفيض ) وهلك بردفان من اليمن ، وخرج عبد شمس بن عبد مناف إلى ملك الحبشة وأخذ لهم إيلافاً ، ثم ورد مكة وهلك بها وقبره بالحجون ، وخرج نوفل بن عبد مناف وكان أصغر ولد أبيه فأخذ لهم عهداً من كسرى ، ثم قدم مكة ورجع إلى العراق فمات بسلمان ، فاتسعت قريش في التجارة وكثرت أموالها ، فبنو عبد مناف أعظم قريش بركة في الجاهلية والإسلام .
وروى بعض الشيوخ عن عمر بن الخطاب قال : خرجت وجماعة من قريش إلى العراق في تجارة ، فلما دنونا من الأرياف خرج قوم فقطعوا علينا فدخلنا المدائن مخففين .
قال : فكنت أطوف بها أطلب رجلاً يفهم عني ما أقول فأسترشده في أمرنا فلا أجد حتى مررت بصائغ سقطت مطرقته فقال : بسم الله .
وأخذها فدنوت منه ، فذكر أنه نصراني من أهل الحيرة فشكوت إليه ما لقينا .
فقال : سر إلى باب الملك فإن المتظلم لا يمنع منه .
فلما أدخلت إليه وذكرت أمرنا دفع لي ألف درهم وأخرجت ، فعدت في اليوم الثاني فتكلمت فدفع إليّ ألف درهم أخرى وأخرجت ، وكذلك في اليوم الثالث ، فلما أمرت بالخروج وقد دفع إليّ ألفاً أخرى أومأت إليه إني لم أحضر لطمع ، فعلم أن الترجمان يخون ويؤدي خلاف ما أورد عليه ، فأحضر ترجماناً آخر فأدى ما قلت .
فقال : لا تبرحوا البلد .
فلم نلبث إلا قليلاً حتى أدخلنا إليه ، فإذا اللصوص والترجمان مكتوفون بين يديه وأمتعتنا موضوعة ، فقيل لنا : هل تفقدون شيئاً منها .
قلنا : مقرعة ، فطالبهم بها .
فقالوا : لا نعرف لها موضعا ًونعوضهم عنها مقرعة فضة .
ثم اشترى منا تجارتنا بربح وافر ، فذكرت ما أعطيت في الأيام الثلاثة ، فقيل : هي لك لا يسترد ما أعطيناه .
وأقمنا حتى أصلحنا أمورنا وخرجنا ، فإذا اللصوص والترجمان مصلوبون في المكان الذي قطعوا علينا فيه .
المرجع
أبو هلال العسكري ، الأوائل ، ص 13
قال أبو هلال العسكري :
هاشـم بن عبد مناف أول من أخذ الإيلاف لقـريش .
الإيلاف : كتاب أمان يؤمنهم بغير حلف .
عن أبي حاتم العبثي ومحمد بن سلام قال :
كانت قريش تجاراً ، وكانت تجارتهم لا تعدو مكة وما حولها ، فخرج هاشم بن عبد مناف إلى الشام ، فنزل بقيصر ، وكان يذبح كل يوم شاة ، ويصنع جفنة ثريد ويدعو من حوله ، وكان من أتم الناس وأجملهم ، فذكروا ذلك لقيصر فأحضره ، فلما رآه استجهره ( أي : استعظمه وأجله ) وكلمه فأعجبه .
فلما رأى مكانه عنده قال : أيها الملك ! إن قومي تجار العرب ، فإن رأيت أن تكتب لي كتاباً تؤمنهم فيقدمون عليك بما تستظرف من أمتعة الحجاز فيكون أرخص لكم .
فكتب كتاب أمان لمن يخرج منهم ، فخرج هاشم به فكلما مرّ بحي من العرب أخذ من أشرافهم الأمان حتى قدم مكة فأتاهم بأعظم شيء أوتوا به قط بركة ، فخرجوا بتجارة عظيمة وخرج معهم هاشم يجوزهم ويوفيهم إيلافهم حتى ورد بهم الشام .
ثم خرج المطلب بن عبد مناف إلى اليمن ، فأخذ من ملوكهم عهداً لمن أتجر إليهم من قريش ، وكان أكبر ولد أبيه ويسمى ( الفيض ) وهلك بردفان من اليمن ، وخرج عبد شمس بن عبد مناف إلى ملك الحبشة وأخذ لهم إيلافاً ، ثم ورد مكة وهلك بها وقبره بالحجون ، وخرج نوفل بن عبد مناف وكان أصغر ولد أبيه فأخذ لهم عهداً من كسرى ، ثم قدم مكة ورجع إلى العراق فمات بسلمان ، فاتسعت قريش في التجارة وكثرت أموالها ، فبنو عبد مناف أعظم قريش بركة في الجاهلية والإسلام .
وروى بعض الشيوخ عن عمر بن الخطاب قال : خرجت وجماعة من قريش إلى العراق في تجارة ، فلما دنونا من الأرياف خرج قوم فقطعوا علينا فدخلنا المدائن مخففين .
قال : فكنت أطوف بها أطلب رجلاً يفهم عني ما أقول فأسترشده في أمرنا فلا أجد حتى مررت بصائغ سقطت مطرقته فقال : بسم الله .
وأخذها فدنوت منه ، فذكر أنه نصراني من أهل الحيرة فشكوت إليه ما لقينا .
فقال : سر إلى باب الملك فإن المتظلم لا يمنع منه .
فلما أدخلت إليه وذكرت أمرنا دفع لي ألف درهم وأخرجت ، فعدت في اليوم الثاني فتكلمت فدفع إليّ ألف درهم أخرى وأخرجت ، وكذلك في اليوم الثالث ، فلما أمرت بالخروج وقد دفع إليّ ألفاً أخرى أومأت إليه إني لم أحضر لطمع ، فعلم أن الترجمان يخون ويؤدي خلاف ما أورد عليه ، فأحضر ترجماناً آخر فأدى ما قلت .
فقال : لا تبرحوا البلد .
فلم نلبث إلا قليلاً حتى أدخلنا إليه ، فإذا اللصوص والترجمان مكتوفون بين يديه وأمتعتنا موضوعة ، فقيل لنا : هل تفقدون شيئاً منها .
قلنا : مقرعة ، فطالبهم بها .
فقالوا : لا نعرف لها موضعا ًونعوضهم عنها مقرعة فضة .
ثم اشترى منا تجارتنا بربح وافر ، فذكرت ما أعطيت في الأيام الثلاثة ، فقيل : هي لك لا يسترد ما أعطيناه .
وأقمنا حتى أصلحنا أمورنا وخرجنا ، فإذا اللصوص والترجمان مصلوبون في المكان الذي قطعوا علينا فيه .
المرجع
أبو هلال العسكري ، الأوائل ، ص 13