شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : أبو سعيد الخدري


ريمة مطهر
02-14-2011, 10:00 PM
أبو سعيد الخدري
رضي الله عنه

نسبه
هو سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن الأبجر ، وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي ، ( أبو سعيد الخدري ) مشهور بكنيته .

أهم ملامح شخصيته
كان ممن حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنناً كثيرة ، وروى عنه علماً جماً ، وكان من نجباء الأنصار وعلمائهم وفضلائهم .

بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول أبو سعيد قال : أتى علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أناس من ضعفة المسلمين ما أظن رسول الله يعرف أحداً منهم ، وإن بعضهم ليتوارى من بعض من العري . فقال رسول الله بيده فأدارها شبه الحلقة ، قال : فاستدارت له الحلقة ، فقال : " بما كنتم تراجعون؟ " قالوا : هذا رجل يقرأ لنا القرآن ، ويدعو لنا ، قال : " فعودوا لما كنتم فيه "، ثم قال : " الحمد لله الذي جعل في أمتي من أُمرت أن أُصبر نفسي معهم " ثم قال : " ليُبشر فقراء المؤمنين بالفوز يوم القيامة قبل الأغنياء بمقدار خمسمائة عام ، هؤلاء في الجنة يتنعمون ، وهؤلاء يحاسبون " . تابعه جعفر بن سليمان عن المعلى ، أخرجه أبو داود وحده .

بعض المواقف من حياته مع الصحابة
لما بايع الناس معاوية بن يزيد كان الحسين ممن لم يُبايع له ، وكان أهل الكوفة يكتبون إلى الحسين يدعونه إلى الخروج إليهم في خلافة معاوية ، كل ذلك يأبى ، فقدم منهم قوم إلى محمد بن الحنفية يطلبون إليه أن يخرج معهم فأبى ، وجاء إلى الحسين فأخبره بما عرضوا عليه وقال : إن القوم إنما يريدون أن يأكلوا بنا ، ويشيطوا دماءنا . فأقام الحسين على ما هو عليه من الهموم ، مرة يريد أن يسير إليهم ، ومرة يجمع الإقامة . فجاءه أبو سعيد الخدري فقال : يا أبا عبد الله ، إني لكم ناصح ، وإني عليكم مشفق ، وقد بلغني أنه كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج إليهم ، فلا تخرج ، فإني سمعت أباك يقول بالكوفة : والله لقد مللتهم وأبغضتهم ، وملوني وأبغضوني ، وما بلوت منهم وفاء ، ومن فاز بهم فاز بالسهم الأخيب ، والله ما لهم ثبات ولا عزم على أمر ، ولا صبر على السيف .

بعض المواقف من حياته مع التابعين
وقد اختفى جماعة من سادات الصحابة ، منهم جابر بن عبد الله ، وخرج أبو سعيد الخدري فلجأ إلى غار في جبل ، فلحقه رجل من أهل الشام . قال : فلما رأيته انتضيت سيفي فقصدني ، فلما رآني صمم على قتلي ، فشمت سيفي ، ثم قلت : " إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ " فلما رأى ذلك قال : من أنت ؟ قلت : أنا أبو سعيد الخدري . قال : صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : نعم . فمضى وتركني .

ـ وعن عياض بن عبد الله قال : رأيت أبا سعيد الخدري جاء ومروان يخطب فقام فصلى ركعتين فجاء إليه الأحراس ليجلسوه فأبى أن يجلس حتى صلى الركعتين ، فلما أقضينا الصلاة أتيناه فقلنا : يا أبا سعيد كاد هؤلاء أن يفعلوا بك ، فقال : ما كنت لأدعها لشيء بعد شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء رجل وهو يخطب فدخل المسجد بهيئة بذة فقال : " أصليت ؟ " قال : لا ، قال : " فصل ركعتين " ثم حث الناس على الصدقة فألقوا ثياباً فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل منها ثوبين . فلما كانت الجمعة الأخرى جاء الرجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " أصليت ؟ " قال : لا . قال : " فصل ركعتين " ، ثم حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة فطرح الرجل أحد ثوبيه فصاح به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : " خذه " ، فأخذه ، ثم قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انظروا إلى هذا ، جاء تلك الجمعة بهيئة بذة فأمرت الناس بالصدقة فطرحوا ثياباً فأعطيته منها ثوبين ، فلما جاءت الجمعة وأمرت الناس بالصدقة فجاء فألقى أحد ثوبيه ".

ـ وعن عاصم عن ابن سيرين قال : كان أبو سعيد الخدري قائماً يُصلي فجاء عبد الرحمن بن الحارث بن هشام يمر بين يديه فمنعه وأبى إلا أن يمضي فدفعه أبو سعيد فطرحه فقيل له : تصنع هذا بعبد الرحمن ! فقال : والله لو أبى إلا أن آخذه بشعره لأخذت .

آثره في الآخرين ( دعوته ـ تعليمه )
عن إسماعيل بن رجاء بن ربيعة عن أبيه قال : كنا عند أبي سعيد الخدري في مرضه الذي توفي فيه قال : فأغمي عليه فلما أفاق قال قلنا له : الصلاة يا أبا سعيد . قال : كفان . قال أبو بكر : يريد كفان يعني أومأ .

بعض الأحاديث التي نقلها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم
ـ يحدث عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن " .

ـ ويروي عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقول الله تعالى : أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهر الحيا أو الحياة ( شك مالك ) فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية. " قال وهيب حدثنا عمرو : الحياة ، وقال : خردل من خير .

ـ عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينا أنا نائم رأيت الناس يُعرضون عليّ وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما دون ذلك ، وعُرض عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره قالوا : فما أولت ذلك يا رسول الله ؟ قال : الدين" .

وعن صالح ذكوان عن أبي سعيد الخدري : قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم : غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوماً من نفسك . فوعدهنّ يوماً لقيهنّ فيه فوعظهنّ وأمرهنّ فكان فيما قال لهنّ : " ما منكنّ امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجاباً من النار " . فقالت امرأة : واثنتين . فقال : " واثنتين " .

ـ وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا وعن عبد الرحمن بن الأصبهاني قال : سمعت أبا حازم عن أبي هريرة قال : ثلاثة لم يبلغوا الحنث .

ما قيل فيه
قال حنظلة بن أبي سفيان عن أشياخه : كان من أفقه أحداث الصحابة .

وقال الخطيب : كان من أفاضل الصحابة وحفظ حديثاً كثيراً .

الوفاة
قيل : مات سنة أربع وسبعين . وقيل : أربع وستين . وقال المدائني : مات سنة ثلاث وستين . وقال العسكري : مات سنة خمس وستين .

المراجع
الإصابة في تمييز الصحابة
سير أعلام النبلاء
الاستيعاب
مسند أحمد بن حنبل
فتح الباري بشرح صحيح البخاري