ريمة مطهر
02-15-2011, 12:35 AM
بريدة بن الحصيب
رضي الله عنه
نسبه
هو بُرَيْدَةُ بنُ الحُصَيْبِ بن عبد الله بن الحارث أبو عبد الله الأسلمي . (1)
إسلامه
كان إسلامه رضي الله عنه حين اجتاز به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مهاجر إلى المدينة عند كراع الغميم ، فلما كان هناك تلقاه بريدة في ثمانين نفساً من أهله فأسلموا ، وصلى بهم صلاة العشاء وعلمه ليلتئذ صدراً من سورة مريم . (2)
أهم ملامح شخصيته
1- الشجاعة والإقدام
عن ابن بريدة عن أبيه أنه قال : غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوة . (3)
2- حب النبي صلى الله عليه وسلم
فكان رضي الله عنه يحبه أكثر من نفسه .
من مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم
- عن بريدة بن الحصيب قال : مررت مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة ، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت علياً فتنقصته ، فجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير فقال : " يا بريدة ، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ " قلت : بلى يا رسول الله . قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . (4)
- وقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم : " من أنت ؟ " . قال : أنا بريدة ، فالتفت إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال : " يا أبا بكر ، برد أمرنا وصلح " . ثم قال لي : " ممن أنت ؟ " فقلت : من أسلم ، قال لأبي بكر : " سلمنا ". قال : ثم قال : " من بني من ؟ " قلت: من بني سهم . قال : " خرج سهمك " . (5)
من مواقفه مع الصحابة
مع عبد الله بن بريدة
قال عبد الله بن بريدة حدثني أبي بريدة قال : أبغضت علياً لم أبغضه أحداً ، قال : خيل . قال : فصحبته ما أصحبه إلا على بغضه علياً ، فأصبنا سبياً ، فكتبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن أبعث إلينا من يخمسه ) ، فبعث إلينا علياً ، قال : وفي السبي وصيفة ، هي من أفضل السبي ، فخمس وقسم ، فخرج ورأسه يقطر ، فقلنا : يا أبا الحسن ، ما هذا ؟ قال : ألم ترو إلى الوصيفة التي كانت في السبي ، فإني قسمت وخمست فصارت في الخمس ، ثم صارت في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم صارت في آل علي فوقعت بها . قال : وكتب الرجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت : ابعثني ، فبعثني مصدقاً ، قال : فجعلت اقرأ الكتاب وأقول صدق . قال : فامسك النبي صلى الله عليه وسلم بيدي والكتاب قال : " أتبغض عليًّا ؟ " قال قلت : نعم . قال : " فلا تبغضه ، وإن كنت تحبه فازدد له حباً ، فو الذي نفسي بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة " . قال : فما كان من الناس أحد بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أحّب إليّ من علي . قال عبد الله : فو الذي لا إله غيره ، ما بيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث غير أبي بريدة . (6)
مع سلمة بن الأكوع
عندما قدم سلمة المدينة فلقيه بريدة بن الحصيب ، فقال : ارتددت عن هجرتك يا سلمة ؟ فقال : معاذ الله ، إني في إذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ابدوا يا أسلم ، فتنسموا الرياح ، واسكنوا الشعاب " . فقالوا : إنا نخاف يا رسول الله أن يضرنا ذلك في هجرتنا ؟ قال : " أنتم مهاجرون حيث كنتم " .
من مواقفه مع التابعين
مع عبد الملك
قال عبد الملك : كنت أجالس بريدة بن الحصيب فقال لي يوماً : يا عبد الملك ، إن فيك خصالاً ، وإنك لجدير أن تلي أمر هذه الأمة ، فاحذر الدماء فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الرجل ليدفع عن باب الجنة بعد أن ينظر إليها على محجمة من دم يريقه من مسلم بغير حق " . (7)
بعض ما روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم
- عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن رجلاً نشد في المسجد فقال : من دعا إلى الجمل الأحمر ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا وجدت ، إنما بنيت المساجد لما بنيت له " . (8)
- وعن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله طهرني ؟ ، فقال : " ويحك ، ارجع فاستغفر الله وتب إليه " . قال : فرجع غير بعيد ، ثم جاء فقال : يا رسول الله طهرني ؟ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ويحك ، ارجع فاستغفر الله وتب إليه " قال : فرجع غير بعيد ثم جاء فقال : يا رسول الله طهرني ؟ ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فيم أطهرك ؟ " فقال : من الزنا ، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبه جنون ؟ " فأخبر أنه ليس بمجنون ، فقال : " أشرب خمراً؟ " ، فقام رجل فاستنكهه فلم يجد منه ريح خمر ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أزنيت؟ " فقال : نعم ، فأمر به فرجم ، فكان الناس فيه فرقتين قائل يقول : لقد هلك ، لقد أحاطت به خطيئته ، وقائل يقول : ما توبة أفضل من توبة ماعز ، أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده ثم قال : اقتلني بالحجارة ، قال : فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة ، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جلوس فسلم ثم جلس فقال : " استغفروا لماعز بن مالك " قال : فقالوا : غفر الله لماعز بن مالك ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم " . قال : ثم جاءته امرأة من غامد من الأزد فقالت : يا رسول الله طهرني ؟ فقال : " ويحك ، ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه " . فقالت : أراك تريد أن ترددني كما رددت ماعز بن مالك ؟ قال : " وما ذاك ؟ " قالت : إنها حبلى من الزنا . فقال : " آنت ؟ " قالت : نعم . فقال لها : "حتى تضعي ما في بطنك " . قال : فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت . قال : فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : قد وضعت الغامدية . فقال : " إذاً لا نرجمها وندع لها ولدها صغيراً ليس له من يرضعه ! " ، فقام رجل من الأنصار فقال : إليّ رضاعه يا نبي الله ، قال: فرجمها . (9)
- وعن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم ، وما من رجل من القاعدين يخلف رجلاً من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة فيأخذ من عمله ما شاء ، فما ظنكم ؟ " . (10)
- وعن ابن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : " يا علي ، لا تتبع النظرة النظرة ، فإنك لك الأولى وليست لك الآخرة " . (11)
- وجاء في سنن أبي داود عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميراً على سرية أو جيش ، أوصاه بتقوى الله في خاصة نفسه ، وبمن معه من المسلمين خيراً ، وقال : " إذا لقيت عدوك من المشركين ، فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال أو خلال ، فأيتها ما أجابوك إليها ، فاقبل منهم ، وكف عنهم ، وادعهم إلى الإسلام ، فإن أجابوك فأقبل منهم ، وكف عنهم ، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين ، وأعلمهم أنهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين ، وأن عليهم ما على المهاجرين ، فإن أبوا واختاروا دارهم ، فأعلمهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ، ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة نصيب إلا أن يجاهدوا مع المسلمين ، فإن هم أبوا ، فادعهم إلى إعطاء الجزية ، فإن أجابوا ، فاقبل منهم وكف عنهم ، فإن أبوا ، فاستعن بالله تعالى وقاتلهم ، وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله تعالى فلا تنزلهم ، فإنكم لا تدرون ما يحكم الله فيهم ، ولكن أنزلوهم على حكمكم ، ثم اقضوا فيهم بعد ما شئتم " .
- وعن ابن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حلف بالأمانة فليس منا " .
- وجاء في مسند الإمام أحمد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفطر لا يخرج حتى يطعم ، ويوم النحر لا يطعم حتى يرجع .
- وعن بريدة بن الحصيب قال : حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يُفتح له ، ثم أخذه من الغد عمر فخرج فرجع ولم يُفتح له ، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني دافع اللواء غداً ، إلى رجل يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله ، لا يرجع حتى يُفتح له " ، وبتنا طيبة أنفسنا ، أن الفتح غداً ، قال : فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صلى الغداة ثم قام قائماً ، فدعا باللواء ، والناس على مصافهم ، فدعا علياً ، وهو أرمد فتفل في عينيه ، ودفع إليه اللواء ففتح له . قال بريدة : وأنا فيمن تطاول لها .
من كلماته
لا عيش إلا طراد الخيل بالخيل . (12)
الوفاة
- قال ابن سعد في الطبقات الكبرى : توفي بريدة بن الحصين بخراسان سنة ثلاث وستين في خلافة يزيد بن معاوية .
- وجاء في مجمع الزوائد : مات بريدة بن الحصيب الأسلمي بخراسان في خلافة يزيد بن معاوية سنة اثنتين وستين ، وبريدة يكنى ( أبا عبد الله ) .
المراجع
1- تاريخ الإسلام [ جزء 1 - صفحة 579 ]
2- البداية والنهاية [ جزء 8 - صفحة 216 ]
3- صحيح مسلم [ جزء 3 - صفحة 1448 ]
4- كنز العمال [ جزء 13 - صفحة 115 ]
5- الاستيعاب [ جزء 1 - صفحة 56 ]
6- البداية والنهاية [ جزء 7 - صفحة 345 ]
7- البداية والنهاية [ جزء 9 - صفحة 62 ]
8- صحيح مسلم [ جزء 1 - صفحة 397 ]
9- صحيح مسلم [ جزء 3 - صفحة 1321 ]
10- صحيح مسلم [ جزء 3 - صفحة 1508 ]
11- سنن أبي داود [ جزء 1 - صفحة 652 ]
12- تاريخ الإسلام [ جزء 1 - صفحة 579 ]
رضي الله عنه
نسبه
هو بُرَيْدَةُ بنُ الحُصَيْبِ بن عبد الله بن الحارث أبو عبد الله الأسلمي . (1)
إسلامه
كان إسلامه رضي الله عنه حين اجتاز به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مهاجر إلى المدينة عند كراع الغميم ، فلما كان هناك تلقاه بريدة في ثمانين نفساً من أهله فأسلموا ، وصلى بهم صلاة العشاء وعلمه ليلتئذ صدراً من سورة مريم . (2)
أهم ملامح شخصيته
1- الشجاعة والإقدام
عن ابن بريدة عن أبيه أنه قال : غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوة . (3)
2- حب النبي صلى الله عليه وسلم
فكان رضي الله عنه يحبه أكثر من نفسه .
من مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم
- عن بريدة بن الحصيب قال : مررت مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة ، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت علياً فتنقصته ، فجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير فقال : " يا بريدة ، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ " قلت : بلى يا رسول الله . قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . (4)
- وقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم : " من أنت ؟ " . قال : أنا بريدة ، فالتفت إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال : " يا أبا بكر ، برد أمرنا وصلح " . ثم قال لي : " ممن أنت ؟ " فقلت : من أسلم ، قال لأبي بكر : " سلمنا ". قال : ثم قال : " من بني من ؟ " قلت: من بني سهم . قال : " خرج سهمك " . (5)
من مواقفه مع الصحابة
مع عبد الله بن بريدة
قال عبد الله بن بريدة حدثني أبي بريدة قال : أبغضت علياً لم أبغضه أحداً ، قال : خيل . قال : فصحبته ما أصحبه إلا على بغضه علياً ، فأصبنا سبياً ، فكتبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن أبعث إلينا من يخمسه ) ، فبعث إلينا علياً ، قال : وفي السبي وصيفة ، هي من أفضل السبي ، فخمس وقسم ، فخرج ورأسه يقطر ، فقلنا : يا أبا الحسن ، ما هذا ؟ قال : ألم ترو إلى الوصيفة التي كانت في السبي ، فإني قسمت وخمست فصارت في الخمس ، ثم صارت في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم صارت في آل علي فوقعت بها . قال : وكتب الرجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت : ابعثني ، فبعثني مصدقاً ، قال : فجعلت اقرأ الكتاب وأقول صدق . قال : فامسك النبي صلى الله عليه وسلم بيدي والكتاب قال : " أتبغض عليًّا ؟ " قال قلت : نعم . قال : " فلا تبغضه ، وإن كنت تحبه فازدد له حباً ، فو الذي نفسي بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة " . قال : فما كان من الناس أحد بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أحّب إليّ من علي . قال عبد الله : فو الذي لا إله غيره ، ما بيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث غير أبي بريدة . (6)
مع سلمة بن الأكوع
عندما قدم سلمة المدينة فلقيه بريدة بن الحصيب ، فقال : ارتددت عن هجرتك يا سلمة ؟ فقال : معاذ الله ، إني في إذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ابدوا يا أسلم ، فتنسموا الرياح ، واسكنوا الشعاب " . فقالوا : إنا نخاف يا رسول الله أن يضرنا ذلك في هجرتنا ؟ قال : " أنتم مهاجرون حيث كنتم " .
من مواقفه مع التابعين
مع عبد الملك
قال عبد الملك : كنت أجالس بريدة بن الحصيب فقال لي يوماً : يا عبد الملك ، إن فيك خصالاً ، وإنك لجدير أن تلي أمر هذه الأمة ، فاحذر الدماء فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الرجل ليدفع عن باب الجنة بعد أن ينظر إليها على محجمة من دم يريقه من مسلم بغير حق " . (7)
بعض ما روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم
- عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن رجلاً نشد في المسجد فقال : من دعا إلى الجمل الأحمر ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا وجدت ، إنما بنيت المساجد لما بنيت له " . (8)
- وعن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله طهرني ؟ ، فقال : " ويحك ، ارجع فاستغفر الله وتب إليه " . قال : فرجع غير بعيد ، ثم جاء فقال : يا رسول الله طهرني ؟ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ويحك ، ارجع فاستغفر الله وتب إليه " قال : فرجع غير بعيد ثم جاء فقال : يا رسول الله طهرني ؟ ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فيم أطهرك ؟ " فقال : من الزنا ، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبه جنون ؟ " فأخبر أنه ليس بمجنون ، فقال : " أشرب خمراً؟ " ، فقام رجل فاستنكهه فلم يجد منه ريح خمر ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أزنيت؟ " فقال : نعم ، فأمر به فرجم ، فكان الناس فيه فرقتين قائل يقول : لقد هلك ، لقد أحاطت به خطيئته ، وقائل يقول : ما توبة أفضل من توبة ماعز ، أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده ثم قال : اقتلني بالحجارة ، قال : فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة ، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جلوس فسلم ثم جلس فقال : " استغفروا لماعز بن مالك " قال : فقالوا : غفر الله لماعز بن مالك ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم " . قال : ثم جاءته امرأة من غامد من الأزد فقالت : يا رسول الله طهرني ؟ فقال : " ويحك ، ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه " . فقالت : أراك تريد أن ترددني كما رددت ماعز بن مالك ؟ قال : " وما ذاك ؟ " قالت : إنها حبلى من الزنا . فقال : " آنت ؟ " قالت : نعم . فقال لها : "حتى تضعي ما في بطنك " . قال : فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت . قال : فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : قد وضعت الغامدية . فقال : " إذاً لا نرجمها وندع لها ولدها صغيراً ليس له من يرضعه ! " ، فقام رجل من الأنصار فقال : إليّ رضاعه يا نبي الله ، قال: فرجمها . (9)
- وعن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم ، وما من رجل من القاعدين يخلف رجلاً من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة فيأخذ من عمله ما شاء ، فما ظنكم ؟ " . (10)
- وعن ابن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : " يا علي ، لا تتبع النظرة النظرة ، فإنك لك الأولى وليست لك الآخرة " . (11)
- وجاء في سنن أبي داود عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميراً على سرية أو جيش ، أوصاه بتقوى الله في خاصة نفسه ، وبمن معه من المسلمين خيراً ، وقال : " إذا لقيت عدوك من المشركين ، فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال أو خلال ، فأيتها ما أجابوك إليها ، فاقبل منهم ، وكف عنهم ، وادعهم إلى الإسلام ، فإن أجابوك فأقبل منهم ، وكف عنهم ، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين ، وأعلمهم أنهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين ، وأن عليهم ما على المهاجرين ، فإن أبوا واختاروا دارهم ، فأعلمهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ، ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة نصيب إلا أن يجاهدوا مع المسلمين ، فإن هم أبوا ، فادعهم إلى إعطاء الجزية ، فإن أجابوا ، فاقبل منهم وكف عنهم ، فإن أبوا ، فاستعن بالله تعالى وقاتلهم ، وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله تعالى فلا تنزلهم ، فإنكم لا تدرون ما يحكم الله فيهم ، ولكن أنزلوهم على حكمكم ، ثم اقضوا فيهم بعد ما شئتم " .
- وعن ابن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حلف بالأمانة فليس منا " .
- وجاء في مسند الإمام أحمد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفطر لا يخرج حتى يطعم ، ويوم النحر لا يطعم حتى يرجع .
- وعن بريدة بن الحصيب قال : حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يُفتح له ، ثم أخذه من الغد عمر فخرج فرجع ولم يُفتح له ، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني دافع اللواء غداً ، إلى رجل يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله ، لا يرجع حتى يُفتح له " ، وبتنا طيبة أنفسنا ، أن الفتح غداً ، قال : فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صلى الغداة ثم قام قائماً ، فدعا باللواء ، والناس على مصافهم ، فدعا علياً ، وهو أرمد فتفل في عينيه ، ودفع إليه اللواء ففتح له . قال بريدة : وأنا فيمن تطاول لها .
من كلماته
لا عيش إلا طراد الخيل بالخيل . (12)
الوفاة
- قال ابن سعد في الطبقات الكبرى : توفي بريدة بن الحصين بخراسان سنة ثلاث وستين في خلافة يزيد بن معاوية .
- وجاء في مجمع الزوائد : مات بريدة بن الحصيب الأسلمي بخراسان في خلافة يزيد بن معاوية سنة اثنتين وستين ، وبريدة يكنى ( أبا عبد الله ) .
المراجع
1- تاريخ الإسلام [ جزء 1 - صفحة 579 ]
2- البداية والنهاية [ جزء 8 - صفحة 216 ]
3- صحيح مسلم [ جزء 3 - صفحة 1448 ]
4- كنز العمال [ جزء 13 - صفحة 115 ]
5- الاستيعاب [ جزء 1 - صفحة 56 ]
6- البداية والنهاية [ جزء 7 - صفحة 345 ]
7- البداية والنهاية [ جزء 9 - صفحة 62 ]
8- صحيح مسلم [ جزء 1 - صفحة 397 ]
9- صحيح مسلم [ جزء 3 - صفحة 1321 ]
10- صحيح مسلم [ جزء 3 - صفحة 1508 ]
11- سنن أبي داود [ جزء 1 - صفحة 652 ]
12- تاريخ الإسلام [ جزء 1 - صفحة 579 ]