شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : ابتكار ذاكرة إلكترونية لحفظ آثار البتراء الأردنية


فراس كتبي
02-11-2011, 03:35 PM
ابتكار ذاكرة إلكترونية لحفظ آثار البتراء الأردنية




تمكَّن الدكتور طلال العكشة، الاستاذ في علوم الكيمياء والخبير في صيانة الآثار، من تطوير نظام معلوماتي لتوثيق المعالم الأثرية القديمة التي تزخر بها مدينة البتراء في الاردن والحفاظ على إرثها للأجيال المقبلة. وأوضح العكشة لـــ''الاتحاد'' أنَّ عوامل الطبيعية التي حولت وادياً ضخماً قبل اكثر من 2500 عام الى نجد من صخور رملية اطلق عليه اسم البتراء، بدأت تشكّل في الوقت الحاضر خطراً محدقاً على هذا الصرح التاريخي. ويشدد العكشة على ضرورة توثيق كل ما هو معروف عن البتراء قبل المباشرة بحمايتها او صيانتها، خصوصاً بعد فشل محاولاته الأولية لإصلاح المعالم الأثرية بسبب غياب قاعدة بيانات يمكن الاعتماد عليها لتشخيص الضرر وكيفية معالجته. وبدأ العكشة تدريجياً بجمع اعمال علماء الآثار والجيولوجيا والهيدرولوجيا والكيمياء والمهندسين والمصممين والمعماريين والمخططين ضمن ''نظام معلومات جيولوجيا الآثار''. ويضم هذا النظام خرائط وتفاصيل دقيقة للموقع ومواصفاته الفيزيائية، والمعالم الأثرية وحالتها ومشاريع التطوير العصرية في المنطقة المحيطة بالبتراء.

ويؤكد العكشة ان هذا النظام هو الاول من نوعه في منطقة الشرق الاوسط الذي يغطي موقعاً أثرياً يمتد على مساحة 10 كلم مربع.

ويلفت الى انه خلال ثلاث سنوات سيتمكن من اضافة 1000 معلم اثري الى ذاكرة ''نظام معلومات جيولوجيا الآثار'' التي يبلغ حجمها 10 جيجابايت. وقد ضم النظام بدءاً من العام 2008 حوالي 2000 معلم اثري وخرائط للبتراء نفسها ومنطقة وادي موسى السياحية وقرية ام سيحون البدوية المجاورة للبتراء.

وعن الخطر الذي يهدد وجود البتراء، يعتبر العكشة ان مدى صمودها يعتمد على مقدار العناية بها حالياً. وهو يقر بأن مآلها في النهاية رمال الصحراء، على اعتبار ان العديد من المعالم الأثرية قد اختفى، والبعض الآخر قد تضرر أكثر من غيره إعتماداً على معاينته للموقع. ومن هنا، يرى العكشة إن التوثيق الجيد للموقع سيبقيه آمناً في الذاكرة حتى بعد اندثاره.

ويلخص الأخطار المحدقة بمدينة البتراء بوجود تفسخ كيميائي طويل وبطيء ناجم عن الرطوبة والأملاح التي يحملها الهواء القادم من البحر الميت، والأمطار الغزيرة والفيضانات، ورياح الصحراء القوية والمحملة بالغبار. وهناك أيضاً تآكل متواصل ناتج عن الاحتكاك المباشر للسياح والمرشدين السياحيين بالآثار ولمسها بأيديهم وأقدامهم، وتغييرات منسوب المياه الجوفية، والتوسع الحضري، وانبعاثات الدخان الحمضي من عوادم السيارات. وتساهم هذه التفاعلات الكيميائية التي تنخر آثار البتراء المنحوتة في الصخور الرملية القديمة المزدانة بالألوان في القضاء شيئاً فشيئاً على هذه الاعجوبة.

جاء كلام العكشة على هامش المؤتمر الصحافي الذي اقيم للإعلان عن اسماء الفائزين بـ''جوائز رولكس للمبادرات الطموحة ''2008 تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الاميرة هيا بنت الحسين، حيث يعتبر العكشة أحد الفائزين الخمسة وأول عربي يفوز بهذه الجائزة منذ تأسيسها عام .1976

وقد تم اختيار الفائزين الأساسيين الخمسة، بالاضافة الى خمسة وصفاء، من قبل لجنة مستقلة تضم نخبة من العلماء والتربويين والاقتصاديين. وقد بلغ عدد المشاركين حوالي 1500 اتوا من 127 دولة، وهم بالاضافة الى العكشة، تيم باور من الولايات المتحدة، وأندرو ماكجونيجل من المملكة المتحدة، وأندرو موير من جنوب أفريقيا، وإلسا زالديفار من باراجواي


المصدر : مجلة الآثار
الكاتب : وكالات الأنباء