شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : عبد الله بن عمرو بن العاص


ريمة مطهر
02-14-2011, 09:24 PM
عبد الله بن عمرو بن العاص
رضي الله عنه

نسبه
هو عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي ، وكنيته ( أبو عبد الرحمن ) ، وأمه ريطة بنت الحجاج السهمى ، ويقال : كان اسمه ( العاص ) ، فغيره النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنهم حضروا جنازة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : " ما اسمك ؟ " قال : العاص ، وقال لعبد الله بن عمر : " ما اسمك ؟ " قال : العاص ، فقال : " أنتم عبيد الله " ، فخرجنا ، وقد غيرت أسماؤنا .

عمره عند الإسلام
- قال ابن سعد : أسلم قبل أبيه ولم يكن بين مولدهما إلا اثنتي عشرة سنة ، وكذلك قال الواقدي . ( الإصابة في تمييز الصحابة - ابن حجر )

- استأذن النبي صلى الله عليه وسلم ، في كتابة ما يسمع منه فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : قد حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف مثل ، وكان عالماً متعبداً .

أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ كَانَ يَصُومُ نِصْفَ الدَّهْرِ ، وَأَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ صَلَاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَرْقُدُ شَطْرَ اللَّيْلِ ثُمَّ يَقُومُ ثُمَّ يَرْقُدُ آخِرَهُ ، يَقُومُ ثُلُثَ اللَّيْلِ بَعْدَ شَطْرِهِ " . قَالَ قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ دِينَار ٍ :أَعَمْرُو بْنُ أَوْسٍ كَانَ يَقُولُ : يَقُومُ ثُلُثَ اللَّيْلِ بَعْدَ شَطْرِهِ . قَالَ : نَعَمْ . ( مسلم - 1970 )

- وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار " .

أهم ملامح شخصيته
1- التدين وكثرة العلم
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ : أَخْبَرَنِي وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ عَنْ أَخِيهِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : مَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا عَنْهُ مِنِّي إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَلَا أَكْتُبُ . تَابَعَهُ مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ . ( البخاري -110 )

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اقْرَأْ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ " . قَالَ قُلْتُ : إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً . قَالَ : " فَاقْرَأْهُ فِي عِشْرِينَ لَيْلَةً " . قَالَ قُلْتُ : إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً . قَالَ : " فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ وَلَا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ " . ( مسلم - 1964 )

- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيدُ حِفْظَهُ فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ وَقَالُوا : أَتَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا ، فَأَمْسَكْتُ عَنْ الْكِتَابِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَوْمَأَ بِأُصْبُعِهِ إِلَى فِيهِ ، فَقَالَ : " اكْتُبْ فَو َالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا حَقٌّ " . ( أبو داود -3161 )

- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ اثْنَيْنِ إِلَّا بِإِذْنِهِمَا " . ( أبو داود – 4205 )

- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي أَبُو قَبِيلٍ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَسُئِلَ : أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ ؟ فَدَعَا عَبْدُ اللَّهِ بِصُنْدُوقٍ لَهُ حَلَقٌ ، قَالَ : فَأَخْرَجَ مِنْهُ كِتَابًا قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكْتُبُ إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلًا يَعْنِي: قُسْطَنْطِينِيَّةَ " . ( أحمد - 6385)

- وعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو كَتَبَ إِلَى عَامِلٍ لَهُ عَلَى أَرْضٍ لَهُ : أَنْ لَا تَمْنَعْ فَضْلَ مَائِكَ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَنْ مَنَعَ فَضْلَ الْمَاءِ لِيَمْنَعَ بِهِ فَضْلَ الْكَلَإِ مَنَعَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَضْلَهُ " . ( أحمد -6435 )

- وعَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ قَالَ : وَفَدْتُ مَعَ أَبِي إِلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بِحُوَّارَيْنَ حِينَ تُوُفِّيَ مُعَاوِيَةُ نُعَزِّيهِ وَنُهَنِّيهِ بِالْخِلَافَةِ ، فَإِذَا رَجُلٌ فِي مَسْجِدِهَا يَقُولُ : أَلَا إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُرْفَعَ الْأَشْرَارُ وَتُوضَعَ الْأَخْيَارُ ، أَلَا إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَظْهَرَ الْقَوْلُ وَيُخْزَنَ الْعَمَلُ ، أَلَا إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُتْلَى الْمَثْنَاةُ فَلَا يُوجَدُ مَنْ يُغَيِّرُهَا . قِيلَ لَهُ : وَمَا الْمَثْنَاةُ ؟ قَالَ : مَا اسْتُكْتِبَ مِنْ كِتَابٍ غَيْرِ الْقُرْآنِ ، فَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَبِهِ هُدِيتُمْ ، وَبِهِ تُجْزَوْنَ وَعَنْهُ تُسْأَلُونَ ، فَلَمْ أَدْرِ مَنْ الرَّجُلُ ؟ فَحَدَّثْتُ بِذَا الْحَدِيثِ بَعْدَ ذَلِكَ بِحِمْصَ ، فَقَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ : أَوَ مَا تَعْرِفُهُ ؟ قُلْتُ : لَا . قَالَ : ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو . ( الدارمي-476 )

- وعَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلٍ أَنَّهُ دَخَلَ هُوَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَذَلِكَ الْغَدَ أَوْ بَعْدَ الْغَدِ مِنْ يَوْمِ الْأَضْحَى ، فَقَرَّبَ إِلَيْهِمْ عَمْرٌو طَعَامًا ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنِّي صَائِمٌ ؟ فَقَالَ عَمْرٌو : أَفْطِرْ فَإِنَّ هَذِهِ الْأَيَّامَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِفِطْرِهَا وَيَنْهَانَا عَنْ صِيَامِهَا ، فَأَفْطَرَ عَبْدُ اللَّهِ فَأَكَلَ وَأَكَلْتُ مَعَهُ . ( الدارمي -1702)

2- حب الجهاد في سبيل الله
- عن عبد الله بن عمرو قال : شهدنا أجنادين ونحن يومئذ عشرون ألفاً وعلينا عمرو بن العاص ، فهزمهم الله ففاءت فئة إلى فحل في خلافة عمر ، فسار إليهم عمرو في الجيش فنفاهم عن فح .

- وفي عام سبع وعشرين من الهجرة فيها عزل عثمان عن مصر عمراً وولى عليها عبد الله بن سعد ، فغزا إفريقية ومعه عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن الزبير ، فالتقى هو وجرجير بـ ( سبيطله ) على يومين من القيروان ، وكان جرجير في مائتي ألف مقاتل ، وقيل : في مائة وعشرين ألفاً وكان المسلمون في عشرين ألف .

3- حب الصحابة
مما يدل على مكانة أبي ذر ما رواه عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر " .

4- البكاء من خشية الله
- عن عبد الله بن عمرو قال : لو أن رجلاً من أهل النار أخرج إلى الدنيا لمات أهل الدنيا من وحشة منظره و نتن ريحه ، قال : ثم بكى عبد الله بكاءً شديداً . خرجه ابن أبي الدنيا ، وخرج أيضاً من طريق النضر بن إسماعيل قال : مر الربيع بن أبي راشد برجل به زمانة ، فجلس يحمد الله ويبكي ، فمر به رجل فقال : ما يبكيك رحمك الله ؟ قال : ذكرت أهل الجنة وأهل النار ، فشبهت أهل الجنة بأهل العافية ، وأهل البلاء بأهل النار ، فذلك الذي أبكاني .

- وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الحسد في اثنين : رجل آتاه الله القرآن فقام به وأحل حلاله وحرم حرامه ، ورجل آتاه الله مالاً فوصل منه أقربائه ورحمه وعمل بطاعة الله تمنى أن يكون مثله ، ومن يكون له أربع فلا يضره ما زوي عنه من الدنيا : حسن خلقه ، وعفاف ، وصدق حديث ، وحفظ أمانة. "
- عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من كتم علماً ألجمه الله تعالى بلجام من نار " .

بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلَاةُ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ : " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًاً . ( البخاري – 58)

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِمِنًى لِلنَّاسِ يَسْأَلُونَهُ ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : لَمْ أَشْعُرْ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ ؟ فَقَالَ : " اذْبَحْ وَلَا حَرَجَ " ، فَجَاءَ آخَرُ فَقَالَ : لَمْ أَشْعُرْ فَنَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ ؟ قَالَ : " ارْمِ وَلَا حَرَجَ " ، فَمَا سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلَا أُخِّرَ إِلَّا قَالَ : " افْعَلْ وَلَا حَرَجَ ". ( البخاري -81 )

- وعن عبد اللهُ بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ" . وَقَالَ هِشَامٌ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ مِثْلَهُ وَتَابَعَهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ . ( البخاري -1084 )

- وعن عبد اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا عَبْدَ اللَّهِ أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ ؟ " فَقُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : " فَلَا تَفْعَلْ ، صُمْ وَأَفْطِرْ ، وَقُمْ وَنَمْ ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا ، فَإِنَّ ذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ " . فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً . قَالَ : " فَصُمْ صِيَامَ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام وَلَا تَزِدْ عَلَيْهِ " . قُلْتُ : وَمَا كَانَ صِيَامُ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام ؟ قَالَ : " نِصْفَ الدَّهْرِ " . فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ بَعْدَمَا كَبِرَ : يَا لَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ( البخاري -1839)

- وعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو عَنْ أَشَدِّ مَا صَنَعَ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي فَوَضَعَ رِدَاءَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ بِهِ خَنْقًا شَدِيدًا ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَفَعَهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ . ( البخاري -3402)

- وعن عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ : أَنْكَحَنِي أَبِي امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ ، فَكَانَ يَتَعَاهَدُ كَنَّتَهُ فَيَسْأَلُهَا عَنْ بَعْلِهَا ، فَتَقُولُ : نِعْمَ الرَّجُلُ ، مِنْ رَجُلٍ لَمْ يَطَأْ لَنَا فِرَاشًا ، وَلَمْ يُفَتِّشْ لَنَا كَنَفًا مُنْذُ أَتَيْنَاهُ . فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " الْقَنِي بِهِ " ، فَلَقِيتُهُ بَعْدُ ، فَقَالَ : كَيْفَ تَصُومُ ؟ قَالَ : كُلَّ يَوْمٍ . قَالَ : وَكَيْفَ تَخْتِمُ ؟ قَالَ : كُلَّ لَيْلَةٍ . قَالَ : " صُمْ فِي كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةً ، وَاقْرَأ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ " . قَالَ قُلْتُ : أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ؟ قَالَ : " صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي الْجُمُعَةِ " . قُلْتُ : أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ؟ قَالَ : " أَفْطِرْ يَوْمَيْنِ وَصُمْ يَوْمًا " . قَالَ قُلْتُ : أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ؟ قَالَ : " صُمْ أَفْضَلَ الصَّوْمِ صَوْمَ دَاوُدَ ، صِيَامَ يَوْمٍ وَإِفْطَارَ يَوْمٍ ، وَاقْرَأْ فِي كُلِّ سَبْعِ لَيَالٍ مَرَّةً " ، فَلَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَاكَ أَنِّي كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ ، فَكَانَ يَقْرَأُ عَلَى بَعْضِ أَهْلِهِ السُّبْعَ مِنْ الْقُرْآنِ بِالنَّهَارِ ، وَالَّذِي يَقْرَؤُهُ يَعْرِضُهُ مِنْ النَّهَارِ لِيَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَقَوَّى أَفْطَرَ أَيَّامًا وَأَحْصَى وَصَامَ مِثْلَهُنَّ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَتْرُكَ شَيْئًا فَارَقَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : فِي ثَلَاثٍ ، وَفِي خَمْسٍ ، وَأَكْثَرُهُمْ عَلَى سَبْعٍ . ( البخاري - 4664 )

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَبَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْنِي : مَيِّتًا - فَلَمَّا فَرَغْنَا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْصَرَفْنَا مَعَهُ ، فَلَمَّا حَاذَى بَابَهُ وَقَفَ فَإِذَا نَحْنُ بِامْرَأَةٍ مُقْبِلَةٍ ، قَالَ : أَظُنُّهُ عَرَفَهَا ، فَلَمَّا ذَهَبَتْ إِذَا هِيَ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَام ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا أَخْرَجَكِ يَا فَاطِمَةُ مِنْ بَيْتِكِ ؟ " فَقَالَتْ : أَتَيْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهْلَ هَذَا الْبَيْتِ ، فَرَحَّمْتُ إِلَيْهِمْ مَيِّتَهُمْ أَوْ عَزَّيْتُهُمْ بِهِ . فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَلَعَلَّكِ بَلَغْتِ مَعَهُمْ الْكُدَى " . قَالَتْ : مَعَاذَ اللَّهِ ، وَقَدْ سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ فِيهَا مَا تَذْكُرُ . قَالَ : " لَوْ بَلَغْتِ مَعَهُمْ الْكُدَى " ، فَذَكَرَ تَشْدِيدًا فِي ذَلِكَ ، فَسَأَلْتُ رَبِيعَةَ عَنْ الْكُدَى ؟ فَقَالَ: الْقُبُورُ ، فِيمَا أَحْسَبُ . ( أبو داود -2716 )

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ سَافَرْنَاهُ فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ حَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا فَنَادَى : " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ" . ( مسلم -335 )

- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا عَبْدَ اللَّهِ ، لَا تَكُنْ بِمِثْلِ فُلَانٍ ، كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ " . ( مسلم -1965 )

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَأْذَنَ ، فَقَالَ : ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَاسْتَأْذَنَ ، فَقَالَ : ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ فَاسْتَأْذَنَ ، فَقَالَ : ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ . قَالَ قُلْتُ : فَأَيْنَ أَنَا ؟ قَالَ : " أَنْتَ مَعَ أَبِيكَ " . ( أحمد -6261 )

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَلَعَتْ الشَّمْسُ ، فَقَالَ : " يَأْتِي اللَّهَ قَوْمٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نُورُهُمْ كَنُورِ الشَّمْسِ " ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَنَحْنُ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " لَا ، وَلَكُمْ خَيْرٌ كَثِيرٌ ، وَلَكِنَّهُمْ الْفُقَرَاءُ وَالْمُهَاجِرُونَ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ " ، وَقَالَ : " طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ، طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ، طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ " . فَقِيلَ : مَنْ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " نَاسٌ صَالِحُونَ فِي نَاسِ سَوْءٍ كَثِيرٍ ، مَنْ يَعْصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُمْ " . ( أحمد -6775 )

- وعن يحيى بن عروة عن أبيه عروة قال : قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص : ما أكثر ما رأيت قريشاً أصابت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كانت تظهره من عداوته ؟ فقال : لقد رأيتهم وقد اجتمع أشرافهم يوماً في الحجر ، فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط ، سفه أحلامنا ، وشتم آباءنا ، وعاب ديننا ، وفرق جماعتنا ، وسب آلهتنا ، وصرنا منه على أمر عظيم . أو كما قالوا : قال : فبينما هم في ذلك طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاقبل يمشي حتى استلم الركن ، ثم مر بهم طائفاً بالبيت ، فغمزوه ببعض القول ، فعرفت ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضى ، فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها ، فعرفتها في وجهه فمضى ، فمر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها ، فقال : " أتسمعون يا معشر قريش ، أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح " ، فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم من رجل إلا وكأنما على رأسه طائر .

- وقال ابن إسحاق عن إسماعيل بن أمية عن بجير بن أبي بجير سمعت عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين خرجنا معه إلى الطائف فمررنا بقبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا قبر أبي رغال ، وهو أبو ثقيف وكان من ثمود ، وكان بهذا الحرم يدفع عنه ، فلما خرج أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه ، وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب ، إن أنتم نبشتم عنه أصبتموه " . قال : فابتدره الناس فاستخرجوا معه الغصن . ( رواه أبو داود ) .

- وعن عمرو بن الوليد عن ابن عبد الله بن عمرو قلت : يا رسول الله هل تحس بالوحي ؟ قال : " نعم ، اسمع صلاصل ثم أثبت عند ذلك ، وما من مرة يوحى إليّ إلا ظننت أن نفسي تفيظ منه " . وقال أبو يعلى الموصلي حدثنا إبراهيم بن الحجاج حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عاصم بن كليب حدثنا أبي عن خاله العليان بن عاصم قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وأُنزل عليه ، وكان إذا أُنزل عليه دام بصره وعيناه مفتوحة وفرغ سمعه وقلبه لما يأتيه من الله عز وجل . وروى أبو نعيم من حديث قتيبة حدثنا علي بن غراب عن الأحوص بن حكيم عن أبي عوانة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي صدع وغلف رأسه بالحناء ، هذا حديث غريب جداً . وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو النضر حدثنا أبو معاوية سنان عن ليث عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت : إني لآخذة بزمام العضباء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ نزلت عليه المائدة كلها ، وكادت من ثقلها تدق عضد الناقة . ( رواه أبو نعيم ) .

- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا قدم المدينة هو وأصحابه أصابتهم حمى المدينة حتى جهدوا مرضاً ، وصرف الله ذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم حتى كانوا وما يصلون إلا وهم قعود ، قال : فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يصلون كذلك فقال لهم : " اعلموا أن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم " ، فتجشم المسلمون القيام على ما بهم من الضعف والسقم التماس الفضل .

- وعن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو قال : لمّا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق فخندق على المدينة ، قالوا : يا رسول الله إنا وجدنا صفاة لا نستطيع حفرها ! فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقمنا معه ، فلما أتاها أخذ المعول ، فضرب أخرى فكبر ، فسمعت هدة لم أسمع مثلها قط ، فقال : " فتحت فارس " ، ثم ضرب أخرى فكبر ، فسمعت هدة لم أسمع مثلها قط ، فقال : " فتحت الروم " ، ثم ضرب أخرى فكبر ، فسمعت : " جاء الله بحمير أعواناً وأنصاراً " ، وهذا أيضاً غريب من هذا الوجه ، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي فيه ضعف . فالله أعلم .

- وعن عبد الله بن عمرو : أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام خير؟ قال : " أن تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف " . ومعنى قوله أي الإسلام خير ؟ معناه أي : خصال الإسلام خير . وقيل : " فحيوا بأحسن منها " ، معناه أي : إذا كان الذي سلم مسلماً ، أو ردوها بمثلها إذا لم يكن مسلماً .

- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو بْنِ الْعَاصِ رَضي اللَّهُ عَنْهُما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قالَ : " ألا إنّ دِيَةَ الخَطَأ وَشِبْه الْعَمْدِ مَا كَانَ بِالسّوْطِ وَالْعَصَا مِائةٌ مِنَ الإبِلِ ، مِنْهَا أَرْبَعْونَ في بُطُونِهَا أَوْلادُهَا " . ( أَخْرَجَهُ أبُو دَاوُدَ والنسائي وابْنُ مَاجه وَصَحّحَهُ ابنُ حِبّانَ ) .

بعض المواقف من حياته مع الصحابة
- عَنْ مَسْرُوقٍ : ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، فَقَالَ : لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ : مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَسَالِمٍ ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ " . ( البخاري -4615)

- وعن عبد الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أنه سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : أَلَسْنَا مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ : أَلَكَ امْرَأَةٌ تَأْوِي إِلَيْهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : أَلَكَ مَسْكَنٌ تَسْكُنُهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَأَنْتَ مِنْ الْأَغْنِيَاءِ ! قَالَ : فَإِنَّ لِي خَادِمًا ؟ قَالَ : فَأَنْتَ مِنْ الْمُلُوكِ ! ( البخاري -5290 ) .

موقفه مع معاذ بن جبل
عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْحِمْيَرِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ : كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَتَحَدَّثُ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَسْكُتُ عَمَّا سَمِعُوا ، فَبَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا ، وَأَوْشَكَ مُعَاذٌ أَنْ يَفْتِنَكُمْ فِي الْخَلَاءِ . فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذًا فَلَقِيَهُ ، فَقَالَ مُعَاذٌ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ، إِنَّ التَّكْذِيبَ بِحَدِيثٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِفَاقٌ ، وَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى مَنْ قَالَهُ ، لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثَّلَاثَ : الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ ، وَالظِّلِّ ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ " . ( أبو داود -223)

موقفه من مقتل عمار بن ياسر
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ : إِنِّي لَأَسِيرُ مَعَ مُعَاوِيَةَ فِي مُنْصَرَفِهِ مِنْ صِفِّينَ ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : يَا أَبَتِ ، مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَمَّارٍ : " وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ؟ " قَالَ : فَقَالَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ : أَلَا تَسمعُ مَا يَقُولُ هَذَا ؟ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : لَا تَزَالُ تَأْتِينَا بِهَنَةٍ ، أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ ، إِنَّمَا قَتَلَهُ الَّذِينَ جَاءُوا بِهِ . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ مِثْلَهُ أَوْ نَحْوَهُ . ( أحمد -1694)

- وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ : خَرَجْتُ أَنَا وَتَلِيدُ بْنُ كِلَابٍ اللَّيْثِيُّ حَتَّى أَتَيْنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ مُعَلِّقًا نَعْلَيْهِ بِيَدِهِ ، فَقُلْنَا لَهُ : هَلْ حَضَرْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ يُكَلِّمُهُ التَّمِيمِيُّ يَوْمَ حُنَيْنٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ ( ذُو الْخُوَيْصِرَةِ ) ، فَوَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُعْطِي النَّاسَ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، قَدْ رَأَيْتَ مَا صَنَعْتَ فِي هَذَا الْيَوْمِ ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَجَلْ ، فَكَيْفَ رَأَيْتَ ؟ " قَالَ : لَمْ أَرَكَ عَدَلْتَ ! قَالَ : فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ : " وَيْحَكَ ، إِنْ لَمْ يَكُنْ الْعَدْلُ عِنْدِي فَعِنْدَ مَنْ يَكُونُ !؟ " فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَقْتُلُهُ ! قَالَ : " لَا ، دَعُوهُ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لَهُ شِيعَةٌ يَتَعَمَّقُونَ فِي الدِّينِ حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهُ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ، يُنْظَرُ فِي النَّصْلِ فَلَا يُوجَدُ شَيْءٌ ، ثُمَّ فِي الْقِدْحِ فَلَا يُوجَدُ شَيْءٌ ، ثُمَّ فِي الْفُوقِ فَلَا يُوجَدُ شَيْءٌ ، سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ " . قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ أَبُو عُبَيْدَةَ : هَذَا اسْمُهُ مُحَمَّدٌ ثِقَةٌ وَأَخُوهُ سَلَمَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلَّا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَلَا نَعْلَمُ خَبَرَهُ ، وَمِقْسَمٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ وَلِهَذَا الْحَدِيثِ طُرُقٌ فِي هَذَا الْمَعْنَى وَطُرُقٌ أُخَرُ فِي هَذَا الْمَعْنَى صِحَاحٌ واللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ . ( أحمد -6741 )

- وعن عبد الله بن الحرث بن نوفل قال : إني لأسير مع معاوية منصرفه من صفين ، بينه وبين عمرو بن العاص ، فقال عبد الله بن عمرو : يا أبة ، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار : " ويحك يا ابن سمية ، تقتلك الفئة الباغية ؟ " قال : فقال عمرو لمعاوية : أنها تسمع ما يقول هذا ؟ فقال معاوية : لا يزال يأتينا نهيه أو نحن قتلناه ، إنما قتله من جاءوا به . ثم رواه أحمد . ( البداية والنهاية - ابن كثير )

موقفه مع عبد الله بن الزبير
عن سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : أَتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ابْنَ الزُّبَيْرِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْحِجْرِ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ ، إِيَّاكَ وَالْإِلْحَادَ فِي حَرَمِ اللَّهِ ، فَإِنِّي أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " يُحِلُّهَا وَيَحُلُّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، لَوْ وُزِنَتْ ذُنُوبُهُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَوَزَنَتْهَا " . قَالَ : فَانْظُرْ أَنْ لَا تَكُونَ هُوَ يَا ابْنَ عَمْرٍو ، فَإِنَّكَ قَدْ قَرَأْتَ الْكُتُبَ وَصَحِبْتَ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ : فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ هَذَا وَجْهِي إِلَى الشَّأْمِ مُجَاهِدًا . ( أحمد -6746)

موقفه مع أبيه عند وفاته
جَزِعَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عِنْدَ الْمَوْتِ جَزَعًا شَدِيدًا فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، مَا هَذَا الْجَزَعُ وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْنِيكَ وَيَسْتَعْمِلُكَ . قَالَ : أَيْ بُنَيَّ ، قَدْ كَانَ ذَلِكَ وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ ، إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَحُبًّا ذَلِكَ كَانَ أَمْ تَأَلُّفًا يَتَأَلَّفُنِي ، وَلَكِنِّي أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ أَنَّهُ قَدْ فَارَقَ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُمَا : ابْنُ سُمَيَّةَ وَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ . فَلَمَّا حَدَّثَهُ وَضَعَ يَدَهُ مَوْضِعَ الْغِلَالِ مِنْ ذَقْنِهِ ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ أَمَرْتَنَا فَتَرَكْنَا ، وَنَهَيْتَنَا فَرَكِبْنَا ، وَلَا يَسَعُنَا إِلَّا مَغْفِرَتُكَ . وَكَانَتْ تِلْكَ هِجِّيرَاهُ حَتَّى مَاتَ . ( أحمد -17113)

عزل معاوية بن أبي سفيان لعبد الله بن عمرو سنة سبع وأربعين
فيها شتى المسلمون ببلاد الروم وفيها عزل معاوية عبد الله بن عمرو بن العاص عن ديار مصر وولى عليها معاوية بن خديج وحج بالناس عتبة ، وقيل : أخوه عنبسة بن أبي سفيان . فالله أعلم . ( البداية والنهاية - ابن كثير )

موقفه من الحسين بن علي رضي الله عنهما
- عن ابن عمر أنه كان بمكة فبلغه أن الحسين بن علي قد توجه إلى العراق ، فلحقه على مسيرة ثلاث ليال ، فقال : أين تريد ؟ قال : العراق ، وإذا معه طوامير وكتب ، فقال : هذه كتبهم وبيعتهم ؟ فقال : لا تأتهم ، فأبى . فقال ابن عمر : إني محدثك حديثاً ، إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيّره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا ، وإنك بضعة من رسول الله ، والله ما يليها أحد منكم أبداً ، وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم . فأبى أن يرجع ، قال : فاعتنقه ابن عمر وبكى ، وقال : أستودعك الله من قتيل . ( البداية والنهاية - ابن كثير )

- قال الفرزدق : وسألت الحسين عن أشياء وعن المناسك فأخبرني بها ، قال : وإذا هو ثقيل اللسان من برسام كان أصابه بمن بالعراق ، قال : ثم مضيت ، فإذا فسطاط مضروب في الحرم وهيئة حسنة ، فإذا هو عبد الله بن عمرو بن العاص فسألني فأخبرته أني لقيت الحسين ، قال : فهلا أتبعته ، فإن الحسين لا يحيك فيه السلاح ولا يجوز فيه وفي أصحابه ، فندم الفرزدق وهم أن يلحق به . ( البداية والنهاية - ابن كثير )

- وبينما عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة إذ رأى الحسين مقبلاً ، فقال : هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم . وكانت إقامة الحسين بالمدينة إلى أن خرج مع أبيه إلى الكوفة ، فشهد معه الجمل ثم صفين .

أثره في الآخرين
- عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قُلْتُ : أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ ؟ قَالَ : أَجَلْ ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا" ، وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا سَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ ، وَلَا يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا . تَابَعَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ هِلَالٍ . وَقَالَ سَعِيدٌ عَنْ هِلَالٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ سَلَامٍ : غُلْفٌ : كُلُّ شَيْءٍ فِي غِلَافٍ سَيْفٌ أَغْلَفُ وَقَوْسٌ غَلْفَاءُ وَرَجُلٌ أَغْلَفُ إِذَا لَمْ يَكُنْ مَخْتُونًا . ( البخاري -1981 )

- عن مسروقٍ قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو حِينَ قَدِمَ مَعَ مُعَاوِيَةَ إِلَى الْكُوفَةِ فَذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا ، وَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ مِنْ أَخْيَرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ خُلُقًاً " . ( البخاري – 5569)

- وعَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو إِذْ جَاءَهُ قَهْرَمَانٌ لَهُ ، فَدَخَلَ فَقَالَ : أَعْطَيْتَ الرَّقِيقَ قُوتَهُمْ ؟ قَالَ : لَا . قَالَ : فَانْطَلِقْ فَأَعْطِهِمْ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يَحْبِسَ عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ ".( مسلم- 1662)

- وعن عبد الرَّحْمَنِ بْنُ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيُّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ الْخَلْقِ ، هُمْ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَدْعُونَ اللَّهَ بِشَيْءٍ إِلَّا رَدَّهُ عَلَيْهِمْ . فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ فَقَالَ لَهُ مَسْلَمَةُ : يَا عُقْبَةُ ، اسْمَعْ مَا يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ . فَقَالَ عُقْبَةُ : هُوَ أَعْلَمُ ، وَأَمَّا أَنَا فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لَا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ قَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِمْ ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ السَّاعَةُ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ " . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : أَجَلْ ، " ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا كَرِيحِ الْمِسْكِ مَسُّهَا مَسُّ الْحَرِيرِ ، فَلَا تَتْرُكُ نَفْسًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ الْإِيمَانِ إِلَّا قَبَضَتْهُ ، ثُمَّ يَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ عَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ " . ( مسلم – 3350)

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ قَالَ : كَلِمَاتٌ لَا يَتَكَلَّمُ بِهِنَّ أَحَدٌ فِي مَجْلِسِهِ عِنْدَ قِيَامِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِلَّا كُفِّرَ بِهِنَّ عَنْهُ ، وَلَا يَقُولُهُنَّ فِي مَجْلِسِ خَيْرٍ وَمَجْلِسِ ذِكْرٍ إِلَّا خُتِمَ لَهُ بِهِنَّ عَلَيْهِ كَمَا يُخْتَمُ بِالْخَاتَمِ عَلَى الصَّحِيفَةِ : " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ " . ( أبو داود – 4216)

- وعن عبد الله بن عمرو قال : أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المائدة وهو راكب على راحلته ، فلم تستطع أن تحمله فنزل عنها . وروى ابن مردويه من حديث صباح ابن سهل عن عاصم الأحول حدثتني أم عمرو عن عمها : أنه كان في مسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت عليه سورة المائدة ، فاندق عنق الراحلة من ثقلها . وهذا غريب من هذا الوجه . ثم قد ثبت في الصحيحين نزول سورة الفتح على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من الحديبية وهو على راحلته ، فكان يكون تارة وتارة بحسب الحال ، والله أعلم .

- وعن عبد الله بن عمرو أنه سئل عن صوم يوم عرفة ، فقال : حججت مع رسول الله فلم يصمه ، ومع أبي بكر فلم يصمه ، ومع عمر فلم يصمه ، وأنا فلا أصومه ولا آمر به ولا أنهى عنه . قال الإمام مالك عن زياد بن أبي زياد مولى ابن عباس عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أفضل الدعاء يوم عرفة ، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له " . ( البداية والنهاية - ابن كثير )

- وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " صلاة الرجل قاعداً نصف الصلاة " ، فأتيته فوجدته يصلي جالساً فوضعت يدي على رأسه ، فقال : " مالك يا عبد الله بن عمرو؟ " فقلت : حدثت يا رسول الله أنك قلت : صلاة الرجل قاعداً على نصف الصلاة وأنت تصلي قاعداً ! فقال : " أجل ولكن لست كأحد منكم " . ( البداية والنهاية - ابن كثير )

علم عبد الله بن عمرو بالقرآن الكريم وتفسيره
- قال الثوري : أخبرني حبيب بن أبي ثابت أن عبد الله بن عمرو قال في قوله تعالى : " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين " هو أمية بن أبي الصلت .

- وكذا رواه أبو بكر بن مردويه عن أبي بكر الشافعي عن معاذ بن المثنى عن مسدد عن أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير عن نافع بن عاصم بن مسعود قال : إني لفي حلقة فيها عبد الله بن عمرو فقرأ رجل من القوم الآية التي في الأعراف " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها " ، فقال : هل تدرون من هو ؟ فقال بعضهم : هو صيفي بن الراهب ، قال عبد الله بن عمرو : بل هو أمية بن أبي الصلت .

- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بعث الله جبريل إلى آدم فقال لهما : ابنيا لي بيتاً ، فخط لهما جبريل فجعل آدم يحفر وحواء تنقل حتى أجابه الماء ، نودي من تحته : حسبك يا آدم . فلما بنيا أوحى الله تعالى إليه أن يطوف به ، وقيل له : أنت أول الناس وهذا أول بيت . ثم تناسخت القرون حتى حجه نوح ، ثم تناسخت القرون حتى رفع إبراهيم القواعد منه . قال البيهقي : تفرد به ابن لهيعة هكذا مرفوعاً .

- وعن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن عمرو قال : لما كان اليوم الذي تنبأ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، منعت الشياطين من السماء ورموا بالشهب ، فجاءوا إلى إبليس فذكروا ذلك له ، فقال : أمر قد حدث ، هذا نبي قد خرج عليكم بالأرض المقدسة مخرج بني إسرائيل . قال : فذهبوا إلى الشام ثم رجعوا إليه ، فقالوا : ليس بها أحد ! فقال إبليس : أنا صاحبه . فخرج في طلبه بمكة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحراء منحدراً معه جبريل فرجع إلى أصحابه ، فقال : قد بعث أحمد ومعه جبريل فما عندكم ؟ قالوا: الدنيا نحببها إلى الناس . قال : فذاك إذاً . ( سيرة بن كثير - ابن كثير )

- وعن عبد الله بن عمرو قلت : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تحس بالوحي؟ قال : " نعم ، أسمع صلاصل ثم أثبت عند ذلك ، وما من مرة يوحى إلى إلا ظننت أن نفسي تفيظ منه " . وروى أبو نعيم عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي صدع وغلف رأسه بالحنا . ( هذا حديث غريب جداً )

- وقال الإمام أحمد عن أسماء بنت يزيد قالت : إني لآخذة بزمام العضباء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نزلت عليه المائدة كلها ، وكادت من ثقلها تدق عضد الناقة . وقد رواه أبو نعيم من حديث الثوري عن ليث بن أبي سليم به .

- وقال الإمام أحمد أيضاً عن عبد الله بن عمرو قال : أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المائدة وهو راكب على راحلته ، فلم تستطع أن تحمله فنزل عنها . ( سيرة بن كثير - ابن كثير )

- وعن سعيد بن المسيب قال : أتعد عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو أن يجتمعا - قال : ونحن يومئذ شببة - فقال أحدهما لصاحبه : أي آية في كتاب الله أرجى لهذه الأمة ؟ فقال عبد الله بن عمرو : " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم " . [ الزمر : 53 ]

- وعن أبا عشانة المعافري حدثه : أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول : لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن أول ثلة تدخل الجنة لفقراء المهاجرين الذين تتقى بهم المكاره ، إذا أمروا سمعوا وأطاعوا ، وإن كانت لرجل منهم حاجة إلى السلطان لم تقض حتى يموت وهي في صدره ، وأن الله يدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها ، فيقول : أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي ، وقتلوا وأوذوا في سبيلي وجاهدوا في سبيلي ؟ ادخلوا الجنة ، فيدخلونها بغير عذاب ولا حساب ، وتأتي الملائكة فيسجدون ، ويقولون : ربنا نحن نسبح لك الليل والنهار ونقدس لك من هؤلاء الذين آثرتهم علينا . فيقول الرب جل ثناؤه : هؤلاء عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وأوذوا في سبيلي ، فتدخل الملائكة عليهم من كل باب : " سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار " . [ الرعد : 24 ]

- وعن عبد الله بن عمرو أنه قال : من تاب قبل موته بعام تيب عليه ، حتى ذكر شهراً ، حتى ذكر ساعة ، حتى ذكر فواقاً . قال : فقال رجل : كيف يكون هذا والله تعالى يقول : " وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن " . فقال عبد الله : أنا أحدثك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

- وعن إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم قال : كان يقال : التوبة مبسوطة ما لم يؤخذ بكظمه .

- وعن مجاهد قال : أراد رجال منهم عثمان بن مظعون وعبد الله بن عمرو أن يتبتلوا ويخصوا أنفسهم ويلبسوا المسوح فنزلت هذه الآية إلى قوله : " واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون " . قال ابن جريج عن عكرمة : أن عثمان بن مظعون وعلي بن أبي طالب وابن مسعود والمقداد بن الأسود وسالماً مولى أبي حذيفة في أصحاب تبتلوا ، فجلسوا في البيوت ، واعتزلوا النساء ، ولبسوا المسوح ، وحرموا طيبات الطعام والثياب إلا ما أكل ، ولبس أهل السياحة من بني إسرائيل ، وهموا بالإخصاء ، وأجمعوا لقيام الليل ، وصيام النهار ، فنزلت : " يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين " .

- وعن عبد الله بن عمرو قال : إن أشد الناس عذاباً ثلاثة: المنافقون ، ومن كفر من أصحاب المائدة ، وآل فرعون .

- وقال عبد الله بن عمرو : إن لله مائة رحمة أهبط منها إلى الأرض رحمة واحدة يتراحم بها الجن والأنس والطير والبهائم وهوام الأرض .

- وعن عبد الله بن عمرو قال : يؤتى بالرجل يوم القيامة إلى الميزان فيوضع في الكفة ، فيخرج له تسعة وتسعون سجلاً فيها خطاياه وذنوبه . قال : ثم يخرج له كتاب مثل الأنملة فيها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم . قال : فتوضع في الكفة ، فترجح بخطاياه وذنوبه ، فكذلك وزن الله أعمال خلقه بأن يوضع العبد وكتب حسناته في كفة من كفتي الميزان وكتب سيئاته في الكفة الأخرى ، ويحدث الله تبارك وتعالى ثقلاً وخفةً في الكفة التي الموزون بها أولى احتجاجاً من الله بذلك على خلقه كفعله بكثير منهم : من استنطاق أيديهم وأرجلهم استشهاداً بذلك عليهم وما أشبه ذلك من حججه .

- وعن عبد الله بن عمرو في قوله : " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم " قال : أخذهم كما يأخذ المشط من الرأس .

- وعن مجاهد عن عبد الله بن عمرو : " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم " قال : أخذهم كما يأخذ المشط من الرأس .

- وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لهم البشرى في الحياة الدنيا " الرؤيا الصالحة ، يُبشر بها المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة .

- وعن عبد الله بن عمرو قال : إن في الجنة قصراً يُقال له : ( عدن ) حوله البروج والمروج فيه خمسة آلاف باب ، على كل باب خمسة آلاف حبرة لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد .

- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول إبراهيم : " رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم " .

- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رجلاً قال لعلي : ما السواد الذي في القمر ؟ قال : إن الله يقول : " وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة " .

- وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أعرابياً سأله عن الصور قال : " قرن يُنفخ " .

- وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من سره أن يزحزح عن النار وأن يدخل الجنة فلتأته منيته وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ويأتي إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه " . عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها ، اقرؤوا إن شئتم " فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز " .

- وعن عطاء بن يسار لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص قلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة فقال : أجل ، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً " ، وحرزاً للأميين ، أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ولا صحاب في الأسواق ، ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر ، ولن يقبضه الله تعالى حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله ، ويفتح بها أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلف .

- وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كل بني آدم يأتي يوم القيامة وله ذنب إلا ما كان من يحيى بن زكريا " . وقال قتادة : إن يحيى عليه السلام لم يعص الله قط بصغيرة ولا كبيرة ، ولا هم بامرأة . وقال مجاهد : وكان طعام يحيى عليه السلام العشب ، وكان للدمع في خديه مجار ثابتة . وقد مضى الكلام في معنى قوله : " وسيداً وحصوراً " في آل عمران . [ آل عمران : 39 ]

- قال تعالى : " قالوا ابنوا له بنياناً فألقوه في الجحيم " [ الأنبياء : 97 ] أي : تشاوروا في أمره لما غلبهم بالحجة حسب ما تقدم في [ الأنبياء ] بيانه . " قالوا ابنوا له بنياناً " : تملأونه حطباً فتضرمونه ، ثم ألقوه فيه وهو الجحيم . قال ابن عباس : بنوا حائطاً من حجارة طوله في السماء ثلاثون ذراعاً ، وملأوه ناراً وطرحوه فيها . وقال عبد الله بن عمرو بن العاص : فلما صار في البنيان قال : حسبي الله ونعم الوكيل . والألف واللام في الجحيم تدل على الكناية ، أي : في جحيمه ، أي : في جحيم ذلك البنيان . وذكر الطبري : أن قائل ذلك اسمه ( الهيزن ) رجل من أعراب فارس وهم الترك ، وهو الذي جاء فيه الحديث : بينما رجل يمشي في حلة له يتبختر فيها فخسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة ، والله أعلم .

- عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سأله رجل : ألسنا من فقراء المهاجرين ؟ قال : ألك امرأة تأوي إليه ؟ قال: نعم . قال : ألك مسكن تسكنه ؟ قال : نعم . قال: فأنت من الأغنياء . قال : إن لي خادماً ! قال : فأنت من الملوك ! . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله : " وجعلكم ملوكاً " قال : جعل لهم أزواجاً وخدماً وبيوتاً . " وآتاكم ما لم يؤت أحداً من العالمين " قال : المن والسلوى والحجر والغمام . وأخرج ابن جرير من طريق مجاهد عن ابن عباس في الآية قال : المن والسلوى والحجر والغمام وقد ثبت في الحديث الصحيح : " من أصبح منكم معافى في جسده آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " ، وأخرج ابن جرير عنه في قوله : " ادخلوا الأرض المقدسة " .

- وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات نقولهنّ عند النوم من الفزع : " بسم الله ، أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون " ، قال : فكان عبد الله بن عمرو يعلمها من بلغ من ولده أن يقولها عند نومه ، ومن كان منهم صغيراً لا يعقل أن يحفظها كتبها له فعلقها في عنقه . وفي إسناده محمد بن إسحاق وفيه مقال معروف وأخرج أحمد عن الوليد بن الوليد أنه قال : يا رسول الله إني أجد وحشة ؟ قال : " إذا أخذت مضجعك فقل : أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنه لا يحضرك " .

- وروي عن عبد الله بن عمرو : أن أهل جهنم يدعون مالكاً خازن النار أربعين عام : "يا مالك ليقض علينا ربك " [ الزخرف : 77 ] فلا يجيبهم ، ثم يقول: " إنكم ماكثون " [ الزخرف : 77 ] ، ثم ينادون ربهم : " ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون " فيدعهم مثل عمر الدنيا مرتين ، ثم يرد عليهم : " اخسؤوا فيها ولا تكلمون " فلا ينبس القوم بعد ذلك بكلمة إن كان إلا الزفير والشهيق .

- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو بْنِ الْعَاصِ رَضي اللَّهُ عَنْهُما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قالَ : " ألا إنّ دِيَةَ الخَطَأ وَشِبْه الْعَمْدِ مَا كَانَ بِالسّوْطِ وَالْعَصَا مِائةٌ مِنَ الإبِلِ مِنْهَا أَرْبَعْونَ في بُطُونِهَا أَوْلادُهَا " . ( أَخْرَجَهُ أبُو دَاوُدَ والنسائي وابْنُ مَاجه وَصَحّحَهُ ابنُ حِبّانَ )

- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قالَ : " ألا إنّ دِيَةَ الخَطَأ وَشِبْه الْعَمْدِ مَا كَانَ بِالسّوْطِ وَالْعَصَا مِائةٌ مِنَ الإبِلِ مِنْهَا أَرْبَعْونَ في بُطُونِهَا أَوْلادُهَا " .

- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : عجائب الدنيا أربعة : مرآة كانت معلقة بمنارة الإسكندرية ، فكان يجلس الجالس تحتها فيبصر من بالقسطنطينية وبينهما عرض البحر ، وفرس كان من نحاس بأرض الأندلس قائلاً بكفه كذا باسطاً يده أي ليس خلفي مسلك فلا يطأ تلك البلاد أحد إلا أكلته النمل ، ومنارة من نحاس عليها راكب من نحاس بأرض عاد ، فإذا كانت الأشهر الحرم هطل منه الماء فشرب الناس وسقوا وصبوا في الحياض ، فإذا انقطعت الأشهر الحرم انقطع ذلك الماء ، وشجرة من نحاس عليها سودانية من نحاس بأرض رومية ، إذا كان أوان الزيتون صفرت السودانية التي من نحاس فتجيء كل سودانية من الطيارات بثلاث زيتونات ، زيتونتين برجليها ، وزيتونة بمنقارها ، حتى تلقيه على تلك السودانية النحاس ، فيعصر أهل رومية ما يكفيهم لأدامهم وسرجهم شتويتهم إلى قابل .

- وعن مجاهد قال : رأيت عبد الله بن عمرو بعرفة ومنزله في الحل ومسجده في الحرم ، فقلت له : لم تفعل هذا ؟ قال : لأن العمل فيه أفضل والخطيئة فيه أعظم .

- وعن عبد الله بن عمرو رفعه قال : إن البيت المعمور بحيال الكعبة لو سقط شيء منه لسقط عليها ، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك ، والحرم حرم بحياله إلى العرش ، وما من السماء موضع إهاب إلا وعليه ملك ساجد أو قائم .

- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : أساس المسجد الحرام الذي وضعه إبراهيم عليه السلام من الحزوة إلى مخرج مسيل جباد ، وقد ذكروا أن طول المسجد اليوم أربعمائة ذراع وأربعة أذرع وعرضه ثلاثمائة ذراع . وحكى أنه لم يكن كذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن له جدار يحيط به ، فلما استخلف عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وسّع المسجد واشترى دوراً فهدمها وأدخلها فيه ، ثم أحاط عليه جداراً قصيراً دون القامة وكانت المصابيح توضع عليه ، ثم لما استخلف عثمان اشترى دوراً أيضاً ووسع بها وبنى المسجد والأروقة ، ثم إن عبد الله بن الزبير زاد سنة بضع وستين في المسجد زيادة كثيرة في خلافته .

بعض ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ . قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ هُوَ ابْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ عَامِرٍ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ - يَعْنِي : ابْنَ عَمْرٍو - عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ دَاوُدَ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ( البخاري – 9)

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ ؟ قَالَ : " تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ " . ( البخاري – 11)

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا : إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ " . تَابَعَهُ شُعْبَةُ عَنْ الْأَعْمَشِ . ( البخاري – 33)

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ " . قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ ؟ قَالَ : " يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ " . ( البخاري – 5516)

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ الْمُؤَذِّنِينَ يَفْضُلُونَنَا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قُلْ كَمَا يَقُولُونَ ، فَإِذَا انْتَهَيْتَ فَسَلْ تُعْطَهْ " . ( أبو داود – 440)

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا " . ( مسلم – 1252)

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا " . ( أبو داود – 2367)

- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي . ( أبو داود -3109)

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا ، وَاعْلَمُوا أَنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَعْمَالِكُمْ الصَّلَاةَ ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ " . ( ابن ماجه )

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ هُدِيَ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَرُزِقَ الْكَفَافَ ، وَقَنَعَ بِهِ " . ( أبو داود -4128)

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ" . ( أحمد -6189 )

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَا أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ يُصَابُ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ إِلَّا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ يَحْفَظُونَهُ فَقَالَ : اكْتُبُوا لِعَبْدِي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مَا كَانَ يَعْمَلُ مِنْ خَيْرٍ مَا كَانَ فِي وِثَاقِي " . ( أحمد – 1694)

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَايِعُهُ قَالَ : جِئْتُ لِأُبَايِعَكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَتَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ ؟! قَالَ : " فَارْجِعْ إِلَيْهِمَا ، فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا " . ( أحمد -6202)

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " هَلْ تَدْرُونَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ ؟ " قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : " أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ الْفُقَرَاءُ وَالْمُهَاجِرُونَ الَّذِينَ تُسَدُّ بِهِمْ الثُّغُورُ وَيُتَّقَى بِهِمْ الْمَكَارِهُ وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ مَلَائِكَتِهِ: ائْتُوهُمْ فَحَيُّوهُمْ ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : نَحْنُ سُكَّانُ سَمَائِكَ وَخِيرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ ، أَفَتَأْمُرُنَا أَنْ نَأْتِيَ هَؤُلَاءِ فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ . قَالَ : إِنَّهُمْ كَانُوا عِبَادًا يَعْبُدُونِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ، وَتُسَدُّ بِهِمْ الثُّغُورُ وَيُتَّقَى بِهِمْ الْمَكَارِهُ وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً . قَالَ : فَتَأْتِيهِمُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ فَيَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ . ( أحمد -6282)

- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي أَبُو قَبِيلٍ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَسُئِلَ : أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ ؟ فَدَعَا عَبْدُ اللَّهِ بِصُنْدُوقٍ لَهُ حَلَقٌ ، قَالَ : فَأَخْرَجَ مِنْهُ كِتَابًا ، قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكْتُبُ إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلًا " . يَعْنِي : قُسْطَنْطِينِيَّةَ ( أحمد -6358 )

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَفَى لِلْمَرْءِ مِنْ الْإِثْمِ أَنْ يُضِيعَ مَنْ يَقُوتُ " . ( أحمد – 6527)

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا أَحَدٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يُبْتَلَى بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ إِلَّا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْحَفَظَةَ الَّذِينَ يَحْفَظُونَهُ اكْتُبُوا لِعَبْدِي مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ وَهُوَ صَحِيحٌ مَا دَامَ مَحْبُوسًا فِي وَثَاقِي " . وَقَالَ إِسْحَاقُ : اكْتُبُوا لِعَبْدِي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ . حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ : حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ أَبِي حَصِينٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ . ( أحمد -6532)

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ ذَبَحَ عُصْفُورًا بِغَيْرِ حَقِّهِ سَأَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ " قِيلَ : وَمَا حَقُّهُ ؟ قَالَ : " يَذْبَحُهُ ذَبْحًا وَلَا يَأْخُذُ بِعُنُقِهِ فَيَقْطَعَهُ " . ( أحمد -6565)

- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ لَتَلْتَقِيَانِ عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَمَا رَأَى وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ " . ( أحمد – 6751)

- قال معاوية لعبد الله بن عمرو بن العاص : كيف تقرأ ؟ قال : كما يقرأ أمير المؤمنين ، ثم وجه إلى كعب الأحبار : كيف تجد الشمس تغرب ؟ قال : في ماء وطين ، وروى في ثأط . فوافق قول ابن عباس رضي الله عنهما ، وليس بينهما منافاة قطعية لجواز كون العين جامعة بين الوصفين وكون الياء في الثانية منقلبة عن الهمزة لانكسار ما قبلها . وأما رجوع معاوية إلى قول ابن عباس رضي الله عنهم بما سمعه من كعب مع أن قراءته محتملة ولعله لمّا بلغ ساحل المحيط رآها كذلك ، إذ ليس في مطمح بصره غير الماء كما يلوح به قوله تعالى : " وجدها تغرب ووجد عندها " عند تلك العين " قوماً " ، قيل : كان لباسهم جلود لوحوش وطعامهم ما لفظه البحر وكانوا كفاراً ، فخيره الله جل ذكره بين أن يُعذبهم بالقتل وأن يدعوهم إلى الإيمان وذلك قوله تعالى : " قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب " بالقتل من أول الأمر " وإما أن تتخذ فيهم حسناً " .

- وعن عبد الله بن عمرو قال : لما أراد الله أن يخلق الأشياء إذا كان عرشه على الماء وإذ لا أرض ولا سماء . خلق الريح فسلطها على الماء حتى اضطربت أمواجه وأثار ركامه ، فأخرج من الماء دخاناً وطيناً وزبداً فأمر الدخان فعلا وسما ونما فخُلق منه السموات ، وخُلق من الطين الأرضين ، وخلق من الزبد الجبال .

- وعن عبد الله بن عمرو أنه سُئل عن المشعر الحرام فسكت ، حتى إذا هبطت أيدي الرواحل بالمزدلفة ، قال : هذا المشعر الحرام .

- وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عمر قال : المشعر الحرام مزدلفة كلها .

- وعن ابن عباس أنه قال لعبد الله بن عمرو بن العاص : أي آية في القرآن أرجى عندك ؟ فقال : قول الله " يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله " . [ الزمر : 53 ]

- وعن عبد الله بن عمرو قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتعلم أول زمرة تدخل الجنة من أمتي؟ " قلت : الله ورسوله أعلم ! قال : " المهاجرون يأتون يوم القيامة إلى باب الجنة ويستفتحون ، فتقول لهم الخزنة : أوقد حوسبتم ؟ قالوا : بأي شيء نحاسب وإنما كانت أسيافنا على عواتقنا في سبيل الله حتى متنا على ذلك ! قال : فيفتح لهم فيقيلون فيه أربعين عاماً قبل أن يدخل الناس " .

- وعن عبد الله بن عمرو قال : إن أشقى الناس رجلاً لابن آدم الذي قتل أخاه ما سفك دم في الأرض منذ قتل أخاه إلى يوم القيامة إلا لحق به منه شيء ، وذلك أنه أول من سن القتل " .

- وعن عبد الله بن عمرو قال : اللاعب بالنرد قماراً كآكل لحم الخنزير ، واللاعب بها من غير قمار كالمدهن بودك الخنزير " .

بعض كلماته
لا ينبغي لحامل القرآن أن يخوض مع من يخوض ولا يجهل مع من يجهل ولكن يعفو ويصفح لحق القرآن لأن في جوفه كلام الله تعالى . وينبغي له أن يأخذ نفسه بالتصاون عن طرق الشبهات ، ويقل الضحك والكلام في مجالس القرآن وغيرها بما لا فائدة فيه ، ويأخذ نفسه بالحلم والوقار . وينبغي له أن يتواضع للفقراء ويتجنب التكبر والإعجاب ويتجافى عن الدنيا وأبنائها إن خاف على نفسه الفتنة ويترك الجدال والمراء ويأخذ نفسه بالرفق والأدب . وينبغي له أن يكون ممن يؤمن شره ويرجى خيره ويسلم من ضره وألا يسمع ممن نم عنده ، ويصاحب من يعاونه على الخير ويدله على الصدق ومكارم الأخلاق ويزينه ولا يشينه . وينبغي له أن يتعلم أحكام القرآن فيفهم عن الله مراده وما فرض عليه فينتفع بما يقرأ ويعمل بما يتلو ، فما أقبح لحامل القرآن أن يتلو فرائضه وأحكامه عن ظهر قلب وهو لا يفهم ما يتلو ، فكيف يعمل بما لا يفهم معناه ؟ وما أقبح أن يسأل عن فقه ما يتلوه ولا يدريه فما مثل من هذه حالته إلا كمثل الحمار يحمل أسفاراً . وينبغي له أن يعرف المكي من المدني ليفرق بذلك بين ما خاطب الله به عباده في أول الإسلام وما ندبهم إليه في آخر الإسلام ، وما افترض الله في أول الإسلام وما زاد عليه من الفرائض في آخره ، فالمدني هو الناسخ للمكي في أكثر القرآن ، ولا يمكن أن ينسخ المكي المدني لأن المنسوخ هو المتقدم في النزول قبل الناسخ له . ومن كماله أن يعرف الإعراب والغريب فذلك مما يسهل عليه معرفة ما يقرأ ويُزيل عنه الشك فيما يتلو .

- وقال : لا تسلِّموا على شَرَبَة الخمر . قلتُ : فإن اضّطُر إلى السلام على الظلمة بأن دخل عليهم وخاف ترتب مفسدة في دينه أو دنياه أو غيرهما إن لم يسلّم سلّم عليهم .

- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم : إن القمر ليبكي من خشية الله .

- وقال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم : أرواح الكفار في الأرض السابعة .

- عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : إن العبد إذا قال : سبحان الله فهي صلاة الخلائق ، وإذا قال : الحمد لله فهي كلمة الشكر التي لم يشكر عبد قط حتى يقولها ؛ وإذا قال : لا إله إلا الله فهي كلمة الإخلاص التي لم يقبل الله من عبد قط عملاً حتى يقولها ، وإذا قال : الله أكبر : ملأ مابين السماء والأرض ، وإذا قال : لا حول ولا قوة إلا بالله قال الله : أسلم واستسلم .

- عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : لا تنطق فيما لا يعنيك ، واخزن لسانك كما تخزن درهمك .

- وكان عبد الله بن عمرو يقول : إن الحليم ليس من ظلم ثم حلم حتى إذا هيجه قوم اهتاج ولكن الحليم من قدر ثم عفا ، وإن الوصول ليس من وصل ثم وصل فتلك مجازاة ولكن الوصول من قطع ثم وصل وعطف على من لا يصله .

الوفاة
توفى رضي الله عنه سنة خمس وستين من الهجرة . وفيها مات على الصحيح عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي ، وكان أصغر من أبيه بإحدى عشرة سنة . كان ديناً صالحاً كثير العلم كثير القدر ، يلوم أباه على القيام في الفتنة ، ويطيعه للأبوة . وقيل : أنه مات ليالي الحرة وكانت الحرة يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثلاث وستين ، وقيل : مات سنة ثلاث وسبعين ، وقيل : غيره .

المراجع
الإصابة في تمييز الصحابة - عثمان بن عفان - إحكام الأحكام - العبر - الدر المنثور - الأذكار للنووي - روح المعاني - سبل السلام - البداية والنهاية - فتح القدير - تفسير الطبري - تفسير القرطبي - صفة الصفوة - لسان الميزان - تذكرة الحفاظ