شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : العلاء بن الحضرمي


ريمة مطهر
02-13-2011, 07:13 PM
العلاء بن الحضرمي
رضي الله عنه

نسبه
- هو العلاء بن عبد الله الحضرمي ، كان أبوه قد سكن مكة ، وحالف ( حرب بن أمية ) والد أبي سفيان ، وكان للعلاء عدة أخوة منهم ( عمرو ) الذي كان مشركًا وقتل في بدر ، وبسببه كانت الغزوة .

إسلامه
- أسلم ( العلاء ) مبكراً ، وكان من كتّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل عمان ليعلمهم شرائع الإسلام ويصدق أموالهم ، وولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم البحرين ، وثبته عليها أبا بكر رضي الله عنه ، ويقال : أن عمر رضي الله عنه ولاه البصرة ، فتوفي قبل أن يصل إليها .

- كان أول من غزا بلاد فارس في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عام 17 هـ ، خرج بجيوشه بحراً وخرجوا بـ ( اصطخر ) ، فقاتلهم قتالاً عنيفاً ، وانجلى القتال عن هزيمة أهل اصطخر .

أهم ملامح شخصيته
الجانب القيادي
- حيث ولاّه النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده ، وقاد الكثير من الجيوش وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبعثه إلى قادة القبائل ليدعوهم إلى الإسلام .

- بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي في رجب سنة تسع ، فأسلم المنذر ورجع العلاء ، فمر باليمامة فقال له ثمامة بن آثال : أنت رسول محمد ؟ قال : نعم . قال : لا تصل إليه أبداً . فقال له عمه عامر : مالك وللرجل ؟ قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اهد عامراً ، وأمكني من ثمامة " ، فأسلم عامر ، وأسر ثمامة .

من مواقفه مع الصحابة
- أجمع أبو بكر بعثة العلاء بن الحضرمي فدعاه ، فقال : إني وجدتك من عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين ولي ، فرأيت أن أوليك ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاك ، فعليك بتقوى الله . فخرج العلاء بن الحضرمي من المدينة في ستة عشر راكباً معه ( فرات بن حيان العجلي ) دليلاً ، وكتب أبو بكر كتاباً للعلاء بن الحضرمي أن ينفر معه كل من مر به من المسلمين إلى عدوهم ، فسار العلاء فيمن تبعه منهم حتى نزل بحصن ( جواثا ) فقاتلهم ، فلم يفلت منهم أحد ثم أتى القطيف وبها جمع من العجم ، فقاتلهم فأصاب منهم طرفاً وانهزموا ، فانضمت الأعاجم إلى الزارة فأتاهم العلاء فنزل الخط على ساحل البحر ، فقاتلهم وحاصرهم إلى أن توفي أبو بكر رحمه الله . وولي عمر بن الخطاب وطلب أهل الزارة الصلح فصالحهم العلاء ، ثم عبر العلاء إلى أهل دارين فقاتهلم فقتل المقاتلة وحوى الذراري ، وبعث العلاء ( عرفجة بن هرثمة ) إلى أسياف فارس فقطع في السفن ، فكان أول من فتح جزيرة بأرض فارس واتخذ فيها مسجداً .

- وعن أبي هريرة قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع العلاء بن الحضرمي فأوصاه بي خيراً ، فلما فصلنا قال لي : رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصاني بك خيراً ، فانظر ماذا تحب ؟ قال : قلت : تجعلني أؤذن لك ولا تسبقني بآمين .

من كراماته
كان العلاء من سادات الصحابة العلماء العباد ، وكان مجاب الدعوة ، فمن ذلك ما ذكره المزي - صاحب تهذيب الكمال - عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم العلاء بن الحضرمي إلى البحرين ، تبعته فرأيت منه عجباً : انتهينا إلى شاطئ البحر ، فقال : سموا الله ، وانقحموا . فسمينا وانقحمنا فعبرنا ، فما بل الماء إلا أسافل خفاف إبلنا ، فلما قفلنا صرنا معه بفلاة من الأرض وليس معنا ماء فشكونا إليه ، فصلى ركعتين ثم دعا ، فإذا سحابة مثل الترس ثم أرخت عزاليها فسقينا واستقينا ، ومات فدفناه في الرمل ، فلما سرنا غير بعيد قلنا : يجيء سبع فيأكله ، فرجعنا فلم نره .

من كراماته موقف وفاته
فقد جهز عمر بن الخطاب جيشاً واستعمل عليهم العلاء بن الحضرمي ، قال أنس : وكنت في غزاته ، فأتينا مغازينا فوجدنا القوم قد بدروا بنا ، فعفوا آثار الماء ، والحر شديد ، فجهدنا العطش ودوابنا وذلك يوم الجمعة ، فلما مالت الشمس لغروبها صلى بنا ركعتين ثم مد يده إلى السماء ، وما نرى في السماء شيئاً . قال : فو الله ما حط يده حتى بعث الله ريحاً وأنشأ سحاباً ، وأفرغت حتى ملأت الغدر والشعاب ، فشربنا وسقينا ركابنا واستقينا ، ثم أتينا عدونا وقد جاوزوا خليجها في البحر إلى جزيرة فوقف على الخليج ، وقال : يا علي يا عظيم يا حليم يا كريم ، ثم قال : أجيزوا بسم الله ، قال : فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا ، فلم نلبث إلا يسيرا فأصبنا العدو عليه فقتلنا وأسرنا وسبينا ، ثم أتينا الخليج ، فقال مثل مقالته فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا ، قال : فلم نلبث إلا يسيراً حتى رمي في جنازته ، قال : فحفرنا له وغسلناه ودفناه ، فأتى رجل بعد فراغنا من دفنه فقال : من هذا ؟ فقلنا : هذا خير البشر ، هذا ابن الحضرمي . فقال : إن هذه الأرض تلفظ الموتى ، فلو نقلتموه إلى ميل أو ميلين إلى أرض تقبل الموتى . فقلنا : ما جزاء صاحبنا أن نعرضه للسباع تأكله ؟ قال : فاجتمعنا على نبشه ، فلما وصلنا إلى اللحد ، إذا صاحبنا ليس فيه ، وإذا اللحد مد البصر نور يتلألأ . قال : فأعدنا التراب إلى اللحد ثم ارتحلنا . قال البيهقي رحمه الله : وقد روي عن أبي هريرة في قصة العلاء بن الحضرمي في استسقائه ومشيهم على الماء دون قصة الموت بنحو من هذا ، وذكر البخاري في التاريخ لهذه القصة إسناداً آخر ، وقد أسنده ابن أبي الدنيا عن أبي كريب عن محمد بن فضيل عن الصلت بن مطر العجلي عن عبد الملك بن سهم عن سهم بن منجاب ، قال : غزونا مع العلاء بن الحضرمي فذكره وقال في الدعاء : ( يا عليم يا حليم يا علي يا عظيم ، إنا عبيدك وفي سبيلك نقاتل عدوك ، اسقنا غيثاً نشرب منه ونتوضأ ، فإذا تركناه فلا تجعل لأحد فيه نصيباً غيرنا ) . وقال في البحر : ( اجعل لنا سبيلاً إلى عدوك ) . وقال في الموت : ( اخف جثتي ، ولا تطلع على عورتي أحداً ) ، فلم يقدر عليه والله أعلم .

تلاميذه
1- ابن العلاء بن الحضرمي ، وهو من الطبقة الوسطى من التابعين .

2- حيان ولقبه : الأعرج وهو بصري ، وهو من كبار الأتباع .

3- السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة ولقبه ( ابن أخت نمر ) وهو كندي ، وهو من الصحابة .

مما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه قال : " يمكث المهاجر بعد قضاء نسكه ثلاثاً " صحيح على شرط الشيخين .

الوفاة
توفي رضي الله عنه سنة أربع عشرة ، ومنهم من يقول : إنه تأخر إلى سنة إحدى وعشرين بنياس من أرض بني تميم .

المصدر
موقع نصرة سيدنا محمد رسول الله