شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : حذيفة بن اليمان


ريمة مطهر
02-11-2011, 07:41 PM
حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
( صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم )

نسبه
هو أبو ( عبد الله ) حذيفة بن حسيل اليمان من بني عبس . جاء حذيفة هو وأخـوه ووالدهمـا إلى رسـول الله صلى الله عليه وسلم واعتنقوا الإسلام ، وكان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولقد نما رضي الله عنه في ظل هذا الديـن ، وكانت له موهبـة في قراءة الوجوه والسرائر ، فعاش مفتوح البصر والبصيرة على مآتي الفتن ومسالك الشرور ليتقيها .

لقد كان في إيمانه رضي الله عنه وولائه قوي ، فها هو يرى والده يُقتل خطأ يوم أحد بأيدي مسلمة ، فقد رأى السيوف تنوشه فصاح بضاربيه : ( أبي ، أبي ، إنه أبي !! ) ، ولكن أمر الله قد نفذ ، وحين علم المسلمون تولاهم الحزن والوجوم ، لكنه نظر إليهم إشفاقاً وقال : ( يغفر الله لكم ، وهو أرحم الراحمين ) . ثم انطلق بسيفه يؤدي واجبه في المعركة الدائرة . وبعد انتهاء المعركة علم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك ، فأمر بالدية عن والد حذيفة ( حسيل بن جابر ) ولكن تصدق بها حذيفة رضي الله عنه على المسلمين ، فازداد الرسول صلى الله عليه وسلم له حباً وتقديراً.

أهم ملامح شخصيته
1- يسأل عن الشر
عن أبي إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يُدركني فقلت : يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : " نعم " . قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : " نعم ، وفيه دخن " . قلت : وما دخنه ؟ قال : " قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر " . قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : " نعم ، دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها " . قلت : يا رسول الله صفهم لنا ؟ فقال : " هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا " . قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم " . قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : " فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يُدركك الموت وأنت على ذلك " .

2- كان حريصاً على تعليم المسلمين
فكما في مسلم عن حذيفة قال : كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاماً لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده ،وإنا حضرنا معه مرة طعاماً فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها ، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها فأخذت بيدها ، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به فأخذت بيده ، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها " .

عن عبد الرحمن بن يزيد قال : أتينا حذيفة فقلنا : دلنا على أقرب الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم هدياً وسمتاً وولاءً نأخذ عنه ونسمع منه . فقال : كان أقرب الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم هدياً وسمتاً وولاءً بن أم عبد ، حتى يتوارى عني في بيته ، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن بن أم عبد من أقربهم إلى الله زلفة .

عن زاذان عن حذيفة قال : قالوا : يا رسول الله لو استخلفت . قال : " إن أستخلف عليكم فعصيتموه عُذبتم ، ولكن ما حدثكم حذيفة فصدقوه وما أقرأكم عبد الله فاقرؤوه " .

وقال ليث بن أبي سليم : لما نزل بحذيفة الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاءً كثيراً فقيل : ما يبكيك ؟ فقال : ما أبكي أسفاً على الدنيا بل الموت أحّب إليّ ، ولكني لا أدري علام أقدم !على رضاً أم على سخطٍ !

وقيل : لما حضره الموت قال : هذه آخر ساعة من الدنيا ، اللهم إنك تعلم أني أحبك فبارك لي في لقائك ، ثم مات .

عن أبي إسحاق : أن صلة بن زفر حدثه : أن حذيفة بن اليمان كُفن في ثوبين . قال : بعثني وأبا مسعود فابتعنا له كفناً حلة عصب بثلاث مائة درهم . فقال : أرياني ما ابتعتما لي ، فأريناه فقال : ما هذا لي بكفن ، إنما يكفيني ريطتان بيضاوان ليس معهما قميص ، وإني لا أترك إلا قليلاً حتى أنال خيراً منهما أو شراً منهما ، فابتعنا له ريطتين بيضاوين .

من مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم
قم يا حذيفة !!
روى مسلم بسنده عن حذيفة بن اليمان مما حدث في تلك الليلة الحاسمة ، قال حذيفة : لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب ، وأخذتنا ريح شديدة وقر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا رجل يأتني بخبر القوم ، جعله الله معي يوم القيامة " ، فسكتنا فلم يجبه منا أحد ، ردد ذلك ثلاثاً ثم قال : " قم يا حذيفة فأتنا بخبر القوم " ، فلم أجد بداً إذ دعاني باسمي أن أقوم . قال : " اذهب فأتني بخبر القوم ولا تذعرهم عليّ " . فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم ، فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار ، فوضعت سهماً في كبد القوس ، فأردت أن أرميه ، فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ولا تذعرهم عليّ " ، ولو رميته لأصبته ، فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام . فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم وفرغت ، فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه يُصلي فيها. فلم أزل نائماً حتى أصبحت فقال : " قم يا نومان " .

وزاد ابن إسحاق في روايته لهذا الخبر : … فدخلت في القوم ، والريح جنود الله تفعل بهم ما تفعل لا تقر لهم قدراً ولا إناءً ولا بناءً ، فقام أبو سفيان ، فقال : يا معشر قريش لينظر امرؤ من جليسه ؟ فأخذت بيد الرجل الذي كان إلى جانبي فقلت له : من أنت ؟ قال : فلان بن فلان . ثم قال أبو سفيان : يا معشر قريش ، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام ، لقد هلك الكراع والخف ، وأخلفتنا بنو قريظة ، وبلغنا عنهم الذي نكره ، ولقينا من شدة الريح ما ترون ، فارتحلوا فإني مرتحل .

وفي رواية الحاكم والبزار : … فانطلقت إلى عسكرهم فوجدت أبا سفيان يوقد النار في عصبة حوله ، قد تفرق الأحزاب عنه ، حتى إذا جلست فيهم فحسب أبو سفيان أنه دخل فيهم من غيرهم ، قال : ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه ، فضربت بيدي على الذي على يميني وأخذت بيده ، ثم ضربت بيدي على الذي عن يساري فأخذت بيده ، فلبثت هنيهة ، ثم قمت فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : يا رسول الله ، تفرق الناس عن أبي سفيان فلم يبق إلا عصبة توقد النار قد صب الله عليه من البرد مثل الذي صب علينا ولكنا نرجو من الله ما لا يرجون .

وختم الله هذا الامتحان الرهيب بهذه النهاية السعيدة ، وجنب المسلمين شر القتال ، قال تعالى معلقاً على هذه الخاتمة : " ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزاً " . وكانت هذه الخاتمة استجابة لضراعة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله أثناء محنة الحصار : " اللهم منزل الكتاب ، سريع الحساب ، اهزم الأحزاب ، اللهم اهزمهم وزلزلهم " .

ورواية أخرى : عندما دب الفشل في صفوف المشركين وحلفائهم واختلف أمرهم وفرّق الله جماعتهم ، دعا الرسول صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان ، وكان الطقس بارداً والقوم يُعانون من الخوف والجوع ، وقال له : " يا حذيفة ، اذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يصنعون ، ولا تحدثنّ شيئاً حتى تأتين ! " . فذهب ودخل في القوم ، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل لا تقر لهم قدراً ولا ناراً ولا بناءً ، فقام أبو سفيان فقال : يا معشر قريش ، لينظر امرؤ من جليسه ؟ . قال حذيفة : فأخذت بيد الرجل الذي كان إلى جنبي فقلت : من أنت ؟ قال : فلان بن فلان . فأمن نفسه في المعسكر ، ثم قال أبو سفيان : يا معشر قريش ، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام ، لقد هلك الكراع والخف ، وأخلفتنا بنو قريظة ، وبلغنا عنهم الذي نكره ، ولقينا من شدة الريح ما ترون ، ما تطمئن لنا قدر ، ولا تقوم لنا نار ، ولا يستمسك لنا بناء ، فارتحلوا فاني مرتحل . ثم نهض فوق جمله ، وبدأ المسير ، يقول حذيفة : لولا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إليّ ألا تحدث شيئاً حتى تأتيني ، لقتلته بسهم . وعاد حذيفة رضي الله عنه إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حاملاً له البشرى .

صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثنا زيد ابن وهب قال : كنا عند حذيفة فقال : ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة ، ولا من المنافقين إلا أربعة . فقال أعرابي : إنكم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم تخبروننا فلا ندري فما بال هؤلاء الذين يبقرون بيوتنا ويسرقون أعلاقنا ؟ قال : أولئك الفساق أجل لم يبق منهم إلا أربعة ، أحدهم شيخ كبير لو شرب الماء البارد لما وجد برده .

قال العيني وحاصل معنى هذا الحديث : أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه كان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن المنافقين وكان يعرفهم ولا يعرفهم غيره ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أسرّ إليه بأسماء عدة من المنافقين وأهل الكفر والذين نزلت فيهم الآية ولم يسرّ إليه بأسماء جميعهم .

مما رواه من الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم
عن مسلم بن نذير عن حذيفة قال : قلت يا رسول الله إني رجل ذرب اللسان وإن عامة ذلك على أهلي . قال : " فأين أنت من الاستغفار إني لأستغفر الله في اليوم - أو قال في اليوم والليلة - مائة مرة " .

عن حذيفة قال : أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفاه الله فيه ، فقلت : يا رسول الله ، كيف أصبحت بأبي أنت وأمي ؟! فردَّ عليّ بما شاء الله ثم قال : " يا حذيفة أدْنُ منّي " . فدنوتُ من تلقاء وجههِ ، قال : " يا حُذيفة إنّه من ختم الله به بصومِ يومٍ ، أرادَ به الله تعالى أدْخَلَهُ الله الجنة ، ومن أطعم جائعاً أراد به الله ، أدخله الله الجنة ، ومن كسا عارياً أراد به الله ، أدخله الله الجنة " . قلتُ : يا رسول الله ، أسرّ هذا الحديث أم أعلنه . قال : " بلْ أعلنْهُ " . فهذا آخر شيءٍ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وفي مسند الشاميين عن ربعي بن حراش قال : جلست إلى حذيفة بن اليمان وإلى أبي مسعود الأنصاري قال أحدهما للآخر : حدِّث ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : لا ، بل حدِّث أنت . فحدث أحدهما صاحبه وصدقه الآخر ، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يؤتى برجل يوم القيامة فيقول الله : انظروا في عمله . فيقول : رب ما كنت أعمل خيراً غير أنه كان لي مال وكنت أخالط الناس ، فمن كان موسراً يسرت عليه ، ومن كان معسراً أنظرته إلى ميسرة . قال الله عز وجل : أنا أحق من يسر ، فغفر له " . فقال : صدقت ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا ، ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يؤتى يوم القيامة برجل قد قال لأهله : إذا أنا مت فأحرقوني ثم اطحنوني ثم استقبلوا بي ريحاً عاصفاً فاذروني ، فيجمعه الله تبارك وتعالى يوم القيامة فيقول له : " لم فعلت " . قال : من خشيتك . قال : فيغفر له " ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله .

عن ربعي قال : قال عقبة بن عمرو لحذيفة : ألا تحدثنا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول . قال : سمعته يقول : " إن مع الدجال إذا خرج ماء وناراً ، الذي يرى الناس إنها نار فماء بارد ، وأما الذي يرى الناس إنه ماء فنار تحرق ، فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يرى إنها نار فإنها ماء عذب بارد " .

قال حذيفة : وسمعته يقول : " إن رجلاً ممن كان قبلكم أتاه ملك ليقبض نفسه فقال له : هل عملت من خير ! فقال : ما أعلم . قيل له : انظر . قال : ما أعلم شيئاً ، غير إني كنت أبايع الناس وأجازفهم فانظر المعسر وأتجاوز عن المعسر ، فأدخله الله عز وجل الجنة . قال : وسمعته يقول : " إن رجلاً حضره الموت فلما آيس من الحياة أوصى أهله إذا أنا مت فاجمعوا لي حطباً كثيراً جزلاً ثم أوقدوا فيه ناراً حتى إذا أكلت لحمى وخلص إلى عظمي فامتحشت فخذوها فاذروها في اليم ، ففعلوا . فجمعه الله عز وجل إليه وقال له : " لم فعلت ذلك " . قال : من خشيتك . قال : فغفر الله له " . قال عقبة بن عمرو : أنا سمعته يقول ذلك وكان نباش .

معركة نهاوند
في معركة نهاوند حيث احتشد الفرس في مائة ألف مقاتل وخمسين ألف ، اختار أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه لقيادة الجيوش المسلمة النعمان بن مقرن ، ثم كتب إلى حذيفة أن يسير إليه على رأس جيش من الكوفة ، وأرسل عمر رضي الله عنه للمقاتلين كتابه يقول: إذا اجتمع المسلمون ، فليكن كل أمير على جيشه ، وليكن أمير الجيوش جميعاً النعمان بن مقرن ، فإذا استشهد النعمان فليأخذ الراية حذيفة ، فإذا استشهد فجرير بن عبد الله . وهكذا استمر يختار قواد المعركة حتى سمى منهم سبعة ، والتقى الجيشان ونشب قتال قوي ، وسقط القائد النعمان شهيد ، وقبل أن تسقط الراية كان القائد الجديد حذيفة يرفعها عالياً وأوصى بألاّ يُذاع نبأ استشهاد النعمان حتى تنجلي المعركة ، ودعا نعيم بن مقرن فجعله مكان أخيه النعمان تكريماً له ، ثم هجم على الفرس صائحاً : الله أكبر ، صدق وعده ، الله أكبر ، نصر جنده . ثم نادى المسلمين قائلاً : يا أتباع محمد ، هاهي ذي جنان الله تتهيأ لاستقبالكم ، فلا تطيلوا عليها الانتظار . وانتهى القتال بهزيمة ساحقة للفرس ، وكان فتح همدان والريّ والدينور على يده ، وشهد فتح الجزيرة ونزل نصيبين ، وتزوّج فيها .

اختياره للكوفة
أنزل مناخ المدائن بالعرب المسلمين أذى بليغاً ، فكتب عمر لسعد بن أبي وقاص كي يُغادرها فوراً بعد أن يجد مكاناً ملائماً للمسلمين ، فوكّل أمر اختيار المكان لحذيفة بن اليمان ومعه سلمان بن زياد ، فلما بلغا أرض الكوفة وكانت حصباء جرداء مرملة ، قال حذيفة لصاحبه : هنا المنزل إن شاء الله . وهكذا خططت الكوفة وتحولت إلى مدينة عامرة ، وشفي سقيم المسلمين وقوي ضعيفهم .

فضله
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ما من نبي قبلي إلا قد أعطيَ سبعة نُجباء رفقاء ، وأعطيتُ أنا أربعة عشر : سبعة من قريش : عليّ والحسن والحسين وحمزة وجعفر ، وأبو بكر وعمر ، وسبعة من المهاجرين : عبد الله ابن مسعود ، وسلمان وأبو ذر وحذيفة وعمار والمقداد وبلال - رضوان الله عليهم - .

قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : استخلفتَ . فقال : " إنّي إنْ استخْلِفُ عليكم فعصيتم خليفتي عُذّبتُم ، ولكم ما حدّثكم به حُذيفة فصدِّقوه ، وما أقرأكم عبد الله بن مسعود فاقْرَؤُو " .

قال عمر بن الخطاب لأصحابه : تمنّوا !! فتمنّوا ملءَ البيتِ الذي كانوا فيه مالاً وجواهر يُنفقونها في سبيل الله ، فقال عمر : لكني أتمنى رجالاً مثل أبي عبيدة ومعاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان ، فأستعملهم في طاعة الله عزّ وجلّ . ثم بعث بمال إلى أبي عبيدة وقال : انظر ما يصنع . فقسَمَهُ ، ثم بعث بمالٍ إلى حذيفة وقال : انظر ما يصنع . فقَسَمه ، فقال عمر : قد قُلتُ لكم .

من أقواله
لحذيفة بن اليمان أقوال بليغة كثيرة ، فقد كان واسع الذكاء والخبرة ، وكان يقول للمسلمين : ليس خياركم الذين يتركون الدنيا للآخرة ، ولا الذين يتركون الآخرة للدنيا ، ولكن الذين يأخذون من هذه ومن هذه .

يقول حذيفة : أنا أعلم النّاس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة ، وما بي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرَّ إليَّ شيئاً لم يحدِّث به غيري ، وكان ذكر الفتنَ في مجلس أنا فيه ، فذكر ثلاثاً لا يذَرْنّ شيئُاً ، فما بقي من أهل ذلك المجلس غيري .

كان رضي الله عنه يقول : إن الله تعالى بعث محمداً صلى الله عليه وسلم فدعا الناس من الضلالة إلى الهدى ، ومن الكفر إلى الإيمان ، فاستجاب له من استجاب ، فحيى بالحق من كان ميت ، ومات بالباطل من كان حي ، ثم ذهبت النبوة وجاءت الخلافة على منهاجه ، ثم يكون ملكاً عضوض ، فمن الناس من ينكر بقلبه ويده ولسانه ، أولئك استجابوا للحق ، ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه ، كافاً يده ، فهذا ترك شعبة من الحق ، ومنهم من ينكر بقلبه ، كافاً يده ولسانه ، فهذا ترك شعبتين من الحق ، ومنهم من لا ينكر بقلبه ولا بيده ولا بلسانه ، فذلك ميت الأحياء .

ويتحدث عن القلوب والهدى والضلالة فيقول : القلوب أربعة : قلب أغلف ، فذلك قلب كافر. وقلب مصفح ، فذلك قلب المنافق . وقلب أجرد ، فيه سراج يزهر ، فذلك قلب المؤمن . وقلب فيه نفاق وإيمان ، فمثل الإيمان كمثل شجرة يمدها ماء طيب . ومثل المنافق كمثل القرحة يمدها قيح ودم ، فأيهما غلب غلب .

مقتل عثمان رضي الله عنه
كان حذيفة رضي الله عنه يقول : اللهم إنّي أبرأ إليك من دم عثمان ، والله ما شهدتُ ولا قتلتُ ولا مالأتُ على قتله .

الوفاة
لمّا نزل بحذيفة الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاءً كثير، فقيل : ما يبكيك؟ . فقال: ما أبكي أسفاً على الدنيا ، بل الموت أحب إليّ ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضاً أم على سخطٍ .

ودخل عليه بعض أصحابه ، فسألهم: أجئتم معكم بأكفان ؟ قالوا : نعم . قال : أرونيها . فوجدها جديدة فارهة ، فابتسم وقال لهم : ما هذا لي بكفن ، إنما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص ، فاني لن أترك في القبر إلا قليل ، حتى أبدل خيراً منها ، أو شراً منها . ثم تمتم بكلمات : مرحباً بالموت ، حبيب جاء على شوق ، لا أفلح من ندم .

وأسلمت الروح الطاهرة لبارئها في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن ، فرضي الله عنه وأرضاه .

المصدر
موقع نصرة سيدنا محمد رسول الله

تسنيم كتبي
06-02-2011, 02:03 PM
حذيفة بن اليمان توفى سنة 36 هجرية
حذيفة بن اليمان العبسى صاحب وله رسول الله ولد بالمدينة وشهد أحدا والخندق توفى بالمدينة.
المصدر
موقع وزارة الأوقاف المصرية