مشاهدة النسخة كاملة : مع الأئمة الأربعة
جمانة كتبي
08-12-2015, 02:46 AM
مع الأئمة الأربعة
(أبو حنيفة - مالك بن أنس - الشافعي - أحمد بن حنبل)
* "كانوا قريبين من عصر النبوة والتنزيل والصحبة، وهم في الوقت ذاته شكّلوا المرحلة الوسطية إلى عصور الانفتاح والتوسع السياسي والعمراني والحضاري".
* "صحيح أن لكل إمام أتباعا يختصون به، ولكن بالنظر إلى الأصول العامة للإيمان، والأصول العامة لقواعد الاستنباط، فهي محل اتفاق بين الأئمة في الجملة، وهذا يعني أن الأمة اتبعت كل هؤلاء الأربعة إجمالا، وإن كانت تفرّقت بينهم في التفصيل والعمل الفقهي".
* حفظوا مقام العلم ومقام الأخلاق.. وتمتعوا بشخصيات طيّبة سهّلت طريقهم لقلوب الناس... ولم يدّعوا العصمة... "وقد وُجد في الأمة مَن هو أعبد منهم، ولكنهم حققوا التوازن بين العلم والعمل والتعليم، ولذلك كُتب لهم من المجد والخلود ما لم يُكتب لغيرهم، وبهذا التعبد تمكنوا من مصابرة الصعاب ومكابدة العلم والتعليم وتجاوز المحن، فكانوا من الصابرين، والله يحب الصابرين. والناس في أوقات سطوة المادة يحتاجون إلى النفوس الخاشعة، والأرواح الضارعة، والأعين الدامعة، والألسن الذاكرة، ويجدون في التعلم بالمشاهدة والمعاينة ما لا يجدونه في الكتب والأحاديث المرسلة".
ملخص من كتاب: (مع الأئمة) د. سلمان العودة
جمانة كتبي
08-12-2015, 02:51 AM
1/ الإمام الأعظم (أبو حنيفة) - رحمه الله:
* لم يكن عربيًا... أصله من كابل، أو من بابل، أو من نَسا، أو من تِرمذ، أو من الأنبار.. على خلاف عند المترجمين..
* وُلد سنة (80)هـ في حياة صغار الصحابة.. وهو أقرب الأئمة الأربعة إلى عهد النبوة.. وأدرك جماعة من الصحابة، ورأى أنس بن مالك رضي الله عنه.
* لم يتفرغ لطلب العلم منذ نعومة أظفاره، وإنما كان يتردد على السوق للبيع والشراء، حتى نصحه عامر بن شراحيل الشعبي ورغّبه في طلب العلم.
* كان فقيهًا معروفًا بالفقه، مشهورًا بالورع، غنيًا كثير المال، معروفًا بالإفضال على كل مَن يطيف به..
* لم يأكل بعلمه الدنيا، ولم يقصدها، ولم يمنعه (طلب العلم) من التجارة وطلب الرزق الحلال..
* لا يُحفظ له شعر قاله، وقلَّما يتمثّل بالشعر.
* كان واسع الحلم، لا يستفزه الجهال ولا يستثيرونه.
* إمام في الفقه والقياس، كلامه فيه أدقّ من الشَّعر.... قال النضر بن شُميل: "كان الناس نيامًا عن الفقه، حتى أيقظهم أبو حنيفة بما فتَّقه وبيّنه ولخَّصه".
* من أصوله أنه: لا يُقدّم شيئا على الكتاب والسنة ثم قول الصحابي، وأما ما خالف من بعض الأحاديث، فلاعتقاده أنها منسوخة أو لم تثبت عنده وثبت عنده ما يخالفها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* مات وهو ابن (70) عام. إذ تُوفي سنة (150)هـ.
جمانة كتبي
08-12-2015, 02:54 AM
2/ إمام دار الهجرة (مالك بن أنس) – رحمه الله:
* وُلد سنة (92)هـ وهي السنة التي مات فيها أنس بن مالك – رضي الله عنه.
* حمل طائفة من أهل العلم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "يوشِك أن يضربَ الناسُ أكباد الإبل يطلبون العلم، فلا يجدون أحدًا أعلمَ من عالم المدينة" على الإمام مالك، وأنه المقصود بالبشارة النبوية.
* تّفرُّغه للعلم وانقطاعه لتحصيله، بلغ به أن لا يُعرف له يوم راحة! حتى لو كان اليوم يوم عيد، بل إنه ينتظر العيد لعلمه أن أحدًا لا يزاحمه في ذلك اليوم.
* من نصائحه أن قال: "انظر ما ينفعك في ليلك أو نهارك فاشتغل به".
* كان يلبس الثياب العَدنية الجِياد، ويكره حلق الشارب ويعيبه... ويهتم بالمظهر الحسن.. وبصمة الأم المربية ظاهرة هنا، حيث عوّدته أمه منذ صباه على توقير العلم والعلماء، والتهيؤ لمجالسهم باللباس والزينة.
* طلب منه الخليفة العباسي المنصور أن يكتب علمه، وبناءً عليه كتب الإمام كتابه الشهير "الموطّأ" وظلّ يُقرأ عليه ما يزيد على (20) سنة، وهو يصححه وينقحه... ولم يوافق أن يحمل الخليفة أبو جعفر الناس على مذهبه.
* تميّز علماء المالكية بمباحث أصولية عظيمة، كالمقاصد الشرعية، ومباحث المصالح، والفروق، والنوازل....
* لزم بيته في آخر سنينه... وقيل في ذلك أسباب.. وحين يُسأل يقول: "ما يُتهيّأُ لكل أحد أن يذكر ما فيه"... والشهادة أن الإمام في مقام العذر التام عند مَن يعرف قدره..
* مات وهو ابن (86) عام. وكانت وفاته سنة (179)هـ. وكان يقول عند موته: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، لله الأمر من قبل ومن بعد".
جمانة كتبي
08-12-2015, 02:56 AM
3/ الفيلسوف الربّاني (الشافعي) – رحمه الله:
* وُلد بعسقلان – بلدة في قطاع غزّة – في العام الذي مات فيه أبو حنيفة، سنة (150)هـ.
* الشافعي أول مَن كتب في سيرته الذاتية، بعيدًا عن الافتخار والادَّعاء الكاذب.
* الشافعي فيلسوف في أربعة أشياء: في اللغة، واختلاف الناس، والمعاني، والفقه".
* رشّحه الإمام أحمد لمنصب "المجدديّة" كما في الحديث: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة مَن يجدِّد لها دينها".
* لم يكن الشافعي يجزم بصواب رأيه مطلقًا، إنما يقول قولته الشهيرة: "قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب".
* كان يحرص على ألا يصنع أتباعا يرددون ما يقوله، بل يحرص على إعداد قادة مستقلّين، لهم فقه ونظر واستدلال.
* كان عالمًا خبيرًا في "النفوس".. يدرك أن الناس لا يمكن أن يتفقوا على كل شيء..
* قال تلميذه الربيع بن سليمان المرادي: "كان لسان الشافعي أكبر من كتبه" يعني أن لغته الخطابية أبلغ مما في مصنّفاته.
* كان له مذهب قديم – بالعراق - رجع عنه إلى الجديد – بمصر -، وصحّح كتابه "الرسالة" بمكة، ثم صححها في العراق، ثم انتقل إلى مصر وصاغها الصياغة الأخيرة، ولا يُعرف بين الناس إلا كتاب "الرسالة" الذي صاغه في مصر، وهكذا، فإن الأقوال والاجتهادات محل مراجعة ومناقشة ونظر وتصحيح.
* بُصر في مصر بحالات جديدة من الأوضاع العملية والعلمية والاجتماعية ولّدت عنده نوعًا من الفهم الجديد..
* صاحب الصوفية، وكان ينصحهم وينتقدهم، إلا أنه مع ذلك ذكر ما استفاده منهم..
* اجتمع له علم "أهل الرأي" وعلم "أهل الحديث"، وقدّم خدمة عظيمة للتقريب بين المدرستين بالعراق والمدينة.
* قال رحمه الله: "من إذلال العلم أن تناظر كل مَن ناظرك، وتقاول كل مَن قاولك".
* توفي بعمر قصير (54) عام، سنة (204)هـ بعد رحلات متعددة.
جمانة كتبي
08-12-2015, 02:59 AM
4/ إمام أهل السنة (أحمد بن حنبل) – رحمه الله:
* وُلد ببغداد، عام (164)هـ. وهو عربي من بني ذُهل بن شيبان.. وكان ممَن يؤمن أن قيمة المرء في عمله وإنجازه لا في نسبه.
* كان معتدلا في لباسه، يكره التكلُّف، ويميل إلى البذاذة والتواضع..
* كان لبعض المحدِّثين والقرّاء سمت خاص وبزّة معينة، أما الإمام أحمد كان لباسه كسائر الناس.
* لم ينهَ ع الابتسام والضحك، لكنه أخذ "نفسه" بشيء من الجد والصرامة في مجالس العلم... ولم يحرّم الحلال، ولم يضيق على الناس، ولكنه في خاصّة نفسه ومَن يعول يتخذ مسلك الورع والتقوى والاحتياط والتعفف.
* كان يقول: "أنا أفرح إذا لم يكن عندي شيء".
* كان رحمه الله شديد العناية بالقرآن وفهمه وعلومه، وكان ينتقد إعراض الطلبة عن القرآن والتفسير.
* عالمٌ بعلل الآثار والأحاديث، مميزٌ صحيحها من سقيمها، وإليه يرجع الناس في ذلك.
* اشتهر بسبب حفظه الواسع، وتقواه.. وحاجة الناس إلى ما عنده... وهو يكره الشهرة ويقول: "طوبى لمَن أخملَ الله ذكره".
* ازدادت شهرته بسب موقفه الاستثنائي في مواجهة محنة "القول بخلق القرآن".
* ثبت الإمام أحمد على موقفه، واستطاع أن يتجاوز الحظوظ الذاتية، فتسامح مع الذين عذّبوه وضربوه وسجنوه.. وجعلهم في حِلّ.
* كان يدعو: "اللهم مَن كان من هذه الأمة على غير الحق، وهو يظن أنه على الحق، فردّه إلى الحق ليكون من أهل الحق".
* ظلّ يشكو آثار التعذيب الذي ناله في المحنة، ومات بعمر (77)، سنة (241)هـ.
رحمهم الله جميعًا، وألحقنا بهم في الصالحين.