ريمة مطهر
02-13-2011, 01:33 AM
الحباب بن المنذر
رضي الله عنه
نسبه
حباب بن المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي . يكنى ( أبا عمر ) ، وقيل : ( أبا عمرو ) ، وشهد بدراً ، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ؛ هكذا قال الواقدي وغيره ، وقالوا كلهم : إنه شهد بدراً إلا أن ابن إسحاق ، من رواية سلمة عنه ، والصحيح أنه شهدها .
أهم ملامح شخصيته
1- الشجاعة
شهد حباب رضي الله عنه المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعل ثباته يوم أحد من أكثر المواقف التي تدل على شجاعته .
فقد ثبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد في عصابة صبروا ومعه أربعة عشر رجلاً ، سبعة من المهاجرين وسبعة من الأنصار . من المهاجرين : أبو بكر ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعلي بن أبي طالب ، وسعد بن أبي وقاص ، وطلحة بن عبيد الله ، وأبو عبيدة بن الجراح ، والزبير بن العوام . ومن الأنصار : الحباب بن المنذر ، وأبو دجانة ، وعاصم بن ثابت ، والحارث بن الصمة ، وسهل بن حنيف ، وأسيد بن الحضير ، وسعد بن معاذ . (1)
2- الثقة بالنفس والذكاء والرأي الراجح
وظهر ذلك جلياً في موقفه في غزوة بدر الكبرى عندما أشار على الرسول صلى الله عليه وسلم بالمكان الأمثل للمسلمين .
من مواقفه في حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم
في يوم بدر
سار رسول الله صلى الله عليه وسلم يبادرهم ( يعني : قريشاً ) إليه ( يعني : إلى الماء ) ، فلما جاء أدنى ماء من بدر نزل عليه ، فقال الحباب بن المنذر بن الجموح : يا رسول الله منزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتعداه ، ولا نقصر عنه ، أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بل هو الرأي والحرب والمكيدة " . قال الحباب : يا رسول الله ، ليس بمنزل ، ولكن انهض حتى تجعل القلب كلها من وراء ظهرك ، ثم غور كل قليب بها إلا قليباً واحداً ، ثم احفر عليه حوضاً ، فنقاتل القوم ونشرب ولا يشربون ، حتى يحكم الله بيننا وبينهم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد أشرت بالرأي " ، ففعل ذلك . (2)
يا له من موقف عظيم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، موقف يدل على التواضع ، وقبول الرأي الصواب أينما كان ، وموقف رائع من الحباب رضي الله عنه ، فهو الذي رباه النبي صلى الله عليه وسلم على مبدأ الشورى ، وأن الدين النصيحة .
في غزوة أحد
أظهر من البطولة والفتوة والتضحية بالنفس الشيء العجيب ، روى سعد بن عبادة قال : بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم عصابة من أصحابه على الموت يوم أحد حتى انهزم المسلمون فصبروا وكرموا وجعلوا يسترونه بأنفسهم ، يقول الرجل منهم : نفسي لنفسك الفداء يا رسول الله ، وجهي لوجهك الوقاء يا رسول الله ، وهم يحمونه ويقونه بأنفسهم حتى قتل منهم من قتل ، وهم : أبو بكر ، وعمر ، وعلي ، والزبير ، وطلحة ، وسعد ، وسهل بن حنيف ، وابن أبي الأفلح ، والحارث بن الصمة ، وأبو دجانة ، والحباب بن المنذر .
بعض المواقف من حياته مع الصحابة
أبدى الحباب بن المنذر برأيه في سقيفة بني ساعدة ، فقد اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فقالوا : منا أمير ومنكم أمير . فذهب إليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح ، فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر ، فكان عمر يقول : والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاماً قد أعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر ، ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس فقال في كلامه : نحن الأمراء وأنتم الوزراء . فقال الحباب بن المنذر السلمي : لا والله لا نفعل أبداً ، منا أمير ومنكم أمير . قال فقال أبو بكر : لا ، ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء هم أوسط العرب داراً وأكرمهم أحساباً ( يعني : قريشاً ) ، فبايعوا عمر وأبا عبيدة فقال عمر : بل نبايعك أنت ، فأنت سيدنا وأنت خيرنا وأحبنا إلى نبينا صلى الله عليه وسلم ، فأخذ عمر بيده فبايعه فبايعه الناس .
من كلماته
من شعر الحباب بن المنذر :
ألم تعلما لله در أبيكما ... وما الناس إلا أكمه وبصير
أنا وأعداء النبي محمد ... أسود لها في العالمين زئير
نصرنا وآوينا النبي وماله ... سوانا من أهل الملتين نصير (3)
الوفاة
توفي الحباب بن المنذر في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وليس له عقب .
وقال ابن سعد : مات في خلافة عمر رضي الله عنهما وقد زاد على الخمسين سنة . (4)
المصادر
1- كنز العمال ج 10 - ص 717
2- أسد الغابة ج 1 - ص 231
3- الإصابة ج 1 - ص 454
4- الطبقات الكبرى ج 3 - ص 567
رضي الله عنه
نسبه
حباب بن المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي . يكنى ( أبا عمر ) ، وقيل : ( أبا عمرو ) ، وشهد بدراً ، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ؛ هكذا قال الواقدي وغيره ، وقالوا كلهم : إنه شهد بدراً إلا أن ابن إسحاق ، من رواية سلمة عنه ، والصحيح أنه شهدها .
أهم ملامح شخصيته
1- الشجاعة
شهد حباب رضي الله عنه المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعل ثباته يوم أحد من أكثر المواقف التي تدل على شجاعته .
فقد ثبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد في عصابة صبروا ومعه أربعة عشر رجلاً ، سبعة من المهاجرين وسبعة من الأنصار . من المهاجرين : أبو بكر ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعلي بن أبي طالب ، وسعد بن أبي وقاص ، وطلحة بن عبيد الله ، وأبو عبيدة بن الجراح ، والزبير بن العوام . ومن الأنصار : الحباب بن المنذر ، وأبو دجانة ، وعاصم بن ثابت ، والحارث بن الصمة ، وسهل بن حنيف ، وأسيد بن الحضير ، وسعد بن معاذ . (1)
2- الثقة بالنفس والذكاء والرأي الراجح
وظهر ذلك جلياً في موقفه في غزوة بدر الكبرى عندما أشار على الرسول صلى الله عليه وسلم بالمكان الأمثل للمسلمين .
من مواقفه في حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم
في يوم بدر
سار رسول الله صلى الله عليه وسلم يبادرهم ( يعني : قريشاً ) إليه ( يعني : إلى الماء ) ، فلما جاء أدنى ماء من بدر نزل عليه ، فقال الحباب بن المنذر بن الجموح : يا رسول الله منزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتعداه ، ولا نقصر عنه ، أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بل هو الرأي والحرب والمكيدة " . قال الحباب : يا رسول الله ، ليس بمنزل ، ولكن انهض حتى تجعل القلب كلها من وراء ظهرك ، ثم غور كل قليب بها إلا قليباً واحداً ، ثم احفر عليه حوضاً ، فنقاتل القوم ونشرب ولا يشربون ، حتى يحكم الله بيننا وبينهم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد أشرت بالرأي " ، ففعل ذلك . (2)
يا له من موقف عظيم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، موقف يدل على التواضع ، وقبول الرأي الصواب أينما كان ، وموقف رائع من الحباب رضي الله عنه ، فهو الذي رباه النبي صلى الله عليه وسلم على مبدأ الشورى ، وأن الدين النصيحة .
في غزوة أحد
أظهر من البطولة والفتوة والتضحية بالنفس الشيء العجيب ، روى سعد بن عبادة قال : بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم عصابة من أصحابه على الموت يوم أحد حتى انهزم المسلمون فصبروا وكرموا وجعلوا يسترونه بأنفسهم ، يقول الرجل منهم : نفسي لنفسك الفداء يا رسول الله ، وجهي لوجهك الوقاء يا رسول الله ، وهم يحمونه ويقونه بأنفسهم حتى قتل منهم من قتل ، وهم : أبو بكر ، وعمر ، وعلي ، والزبير ، وطلحة ، وسعد ، وسهل بن حنيف ، وابن أبي الأفلح ، والحارث بن الصمة ، وأبو دجانة ، والحباب بن المنذر .
بعض المواقف من حياته مع الصحابة
أبدى الحباب بن المنذر برأيه في سقيفة بني ساعدة ، فقد اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فقالوا : منا أمير ومنكم أمير . فذهب إليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح ، فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر ، فكان عمر يقول : والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاماً قد أعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر ، ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس فقال في كلامه : نحن الأمراء وأنتم الوزراء . فقال الحباب بن المنذر السلمي : لا والله لا نفعل أبداً ، منا أمير ومنكم أمير . قال فقال أبو بكر : لا ، ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء هم أوسط العرب داراً وأكرمهم أحساباً ( يعني : قريشاً ) ، فبايعوا عمر وأبا عبيدة فقال عمر : بل نبايعك أنت ، فأنت سيدنا وأنت خيرنا وأحبنا إلى نبينا صلى الله عليه وسلم ، فأخذ عمر بيده فبايعه فبايعه الناس .
من كلماته
من شعر الحباب بن المنذر :
ألم تعلما لله در أبيكما ... وما الناس إلا أكمه وبصير
أنا وأعداء النبي محمد ... أسود لها في العالمين زئير
نصرنا وآوينا النبي وماله ... سوانا من أهل الملتين نصير (3)
الوفاة
توفي الحباب بن المنذر في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وليس له عقب .
وقال ابن سعد : مات في خلافة عمر رضي الله عنهما وقد زاد على الخمسين سنة . (4)
المصادر
1- كنز العمال ج 10 - ص 717
2- أسد الغابة ج 1 - ص 231
3- الإصابة ج 1 - ص 454
4- الطبقات الكبرى ج 3 - ص 567