شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : إسحاق عقيل هاشم عزوز


ثروت كتبي
02-13-2011, 09:38 PM
الشيخ إسحاق عقيل هاشم عزوز
التربية والخلق الفاضل


الاسم :
إسحاق عقيل هاشم بن محمد بن هاشم عزوز .

ولادته :
ولد إسحاق عزوز في مدينة مكة المكرمة ، في شهر بيع الأول 1330هـ .

عائلته :
ينتهي نسب عائلة "عزوز" إلى إدريس الأكبر بن عبد الله بن المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وزوج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال شيخنا الشيخ عمر حمدان المحدث بالحرمين الشريفين أنه في إحدى زياراته لتونس نزل ضيفاً بجبل زغوان في زاوية منسوبة لهذا الجد . ولقد هاجر أحد اجدادنا إلى مكة المكرمة وأقام بها منذ مئات السنين . ومن نحو مائة عام تشعبت العائلة "عدا الأصل في تونس" إلى شعبة بمكة المكرمة وأخرى بجدة وأندونيسيا . وتنتمى الأولى إلى محد بن علي بن هاشم عزوز ، وتنتمي الثانية والثالثة إلى حسين بن علي بن هاشم عزوز . ولحسين ابن يدعى عقيل هاجر إلى أندونيسيا فتفرع منه أندونسينا ، ولحسين أيضاً ابنان آخران هما عبد العزيز علي بقيا بجدة وعن علي تناسل فرع جده .
ويقول الشيخ إسحاق عزوز – رحمه الله – وفي مكة المكرمة والمدينة المنورة عوائل "عزوز" ولكن لا معرفة لنا بها ولا علاقة ، أما عائلتنا بمكة المكرمة فهي فرعان فرع ينتمي إلى هاشم بن محمد بن علي عزوز ، والفرع الذي في جده فينتمي إلى علي بن حسين بن علي عزوز . وفرع جاوه ينتمي إلى عقيل بن حسين بن علي عزوز .
والشيخ إسحاق عزوز هو : إسحاق بن عقيل بن هاشم بن محمد بن علي بن هاشم بن علي بن الحسين بن علي المهاجر إلى مكة المكرمة بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن أحمد بن داوود بن عباد بن علي صاحب زغران بن عزوز بن خالد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب من السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

نشأته :
قلنا إن إسحاق عزوز ولد بمكة المكرمة بباب الباسطية وقضى حياته ما بين باب الباسطية رضيعاً ، وبين محلة الفلق طفلا وشاباً . وكهلاً في النزهة بطريق جدة القديم .
وكان والده – رحمه الله – يقرأ ويكتب ووالدته من بيت ناضرين أخت المرحوم الشيخ أحمد ناضرين من كبار علماء مكة المكرمة ، ويعمل الناس على فتواه في مذهب الشافعي .

وصفه :
أسمر اللون ، نحيل الجسم ، متوسط القامة ، له لحية بيضاء ، فيه وقار العلماء وهيبتهم ، أسود العينين ، له وجه يشع نوراً .

صفاته :
متواضع ، دمث الأخلاق رقيقاً سهلاً ، من العلماء الأعلام ، واسع الاطلاع ، هادئ النفس ، ملازماً للمسجد مواظباً على أداء الصلوات الخمس في جماعة . عرف بالتقوى والزهد والصلاح عرف برحابة الصدر ، سديد الرأي ، سليم النية ، يكره الملق والتكبر . عرف بالعفة والنزاهة والإستقامة . متقشفاً يدعو إلى الزهد والخشونة حلو اللسان ، طلق الحديث ، طيب العشرة . صبور ، حليم ، شجاع في قول الحق . ثابت البيان ، راجح العقل .

تعليمه :
ألحق بمدرسة الفلاح بمكة المكرمة منذ بلوغه سن القبول إلى أن تخرج من قسمها النهائي سنة 1347هـ وعين مدرساً بها في أوائل عام 1348هـ ثم في رجب من العام نفسه ابتعث منها على مدينة (بمباي) بالهند ضمن بعثة من عشرين شخصاً نصفهم من مدرسة الفلاح بمكة المكرمة ، ونصفهم من مدرسة الفلاح بجدة لتلقي العلوم الشرعية العالية تحت إشراف المرحوم مؤسس مدارس الفلاح محمد علي زينل علي رضا . وقد تلقى التعليم هناك على يد أساتذة متضلعين في علوم الشريعة اختارهم المؤسس لذلك الغرض واستقدمهم إلى مدينة (بمباي) مقر عمله وأنفق عليهم مرتبات ومصاريف عالية جداً على حسابه الخاص . وكذلك تعلم الشيخ إسحاق عزوز هناك أنواعاً من الرياضة البدنية والكشافة ثم عادت البعثة في عام 1352هـ بعد إكمال دراستهم الدينية العالية ، التي تؤهلهم لتربية نشيء جديد صالح واع مثقف دينياً في غير تنطع أو تطرف .

أعماله :
- نال شهادة الفلاح النهاية في نهاية عام 1347هـ وقام بالتدريس فيها مدة ستة شهور من أوائل عام 1348هـ حيث ابتعث في رجب عام 1348هـ إلى مدينة (بمباي) لاتمام دراسته العالية الدينية .
- وفي عام 1352هـ عاد بعد تمام دراسته العالية وعين مدرساً بالفلاح بمكة المكرمة وفي عام 1355هـ عين مفتشاً بمديرية المعارف .
- وفي عام 1356هـ عين مديراً لمدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة .
- وفي عام 1362 عين مديراً لمدرسة الفلاح بمكة المكرمة .
- وفي ربيع الأول 1372هـ عين عضواً في مجلس الشورى ومكث في العضوية ثلاثة سنوات دون أن يخل ذلك بمواصلة إدارة مدرسة الفلاح . وفي شوال 1378هـ عين وكيلاً لنائب رئيس مدارس الفلاح ومشرفاً على المدارس في مكة وجدة .
- وفي 28 شعبان سنة 1380هـ عين وكيلاً لإمارة منطقة مكة المكرمة واستقال منها في محرم 1381هـ وظل في العمل في مدارس الفلاح مشرفاً .

تربيته العلمية :
يقول الشيخ إسحاق عزوز في هذا الجزء المهم من حياته :
حظيت ولله الحمد أثناء دراستي باساتذة تفي شهرتهم العلمية عن تراجمهم أذكر منهم الشيخ عبد الله حمدوه والشيخ الطيب المراكشي والشيخ عيسى رواص والشيخ أحمد ناضرين والشيخ محمد العربي التباني والشيخ يحيى أمان والشيخ أمين فوده والشيخ سالم تقي والشيخ سليمان غزاوي والأساتذة محمد غلام وعبد الوهاب آشي وحامد كعكي والسيد شيخ حمدي والسيد زيني كتبي وغيرهم ممن لا يحضرني الآن ذكر أسمائهم وفي بمباي حظيت بالتلمذة لأساتذة أعلام منهم العلامة الشيخ أمين السويدي والعلامة الشيخ محمود عطار والشيخ عمر السالك . والسيد عبد الكريم والشيخ أمير الحسن والشيخ فضل الله وغيرهم محمد سليم علي فضل الاستفادة منهم .
وكل أساتذتي قد توفوا رحمهم الله وأسأل لهم حسن الجزاء . وممن تشرفت بزمالتهم أثناء دراستي في مكة أصحاب الفضيلة الشيخ محمد نور سيف والسيد علوي مالكي . والشيخ عبد الله الساسي والسيد حسن فقي ويفوتني الآن ذكر الكثيرين منهم وكانوا نعم الزملاء والرفاق تغمد الله برحمته من مات منهم وحفظ بعنايته من بقي .

إنجازاته العلمية والتربوية :
نخوض الحديث مع رجل كبير عظيم من إنجازاته ، لا بد للقارئ الكريم أن يعيش معه مرحلة الإنجازات التي حققها ، والتي يقول عنها الشيخ إسحاق عزوز :
علينا قبل التعرف على الإنجازات والمساهمات والإنجاز التعليمي لأي كان عمل في حقل التعليم أكثر م ستين عاماً أن نتعرف على العهد الذي وجد من أجله ذلك الإنسان في ذلك الحقل .
إن الإنسان العظيم الذي وفقه الله لخدمة هذا البلد وخدمة العلم والدين فيه "المرحوم الشيخ محمد علي زينل علي رضا" نظر إلى العالم الإسلامي في زمانه فرأى أن البقية الباقية من الممالك الإسلامية غارقة في الضعف وأن وضع المسلمين آخذ في الوهن وأنه لا دواء لهذا الداء إلا أن يتمسك المسلمون بدينهم . وذلك لا يكون إلا بتعلم علوم الدين من الصبا وتعليم العلوم الحديثة ليتمكنوا من جميع الصنائع ومقاومة العدد بمثثل آلاته وتحاربه . وكانت خطته في التعليم أن ينتهي التعليم العمومي بعشر سنوات ثم يتفرغ التعليم بعد ذلك إلى التعليم العالي في الدين ثم بقية العلوم الحديثة بجميع تخصصاتها . وقد أسس هذه المدارس بجهده وعرقه ووضع آمالاً عظيمة ليصعد بها إلى المجد الذي كان يتمناه لها وقد وفقه الله بأخلاق وحسن اختياره لمدير والصفوة من العلماء المنتخبين سلوكاً وعلماً بحيث تكونت من هذه المجموعة إدارة وأساتذة أبرز الهيئات التعليمية في عصرها وبأخلاق مدير الفلاح بمكة الشيخ عبد الله حمدوه الفذ في إداره وتربيته وسلوكه ونشاطه وإدارته للفلاح نحو عشرين عاماً وإخلاص الشيخ حسين مطر مدير الفلاح ؟ وغزارة علمه ووقاره بأخلاص المدرسين وغزارة علمهم أنجبت المدارس شباباً منهم مدرسون وعلماء بالمسجد الحرام ومختصون للتعليم وإدارة شؤوه في هذه البلاد ومدرسون ومتأثرون بثقافة مدارس الفلاح في بلادهم حيث أسس متخرجو هذه المدارس في بلادهم على مثالها عشرات باسم مدارس الفلاح في البحرين ودبي والهند المكلا وعدن وكثير من نواحي أندونيسيا والملايو .
وبالجملة كان للمتخرجين آثار بارزة في الحركات العلمية والأدبية والإدارية والاقتصادية . كثرة في المتعليمن وكثرة في الأدباء والشعراء وكثرة في نشر الأمور الإدارية والاقتصادية حيث اشتهرت بيوت متخرجي هذه المدارس بالحركة التجارية "بيت زينل – بيت باعشن – بيت باغفار – بيت الجمجوم" وغيرهم ممن لا أذكر أسماءهم الآن وإذا كانت الضائقة المالية العالمية قد حالت دون تمكنه من استكمال أهدافه ومواصلة إرسال البعثات حسب أهدافه المشار لها كان لزاماً على من يتولى إدارة مدارس الفلاح والمتخرجين منها أن يحافظ قدر الإمكان على مهمة تحقيق آماله .
ولما وفق الله أن أكون أحد ن يحمل جانباً من مسؤولية هذه المدارس رأيت واجباً عليّ أن أواصل كل المحاولات لتحقيق أهدافه النبيلة فكرست حياتي لخدمة الفلاح حتى السنوات القليلة المحودة التي عملت فيها خارج نطاق التعليم لم أنقطع خلالها من مواصلة العمل في الفلاح وإلى اليوم وكان من أول الخطوات لتحقيق أهداف المؤسس العظيم هو السعي لتحقيقها مع مراعاة ما تفرضه ظروف الحياة في كل فترة من فتراتها .
فبالنسبة إلى الانقال بمناهج التعليم في عصر تأسيس الفلاح إلى توحيدها مع مناهج الدراسة في مدارس المملكة كان لابد أن نحاول الجمع بين روح أهداف مؤسس الفلاح مع تعديل منهج الفلاح أسلوباً ومادة بما يتوافق مع أنظمة التعليم ومناهجه في مدارس الدولة بما يذهل للإنبعاث إلى خارج الملكة الذي كان يتطلب مواد تعليمية لم تكن في مدارس الفلاح وإن كانت هي تتميز بمواد تعليمية أخرى ولا يخفى حجم الصعوبات في هذا التعيدل المتدرج ممن يوقن بأن الطفرة ليست السبيل السوي للبناء وأن الحثيث لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى ويجهد المخلصين تحقيق هدف المؤسس م الإنبعاث بعد مسايرة أسلوب التعليم بطرفه ومواده الجديدة المؤهلة للإنبعاث في كل فرع من الفروع وكانت أولى النتائج لهذا التعديل المستمر أن تسنى لطلاب الفلاح الإنبعاث من قبل الدولة من كل رع من فروع العلوم العلمية والأدبية والفنية وكان من واجبي كمتخرج من الفلاح وممن تحمل مسؤولية في إدارتها أن أحاول تحقيق آمال هذا الرجل المؤسس بما يعيد المسيرة إلى ما كانت عليه من ازدهار المواهب الفنية والتركيز على الإبداع بقدر الجهد والإمكان .
وقد أيقنت أن لا مدرسة بدون إدارة ولا منهج بدون مدرس ولذا جعلت العلاقة بيني وبين الطلاب علاقة عائلية مع تشجيع الحوافز ومراعاة الحدود لطالب العلم والتحلي بسعة الصدر والحلم من غير ضعف وإيجاد الهيبة بغرس الحب والتقدير لا بالشدة والإرهاب والكيس من لا يصر على خطأ ويستفيد من تجارب الحياة ودروسها وللمتخرجين أن يتحدثوا عن علاقتهم من مصاحبتي وفيهم الكثير ممن لمع اسمه واشتهر وأنتج ومرنت كثيراً من كبار الطلاب على التدريس وحصص فرغتهم لها مع تدريبهم على حسن الإلقاء وحسن التحضير وتنمية المعلومات العامة واستغل الحفل الاسبوعي للطلاب كندوة ثقافية يتمرن فيها الطلاب على الارتجال والمناظرات والتمثيل والرسم ووفرة الاطلاع بما ينمي المواهب في اصحابها ويركز على محاولة الإبداع .
وكانت النتيجة بروز أسماء لامعة من المتخرجين أفخر بهم جميعاً وفي كلهم خير إن شاء الله رحم الله الأموات منهم وبارك في الاحياء ووفقهم . منهم وجدوا من مناصب قضاة أو وزراء أو وكلاء وزارات أو موظفين كبار أو أصحاب مواهب في الرسم وأذكر باعتزاز بعضاً من هؤلاء منهم في سلك القضاء الاساتذة والشيخ إبراهيم زاهد والسيد عبد الرحمن مرزوقي ومنهم في سلك المربين والأدباء الأساتذة عبد الله عبد الجبار والأستاذ محمد فدا والأستاذ عبد الله منيعي والسيد محسن باروم والأستاذ قاروت .
ومنهم من هم في سلك الوزراء ممن كان لي في عهد تلمذتهم شرف الإدارة في الفلاح أو في مدرسة تحضير البعثات منهم الدكتور حامد هرساني والدكتور حسن نصيف والدكتور السيد عبد الله دباغ والدكتور محمد عبده يماني والدكتور فايز بدر .
ومنهم من هم في سلك وكلاء الوزارات أو في المرتبة الممتازة منهم الاستاذ عبد الله عريف والاستاذ احمد مجاهد والاستاذ السيد احمد عقيل عطاس والأستاذ احمد محضر وغيرهم ومنهم من هم في سلك إداريين كبار منهم السيد عباس زواوي والأستاذ عقيل زواوي والأستاذ محمد محضر والدكتور عبد العزيز سمباوه والدكتور طلال عمر بافقيه مدير المجمع برابطة العالم الإسلامي ومنهم من هم في سلك التفتيش في الرسوم منهم عبد الحليم رضوي . وكثير لا أحصيهم من موظفين كبار ورجال أعمال خاصة والفضل لهم علي فرغم ما يحملون م مؤهلات عالية حظيت منهم كرماً منهم بحسن التقدير والإكرام والمحبة ومعذرة لمن لم يحضر ذكر اسمه حالياً .
ولقد واجهت إبان إرادتي مشكلة بناء المدرسة التي تحمل محل الدار بالقشاشية ، التي كانت قد وضعت في خطة توسعة الحرم الشريف فوفق الله بمساعدة الكثيرين المخلصين أن أءسس لها الدار الحالية التي هي بها الآن بالشبيكة .
وظلت تراودني آمال أن يكون للمدرسة مكان أرحب وأفسح يتلائم مع العصر وقد وفق الله للحصول على الموقع المناسب من فاعل الخير المرحوم البار الشيخ إبراهيم الجفالي وبمساعدة المحبين للعلم أنشأت المبنى الذي يقوم فيه الآن العمل في ساحة إسلام حيث أصر واقف الأرض على مدارس الفلاح أن أكون بصفتي اسحاق عزوز ناظراً على وقفه الأرض لأنشئ عليها المدارس وجزء للاستغلال يدر دخلاً لمصالح المدارس .
أرجو أن يكون البناء قد وضع على أحدث المسالك التعليمية التي تعطي للطالب الشعور بلراحة النفسية والذهنية ولا تزييف على مجتهد . والكمال لله وحده ومن الخير أن يتحدث المشروع عن نفسه بعد اكتماله وافتتاحه وأن يعبر عمن أسهم في هذا الخير من أهل الخير .
وسأقوم بعد اتمام المشروع بتسليم إلى المشرف على مدارس الفلاح ليصبح في عهدته .
وأسأله تعالى أن يوفقني إلى تحقيق فكرة إنشاء بناء حديث لمدرسة الفلاح بجدة حيث يؤمل الكثيرون في ذلك وكذلك انشاء فرع وبناء حديث لمدرسة فلاح بالمدينة المنورة حقق الله الآمال وأعان .(مقال للدكتور زهير كتبي) .

الجانب العلمي في حياته :
في حياة كل إنسان وبالذات الرجال الذين خدموا المجتمعات وبالتالي الأمم . لابد وأن يكون في سيرهم الكثير من الجوانب التي يشعر القارئ الكريم أنه في حاجة ملحة بحب الاطلاع لمعرفة تلك الجوانب وفي هذا الجانب يذكر الشيخ إسحاق عزوز فيقول :
أشعر أن لي ميولاً في العلوم النقلية والعقلية وحباً في تثقيف نفسي بالاطلاع الدائم المتنوع . وأن أزهد في الحديث عن هذا ولعلك لو استقيت هذه الناحية ممن لهم معرفة بشخص كمعالي الدكتور محمد عبده يماني أو سعادة الدكتور طلال بافقيه مدير المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي أو السيد أمين عطاس أمين عام الرابطة الإسلامية بالنيابة في الشؤون المالية والإدارية لكان ذلك أجدى لمبتغاكم ولعل ذكرى للفلاح ولمؤسساها يشوقكم إلى ابتغاء المزيد وبإمكانكم الرجوع إلى العدد الوثائقي الذي اصدرته مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر عن مدارس الفلاح وتجدون من فيه ما تحتاجون إليه من معلومات عن الفلاح ومؤسسها وأبرز ما حققته لهذا البلد .
وأنه علاوة على ما دون في العدد الوثائقي من معلومات أشير إلى أنه قد مر على هذا البلد زمان لم تكن أبواب العلم قد فتحت في وجوه أبنائه في غير أماكن من كتاتيب ودروس في المساجد أو في المدرسة الصولتيه على نهج يقتصر على علوم الدين والعلوم الآلية وقدر الله بتأسيس الفلاح أن تكون جسر أو معبراً مر عليه ما نشاهده اليوم من ازدار العلم وتنوعه ووسائله التي يسرته حتى يتخرج الشاب حاملاً لرسالة إيصال العلم إلى غيره خادماً لبلده فعلى أبنائي الطلبة أن يرسموا صورة واضحة أمامهم لمقدار المعاناة والصعوبات التي لقيها من كان قبلهم ثم ينظروا إلى النعم العظمى التي يعيشون فيها اليوم ويتمتعون بها ثم عليهم بعد ذلك أن يجعلوا من أنفسهم نصحاء لأنفسهم وعليه أن يعرفوا بعد ذلك ما أوجبه الله عليهم تجاه أنفسهم مع شكر النعمة التي هم فيها فكل شيء أمامهم ميسر وعليهم بعد ذلك أن يقدروا مقدار ما يقدمون لبلدهم ولمن أحسن إليهم .
أقول للفلاحي خاصة أن مؤسسي هذه المدارس قد حقق جزء من آماله وعملنا على تحقيق جزء منها ويمكنكم أن تحققوا البقية الباقية وأن تحسوا وأنتم تذهبون إلى مؤسستكم تشعرون بما رسمه الله لكم من حدود وما وهبكم من حوافز يكن النجاح حليفكم .
ولا أنسى في الختام أن يكون رائدنا جميعاً الإخلاص لله في العمل وإيثار المصلحة العامة على غيرها والإيقان بأن الحياة جد وعمل ومثابرة وتنظيم والآخرة خير وأبقى وفقكم الله وأخذ بأيديكم إلى ما فيه رضاه فإن تلك هي الحياة .

حياته العائلية :
توفي والد الشيخ إسحاق عزوز وقد أنجب رحمه الله ابناءاً وبنات توفي بعضهم وبقي له أختين شقيقتين أنجبا نسلاً كلهم جامعيون . وأيضاً بقي للشيخ إسحاق شقيق هاشم عقيل عزوز أصغر أخوانه يتميز بصلاحه ونضج تفكيره وطلاوة أسلوبه الكتابي وسعة اطلاعه .
وللشيخ إسحاق عزوز ثلاث بنات كلهن دكاتره .
وابن واحد مهندس مدني وهو حسن إسحاق عزوز ، وهو ما بقي له من الأولاد الذكور حيث توفي (حسين) حين أشرف على التخرج مهندساً مدنياً .

مُؤَلَّفَاتِهْ :
أَلَّفَ العَدِيدْ مِنْ الكُتُبْ الدِّرَاسِيَّة ، وَمِْنْهَا : كِتَابْ (( المُطَالَعَة العَرَبِيَّة )) لِتَلاَمِيذْ الثَّانِي وَالثَّالِثْ وَالرَّابِعْ وَالخَامِسْ وَالسَّادِسْ الاِبْتِدَائِيَّة ، بِمُشَارَكَةْ الشِّيخْ إِبْرَاهِيمْ النُّورِي ، وَكِتَابْ (( دُرُوسْ فِي التَّارِيخْ الإِسْلاَمِي )) لِلْسَنَوَاتْ الثَّالِثَة وَالرَّابِعَة وَالخَامِسَة وَالسَّادِسَة .

وَمِنْ مُؤَلَّفَاتِهْ أَيْضًا : (( إِعْلاَمْ المُسْلِمِينْ بِعِصْمَةْ النَّبِيِّينْ )) ، وَ (( أَطْيَبْ الذِّكْرَى فِي مَنَاقِبْ خَدِيجَة الكُبْرَى )) ، وَ (( حَمْزَةْ بِنْ عَبْدَ المُطَّلِبْ )) ، وَ (( المَنْسَكْ اللَّطِيفْ )) ، وَ (( الوَجِيزْ فِي سَجْدَاتِ التِّلاَوَةْ )) ، وَ (( صَلاَةْ التَّرَاوِيحْ فِي الحَرَمَيْنْ الشَّرِيفَينْ مِنْ عَهْدِ النِّبُوَّةِ إِلَى هَذَا العَصْر )) وَتَحْقِيقْ كِتَابْ (( نُزْهَة النَّظَرْ )) لِلْحَافِظْ اٍبِنْ حَجَرْ ، وَغَيْرَهَا مِنْ الكُتُبْ النَّافِعَة .

وفاته :
تُوُفِّيَ رَحِمَهُ الله تَعَالَى بِمَكَّة المُكَرَّمَةْ عَامْ 1415 ، وَنُقِلَ حَسَبْ وَصِيَّتُهْ إِلَى المَدِينَة المُنَوَّرَةْ ، وَدُفِنَ بِالبَقِيعْ رَحِمَهُ الله وَأَجْزَلَ مَثُوبَتِهْ .

المرجع
رجال من مكة المكرمة ، د.زهير محمدجميل كتبي