ريمة مطهر
02-11-2011, 12:14 AM
أبو العاص بن الربيع
رضي الله عنه
نسبه وقبيلته
هو أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي العبشمي ، صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته زينب رضي الله عنها أكبر بناته ، كان يعرف بجرو البطحاء هو وأخوه . (1)
أهم ملامح شخصيته
الوفاء بالعهد
قال الذهبي في تاريخ الإسلام : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أثنى على أبي العاص في مصاهرته وقال : " حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي " .
الأمانة
فلقد كان أبو العاص من رجال قريش المعدودين مالاً وأمانة وتجارة . (2)
إسلامه
لم يزل أبو العاص مقيماً على شركه حتى إذا كان قبيل فتح مكة خرج بتجارة إلى الشام بأموال من أموال قريش أبضعوها معه ، فلما فرغ من تجارته وأقبل قافلاً لقيته سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقيل : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هو الذي وجه السرية للعير التي فيها أبو العاص قافلة من الشام ، وكانوا سبعين و مائة راكب أميرهم زيد بن حارثة وذلك في جمادى الأولى في سنة ست من الهجرة ، فأخذوا ما في تلك العير من الأثقال وأسروا أناساً من العير فأعجزهم أبو العاص هرباً ، فلما قدمت السرية بما أصابوا أقبل أبو العاص من الليل في طلب ماله حتى دخل على زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستجار بها فأجارته ، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الصبح فكبر وكبر الناس معه . فعن عائشة رضي الله عنها قالت : صرخت زينب رضي الله عنها : ( أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع ) ، قال : فلما سلّم رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته أقبل على الناس فقال : " أيها الناس هل سمعتم ما سمعت ؟ " قالوا : نعم . قال : " أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء كان حتى سمعت منه ما سمعتم إنه يجير على المسلمين أدناهم " . ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على ابنته زينب فقال : " أي بنية أكرمي مثواه ولا يخلص إليك فإنك لا تحلين له " .
وعن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبي العاص وقال لهم : إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم ، وقد أصبتم له مالاً فإن تحسنوا تردوا عليه الذي له فإنا نحب ذلك ، و إن أبيتم ذلك فهو فيء الله الذي أفاءه عليكم فأنتم أحق به . قالوا : يا رسول الله بل نرده عليه . قال : فردوا عليه ماله حتى إن الرجل ليأتي بالحبل و يأتي الرجل بالشنة و الأداوة حتى أن أحدهم ليأتي بالشطاط حتى ردوا عليه ماله بأسره لا يفقد منه شيئاً . ثم احتمل إلى مكة فأدى إلى كل ذي مال من قريش ماله ممن كان أبضع منه ثم قال : يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه ؟ قالوا : لا ، فجزاك الله خيراً فقد وجدناك وفياً كريماً . قال : فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وما منعني من الإسلام عنده إلا تخوفاً أن تظنوا أني إنما أردت أخذ أموالكم فلما أداها الله عز وجل إليكم وفرغت منها أسلمت ، ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم . (3)
من مواقفه مع الصحابة
مع زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل إسلامه
فعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص وبعثت فيه بقلادة كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال : " إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا ". فقالوا : نعم يا رسول الله ، فأطلقوه وردوا عليها الذي لها . قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ عليه ووعده ذلك أن يُخلي سبيل زينب إليه إذ كان فيما شرط عليه في إطلاقه ، ولم يظهر ذلك منه ولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلم إلا أنه لما خرج أبو العاص إلى مكة وخلى سبيله بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة ورجلاً من الأنصار فقال : " كونا ببطن ناجح حتى تمر بكما زينب فتصحبانها فتأتياني بها ". فلما قدم أبو العاص مكة أمرها باللحوق بأبيها فخرجت جهرة . (4)
الوفاة
قال إبراهيم بن المنذر مات أبو العاص بن الربيع في خلافة أبي بكر رضي الله عنه في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة من الهجرة وفيها أرخه ابن سعد . (5)
المراجع
1- الاستيعاب [ جزء 1 - صفحة 545 ]
2- تاريخ الإسلام [ جزء 1 - صفحة 260 ]
3- المستدرك [ جزء 3 - صفحة 262 ]
4- مجمع الزوائد [ جزء 9 - صفحة 343 ]
5- الإصابة في تمييز الصحابة [ جزء 7 - صفحة 251 ]
رضي الله عنه
نسبه وقبيلته
هو أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي العبشمي ، صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته زينب رضي الله عنها أكبر بناته ، كان يعرف بجرو البطحاء هو وأخوه . (1)
أهم ملامح شخصيته
الوفاء بالعهد
قال الذهبي في تاريخ الإسلام : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أثنى على أبي العاص في مصاهرته وقال : " حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي " .
الأمانة
فلقد كان أبو العاص من رجال قريش المعدودين مالاً وأمانة وتجارة . (2)
إسلامه
لم يزل أبو العاص مقيماً على شركه حتى إذا كان قبيل فتح مكة خرج بتجارة إلى الشام بأموال من أموال قريش أبضعوها معه ، فلما فرغ من تجارته وأقبل قافلاً لقيته سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقيل : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هو الذي وجه السرية للعير التي فيها أبو العاص قافلة من الشام ، وكانوا سبعين و مائة راكب أميرهم زيد بن حارثة وذلك في جمادى الأولى في سنة ست من الهجرة ، فأخذوا ما في تلك العير من الأثقال وأسروا أناساً من العير فأعجزهم أبو العاص هرباً ، فلما قدمت السرية بما أصابوا أقبل أبو العاص من الليل في طلب ماله حتى دخل على زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستجار بها فأجارته ، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الصبح فكبر وكبر الناس معه . فعن عائشة رضي الله عنها قالت : صرخت زينب رضي الله عنها : ( أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع ) ، قال : فلما سلّم رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته أقبل على الناس فقال : " أيها الناس هل سمعتم ما سمعت ؟ " قالوا : نعم . قال : " أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء كان حتى سمعت منه ما سمعتم إنه يجير على المسلمين أدناهم " . ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على ابنته زينب فقال : " أي بنية أكرمي مثواه ولا يخلص إليك فإنك لا تحلين له " .
وعن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبي العاص وقال لهم : إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم ، وقد أصبتم له مالاً فإن تحسنوا تردوا عليه الذي له فإنا نحب ذلك ، و إن أبيتم ذلك فهو فيء الله الذي أفاءه عليكم فأنتم أحق به . قالوا : يا رسول الله بل نرده عليه . قال : فردوا عليه ماله حتى إن الرجل ليأتي بالحبل و يأتي الرجل بالشنة و الأداوة حتى أن أحدهم ليأتي بالشطاط حتى ردوا عليه ماله بأسره لا يفقد منه شيئاً . ثم احتمل إلى مكة فأدى إلى كل ذي مال من قريش ماله ممن كان أبضع منه ثم قال : يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه ؟ قالوا : لا ، فجزاك الله خيراً فقد وجدناك وفياً كريماً . قال : فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وما منعني من الإسلام عنده إلا تخوفاً أن تظنوا أني إنما أردت أخذ أموالكم فلما أداها الله عز وجل إليكم وفرغت منها أسلمت ، ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم . (3)
من مواقفه مع الصحابة
مع زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل إسلامه
فعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص وبعثت فيه بقلادة كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال : " إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا ". فقالوا : نعم يا رسول الله ، فأطلقوه وردوا عليها الذي لها . قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ عليه ووعده ذلك أن يُخلي سبيل زينب إليه إذ كان فيما شرط عليه في إطلاقه ، ولم يظهر ذلك منه ولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلم إلا أنه لما خرج أبو العاص إلى مكة وخلى سبيله بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة ورجلاً من الأنصار فقال : " كونا ببطن ناجح حتى تمر بكما زينب فتصحبانها فتأتياني بها ". فلما قدم أبو العاص مكة أمرها باللحوق بأبيها فخرجت جهرة . (4)
الوفاة
قال إبراهيم بن المنذر مات أبو العاص بن الربيع في خلافة أبي بكر رضي الله عنه في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة من الهجرة وفيها أرخه ابن سعد . (5)
المراجع
1- الاستيعاب [ جزء 1 - صفحة 545 ]
2- تاريخ الإسلام [ جزء 1 - صفحة 260 ]
3- المستدرك [ جزء 3 - صفحة 262 ]
4- مجمع الزوائد [ جزء 9 - صفحة 343 ]
5- الإصابة في تمييز الصحابة [ جزء 7 - صفحة 251 ]